الدكتور/ بكار يتكلم عن أنواع المنافحين عن استمرار ما هو سائد




يقول الدكتور/ عبد الكريم بكار- حفظه الله -

هناك خوف من قبل الأشخاص المؤهَّلين لممارسة النقد؛ فالمنافحون عن استمرار ما هو سائد أشكال وأنواع، فمنهم أخيار طيبون، ونواياهم حسنة. لكنهم مبتلون بشيئ من عدم الاطلاع وشيئ من ضيق الأفق، وهؤلاء يهاجمون على نحو شرس كل من يوجِّه سهام النقد الى أي شيئ سائد الآن، أو كان سائدًا في يوم من الأيام، وأقل ما يمارسونه هو عزل الناقد والتحذير منه واتهامه بشتى أنواع التهم، وقد منحت شبكة ( الانترنت) هؤلاء أدوات إضافية لذلك؛ والى جانب هؤلاء هناك أشخاص مستفيدون من كل أزمات الواقع ومشكلاته، إنهم ما بين ظالم ومستبد ومتاجر بعقول الناس وأرزاقهم. إن هذه الفئات من الناس تتضايق من النقد كما تتضايق بعض المخلوقات من الروائح الطيبة؛ ولهذا فإنهم يحاولون إبقاء كل شيئ على حاله، ويمارسون في سبيل ذلك نوعًا من الارهاب والتخويف لكل من يحاول فتح وعي الناس على الظلم الذي يتعرضون اليه. المؤسف حقًا أن هذه الفئات التي تنحط أحيانًا الى درجة ( عصابات المافيا) موجودة في شتى أنحاء العالم، وإمكاناتهم في الضغط كبيرة جدًا، وتجاهلهم صعب ومكلف؛ ولهذا فإن على المجتمع كله أن يسعى الى أن يكون لديه قضاء نزيه وسريع في حسم القضايا، وأن تكون لديه صحافة تتمتع بالصدق والحرية والمسؤولية،حتى يشعر الناس بالأمن والطمأنينة.

3- هذا العائق يتعلق بالقصور الذاتي للمفكر/ الناقد؛ حيث إن المرء قد يدرك تمامًا ما الذي عليه أن يقوله، لكن يمنعه من ذلك ليس الخوف من العزلة أو الأذى، ولكن الخوف على المكاسب التي حصل عليها أو الخوف من عدم تحقيق الطموحات المادية التي يتطلع اليها.

إن هناك حقيقة ساطعة، هي أنه حين تشتد رغباتنا، وتتسع دائرة مصالحنا يخفت صوت عقولنا، فيتحول الصوت الجهوري الى همس خفي لا يكاد يسمعه أحد غير صاحبه، لا أحد يطالب المفكر بالتخلي عن همومه الشخصية والمعيشية من أجل هموم الأمة، لكن الجميع يطالبونه بأن لا يزيد في طموحاته الى درجة يصبح تحقيقها رهنًا يتخليه عن مبادئه ورسالته ودوره المرتقب. نحن لا نستطيع أن نحصل على كل شيئ، ولا بد من التضحية ببعض الأشياء حتى نحصل على بعضها الآخر، والمهم في كل الأحوال أن يسعى المفكر لأن يكون في وضعية لا تحمله على قول الباطل إن لم يستطع قول الحق .

منقول من كتاب " تكوين المفكر"

تعليق

يقول الشيخ سلمان العودة

إذا كانت دعوة محمد – صلى الله عليه وسلم – تحتاج لمن يجددها ؛ فكيف بدعوة محمد بن عبد الوهاب وحسن البنا!

تعليقات

المشاركات الشائعة