لا علاقة لفكر حسن البنا بفكر العلامة رشيد رضا.



لا علاقة لفكر حسن البنا بفكر العلامة رشيد رضا.
قرأت لبعض العلمانيين إن الشيخ حسن البنا – رحمه الله -  أسس جماعته لإقامة الخلافة الاسلامية بإيعاز من العلامة المجدد محمد رشيد رضا – رحمه الله – وهذا كلام باطل. الفرق بين البنا والشيخ رضا كالفرق بين التخلف والتنوير!! وهذا يعرفه من ليسوا متخصصين في الشرع كالدكتور حسن نافعة في مقاله " المشروع الإسلامي كما أفهمه" وهذhttp://www.almasryalyoum.com/news/details/49559ا رابطه

 وكالدكتور مصطفى الفقي كما في هذا الرابط
http://elmorsykhalid.blogspot.com/2013/07/blog-post_22.html
، ويؤسفني أن بعض الاسلاميين فهم أن للبنا علاقة بفكر رشيد رضا مستدلا بأن البنا كان ممن يحضرون دروس الشيخ رشيد وكان يكتب في مجلة المنار المنبر الإصلاحي الذي أنار العالم الإسلامي بتأسيس الشيخ رشيد، وهذا مجرد استنباط من إسلاميين طيبين يحبون الدعاة الطيبين. ولكن لا يصمد في ضوء النقد العلمي.
وبقراءاتي في أقل من نصف نتاج الشيخ رشيد رضا أقول أن لا علاقة بينهما، وأؤكد كلام من نقلت عنهم أن العلاقة بينهما كالعلاقة بين التخلف والتنوير، فحسن البنا كان موهوب إيمانيا وكانت تشع أنوار إيمانه على من يتصل به وكان قويا في تحمل الناس والصبر عليهم وكسبهم بالمعاملة الطيبة على المستوى الشخصي مما أهله لإدارة جماعة كبيرة قامت على الألفة والمودة فيما بين أعضاءها، ولكن عيب حسن البنا كعيب 99% من قيادات الجماعات الإسلامية التي نشأت في عصرنا الحديث منذ عشرينيات القرن الماضي على تنوعها فيما بينها، عيبه أن قدراته العقلية كانت متواضعة إلى حد لا يسمح لهم بفهم ودراسة ما يحتاج إليه في الشأن العام الفكري المعقد بطبيعته من الناحيتين الإسلامية والواقعية.
أدلتي على أن لا علاقة بينهما هي أن الشيخ رشيد توفي عام 1935 م وحسن البنا أنشأ جماعته عام 1922 م وكانا في مصر دائما فهاتوا لي نصا واحدا عن الشيخ رشيد رضا يحض فيه المسلمين على الاشتراك في هذه الجماعة أو الجمعية!!! رغم أن الشيخ رشيد كان يحض على إنشاء الجمعيات الإسلامية ويقول إن الجمعية هي التي كانت تنقص المجددين القدامى من أسلافنا فكانوا أهل فكر فقط كالإمام الغزالي المتوفي منذ قرون ولم ينشئوا جمعية، ومن الواضح في مجلة المنار أن الشيخ رشيد رضا كان معجبا جدا بجمعية تُدعى " شمس الإسلام" وكان يشارك فيها ويدافع عنها منذ عام 1317 من الهجرة، قال عنها " ( جمعية شمس الإسلام )
ما نجحت جمعية في القطر المصري كجمعية شمس الإسلام , ولا خاض
الناس في جمعية كخوضهم فيها , وكثيرًا ما يكون الخوض والتحامل من أسباب
الفوز والنجاح , أما نجاح الجمعية فحسبك دليلاً عليه كثرة الفروع التي تتفرع منها
آنًا بعد آن حتى تكرر طبع دفاترها وقسائمها وأوراقها مرارًا ..."  وكان يشترط بمن يشترك فيها أن لا يسكر ولا يسرق ولا يزني ونحو ذلك من الموبقات الظاهرة. فلماذا لم يذكر جماعة الشيخ البنا بمثل ذلك لو كان يرى فيها نفعًا للإسلام؟!
أما كون حسن البنا من تلامذة الشيخ رشيد وكان يكتب في مجلته فلا ينهض دليلا وهذا نص الشيخ رشيد في منهجه مع مريديه الذي يحضرون له دروسه ويكتبون في مجلته من تعليقه على أحد طلاب الشريعة حين أرسل مقالا لمجلة المنار بنتصر فيه لتكفير تارك الصلاة فكان الشيخ رشيد متضايقا من استدلالاته ربما لأنها على غير فقه في نظره بالإضافة لأنها تفتح باب فساد عظيم في المجتمع الإسلامي فعقب على المقال في الحاشية وهذا نصها " ( * ) المنار : قرأنا هذه الرسالة كلها ، وانتقدنا على كاتبها مسائل منها ، وبينا له رأينا في تصحيحها وإصلاحها ، قولاً وكتابة ، على أن يكون مستقلاًّ في ذلك ، يأخذ ما يأخذ ، ويترك ما يترك
عن بينة ، كما هو شأننا مع تلاميذنا ومريدينا ، لأجل هذا نشير في حواشي الرسالة إلى المهم مما
بقي من خطأ أو ضعف فيها . " والمقال عنوانه "
البرهان على خروج تارك الصلاة
ومانع الزكاة من الإيمان" نشر في رمضان 1333 من الهجرة. فهذا نهج الشيخ مع مريديه يتسع لهم صدره ويبين لهم صحيح الفقه ثم يترك كل إنسان لقناعاته إن تخلفا أو تنويرا.
وكذلك قبل ممات الشيخ رشيد حض الأزهر الشريف على أن يستكمل رسالة المنار الإصلاحية لأنه فرد واحد لن يكملها أحد من بعده، رغم أن الشيخ رشيد تبعًا لأستاذه الإمام محمد عبده كانت لهم انتقادات واسعة على منهج الأزهر في تعليم العلوم الدينية، ولم يمنعه هذا الخلل في هذه المؤسسة العظيمة من أن ينيط بها مسئولية إستكمال الدعوة الإصلاحية من بعده!! كما هو موضح في هذا الرابط
http://elmorsykhalid.blogspot.com/2013/05/blog-post_22.html
 وكان الشيخ يدري أثر غيره من ضعاف العقول على الدعوة، فبهؤلاء الضعاف عقليًا المخلصين  الموهوبين إيمانيا ، بهؤلاء يخرب الإسلام وتخرب الدنيا باسم الإسلام!! وما حدث بسببهم وبهم منذ نشأت في عشرينيات القرن الماضي إلى ما بعد ثورة 25 يناير خير دليل لمن تبقى في رأسه من أعضاءها نذر عقل.
أسأل الله أن يوفق رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسي لإعادة الدور العظيم للأزهر الشريف ولسد الباب على كل جاهل مخلص مؤمن ضعيف العقل فاقد الاستعداد لفهم ما يجب فهمه وتحصيل ما يجب تحصيله من معرفة للعمل الإسلامي.

تعليقات

المشاركات الشائعة