حول أهل ما بعد العجز (4) تشابه أقوالهم وأفعالهم مع أفعال الصحابة الكرام.



حول أهل ما بعد العجز (4) تشابه أقوالهم وأفعالهم مع أفعال الصحابة الكرام.
حفظ الله تعالى هذه الأمة من أن يُحرَّف لفظ دينها، لكن كتب عليها وجودَ من يحرَف معناه، بشبهات باطلة، من هذا التحريف الذي يقرره أهله بالتنظير ويأكدون تحريفهم بتمثُّل ما نظّروه واقعا فيصير تحريفهم أشد التحريف وأصعبه على الإصلاح والتطهير.
بسبب تشابه (أقوال وأحوال وأفعال) أهل ما بعد العجز، مع مثيلاتها الصادرة من صحابة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يلبِّسون على أنفسهم وعلى أتباعهم أنهم بذلك التشابه وبتلك الصلة هم مثل الصحابة أو على سبيل التواضع هم على هدي الصحابة في أقل درجات الاهتداء أو أواسطها، ويأمنون بذلك الاشتباه من أن يروا أنفسهم أو يراهم أتباعهم في صورة المشاقق لمنهج وسلوك السلف الصالح.
 كتبت هذا المقال لأن هذا يشيع فيهم، وآخر الأنباء ما نشرته "أسماء بن قادة" طليقة يوسف القرضاوي، من رسالة غرامية قبل الزواج فيها ما يدل على خبث ونفاق هذا الرجل، ووعدت بأن هناك أشياء أخرى ستصرح بها في مذكراتها، فطفق أتباعه يدافعون بالباطل ويحاولون تصحيح سلوكه شرعا ونفي الذم الشرعي عنه، وهذا حدث من أسلافهم الخبثاء من العلماء المنحرفين السافلين سلوكيا فأرادوا تحريف هداية الدين وهداية أعمدته من الصحب الكرام، ليجعلوا الدين العظيم كبش فداء وساتر يتسترون به من خبثهم ونفاقهم بل ويظهرون به وكأنهم ربانيون فيتزينون بما ليس فيهم. حكي الإمام أبو حامد الغزالي في كتابه "إحياء علوم الدين" أن المحاسبي (وهو حبر هذه الأمة في علم المعاملة الذي نحن بصدده) وهذا العلم هو الفقه الأكبر فهو دالة الاعتقاد ومظهره كما في الحديث الشريف (أَلا وَإِنَّ فِي الْجَسَدِ مُضْغَةً إِذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الْجَسَدُ كُلُّهُ, وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الْجَسَدُ كُلُّهُ, أَلا وَهِيَ الْقَلْبُ) حكى أن بعض علماء زمنه من الأغنياء احتج بأغنياء الصحابة وبكثرة مال عبد الرحمن بن عوف وشبه نفسه بهم... " فرد عليهم بكلام طويل يبين فيه افتراق حالهم عن حال الصحابة كافتراق الخبث عن الطهر، راجعه في الإحياء ص 1171.
وكتاب الإحياء  وكل كتب أئمتنا مليئة برصد أحوال هؤلاء الخبثاء التي أظهروها في زمنهم وبيان هدي الشرع فيها.
هؤلاء الخبثاء يدعون الربانية بأحوالهم وهل هذا التصدر لنشر الشريعة بالقلم والحركة وو... إلا ادعاء للربانية بالحال؟ كما قال الله عن قوم سبأ الذي أقاموا حضارة مدنية عريقة {فَقَالُوا رَبَّنَا بَاعِدْ بَيْنَ أَسْفَارِنَا} وهم لم يدعوا بألسنتهم أن يهلك الله حضارتهم المدنية، ولكنه لسان حالهم بما أقاموا عليه من أخلاق واعتقادات منحرفة، فسماه الله قولا ونسبه إليهم!
وتلك الأعمال والأقوال التي يملأ بها الخبثاء الدنيا (بحجة نشر الإسلام وتحكيم شريعته في الأرض) هي أعمال المسمين في كتاب الله (متقين وربانيين... إلى آخر أسماءهم الشرعية) فإن خلا باطنهم وحقيقتهم من مقتضى تلك  الدرجة العالية كتبوا عند الله منافقين، كما قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه "من أظهر فوق ما في قلبه فهو منافق" ويجب أن يكون تصورنا وحكمنا تابع لما عند الله في شرعه، وعلى ذلك الأدلة  كثيرة منه ما أورده الغزالي في الإحياء :" روى أبو أمامة الباهلي: أن بعض أصحاب الصُّفة (وهم الزهاد الفقراء) توفي فما وُجد له كفن، فقال الرسول صلى الله عليه وسلم:"فتشوا ثوبه" فوجدوا فيه دينارين في داخل إزاره فقال الرسول: "كَيَّتان" (أي سيكوى بهما في نار جهنم)، وقد كان غيره من المسلمين يموت ويخلف أموالا ولا يقول ذلك في حقه، وهذا يحتمل وجهين لأن حاله يحتمل حالين، أحدهما: أنه أراد كيتين من النار، كما قال تعالى{فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ} وذلك إذا كان حاله إظهار الزهد والفقر والتوكل مع الإفلاس عنه فهو نوع تلبيس"
هؤلاء لا يفقهون أن أغلب (إن لم يكن كل) الأقوال والأحوال والأفعال هي مشتركة بين أهل الإيمان وأهل الكفر، فضلا عن اشتراكها بين الخبثاء والفضلاء من أهل الملة الواحدة ملة الإسلام،و وليس يفصل بينهم في إحداها حد فاصل أوحد، بل حدان فما فوق في تنوع كمي وكيفي، وهذا لا يفقهه إلا من سار في العلم الشرعي على هدي السلف الأول في النظر

تعليقات

المشاركات الشائعة