مأسأة فتاة المرج أم مأساة الإنسان الحديث؟



مأسأة فتاة المرج أم مأساة الإنسان الحديث؟

رأينا الفيديو المتداول في الصحف هذه الأيام عن التحرش الجنسي بفتاة المرج من قبل بعض شباب هذا الحي.
الحقيقة أن هذا ليس تحرشا جنسيا بل هو تحرش آدمي، والتحرش الأول رغم جرمه إلا أنه مما يتصور بطبيعة العلاقة بين الذكر والأنثى بيولوجيًا لا سيما في أوقات العنوسة، فقد يصاحبه شيء من الضيق ويمر بسلام وينسى، أما التحرش الثاني فغير متصور لأنه تحرش بقيمة " الإنسان" مما قد يودي بالضحية إلى الانتحار أو الموت البطيء!.
 وواضح من المقابلات التي أجرتها الصحف مع أهالي حي المرج ووالدة الشاب المتحرش أنهم أجمعوا على إعطاء تبريرات عقلية تسوّغ هذا التحرش بهذه الضحية بالذات مما يدلنا على أن هذه الواقعة ضمن سلسلة طويلة من التحرش الممنهج بهذه الفتاة المسكينة التي ألجأتها ظروفها إلى العيش في الشارع بما يجره من انحراف جنسي متوقع تصير معه محلا للشفقة وللعناية الزائدة وإعادة التأهيل لا محلاً للانتهاك الإنساني الذي لا يجوز مثله بكل روح ولو كانت روح حيوان أو طير حتى ورد في الحديث النبوي الشريف النهي عن اتخاذ الأرواح غرضًا بقوله – صلى الله عليه وسلم -: "لا تتخذوا شيئا فيه الروح غرضا"، والمقصود بالغرض هو التحرش بمثل هذه الأفعال!!
الحادثة تمثل درسًا حيا يرينا كيف يصل الإنسان إلى أحط المستويات الإنسانية مبررا لصحتها بأدلة عقلية إذا هو تُرك بدون رعاية اجتماعية عقلية ( من الدولة والأسرة ) فيصل إلى درجة أحط من درجة  البهائم.
وتعلمنا هذه الحادثة أن الفرعونية ليست قاصرة على أهل الأموال والجاه ولكنها في طبيعة كل إنسان إذا أهملت تربيته الاجتماعية والعقلية حتى رأينا هؤلاء الجبابرة المتفرعنين أهل حي المرج على رغم فقرهم الشديد الظاهر في لغتهم وفي طبيعة هذا الحي الشعبي.
لا أمل في النجاة غير في الله سبحانه وتعالى ثم في رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسي لعل الله يصلح الأحوال به.

تعليقات

المشاركات الشائعة