حوار حول مشكلات الخطاب السلفي المعاصر

أحد الاخوة طلب مني إيضاح كلام لي قلته في احدى المنتديات فدار بيني وبينه حوار حوله سأنقله لكم هنا وستأتي بقية الحوارفي التعيقات

سؤال الأخ الفاضل
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته أخي خالد
أخي الحبيب قرأت تعليقك علي الفرسان و الذي منه
"والأخطاء التي ينتقدها الأستاذ خالد - وهو خالد أخر غيري - هو يعلم بوجودها قبل الثورة وفي الأشهر السابقة تعالت أصوات سلفية محضة لم يكن يُتَصور أن يُسمع لها هذا لصوت بانتقاد أخطاء منهجية كبرى في رموز السلفيين المعاصرين كالشيخُ محمد حسين يعقوب وأحمد الصويان وأحمد القاضي ومحمد اسماعيل المقدم وغيرهم ( مع العلم أن هذا الصوت هو الصوت الأصلي وهو المنهج الأصلي لأئمة السلفية الأوائل كمحب الدين الخطيب ومحمد رشيد رضا ومحمود شاكر وباقي الأئمة القريبين جدا الى السلفية كمحمد دراز وأبي الحسن الندوي وعلي الطنطاوي و غيرهم ممن أجمعت عليهم الأمة "
فهل أخي الحبيب تفيدني عن ماهية تلك الإنتقادات الموحهة لرموز السلفية ممن ذكرت؟
و أود أخي الفاضل أن تعطيني إطلالة علي ممن أجمعت عليهم الأمة من الأئمة القريبين جداً إلي السلفية و ماذا كانت إنتقاداتهم للمنهج السلفي و رموزه؟
أخي الحبيب أرجو أن تدرك تماماً أنني لست بصدد فتح جدل عقيم بيننا و لكني و بكل صدق رأيت أنني في الفترة الحالية لابد من فتح كل الملفات المغلقة لعل بها ما يفيد و لعل هذا العلم يفيدني لتوسيع المدارك و فهم القضية بصورة أشمل و أوقع


---------------------


خالد


لتوضيح كلامي أقول


أنه لم ينتقد أحد ممن ذكرتهم المنهج السلفي لأنه لا ينتقده الا مبتدع ولكني قصدت أنهم انتقدوا ممارسات كانت بدايات لتأسيس ما أسموه بالمنهج السلفي بالمنطقة العربية عدا الجزيرة ونجد .


وأقول


أن هذا الموضوع كبير ومن شأن من يريد وضع حلول لمشكلات كبيرة أن يفككها الى مشكلات صغيرة ليسهل عليه التعامل مع كل عنصر على حدة


وكذلك فعلت أنا فأنا أنتقد كل ممارسة خاطئة ينسبونها للمنهج السلفي على حدة وهذه النقود نقلت شيئا منها في مدونتي وكتبت عنها أيضا وسأظل أكتب في المستقبل عنها وعن باقيها .


ولكن مُجملا الآن أقول لك أن هذه المشكلة بدأت و حدثت فيما أعلم من أيام الشيخ حامد الفقي مؤسس جماعة أنصار السنة وباقي من تتلمذ على يد المدرسة السلفية بالسعودية وأئمتها ابن باز والعثيمين وربيع المدخلي فهؤلاء التلامذة بعد أن قدموا بلادهم نشروا المنهج الذي تعلموه - وهو المنهج السلفي الحق - لكنهم لم ينظروا للفروق الكبيرة بين واقعهم الذين هم أتوا منه وواقعهم الذين سينشرون الدعوة فيه وعدم تفريقهم هذا تسبب في قيام حواجز نفسية وزمانية بينهم وبين المدعوين وتسبب في تخدير من انجذب لهم عن واقعه وتغييبه عن مشكلات زمنه وقضاياه وكل هذا باسم السلفية ولا حول ولا قوة الا بالله ، وكذلك طروا أقوال الألباني واعتبروه الحجة في كل مجالات العلم والفكر رغم أنه غمام وحجة فقط في علم مصطلح الحديث أما المجالات الأخرى الفكرية والشرعية فيوجد في الأمة من هو أعلم وأثبت منه والمرجوع اليه في هذا المجال ومن هنا أخذوا الألباني حجة في هذه المجالات وطردوا رؤاه وروحه الدينية ولم يلتفتوا لغيره من أهل التخصص الأخرين وكأنه هو العالم الأوحد! ووضعيتهم هذه جعلتهم يشغلون الشباب بأباوب من العلم غيرُها أقرب لنفوسهم وواقعهم منها! بل وحتى الأبواب اللازمة للشباب شرحوها لهم بشكل لا يناسب ثقافة عصرهم، وهذا لأنهم تعلموا على المناهج الذي وصفتها سابقًا معتبرين اياها المناهج الفضلى الوحيدة لا أنها جزء من الدين ومن المنهج السلفي الواسع الذي هو أكبر وأوسع من أن يجدده كله الأئمة ابن باز والعثيمين والألباني فقط! كانت هذه أصل الممارسات الخاطئة التي نتج عنها انحرافات خطيرة جدا جدا كالغيبوبة عن الواقع ( الدروشة يعني ) وضيق الأفق الفكري وشيوع روح العداء للجماعات الاسلامية الأخرى وناهيك بهذه انحرافات تحلق الدنيا والدين معا وتسببت في تكوين رؤية عامة لدى الناس عن أن هؤلاء السلفيين ليسوا للواقع وإنما هم ناس بركة نستبرك بهم وفقط!


هذه في الجملة


الاخ الفاضل:


أخي خالد جزاك الله خيراً علي الرد
و لكن يؤسفني أن أقول لك أن كلامك هذا ربما ينسف أفكاراً و معتقدات كثيرة عند كثير من الإخوة الملتزمين اللذين تربوا علي يد هؤلاء المشايخ اللذين أحسبك تعتقد أنهم جمّدوا المنهج السلفي و حجروه
لكن و مع كلامي السابق هذا أري أنه يعضد موقفك و يقوي كلامك ما أراه الآن من محاولة كثير من مشايخنا الأفاضل بتغيير أموراً كنا نحسبها من المسلمات


مثل موضوع المشاركة في المظاهرات و موضوع المشاركة السياسية و ما إلي ذلك مما فتح علي باب حيرة لا أول له و لا أخر
ألست تري معي أخي الفاضل أن هذا الأمر تطيش له عقول الأحلام؟
أبعد كل تلك السنين من الإتباع و الإنصياع لأوامر مشايخنا نكتشف أن تلك الأرض الراسخة التي كنا نركن إليها ما هي إلا رمال متحركة؟
و لماذا إذاً أقنعونا أن تلك ثوابت و لا خلاف بينهم عليها مادامت قابلة للتغير و ليست قولاً واحداً كما أفهمونا؟؟
و الله يا أخي أنا كل يوم أزداد حيرة علي حيرة
فأحياناً أقول هم أهل اجتهاد و نتبعهم في إجتهاداتهم
و أحياناً أخري أقول بل أرجع إلي الشرب الأول و من بقي عليه في عصرنا كأمثال مشايخنا في السعودية و ما إلي ذلك
إلي الله المشتكي
فما قولك أخي الفاضل؟


تعليقات

المشاركات الشائعة