نقاش مع الدكتور عزمي خليفة حول أهمية العلوم الانسانية.

نقاش مع الدكتور عزمي خليفة حول أهمية العلوم الانسانية.
كتب الدكتور هذه الخاطرة :" مازلت أكرر ان مناهج التحليل السياسي التقليديهالتي درستها ومازالت تدرس بالجامعه مازالت عاجزه عن تفسير الواقع ووضح هذا بصورة قاطعة عام ١٩٨٩ في احداث ميدان السلام واجتياح سُوَر برلين وتحولات شرق ووسط أوروبا وان الاقدر علي ذلك الخليلات الاسيه متعددة المستويات والبركة في نظرية ألكم وفي فهم قوانين نيوتن وخاصة القانون الثاني الذي يفسر حركة الأشياء وكل منهم أنتج لنا عدة مناهج جديدة في مقدمتها نظرية الفوضي والتحليل الشبكي واعتقد انه من المهم اعادة النظر في المقررات التي تدرس بكليات الاقتصاد والعلوم السياسية بجميع الجامعات المصريه ولذا اهيب بالدكتوره هالة السعيد عميد الكلية بجامعة القاهرة ان تقود ريادة التغيير"
فدار هذا النقاش
خالد: المشكلة من العقل الغربي برمته لا من بعض نظرياته، ولذلك ستظل مشكلة عجز هذه العلوم قائمة مهما أنتج العقل الغربي من نظريات. الواجب على مفكرينا أن يبحثوا عن منابع فكرية أخرى يجتهدون من خلالها.
الدكتور عزمي: التراث العلمي في مختلف العلوم تراث انساني يستفيد منه الجميع فلا يوجد علم غربي وآخر شرقي.
خالد: هذا إذا ثبتت عمومية العلم كالعلوم الطبيعية، أما العلوم الانسانية فالثابت (ولو بإشارات وفرضيات على أقل تقدير) ارتباطها بدين، وأنها لا يكتمل تكونها ما لم يحدد صلتها بما يجب أن تتصل به، ولذلك الغرب إلى الآن لا يجزم بل يضع الاحتمالات مفتوحة جدا إلى أنه لا توجد علوم إنسانية أصلا، فهل طبيعتها فيزيائية عصبية أم من طبيعة أخرى غيرها؟ وهذا يدل أنه لم يثبت كون تلك العلوم علوما حتى يلزمها صفة العمومية الموجودة في العلوم الطبيعية، فأرى أنه كان هذا يكفي لإحداث قلق لدى مفكرينا يجعلهم يبحثون في منابع أخرى غير الغربية، كما فعل رواد هذه العلوم من الغرب ذاته في بدايات وعيهم الفكري في مقدمات نهضتهم.
الدكتور عزمي: هذا كلام غير علمي علي الاطلاق ولن تفهم ما تسميه العلوم الإنسانيه عامة والسياسة خاصة مالم تفهم اولا الفيزياء وقوانينها فما تتحدث عنه انتهي من العالم من ٥٠ سنه ولا ألومك ولكن الوم من درس لك ذلك ولكنني أوجه لك لوما بكلماتك ان العلوم الانسانية مرتبطه بدين هذا قصور منك رهيب علم الاجتماع مثلا ما علاقته بالدِّين ؟ افكارك مشوشة وتتسم بالقصور وتحتاج ان تقرا اكثر فما تتحدث عنه مجرد تصورات ذاتيه لا علاقة لها لا بالعلم ولا بالدِّين ولو عاوز تفهم اكتر ابحث عن كتاب توماس كون عن بنية الثورات العلمية في مكتبة الاسرة وستتضح لك الصوره.
خالد: شكرا جزيلا أستاذي الفاضل لإتاحة الفرصة لهذا الحوار. قول فضيلتك "هذا كلام غير علمي" هواستدلال بمحل النزاع، إذ محل النزاع هو في تحديد هوية ووجود لذلك العلم أصلاً!