إن لم تهتم ب(الفكر) في بداية طلبك للعلم؛ فسَدَت نفسُك وأفسدت نفوسَ المدعوين

يقول علامة الشام الشيخ/جمال الدين القاسمي
(التزم وظيفةً من الجزء النظري والعملي لا تُخِلَّ به ألبتة، ولتجري النفس مجرى الرياضة التي في حفظ صحة البدن، وأطباء النفوس أشد تعظيمًا لها في حفظ صحة النفوس؛ وذلك لأن النفس متى تعطلت من النظر وعدمت الفكر والغوص في المعاني، تبلدت وتبلهت وانقطعت عنها مادةُ كل خير، وإذا ألِفَتِ الكسل وتبرّمت بالرويّة واختارت العطلة قرب هلاكها؛ لأن في عطلانها انسلاخًا من صورتها الخاصة بها، ورجوعًا منها إلى رتبة البهائم، وهذا هو الانتكاس في الخلق – نعوذ بالله منه-. وإذا تعوّد الحدثُ الناشئ من حداثته الارتياضَ بالأمور الفكرية واحتمل ثقل الرويّة والنظر، وأَنِسَ بالحق ونبا طبعُه عن الباطل، وسمعُه عن الكذب حتى إذا بلغ أشده، وانتقل إلى مطالعة الحكمة استمر طبعُه فيها، وتشرّب ما يستودع منها، فوصل إلى سعادتها)
من كتاب جوامع الآداب في أخلاق الأنجاب ص17


تعليقات

المشاركات الشائعة