دفاعا عن شيخ الأزهر من اعتداء الحويني.

دفاعا عن شيخ الأزهر من اعتداء الحويني.

أبو اسحاق الحويني بدلا من أن يهنئ الناس بعيد الفطر خرج علينا  يسب وينتقص من مقام شيخ الأزهر سماحة الدكتور أحمد الطيب، ذلك الرمز الكبير في قلوب أبناء العالم الإسلامي كله! .
في رد الحويني على بعض الأراء الدينية للصحفي ابراهيم عيسى التي صرح بها مؤخرا – وبغض النظر عن تحميل الحويني لأراء إبراهيم عيسى فوق ما تحتمل، فهذه عادتهم في سوء الفهم والبغي على المخالف وعدم الإنصاف –
لكن ما يهمني هو تنقصه من شيخ الأزهر حيث اتهمه بالقعود عن نصرة الدين ويقول له " أين انت يا شيخ الأزهر وأنتم قاعدين بتعملوا ايه؟!" هذا  في نظر الحويني مبني على أن قامة علمية كبيرة كقامة شيخ الأزهر يجب عليه أن يرد في الوقت وعلى الشخص اللذين يحددهما الحويني فإذا لم يفعل كان خاذلاً للإسلام ويستحق السب والانتقاص على رؤوس الأشهاد!
ونحن لو افترضنا أن سماحة الدكتور أحمد الطيب قاعد ولا يعمل للدين شيئا فهو أفضل من النشطاء الجاهلين مثل أبو اسحاق الحويني وأمثالهم من شيوخ ما يُسمى ب " السلفية المعاصرة" والسلفية الحقيقية منهم براء، هؤلاء النشطاء الجاهلين يعلمون الناس الجهل ويمزقون الأمة باسم الدين! كما يصفهم شيخنا العلامة الدكتور حاتم العوني، في وقت تخضع فيه أمتنا لصنوف القهر والإذلال لم تخضع لمثله من عدو خارجي ولا داخلي طيلة تاريخنا.، فلا شك من أن القاعد وإن كان ضرره سلبيًا أفضل من النشط الجاهل الذي ضرره إيجابيًا، فكيف وشيخ الأزهر يسهر على حماية الدين ويصونه من الجهلاء ويعمل على نشر الدين الذي يجمع ولا يفرق ويرحم ولا يعذب ويبشر ويهدي ولا ينفر ويضل، شيخ الأزهر كتب قريبا كتابا قيما بعنوان " التراث والتجديد، مناقشات وردود" يرد فيه على الدكاترة حسن حنفي ومحمد أركون وجورج طرابيشي وأمثالهم وهؤلاء أصحاب مشاريع فكرية حوتها مجلدات يبلغ عدد صفحاتها الآلآف! وتتسم دراساتهم بالعمق الفكري والفلسفي، وهم متخصصون في الفكر والفلسفة على أرقى مستوى يعرفه أمثالهم في عالمنا العربي، ومشاريعهم كلها تصب في زعزعة وتشكيك المسلمين في إسلامهم وزعزعة اليقين فيه، يفعلون ذلك تقليدًا لفلاسفة عصر التنوير الذين لم ينهضوا ببلادهم إلا بعد زعزعة الإيمان المسيحي وتفكيكه وفضح خرافات الاعتقاد المسيحي! وهم بوضعهم هذا يتجاوزون الحقيقة اليقينية من أن دين الإسلام العظيم لم ينله التحريف كما نال الكتب المقدسة التي بأيدي النصارى واليهود الآن وأن القرآن الكريم مملوء بآيات قرآنية تقرر وتؤكد تحريف الكتب المقدسة التي بأيديهم منذ 1430 عام قبل أن يولد فلاسفة عصر التنوير بمئات السنوات! .
رد عليهم سماحة الدكتور أحمد الطيب بكتابه القيم الذي رُشح ضمن ثلاثة إصدارات للدكتور أحمد الطيب لقيام ندوة  تناقش فكره عقدتها وزارة الأوقاف منذ بضعة أسابيع!، أما شيوخ السلفية المعاصرة فلو اجتمعوا في صعيد واحد وعلى عقل رجل واحد ليفهموا كلام د. حسن حنفي وأمثاله ما استطاعوا فهمه ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا! والفهم أول مراحل الرد الذي يتبعه مرحلة التحليل والتفكيك ثم إعادة التركيب ثم الرد والبيان، ولكن هؤلاء الشيوخ يستغلون أي فرصة يصرح فيها مثقف أو هاوي ليس بمتخصص بأراء خاصة به – ولو كانت تافهة – فينبرون إلى الرد عليه لكي يقنعوا انفسهم ويقنعوا البسطاء من أتباعهم بأنهم علماء وأئمة دين ومجاهدين في سبيل الله!، وما دروا ولن يدروا أن ردودهم تلك من علامات سفههم وضعف عقولهم وعجزهم عن الرد على المتخصصين الذين يتقنون الفكر العميق.
فمتى ترتاح مصر وأمتنا من الشيوخ سفهاء الأحلام حدثاء الأسنان الذين يعلمون الناس الجهل ويمزقون الأمة باسم الإسلام؟! عسى أن يكون قريبا جدا فوق ما نتخيل إن شاء الله

تعليقات

المشاركات الشائعة