وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ} .. أل عمران 64 يا أستاذ بلال

الأستاذ بلال فضل يكتب مقالا يستدل فيه ببعض الآيات القرآنية التي تثبت الايمان لمن مات على التوحيد قبل بعثة نبينا على إيمان أهل الكتاب الذين عاشوا أيام النبي ولم يؤمنوا به وكذلك الأحياء الآن ولا يهمني رأيه ولكن ما آلمني أنه نسب هذا، الكلام لرشيد رضا، ونزعه للأيات القرآنية من سياقها كمن يستدل بقوله تعالى ( لا تقربوا الصلاة).

فالمعلوم أن هناك آيات كثيرة من القرآن تنص على كفر أهل الكتاب من اليهود والنصارى وكل من لم يؤمن بمحمد – صلى الله عليه وسلم – وآيات أخرى أثبتت الايمان لأهل الكتاب الذين ماتوا قبل بعثة النبي على التوحيد.وعندنا أطول وأعظم سورة في القرآن الكريم "سورة البقرة وكانت العناية فيها موفورة لدعوة أهل الكتاب الى الاسلام وفضحهم والنعي عليهم في تحريفهم لكتابهم الذي أنزله الله عليهم ولكفرهم بمحمد صلى الله عليه وسلم، وسر هذه العناية بجدال أهل الكتاب وفضحهم في سورة البقرة هو أن هذه السورة هي غرة السور المدنية، والمدينة كان يسكنها أشد الناس عداوة للذين أمنوا، وأكثرهم جدالا في دينهم بما أوتوه من العلم قبلهم – أي علم الكتاب لأنهم أهل كتاب – " منقول بتصرف من كتاب النبأ العظيم للدكتور محمد دراز ص 221 وينظر هناك لمزيد تفصيل عن هذا الجانب من سورة البقرة. ولننظر لتفسير المنار للشيخ رشيد رضا الذي نسب له الأستاذ بلال هذا الرأي الباطل نجد كلام رشيد واضح في أن الاسلام هو الدين الذي لا يقبل الله غيره وأنه الذي يجب الايمان به على كل الناس، بل وللشيخ رشيد رضا كتاب كامل اسمه " الوحي المحمدي" وهو الكتاب الذي ما إن طلع للنور حتى شطب "شكيب أرسلان" ما كان كتبه في كتاب له من أنه لا يوجد في هذا العصر كتاب يدعو الأمم الأخرى إلى الاسلام بطريقة عصرية، فلما كتب رشيد رضا هذا الكتاب شطب شكيب ارسلان نفيه السابق، وهذا الكتاب كله موجه للأمم الكافرة لدعوتها الى الاسلام وإثبات أنهم لا يستطيعون إثبات نبوة عيسى عليه السلام ولا موسى عليه السلام إلا بعد أن يؤمنوا بالقرآن وبنبي القرآن! يعني لو لم يؤمنوا بالاسلام لا يصح لهم حجة على أن عيس وموسى عليهما السلام أنبياء من عند الله!!! وهذا واضح ومشهور من منهج الشيخ رشيد ويمكن الاستعانة بكتاب " منهج الشيخ رشيد رضا في العقيدة " لتامر متولي وهو رسالة دكتوراة اعدها الباحث ، أما الشيخ محمد عبده فلم أقرأ له وإن كان تفسير سورة البقرة للشيخ رشيد رضا مليئة بكلام الشيخ محمد عبده وهو يؤكد ما أثبته هنا.

ولا أدري ما قصة الشيخ رشيد رضا مع القوم هذه الأيام! فقد أخطأ آخر أيضا بنسبة رأي فاسد قبيح واستدل له بكلام الشيخ رشيد! رغم صراحة ونصاعة موقف الشيخ رشيد في كتبه الذي يؤكد فيه ضد هذا الكلام بالكلية جملة وتفصيلا وسأنشر مقال يرد عليه قريبا إن شاء الله