بل هو من الإسلام

خالد المرسي   |  10-10-2011 00:27

كتب الدكتور" علي مبروك" مقالا في جريدة الأهرام بعنوان" ليس من الإسلام" وهو ينتقد فيه مقولة( دولة مدنية ذات مرجعية إسلامية) التي يعبر بها جماعة الإخوان المسلمين عن تصورهم للدولة الإسلامية المبتغاة، ونقده يتوجه إلى ما تستلزمه هذه العبارة من جعل الدولة المدنية منبثقة من الإسلام.

ومن المعلوم أن مراد جماعة الاخوان المسلمين بمصطلح المدنية هو أنها دولة المؤسسات ودولة القانون وكفالة الحريات والعدالة وهي المطالب التي هدفت إليها ثورة 25 يناير، فالدكتور علي يقول في مقاله إن هذا المعنى للدولة المدنية لا يعرفه الإسلام كدين، بل، لا تعرفه التجربة التاريخية للمسلمين، ولا من أحدث هذه المعاني العظيمة كانوا من المسلمين أصلاً!

وإنما الذي أحدثها هم علماء الغرب فقط، ودور المسلمين هنا هو دور المقلد الذي لم يفعل شيئا سوى التقليد المحض والخالي من أية إضافة أو تكميل ، والأعجب من ذلك كله إدعاؤه بأن له سلفًا في ذلك الرأي، وسلفه هو الشيخ المجدد "رشيد رضا" – رحمه الله-، ونقل في آخر مقاله كلاما للشيخ رشيد يدل على ذلك في رأيه، والحقيقة أن ما نقله من كلام الشيخ منزوع من سياقه، ولذلك لا يتضح معناه بالتحديد ولو كان الدكتور "علي" ذكر رقم الصفحة في مجلة المنار لعرفنا أن كلام الشيخ رشيد منزوع من سياقه نزعًا يخل بالمعنى ويبهمه فلا يتضح، هذا غير تدُّخل الدكتور علي في نص الكلام المنقول بالشرح. وعلى كل حال فالشيخ رشيد بريء من هذا الرأي تماما، بل الشيخ رشيد أوضح في كتبه أن هذه المعاني العظيمة التي يقصدها الاخوان بمصطلح ( المدنية) هي أصيلة في دين الإسلام ولم يتعلمها الغرب إلا من المسلمين ( بإعتراف علمائهم) ثم ابتليت الأمة بعلماء سوء وبمقلدين حجبوا هذا الهدي الاسلامي وشرعنوا الظلم والاستبداد لأمراء السوء تحت سطوة الترغيب والترهيب، وهذه بعض النصوص التي توضح هذه الحقائق من كلام الشيخ رشيد : يقول الشيخ رشيد "

وقد صرح بعض حكماء الغرب، بما لا يختلف فيه عاقلان في الأرض، من أن التفكر هو مبدأ ارتقاء البشر، وبقدر جودته يكون تفاضلهم فيه. كانت التقاليد الدينية حجرت حرية التفكر واستقلال العقل على البشر حتى جاء الاسلام فأبطل بكتابه هذا الحجر، وأعتقهم من هذا الرق، وقد تعلم هذه الحرية أمم الغرب من المسلمين، ثم نُكس هؤلاء المسلمون على رءوسهم فحرموها على أنفسهم إلا قليلاً منهم حتى عاد بعضهم يقلدون فيها من أخذوها من أجدادهم. وقد اعترف علماء الغرب لعلماء سلفنا بسبقهم وإمامتهم لهم، ونقل شخنا الأستاذ الإمام - يقصد محمد عبده - طائفة من أقوالهم في كتاب الاسلام والنصرانية " انظر كتاب الوحي المحمدي ص 263، ويقول في ص 288: " وقد بينت في تفسير قوله تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا)( سورة النساء:59) ما تدل عليه من قواعد الحكم الإسلامي وكونه أفضل من الحكم النيابي الذي عليه دول هذا العصر" ويحيل الشيخ رشيد القارئ الى قراءة ما كتبه بالتفصيل في تفسير المنار ج5 ص 180: 222، وللشيخ رشيد كلام كثير ومفصل في غير تلك المواضع من كتبه ومقالاته.

http://www.almesryoon.com/news.aspx?id=81282

تعليقات

المشاركات الشائعة