لماذا تخلفنا - ومتنا - فكريًا؟

لماذا تخلفنا - ومتنا - فكريًا؟
لأننا في جامعاتنا التي ندرس فيها علوم الدين والفكر والطبيعة لا نجد من يدرس لنا العلاقات والأسباب المنطقية ونتائجها ولوازمها أثناء شرحه لعلمه بشكل كاف، ومن هنا صار التعليم عندنا قائم على الحفظ بشكل كبير جدا، وأي إنسان لا يدرك هذه العلاقات إدراكًا مقبولاً أثناء دراسته لعلمه فهو إنسان ميت في حكم هذا العلم - ولو كان علم الدين أو أي علم فكري -، فهو لا يدرك هذا العلم فهمًا إلا حفظًا فلا يسمى عالما به وإن حفظه، ولكي ترى أمثالاً على هذا: في علم اللغة العربية - مثلاً - اقرأ كتاب التطبيق النحوي للعلامة "عبده الراجحي" ستجده يشير في كتابه الى أهمية بيان العلاقات هذه في تحبيب علم اللغة وتيسيرها على المتعلم وإعادة اللغة العربية لمكانتها الرفيعة، وستجده في كتابه هذا مثالاً للعالم الذي استطاع بيان العلاقات هذه أثناء شرحه لعلمه بشكل مبدع، ومن دلائل هذا الموت الفكري في بعض العلوم كعلم الفكر الديني أنك تجد البعض يقرأ تفسير المنار مثلاً أو الكتب التي تنحو منحاه الفكري ثم لو سُئل عن مدى فائدة هذا التفسير قال لا فائدة فيه أو لا كبير فائدة فيه، وذلك لأنه لم يجد من يشرح له أثناء قراءته للتفسير هذه العلاقات والأسباب واللوازم المنطقية. وأكبر عائق تسبب في وجود هذا الموات الفكري - بالاضافة الى افتقاد المُدرس القادر - هو التدهور الاجتماعي والاقتصادي في بلادنا العربية فلا يجد المواطن القدر الللائق من الكرامة اللائقة به في حياته اليومية في عمله أو خارج نطاق العمل، وكذلك التخلف الاقتصادي الذي يُشتت الوعي البشري ويفرقه في البحث عن طرق اكتساب ضروريات الحياة.
ولو أحد عنده إضافة فليفدنا

تعليقات

المشاركات الشائعة