سياسات وأساليب المخابرات المركزية الأمريكية تجاه العرب والمسلمين

بقلم: كمال الهلباوي
مستشار مركز الحضارات في لندن
(المخابرات المركزية الأمريكية (CIA) تشتري ذمم بعض العاملين مع الرئيس الأفغاني حميد كرزاي، بالتحديد أحد المستشارين الذي القي عليه القبض، ثم تدخل كرزاي شخصيا للافراج عنه وإطلاق سراحه). كان هذا هو الخبر الذي تصدر اهتمام احدى الفضائيات مؤخرا، ولقد أصابتني الدهشة لأن وسائل الإعلام في العالم العربي تعاملت معه وكأنها اكتشفت شيئا جديدا.
ويجب ان أشير هنا إلى وثيقة نشرت في 'الواشنطن بوست' الأمريكية منذ أكثر من أربعين سنة، وبالتحديد في 26 شباط/فبراير 1967 وهي مجموعة دوائر بعضها حول بعض، وفي المنتصف كلمة CIA وهذه هي الدائرة الأولى، وعنوان هذا المقال: بيان كيف يدور المال؟ أو يمكن أن نقول: دورة الأموال في المخابرات المركزية الأمريكية؟ أما الدائرة الثانية فتشمل صناديق التمويل مثل تاور فاند وهيئات الوقف مثل واردن ترست، وراب الخيرية، وتشمل كذلك مؤسسات مثل فردريك فوينديشن، وهوبي فوينديشن.
- أما الدائرة الثالثة: فتشمل الاتحادات مثل: اتحاد التعليم الوطني


- واتحاد الطلبة الوطني


- ونقابة الصحف الأمريكية


- ومراكز البحث في السياسات والعمليات


- والمعهد الأمريكي الافريقي


- وأصدقاء الشرق الأوسط الأمريكية


- والتبادل الثقافي الافريقي الأمريكي


- والمجلس الأمريكي للجنة الدولية للقضاة


وهناك مؤسسات كثيرة لا يحصيها هذا المقال.


ثم تأتي الدائرة الرابعة ومن بين ما تشمله:


- الكونفدرالية العالمية لمنظمات مهنة التدريس


- ولجنة العلاقات الدولية


- واتحاد الطلبة المجريين في أمريكا الشمالية


[ولعل هؤلاء الطلبة أو معظمهم أو على الأقل بعضهم كانوا طلائع التغيير والتغريب في المجر لمواجهة الخطر الشيوعي، وكانوا أول دعاة التبعية الرأسمالية.]


- وخدمة الأخبار العالمية وينضوي تحتها الاتحاد العالمي للصحافيين الأحرار


(تصور أيها القاري العزيز كيفية اختيار بعض الأسماء، وهذا الاسم يضم كلمة محببة للنفس الأبية هي كلمة الأحرار).


ولعل هذا يشرح لنا سبب تغير مواقف بعض الاعلامين والصحافيين الذين كانوا يوما ما أحرارا فعلا.


- ومؤتمر الحرية الثقافية، ويدخل في ذلك تمويل مجلات مثل 'أحرار' البيروتية.


- معهد الخدمات العامة الدولية (لندن)


- مركز الدراسات والتوثيق بالمكسيك


- معهد التعليم السياسي (كوستاريكا)


- جامعة هارفارد (منح للمشروعات)


- الهيئة الدولية للقضاة (جنيف)


ولذلك لا ينبغي أن نتعجب من قرارات هذه الهيئات الدولية ولا القضاة، ففيها بعض القضاة هم العملاء أو المجرمون الحقيقيون.