، فلا يُستدل بمحل النزاع. وقول فضيلتك "لن تفهم ما تسميه العلوم الإنسانيه عامة والسياسة خاصة مالم تفهم اولا الفيزياء وقوانينها" فهذه هي المشكلة التي بها تواجه العلوم الإنسانية مشكلتها الهوياتية، نعم يوجد علاقات بينهما لكنها غير ممتدة بالشكل الذي اكتشفه الغرب، وهذا هو المشكل . أما قول فضيلتك "فما تتحدث عنه انتهي من العالم من ٥٠ سنه" لو فضيلتك توضح لي تأويلك لما أتحدث عنه، لأني أتحدث عما أشرت فضيلتك إليه من العلاقة الملتبسة بين العلوم الانسانية والفيزياء وغيرها من العلوم الطبيعية، إذن فهو لم ينتهي ولكنه مستمر. وقول فضيلتك "علم الاجتماع مثلا ما علاقته بالدِّين" فهذا لي فيه تفكير طويل جدا مستمده من نتاج مفكرين إسلاميين بعينهم الذين أجمعت على جلالتهم الأمة كلها، لا المفكرين الإسلاميين المتخلفين بمن فيهم الداعون إلى "إسلامية المعرفة"، حتى انطلقت من خلالهم إلى كتب التراث الإسلامي ثم إلى نصوص الوحي المطهر وازداد يقيني بما فيها من أدلة تؤكد ذلك التفكير، حتى أتقنت ما قرأته في هؤلاء لا بشكل عام وفقط ولكن مُضافا إليه تحليلات مركزة على دقائق الواقع، وقول فضيلتك "ما تتحدث عنه مجرد تصورات ذاتيه" هو في نظري اعتقاد رسخ لتكاثر أدلته، ولكني حين قدمته إلى فضيلتك قدمته كإشارات وفرضيات ولم أتجاوز ذلك، لأن تجاوز ذلك يجب أن يقترن ببيان تام لتلك العلاقة كما وصلتُ إليها، فأنا إذن وقفت عند حودي الذاتية هنا بقولي "فالثابت (ولو بإشارات وفرضيات على أقل تقدير)" وتلك الاشارات ثابتة فالشكوى من عجز هذه العلوم مشهورة جدا في الكتب، بل والشكوى من فائدة أهلها مشهورة، حتى لأكابر متخصصيها كلام عن عدم فائدة وجود علماء الاجتماع في بلادنا ككلام الدكتور سعد الدين إبراهيم، وكذلك الدكتور نصر عارف وغيره أثبت عجز العلوم السياسية عن التنبؤ بالثورات بل عن تفسير الواقع! فما فائدة علوم تعجز عن أداء وظيفتها الرئيسية؟ فقلت فقط إن إشارات كهذه كانت كفيلة لتوجيه نظرنا إلى منابع أخرى نلتمس فيها ضوء، أليس ذلك الالتفات هو ما فعله رواد العلوم الانسانية الغربية؟ حتى وصل بهم ذلك الالتفات إلى تحرير العلم الاجتماعي عن الدين والفلسفة بفعل "إميل دور كايم" فما المانع إذن من طلبي هذا بحدوده التي وقفت عليها التي تشبه الذاتية؟ فقط نبهت على ضرورة الالتفات الذي لا يحترز من شيء حتى لو كان التحرر التام من تمركز داخل دائرة ما كالدائرة الغربية في نموذجنا، كما أدى التفات الغرب إلى التحرر من أشد الدوائر أسرًا للجنس البشري وهما دائرة الدين والفلسفة.
الدكتور عزمي: شوف بإيجاز شديد قامت العلوم اساسا علي الفصل بين العلوم الإنسانيه والعلوم الطبيعية وفي ١٩٠٠ ظهرت نظرية الكوانتوم. وقدمت إسهامات لفهم علم الفيزياء وظهرت قاعدة هاينزبرج لعدم اليقين في الفيزياء فاختفي من العالم الحتم العلمي وكان لذلك دوره في تطوير العلوم الإنسانيه علي نحو ما سبق وفعلت الداروينية من قبل وأصبح علم السياسة شانه شان الفيزياء وحاليا توجد مناهج تسمح بالتنبؤ ودي كلها اتجاهات جديده من ١٠ سنوات علي الأكثر
أما الدين والسياسه فاقرا علي عبد الرازق الاسلام واصول الحكم والكواكبي : طبائع الاستبداد وخاصة الفصل الثاني.
خالد: شكرا جزيلا أستاذي الفاضل: بخصوص الحديث عن علم السياسة فأنا لا أتقنه كإتقاني العلوم الاجتماعية، لأني أرى أن العلم الاجتماعي هو أصل العلم السياسي فإتقانه هو الوسيلة إلى اتقان السياسي، والبدء من اتقان السياسي بالشكل المعمول به في كلياتنا هو تفكير مقلوب غير مستقيم لا يبني عقلا ولا يمنح علمًا. فشكرا جزيلا لفضيلتك

تعليقات

المشاركات الشائعة