لماذا ألح دائما على تخصيص شيوخي الأربعة؟ (3)



ذكر شيخنا حاتم العوني في احدى خواطره، أن نسبة مكانة هذا الزمن الذي وُجد فيه شيوخ الصحوة الإسلامية الأوائل كشيوخي الأربعة، من مكانة زمننا وعلمائنا هو كنسبة مكانة زمن الصحابة في العلم والفهم إلى مكانة زمننا وعلمائنا.
وفي نقاش لي مع الدكتورة هبة رؤوف عزت حول ذكرها لشيخنا رشيد رضا في كتابها "الخيال السياسي للإسلاميين" بكلام أراه ينافي المكانة التي أعرفها للشيخ رشيد، ويجعل شأنه كشأن سفهاء الأحلام حدثاء الأسنان ممن يعتلون مقاعد الرئاسة والإمامة في الحركة والعلم الذين ابتلانا الله بهم في هذا العصر، فقالت لي لم يكن كلامها عن قراءة فاحصة لرشيد رضا، لأن الكتاب كان في بداية حياتها، ولكن الكتاب كله (في نظري بلا مجاملة) صحيح تمامًا ونجح في تشخيص جملة من المشاكل عجز كل من أعلمهم عن وضع يدهم عليها (عدا كلامها عن شيخنا رشيد فقط) وقلت لها: لو فرضنا أن هناك خط متصل يبدأ من رقم واحد إلى رقم عشرة ووضعنا كل علمائنا المعاصرين عليه لاستوعبهم وكان فضل أحدهم على الآخر بعلو منزله في الترتيب، لكن هذا الخط كله بدرجاته لا يخرج عن حيز التفكير الذي يجمع بين وصفي (البدعية والبدائية) فكلهم ما بين البدعة فيما ضلوا فيه طريق التفكير الصحيح أو ما بين البدائية فيما أصابوا فيه من تفكير صحيح لكن بنظر بدائي ساذج لا يراعي السقف العلمي (صحيحه وخطئه) الذي بلغه البشر في عصرنا ولا يراعي ما يحتويه دين الإسلام من ترسانة فكرية، فكان النظر بدائي ساذج لا يسمن ولا يغني من جوع، قلت لها كلام بهذا المعنى بلفظ "فكر خرافي" فقالت : وهذا ما أقوله لطلابي، وفي عقد الأربعينيات وُجد من شيوخ الأزهر من نجح في الوصول إلى الفهم الدقيق والصحيح للإسلام.

تعليقات

المشاركات الشائعة