- خدمة البحث المستقلة


وهناك مؤسسات وهيئات ومراكز أبحاث اخرى في شتى أنحاء العالم من هذا القبيل وعلى هذا النمط. ولعل هذا الأمر من أسباب الهيمنة الأمريكية، والعمالات المنتشرة في العالم من دون أن ندري وأحيانا بصفات وأسماء وطنية مزيفة، ولافتات براقة خادعة لشبابنا. وبشكل عام فإن هذه الخريطة أو الدوائر تتحدث عن توزيع الأموال بمعرفة المخابرات الأمريكية المركزية (CIA) عن طريق الدوائر المتعددة التي لا يحس معها بعض من يتلقى تلك الأموال أنها عن طريق هذه الوكالة الرهيبة'(CIA) وتصبح الأموال من وسائل الضغط المباشر أو غير المباشرعلى أصحاب تلك المشروعات لا شك في هذا.


وهي تشمل للأسف الشديد:


- جميع القارات بما في ذلك أوروبا وأفريقيا وأمريكا الجنوبية وطبعا منطقة الشرق الأوسط


- الجامعات بما في ذلك الرائدة منها مثل: هارفارد وجنوب كاليفورنيا، حتى في أمريكا نفسها


وهي تشمل المحامين والعاملين في مجال المحاماة


- القضاة وخاصة في الهيئات الدولية


- الطلبة وبعضهم من النابهين والناشطين، لكنهم من المحتاجين للمال وتخلت عنهم بلادهم أو لم تكتشف مواهبهم


وفي القائمة أيضا:


- المعلمون والمدرسون والأساتذة في شتى مراحل التعليم


- المثقفون وخصوصا المحاصرين منهم واللاجئين


- رجال الاعلام والصحافة


- الفنانون والكتاب


- النساء والعمال


مراكز الأبحاث.


طبعا هذه الدوائر لا تشمل أهل الاستقلالية الحقيقية، ولا تشمل المجاهدين في شتى هذه المجالات ولا المقاومين للهيمنة الأمريكية، وكم تخلصت المخابرات المركزية الأمريكية'(CIA)، من أفراد ومؤسسات وقادة لم تستطع أن تسيطر عليهم.


ويمكنني أن الخص هذه السياسات الكئيبة وعمليات المخابرات المركزية الامريكية CIA في الآتي، ولعل الشباب الذين تعرضوا في سجن غوانتنامو وغيره من السجون الأمريكية العلنية والسرية لديهم ما يكتبون، وما يقولون، وما يشهدون به في هذا الميدان الحيوي.


نحن أحيانا نرى النتيجة ولا نهتم بالسبب أو المسبب ولا نفكر في إزالته أو مواجهته كما ينبغي، بل وأحيانا نجلس مع هؤلاء الخونة والعملاء نؤاكلهم ونشاربهم ونتسامر معهم، وقد يقارن بعضنا بين مشروعهم ومشروع المقاومة أو الجهاد، وتحلم الشعوب باللبن والعسل والمن والسلوى وتظل تحلم حتى تنتهي الحياة رتيبة ومملة، وأحيانا يكون الموت بطيئا بالسم البطيء الفعالية، ولكنه السم الفاعل، وقد يكون موت ياسر عرفات وغيره من قبل، من هذا القبيل الذي تدخلت فيه أجهزه مخابرات عدوة بالاستعانة بعملاء 'وطنيين' أو 'أحرار' حسب أسماء التنظيمات التي ينتمون إليها.


وأهم محاور استراتيجية وكالة المخابرات المركزية الأمريكية ألـ('CIA) تتمثل في:


جمع المعلومات والإحصاءات كلما أمكن ذلك وتحليلها وارشفتها لتكون سهلة الاستخدام، وهي معلومات وحصادات متنوعة: أمنية وعسكرية وسياسية واجتماعية واقتصادية ونقدية وشخصية ... الخ. ولو استطاعت ألـ'CIA أن تحصي على الناس أنفاسهم، وأحلامهم، لفعلت. وهناك معلومات قد لا يراها الشخص مهمة ولكنها تكون مهمة جدا لـ'CIA ومنها مثلا مواعيد النوم والاستيقاظ للشخص المستهدف، أو سفره بالقطار أو الطائرة أو حتى على ظهر الماشية أو ما إلى ذلك.


