منهج الإمام رشيد رضا في مجادلة النصارى دون إحداث فتنة.



أعظم وسيلة تمكن بها أدعياء السلفية المعاصرون من هدم أركان مهمة من الإسلام وسلامة مجتمعاته (ويحسبون بها أنهم مصلحون) هي دعوة النصارى إلى الإسلام ومجادلتهم، ورغم أن هذه الدعوة من أهم مقاصد الإسلام كما في قول الله تعال {وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ إِلَّا لِتُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي اخْتَلَفُوا فِيهِ ۙ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ}(النحل:64) إلا أنها تصير محرمة إذا مارسها جاهل مثلهم.
 نريد أن نعرف كيف استطاع الإمام رشيد رضا مجادلة النصارى دون إحداث فتنة في المجتمع؟ لأنه أعظم من جادلهم في هذا العصر وكان يكثر في ذلك بالأبحاث الطويلة والقصيرة.
نشر الإمام مقالا في جريدة الأهرام المصرية عن حكم ترجمة القرآن الكريم ومما قال فيه: (ثانيًا: إننا نحن المسلمين لا نعتقد أن النصارى على ملة المسيح عليه السلام ولا يصح أن نزيد على ذكر اعتقادنا هذا في صحيفة عمومية) تفسير المنار:ج9، ص:296
فانظر إلى الجريدة وهي أرقى جريدة مصرية، وإلى البحث وهو بحث علمي، ورغم ذلك رأى الشيخ عدم جواز الزيادة عن ذلك السطر الذي ألجئه إليه توفيتُه البحث الأصلي حقه، وقارن ذلك بحال اسلاميي اليوم الذين يقتصرون في مجادلة النصارى على شاشات التليفزيون والفضائيات التي يشاهدها كل العوام مممن يقرؤون وممن لا يقرؤون، وفي مقاطع يوتيوبية قصيرة منتشرة، زد على ذلك أن جدالهم غير علمي وأقرب للإزدراء والإهانة منه إلى الجدل العلمي.
ولو كان هذا الجدال علميا لكان طرحه بهذا الشكل على العوام يصدع المجتمع ويهدد سلامته، والواجب أن يكون مجال ذلك الجدل في غير وسائل الإعلام العمومية، كما يقول الدكتور نصر عارف في تحديد هذا المجال "هذا المجال موجود فى مراكز البحث العلمى والجامعات، ولكن لا يتم بثه عبر شاشات التليفزيون للعوام، هو موجود فى الكتب والدوريات العلمية لمن أراد أن يتعلم"
فحذروا من هؤلاء السفهاء، ضيقوا عليهم، لا تكثّروا سوادهم بمشاهدة نشاطهم.

تعليقات

المشاركات الشائعة