رسالة إلى كل ناقد ومهتم بالإصلاح

رسالة إلى كل ناقد ومهتم بالإصلاح

بقلم/ خالد المرسي
"برتراند رسل" واحد من أكابر فلاسفة الإنجليز المعاصرين، والفلاسفة أكثر الناس إعمالاً لعقولهم، ورغم ذلك فاسمعوا لما يحكي عن نفسه في محاضرة له بعنوان " العلم والتقاليد" وفي احدى عناصرها الذي بعنوان " الملاحظة في مقابلة الرواية"([1]) :
(ولا يزال أكثرنا يعتقد أشياء كثيرة ليس لها في الحقيقة أساس إلا تأكيدات الأقدمين. ولقد قيل لي دائمًا إن النعامة تأكل المسامير، ومع أنني تحيرت في كيفية عثورها على المسامير في الغابة، لم يخطر على بالي أن أشك في القصة. وأخيرًا اكتشفت أن القصة جاءت مما كتبه بليني pliny"" ، وأنها لا ظل لها من الحقيقة. ويجري تصديق بعض الأشياء؛ لأن الناس يحسون أنها يجب أن تكون صادقة، وفي مثل هذه الحالات يصبح من الضروري إيجاد أدلة ضخمة لإبطال الاعتقاد...)
إذا كان هذا حال الفلاسفة، فكيف بغيرهم كعلماء الدين مثلاً؟! .
أعتقد أن الناقدين، والمطالبين سائرَ الجماعات بمراجعات فكرية؛ لو كانوا يتصورون وضعية هذه الجماعات على حقيقتها، لكانوا اهتدوا وانضبطوا بشكل أكبر على صعيد مستويات شعورهم، وأفعالهم، وردود أفعالهم تجاه من يستهدفونهم بالنقد، وطلب المراجعة، ولصارت العلاقة بينهما أفضل بكثير مما هي عليه الآن، ولكنا استفدنا من كثير من الجهود الفكرية المُضاعة، نتيجة الخلل في هذا التصور، بل ولكان الأمل أكبر في تراجع المنتقَدين؛ لأن الأفكار لا تنتشر، ولا تؤثر إلا في جو هادئ بعيد عن التوتر، وفي جو يشعر فيه كل الأطراف بنوع من التقدير والاحترام.
------------------------
([1])والعنوانان مُعبران وموحيان. والمحاضرة منشورة ضمن كتاب بعنوان" أثر العلم في المجتمع" ترجمة دكتور تمام حسان.
المصدر
http://www.al-aqidah.com/?aid=show&uid=v5p7p0f1


تعليقات

المشاركات الشائعة