الانتشار في العالم وتدريب العملاء بعد اكتشافهم وتطويعهم وتوريطهم في السوء والوحل، وهل هناك أسوأ من أن يعمل الإنسان في السوء ضد قومه وبلده وشعبه ودينه؟ سواء كان ذلك بعلم أو بغير علم.


الاغتيالات السياسية والأمنية والعلمية، وهذه تشمل الزعماء والجنرالات والعلماء الذين لا تستطيع أن توظفهم أو تستأنسهم الـ'CIA للعمل معهم، وترصد الـ'CIA لذلك إمكانات بشرية وفنية ومالية لا حدود لها.


خطف الزعماء وترويعهم وتهديدهم.


زعزعة الأمن والاستقرار قبل الاحتلال وتمهيدا له.


التعاون الوثيق مع أسوأ أجهزه الأمن والاستخبارات التي تسمى 'وطنية' واستغلال احتياجاتهم لتنفيذ المخططات الأمريكية المخابراتية الاجرامية.


رصد جوائز كبيرة للحصول على معلومات أو قتل أشخاص معنيين أو إلقاء القبض عليهم أحياء إن أمكن.


الضغط بشتى الطرق وتشوية السمعة والاتهامات الباطلة ثم المنع من السفر تمهيدا للترويض.


وقد شاركت في مؤتمر (العلاقات الأمريكية الاسلامية) الذي عقد في قطر في شباط/فبراير 2010 وهو المؤتمر السابع في سلسلة لقاءات ينظمها معهد بروكينغز سنويا، ذلك المعهد الشهير في أمريكا. وكنت أشارك في ورشة العمل المخصصة لـموضوع الأحزاب السياسية الإسلامية فضلا عن الجلسات العامة. وكان يجلس معنا في القاعة رجل كبير السن، هادئ لا يتدخل كثيرا في النقاش ولكنه يتابع بدقة شديدة رغم أن الجلسات مسجلة، ولم يتخلف الرجل الهادئ دقيقة واحدة عن هذه الجلسات. وعندما تعرفنا عليه وقرأت بيان سيرته المنشورفي كتيب المشاركة في المؤتمرعرفنا أنه يسمى المستر بروس وقد قضى ثلاثين سنة من عمره في خدمة المخابرات المركزية الأمريكية، ثم تحول بقدرة قادر إلى مفكر أو باحث أو كلاهما في معهد بروكينغز. وقد ذكرني المستر بروس باللواء فؤاد علام من مصر، الذي قضى حياته في الأمن والتحقيق مع الإسلاميين من الإخوان وجماعة الجهاد والجماعة الإسلامية وغيرهم، ثم تحول فؤاد علام على طريقة بروس رجل ألـ CIA، إلى مفكر وباحث في الجماعات الإسلامية وخبير في شؤونهم، شأنه شأن المفكرين والباحثين الذي قضوا حياتهم في البحث والدراسة والاستقصاء والاستقامة العلمية والحيادية والنظرة التحليلية الموضوعية.


وللأسف الشديد تلجأ إلى مثل هؤلاء وسائل الاعلام وخصوصا بعض البرامج المثيرة لتسويق الأفكار والتدليس على التاريخ والحقائق.


ذكرني بروس باللواء فؤاد علام، وكلاهما علامة ضعف شديد في برامج الأبحاث والدراسات أو التفكير المستقبلي، بما ارتكبوه من جرائم ضد الانسانية، كما أن هذا المنحى لا بد وان يشين مراكز الأبحاث والبرامج التي تستعين بهؤلاء الذين تلطخت أيديهم بالدماء ضد الانسانية وتلوثت عقولهم بمحاربة أهل الحق ومحاربة الوطنيين الشرفاء، ولا ندري ماذا كان يسمى بروس عندما كان في الـ'CIA، وقبل أن يلتحق بمعهد بروكينغز. (و'للحديث صلة).


تعليقات

المشاركات الشائعة