رأي الدكتور محمد السعيدي فيماكتبه القصاص عن العقاد

الكاتب محمد القصاص لما أحس بحرجه الشديد والمضيق الذي وقع فيه بعد أن ناقشه أبوفه وأثبت ضعف تحقيقه وكذبه وأثبت أنا كذبه بكلام للعلامة محمود شاكر وضيقنا عليه في الحوار في نقد للكتاب في أساسه

فلما لم يستطع ردًا ولم يجد ملجأ ذهب يتلمس الهروب بالتمسح بالدكتور محمد السعيدي ليستعطفه لكي يُهون من ضراوة موقفه
فقال القصاص في الرسالة رقم 1918
وجزى الله خيراً شيخنا فضيلة الشيخ الدكتور محمد السعيد على ذكره لي في مداخلته أمس . ما كنت أحسب أنه يعرف اسمي فإذا ومهنتهي أيضاً . جزاه الله كل خير وبارك الله لنا في عمره وله في نفسه وأهله وماله وكل عزيز عليه .
أرأيتم كيف يتمسح به؟!
فطلب على إثر ذلك الأستاذُ عبد الرحمن الأنصاري - أحد محاوري القصاص – يطلب من الدكتور محمد السعيدي بيان موقفه من الكاتب المتطرف(محمد القصاص) وتكفيره للعقاد واحتقاره له الى أخر التهم الباطلة التي ينسبها له وكتب الأنصاري هذا الطلب في الرسالة رقم 1924


فلبى الدكتور محمد السعيدي الطلب وقال رأيه في الرسالة رقم 1927


قال






د.السعيدي يفصل بين الأنصاري والقصاص


محاكمة العقاد إلى جميع ما كتب دون مراعاة تاريخ الكتابة عدم منهجية في التأريخ للأشخاص






أخي الكريم الأستاذ عبدالرحمن الأنصاري


أتشرف كثيرا بتنويه الأخ الكريم محمد جلال القصاص بشخصي الضعيف مع أنني لا أعرف بالضبط ماذا قال عني وكيف نوه بي , وبما أنك طلبت مني إيضاح موقفي بصراحة من العقاد سأروي لك وللأخ الكريم محمد جلال القصاص جانبا من تاريخي مع العقاد أو تاريخ العقاد معي


لم تكد تنتهي بي مرحلة الدراسة الثانوية حتى كنت قد قرأت معظم ما نشرة محمد شريف الأنصاري من مؤلفات العقاد حين كان هذا الناشر محتكرا لنشر إنتاج العقاد , ولعل تلك الكتب بلغت الأربعين أو أكثر , وكان دافعي لقراءة كتب ذلك الرجل رغم صغر سني هو محبتي الكبيرة له والتي بلغت إلى حد أنني أقدر وأحترم كل من كان يقدر العقاد أو يقدره العقاد والعكس أيضا صحيح فيمن سوى الرافعي رحمه الله فقد كنت أحترمه وأحبه بالرغم من كل ما قاله من الهجاء غير العلمي في العقاد وبالرغم ما قال فيه العقاد رحمهم الله جميعا .


كان يعيش بالقرب من منزلي أحد أصدقاء العقاد وهو الأستاذ الكبير الفذ أحمد عبد الغفور عطار فاتصلت به مرة لطلب زيارته فرحب بذلك وأخذت منه موعدا كان بداية علاقة متميزة بيني وبين هذا العلم الفذ من أعلام الحجاز والذي مات ولم يعرف قدره كثير من الناس .


لفت نظري في العطار أنه يتصف ببعض أخلاق العقاد وأبرزها اعتداده الشديد بنفسه ذلك الاعتداد الذي نفر الكثيرين من العقاد في حياته وبعد موته كما نفر الكثيرين أيضا من شيخنا العطار .


صدر في تلك الفترة كتاب أنيس منصور في صالون العقاد كانت لنا أيام من نشر مدبولي وقرأته فور صدوره وكان فيه بعض ما أغضبني من أنيس منصور من نقد لأستاذه العقاد وهي عبارات لو قالها العقاد حقا لحكم عليه أستاذنا الأنصاري بالكفر , حملت الكتاب وذهبت به فزعا إلى أستاذي أحمد عبد الغفور عطار وقرأت عليه تلك العبارات التي نقلها أنيس منصور عن العقاد فما كان منه إلا أن غضب وقال بصوت عال : كذاب أنيس منصور , ولما هدأ من غضبته أخذ يحدثني باستفاضة عن موضة الإلحاد التي كانت تعيشها الثقافة المصرية في فترة الأربعينات والخمسينات وما فعله العقاد لمقاومة ذلك الإلحاد وعن عدد من كبار الملحدين من أساتذة جامعة الملك فؤاد والذين انتقلوا من الإلحاد إلى الإيمان بسبب العقاد .


وحدثني أستاذي العطار رحمه الله تعالى عن الصلاة عند العقاد وكون ما يتهم به من ترك الصلاة غير صحيح .


