بل هو الكذب يا أستاذ بلال.

بل هو الكذب يا أستاذ بلال.
هذا مقال كتبته قبل أن أسمع حوار الأستاذ بلال مع الأستاذ خالد الجندي والذي قال فيه بلال: أنه يقصد ما معناه عند العلماء ب" حكم أهل الفترة الذين ماتوا ولم يبلغهم خبر الرسول" بلال يقول أنه يقصد هؤلاء واستدل بكلام رشيد رضا ومحمد عبده على ذلك، والواقع أن بلال يحاول أن يخرج من ورطته بعد أن رأى التضييق عليه – الذي وصل لدعوة الشيخ مصطفى العدوي أهلَ الفضل لرفع قضايا عليه - ، ومن أدلة ذلك أنه استدل في حواره مع خالد الجندي بكلام لأبي حامد الغزالي من كتاب فيصل التفرقة بين الايمان والزندقة، ولو كان هذا مقصوده حقا لاستدل بكلام الغزالي في مقاليه أو بكلام أي من علماء المسلمين الذين تكلموا في هذه المسألة – وجلهم أو كلهم تكلم فيها - بدل أن يعتصم بكلام الشيخين رشيد رضا ومحمد عبده فقط. وأيا ما كان فنحن نهنئه على رجوعه وندعوه إلى أن يسأل أهل العلم – من السلفيين – في مثل هذه المسائل قبل أن يكتب فيها.
وهذا رد على ما نسبه لرشيد رضا ومحمد عبده، أرى واجبا التنبيه عليه – وإن كنت أهنئ بلالا على رجوعه، لكن ما زال منقوله عن الشيخين موهما على الأقل وفي مقالي هذا ما ينفي عنهما ما نقله
بعد أن أثبتُّ كذب الأستاذ "بلال فضل" على الدكتور محمد دراز – وأرجو أن يعذرني الأستاذ بلال في وصفي هذا لأن مقتضى الأمانة أن أسمي الأشياء بأسمائها فنسمي الكذب كذبا والصدق صدقا و هكذا... – رد الأستاذ بلال ونبه في مقال له أن هذا النقل لم ينقله هو وإنما الذي نقله هو الأستاذ "فهمي هويدي"، والأستاذ بلال نقله عن نقل الأستاذ فهمي، ويقول " بلال" إن هذا ليس كذبا لأن الأستاذ فهمي نقل الكلام باللفظ وذكر المرجع لمن يريد الرجوع إليه! وأقول للأستاذ بلال: بل هو الكذب الصريح يا أستاذ بلال، لأن الإنسان قد ينقل الكلام عن غيره بلفظه كما هو ويكون في نفس الوقت كذابًا ، وهذا إذا كان قصّ وحذف جزءً أصليًا من الكلام المنقول يُحرِّف معنى الكلام عن قصد صاحبة بالكلية! كطريقة من ينقل قول الله تعالى ( لا تقربوا الصلاة ) فهو نقل جزءًا من الآية نقلا لفظيا صحيحًا لكنه حذف جزءها الأخر الذي لا يتم المعنى المقصود إلا به فكان كذابا كذابا كذابا!!.
وكذلك حضرتك يا أستاذ بلال مع إحترامي وإجلالي لشخصك، كذبت على الإمام رشيد رضا ومحمد عبده. ودليلي على كذبك عليهم هو : أن أحيل القارئ لقراءة تفسير الشيخ رشيد رضا للآيات التي استدللتَ بها في تفسير المنار، أو يذهب القارئ لتحميل كتاب من الإنترنت عنوانه " منهج الشيخ محمد رشيد رضا في العقيدة " وهذا الكتاب كتبه الباحث " تامر محمد محمود متولي" وعكف عليه سنوات ونال به درجة الدكتوراة من الجامعة الإسلامية بالسعودية، وبنظرة سريعة في فهرسه تتوصلون إلى منهج الشيخ رشيد في تعريف وتحديد الإيمان الصحيح الذي ينفع صاحبه في الدنيا والآخرة من الإيمان الباطل الذي لا يغني عن اهله شيئا. وكذلك كذبتَ على الشيخ محمد عبده ودليلي هو: أن آثار الشيخ محمد عبده الفكرية لم تُحفَظ إلا بواسطة الشيخ رشيد رضا عبر مجلة المنار التي كانت تُنشَر فيها مقالات محمد عبده وتقاريره وفتاويه ومواقفه في الدفاع عن الإسلام ، وكذلك في تفسير المنار الذي فسر فيه الشيخ "رشيد" اثني عشر جزءًا من القرآن الكريم وكان ما كتبه في التفسير اعتمادًا على أستاذه "محمد عبده" واستمدادًا منه أقل من خمسة أجزاء، وما استقل به الشيخ "رشيد" أكثر من سبعة أجزاء – انظر كلام الشيخ "محمد الفاضل بن عاشور" في كتاب التفسير ورجاله -، والحمدلله أن كان تفسير سورة البقرة مما فسره الشيخ رشيد اعتمادا على كلام أستاذه فظهر فيها جليا موقف الشيخ محمد عبده من إيمان أهل الكتاب وهل هو صحيح ينفعهم في الدنيا والآخرة أم لا، وخاصة أن سورة البقرة أطول وأعظم سور القرآن الكريم وكانت  "العناية فيها موفورة لدعوة أهل الكتاب الى الاسلام وفضحهم والنعي عليهم في تحريفهم لكتابهم الذي أنزله الله عليهم ولكفرهم بمحمد صلى الله عليه وسلم، وسر هذه العناية بجدال أهل الكتاب وفضحهم في سورة البقرة هو أن هذه السورة هي غرة السور المدنية، والمدينة كان يسكنها أشد الناس عداوة للذين أمنوا، وأكثرهم جدالا في دينهم بما أوتوه من العلم قبلهم – أي علم الكتاب لأنهم أهل كتاب" منقول بتصرف من كتاب النبأ العظيم للدكتور محمد دراز ص 221.
مرة أخرى : أرجو أن تعذرني يأستاذ بلال فقد اتفق أهل العقل على وجوب تسمية الأشياء بأسمائها.
وأحب هنا أن أشكر الأستاذ" فؤاد سعيد بن محمد شفيع بن محمد رشيد رضا"  الذي اتصل بي وشكرني على دفاعي عن الشيخ المجدد محمد رشيد رضا – رحمه الله - ، وهذا واجبنا أن نرد عن علماءنا ما يسؤهم.
كتب- خالد المرسي

تعليقات

المشاركات الشائعة