حول رأي عمرو حمزاوي في تدويل دستور مصر.



حول رأي عمرو حمزاوي في تدويل دستور مصر.
أثار مقال الدكتور عمرو حمزاوي المعنون ب " دستور مصر ليس قضية داخلية فقط" جدالا كبيرا في الساحة السياسية.
ونحن لا نشك في نزاهة الدكتور ولا في حبه للوطن، ولا يصح اتهامه بالعمالة لأن الخيانة من أعمال القلوب التي لا اطلاع عليها إلا من علام الغيوب ، ولا يطلع عليها البشر إلا بدلالة ظاهرة من فعل أو قول، وكلام الدكتو في مقاله هذا لا يصح دلالة على خيانته وعمالته أبدا.
الدكتور يرى كلامه منطقيا وعقلانيا كما حاول أن يقنعنا بذلك في تعقيبه على مآخذ البعض حول المقال، وأنا لا أستغرب اعتقاد الدكتور بعقلانية كلامه ومنطقيته، لأن أي بناء فكري يمكن جدا أن يمتاز بقدر عال من المنطقية ولا يكون مع ذلك صوابا أو صحيحا ؛ لغياب تناقضاته في ثنايا بناءه المنطقي في ذهن المفكر فلا يستطيع رؤيتها إلا بعد أن يدرس أبنية فكرية أخرى – لا سيما البناء الفكري الذي يعتنقه المخالفون له - ويقارن بينها في تعمق وتجرد، وهذا في حد ذاته صعب جدا – لأنه قد لا يجد من يتعلم منه هذا البناء الفكري الذي يعتنقه المخالف بنفس الجودة التي تعلم بها بناءه الفكري الذي انطلق منه، كما أنه نادر الحدوث جدا في الواقع.
ولذلك كان الغزو الثقافي هو أخطر أنواع الغزو وأخطر من الغزو العسكري .
فالدكتور عمرو أوتي من الغزو الثقافي ولم يؤت من خيانة أو عمالة، وللأسف فإن النية الصالحة لا تصلح العمل الفاسد، ومن هنا يجب على المواطنين أن ينظروا في عقلية السياسي الذين يؤيدونه لا أن يكتفوا فقط بالنظر لحبه ونزاهته أو صدقه مع نفسه.
فكثير من المتغربين في مصر هم مصريون جغرافيا يحبون وطنهم لكنهم متغربين عقليا، وهؤلاء لا مناص لهم من أن يقعوا فيما وقع فيه الدكتور عمرو – في الواقع – وكان المستشار طارق البشري يشبّه أثر هؤلاء في بلادنا بفئة "الكولون" التي عرفتها الجزائر من مستوطني الفرنسيين على أرضها، كانوا تقدميين وانسانيين ونهضويين، حتى وجدوا الجزائر تثور ضد الفرنسيين بعامة فاستجاب " الكولون" لنداء دمائهم الفكرية والحضارية، ووقفوا ضد حركة التحرير الجزائرية.
ما أعظم خطر الغزو الثقافي، الذي نريد معالجته من جذوره حرصا على مستقبل الجيل الحاضر والقادم.

تعليقات

‏قال خالد المرسي
لو اطلع المتخصصون في علم اجتماع المثقفين من الغرب على تحليلي هذا لأعجبهم، ولكن علماء العرب لن يعجبهم بل لن يفهموا ما أقول

المشاركات الشائعة