كان مما قرأت للعقاد في تلك الفترة كتاب الفلسفة القرآنية وهو كتاب رائع نفعني الله به في ذلك السن ومنعني به من الانخداع بالدعاية إلى الفلسفة والتي تولى كبرها أحمد أمين وزكي نجيب محمود , وقد كنت بدأت فعلا في ذلك السن المبكر بقراءة بعض الكتب في الفلسفة كان أولها مبادئ الفلسفة لأحمد أمين والفلسفة الإسلامية دراسة ونقد لعرفان عبد الحميد أحد أساتذة جامعة بغداد آنذاك وفلسفتنا لمحمد باقر الصدر , وقد كانت تربيتي ودراستي الأولية السلفية وتتلمذي على بعض المشايخ من كبار السلفيين كالشيخ محمد بن سبيل حفظه الله تجعلني بعيدا عن الميل إلى ترهات الفلاسفة إلا أن كتاب العقاد حسم الأمر نهائيا لثقتي بأنه ينتقد الفلسفة عن علم واطلاع مباشر بعكس مشايخي الذين ينتقدون الفلسفة بعين ابن تيمية والغزالي كذلك كنت أتوهم .


وأيضا قرأت له في تلك الفترة حقائق الإسلام وأباطيل خصومه وهو كتاب من أعمق الكتب في الرد على شبهات المستشرقين ضد الإسلام .


وكذلك كتاب الإسلام دعوة عالمية وكتاب مطلع النور وطوالع البعثة المحمدية وكتاب ما يقال عن الإسلام وهو مجموعة مقالات نقل فيها العقاد بعض ما يقال عن الإسلام في كتابات الغربيين والشرقيين مع مناقشتها .


كما قرأت له كتابه عن الاشتراكية والشيوعية في شريعة الإسلام , وهو في نظري أعظم ما ألف في نقد الشيوعية والاشتراكية , بل إن من كتب بعد العقاد في هذا الموضوع أخذوا كثيرا من أفكار العقاد دون أن ينسبوها إليه ومنهم الشيخ محمد حسن حبنكة الميداني في كتابه الكيد الأحمر , وبالمناسبة فهذا الكتاب أعني كتاب العقاد من أعظم ما ووجهت به الدعاية البلشفية في العالم العربي في ذلك الوقت


مع هذه الكتب القيمة في الدفاع عن الإسلام كان للعقاد مقالات لا تتوافق مع ما ينادي به من الدفاع عن الإسلام كبعض مقالاته عن الحرية في كتابيه المطالعات والفصول وبعض ما كتبه عن تاريخ العقيدة في كتابه عن إبليس لعنه الله .


لكن من يريد أن يؤرخ للشخصيات لابد أن يكون حذرا مع شخصية مثل العقاد حيث إن العقاد بدأ يؤلف وعمره 19سنة وانتهى من التأليف وعمره 73سنة أي أن العقاد استمر مدة خمسين عاما وهو يكتب دون هوادة , وهذه الخمسون عاما من أصعب ما مر على مصر في تاريخها الفكري حيث شهدت صراعا فكريا لا مثيل له بين الإسلام والاشتراكية والشيوعية والوجودية السارترية والوجودية المحافظة والقومية والوطنية , وهو صراع لا أقول لم تشهد له مصر مثيلا بل أقول جازما إن العالم العربي بأسره لم يشهد له مثيلا , والعقاد ابن تلك البيئة ولا شك أن كتاباته في بعض مراحل عمره سوف تتأثر بالكثير مما يحيط به لاسيما وأنه لم يتتلمذ على مدارس تساهم في تكوينه الفكري بل كان هو مدرسة نفسه , وسوف يجد قاريء العقاد الكثير من السقطات له لاسيما في مراحله المبكرة من حياته الكتابية لكن محاكمة العقاد إلى جميع ما كتب دون مراعاة تاريخ الكتابة أعتقد أن فيه شيء من عدم المنهجية في التأريخ للأشخاص .


ختاما أشكر الأخوين الكريمين الذين أتاحا لي فرصة التحدث قليلا عن العقاد وإن كان في النفس الكثير مما تتداعى به ذاكرتي حين يذكر اسم العقاد .


د.محمد السعيدي


تعليقات

‏قال غير معرف…
اتق الله ولا تفجر في الخصومة
ذكر الدكتور محمد السعيد للقصاص كان في موضوع الضفادع .
وواضح جدا من مداخلة الشيخ السعيدي أنه لم يقرأ ما كتب القصاص ، ولم يعبه في مداخلته لا بقليل ولا بكثير .

اتق الله ولا تفجر في الخصومة . محمد القصاص نعرفه جيدا . وكنت أنت تناديه فضيلة الشيخ ثم أنت تتطاول عليه الان .

هذا يهينك .
‏قال خالد المرسي
الشيخ السعيدي قال رأيه بطلب من الأنصاري وكان الأنصاري يسمي القصاص بالمكفر للعقاد ( فأجاب الشيخ وقال رأيه واتضح ت بيان حقيقة القصاص وانتهى الأمر)
وكنت أقول للقصاص فضيلة الشيخ قبل أن أقرأ له
أما بعد أن قرأت 73 من كتابه على العقاد اتضح لي أنه لايستحق وصف طالب علم ومن هذا حاله يجب أن يُؤدَب ويُعذر حتى ينتهي عن الكلام في الأئمة

المشاركات الشائعة