نصيحة عامة للسلفيين

أكتب هذا الكلام نصيحةً للسلفيين الذي أنا منهم ، لكي يعرفوا ما لنا وما علينا ويحسنوا التعامل مع الواقع .

واحد من أكبر رموز السلفية المعاصرين في مصر أتته فتاة منذ سنوات تستفتيه في دخولها الكلية فأفتاها بأن لاتدخل لأن الاختلاط حرام فسمعت له الفتاة ورفضت الالتحاق بالكلية وتصادمت مع أهلها بسبب هذه الفتوى وذهبت أمُها لتسأل عن اسم الشيخ الذي أفتاها وذهبت له وكادت أن تتعارك معه لولا الاخوة المتواجدون وقتها . ومما قال لهذه الأم أنه لن يغير فتواه . والى الآن هو مصر على ذلك لأنه يراه الحق الذي إذا اعتقده صاحبه لا يجوز له تغييره .
وأقول والله هي نصيحة كما قدمت في صدر كلامي
أقول أن هذه التفسيرات الدينية والمواقف ليست من الفقه في شيء، فالانسان يجمد على ما يعتقد من اختيارات فقهية في خاصة نفسه فقط أما في الافتاء فلا بد من مراعاة الواقع وهذا في المسائل التي فيها أقوال معتبرة – وإن لم تكن معتبرة عند المفتي لكنها معتبرة عند غيره بوجه من الوجوه – فهذه الفتوى التي أخذتها الفتاة المسكينة ستسبب لها أعظم المشاكل في حياتها ربما لعدة عقود من السنين ولربما تزوجت هذه الفتاة ولم تُفلح في زيجتها واضطرت لعمل لا يناسبها فيتجدد وقتها ما في صدور أهلها من موقفها الديني وممن أفتاها – وعموما ستدخل في مشكلات عظيمة جدا .
وكثير من رموز السلفية يرون أن الفتاة تدخل الجامعة لكنها تأخذ ركنًا مع زميلاتها ، فكان الفقه يقول أنه يفتيها بهذه الفتوى ويدع رأيه لبناته هو لا لبنات الناس .
وهذا فقيه الأمة العلامة السلفي العثيمين يقول للمفتي لو أتاك الناس يستفتونك في شيء تعلم أنهم فاعلوه لا محالة، وكان له وجه من الدليل يقضي بحله فلتحله لهم ولا تحرمه، لأنهم لأنْ يفعلونه معتقدين حله أفضل من أن يفعلونه معتقدين حرمته !
وأختم بتفصيل أكثر لسبب هذه النصيحة عما قدمته في صدر الكلام . وهو لكي تعلموا الدوافع التي تجعل الكثير من النخب المثقفة والعوام يكرهون السلفية ويصدقون ما يُفترى عليها، فتحسنون التعامل مع هؤلاء ولا تتهمونهم بالحقد الغير مبرر على السلفية! وقد يكون هؤلاء لو علموا السلفية الحقة لتبنوها ولستماتوا في الدفاع عنها!
كتبه/ خالد المرسي