بين قوم هود والجماعات والحركات الإسلامية المعاصرة.

بين قوم هود والجماعات والحركات الإسلامية المعاصرة.
ذكر الله في كتابه من قصة قوم هود الذين كفروا به {فَلَمَّا رَأَوْهُ عَارِضًا مُسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ قَالُوا هَٰذَا عَارِضٌ مُمْطِرُنَا ۚ بَلْ هُوَ مَا اسْتَعْجَلْتُمْ بِهِ ۖ رِيحٌ فِيهَا عَذَابٌ أَلِيمٌ } المعنى لما رأوا السحاب تأتي بها الريح من بعيد فرحوا وظنوه ريحا يحيون به ويُمطرون ، فلما خرج نبي الله ورآها قال لهم بل هذا الريح هو العذاب الذي استعجلتم به حين تحديتموني واستعجلتم أن يحل بكم عذاب المحاربين للرسل كما حكى الله عنهم أنهم قالوا - بالقول والحال - { فَأْتَنِا بِمَا تَعِدُنَا إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ}.
كذلك الجماعات والتيارات الإسلامية لما رأت الثورات العربية ظنتها هدية الله لهم ليمكنهم في الأرض ويريهم ثمرة جهودهم الطويلة! فقال لهم القدر بل هي طوفان فيها عذاب أليم استعجلتم به بحالكم لا بمقالكم، فمن يظل طوال عمره يحمل دينا عظيما وقضية خطيرة لينصرها في الأرض وهو ما بين المعرض عن التعلم والمعرض عن التفكر والمعرض عن العلم الصحيح مختارًا للجهل المركب يظنه علما، والذي يخلط بين الأئمة الأعلام وبين سفهاء الأحلام حدثاء الأسنان - حداثة السن سواء على مستوى العمر أو على مستوى العقل فالرجل لو بلغ سن الستين قد يكون حدث السن في نظر الشرع لو كان عقله وعلمه ضعيفين - فاتخذتم السفهاء والعيال أئمة وأعرضتم عن الأئمة الأعلام ولم تستجيبوا لسيل الكتب والمقالات التي كُتبت لكم من أئمة يحللون أخطاءكم ويصوبونها ويقدمون لكم البدائل، فلما وقعتم في كل ذلك الجهل تبعه تسلسل لا ينتهي من الأخطاء المنهجية والتفصيلية كما يقول ابن القيم " الجهل شجرة تنبت فيها كل الشرور" فخذلتم صحيح الدين فخذلكم الله من حيث تظنون أنه نصركم وأرسل عليكم طوفان الثورات ليهدمكم بلا قيام - إن شاء الله
- ولكن بعد ماذا! بعد ما هدمتم الدين على رؤوس أهله!!
ولكن الأمل في الله أن يكون هذا الطوفان فيه عذاب أليم لكم وفيه رحمة لأهل المشروع الإسلامي الحقيقي لتخلو لهم الساحة من الجهلة الذين كانوا يُعمون على خطاب الأئمة المعاصرين ويخفونه وسط جهالاتهم لا ينتبه له الناس حق انتباهه من كثرة ما يحيطه من جهالات أهل الجهل المركب.
إن شاء الله فيه رحمة لأهل مشروع إسلامية المعرفة وأمثالهم وللأزهر الشريف والأوقاف وأمثالهم حين يهبون لإنقاذ ما تبقى من الدين.

تعليقات

المشاركات الشائعة