الغزو الجاهلى لمصر

الغزو الجاهلى لمصر


خالد المرسى   |  03-10-2011 23:5

رأيت مقطع فيديو على " يوتيوب " لأحد أشهر الدعاة الاسلاميين، ويبدو أن هذا المقطع المُفزع استفز بعض الشباب فأنشأوا صفحة على الفيسبوك بعنوان(معًا لنتصدى للغزو الجاهلي في مصر) ووضعوا إعلانها بعد ما انتهى الشيخ من كلمته، فماذا قال هذا الشيخ في المقطع؟

المقطع معنون بـ ( الشيخ فلان يحرم الخروج في جمعة 30/9 ) ويبدأ الشيخ الكلام وهو يصيح بالسب والتعنيف اللفظي لمن يرى الخروج في هذه الجمعة!

أما المصيبة الأكبر من ذلك هو قوله في نهاية المقطع باللفظ ( فالجمعة دي كل عاقل ميروحهاش، كل مسلم عنده ذرة من دين ميروحهاش)!! وحيث أن الشيخ في بداية كلامه تحدى أن يأتيه عالم يثبت له خطأ كلامه – ويشترطُ أن يكون عالمًا لا متخلفًا " بلفظ كلامه!"!!- ؛ فأنا أسأله بلغة العلم: هل من رأى الخروج في هذه الجمعة ( ومنهم إسلاميون ووطنيون صالحون) خالفوا أصلاً دينيا معلومًا من الدين بالضرورة ليصح لك وصفهم بما وصفت؟ وهذه الحالة الوحيدة في الشرع التي تبيح هذا الوصف، لأن هذا الوصف لا يُقال إلا على الكفار كما قال شُراح الأحاديث التي تثبت الشفاعة في يوم القيامة، التي وردت فيها التعبير بمثقال الذرة يقولون:" ضُرِب بمثقال الذرة المثلُ لأقل الخير؛ فإنها أقل المقادير" شرح النووي على صحيح مسلم ج3 ص 407 ، فكل مسلم شارك في جمعة 30/9 عند الشيخ ليس عنده ذرة من دين!!!!!!! يعني بلغة العلم والأحاديث النبوية كافر خارج من الدين بالكلية!!!! .

وبمناسبة مقطع الفيديو فقد قرأت للدكتور جابر عصفور( وهو إمام الحداثيين في مصر) منذ سنتين مقالا يتكلم فيه طفولته التي عاشها في مدينة المحلة الكبرى ومما حكاه كانت لقطات ومشاهد من حال أحد المشايخ وطريقته في التدين، وكيف أن والدة الدكتور جابر توفيت وهي على يقين بأن كل الشهادات التي حصل الدكتورعليها كانت ببركة أولياء الله الصالحين وأولهم هو هذا الشيخ!

وحكى الدكتور مشاهد من حياة الشيخ تتنافى مع التوجه السني وتقتل الشيخ عقليًا، لم أصدقه وقتها وأيقنت أنه يحارب الدين بهذا الكلام! أما الآن فقد صدقته وأعلن إحترامي لكلامه!.

ومن العبرة التي نستفيدها من هذا الموقف هو أنه إذا تخصص في الدعوة إلى الله أو طلب العلم من ليس أهلاً لهذا التخصص لضعف عقله ونقص قدراته أو لإنحراف وخلل في منهج طلب العلم، إذا تخصص من هذا أو من هؤلاء حالهم – لأنهم كثر لا واحد فقط) واستمروا في طريق التعلم حتى حفظوا النصوص والمعلومات وألقوا الدروس والمحاضرات من محفوظاتهم يصبح من الصعب جدا بل من المستحيل العمل على إقناع المعجبين بهم بأنهم ليسوا أهلا للدعوة إلى الله ، فالحفظ لا يدل على فضلهم لأنه لا يعجز عنه أحد لأنه يرتبط بالمِراس والمثابرة فقط؛ لا كالذكاء والفهم اللذين يُشترط فيهما وجود الموهبة والحفاظ على سلامة باقي القدرات العقلية المكتَسبة مما يؤثر فيها بالسلب أو الثلب ( وبذلك تثبت الدراسات النفسية الحديثة).

ولن يقتنع المعجبون بهم إلا بعد أن يروا مواقف صريحة تعكس ظلام عقولهم وأفكارهم القاتلة مثل هذا المقطع، ونظرًا لأن فترة حكم " مبارك" كانت سجنًا كبيرا للمصريين فلم تكن هناك مساحة الحركة الكافية لتظهر فيها عقول وأفكار هؤلاء الحقيقية في صورتها الكاملة ، أما الآن وقد خرجنا من السجن فستظهر لنا الأيام والحوادث عن الصورة الحقيقية لهؤلاء ولعقولهم ولأفكارهم!.

وفي النهاية أردد مع هؤلاء الشباب – وأنا سلفي وأتعلم الدين من شيوخ الإسكندرية– أردد معهم وأدعو الجميع قائلاً:" معًا لنتصدى للغزو الجاهلي في مصر".
http://www.almesryoon.com/news.aspx?id=80353

تعليقات

المشاركات الشائعة