خاطرة منهجية في الصحوة السلفية المعاصرة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم وبعد :
السبب الذي من أجله شرع شيخنا "محمد اسماعيل المقدم" في سلسلة صوتية بعنوان "أحبوا هذا الرجل"، وهو السبب أيضا الذي يتأسف له جدا، هو عدم شهرة العلماء والأئمة المسلمين المعاصرين كما شتُهر الثلاثة أئمة ( ابن باز والعثيمين والألباني) عليهم رحمة الله .
وهذا الذي يتأسف له شيخنا، سببه أن الصحوة السلفية المعاصرة التي بدأت منذ 30 سنة هي في الحقيقة صحوة عاطفية وليست علمية كما يوهم ظاهرها ويصرح به رموزها وأتباعها؛ بدليل أنهم يجهلون الأعلام والأئمة أصحاب الفضل بعد فضل الله في أول صحوة سلفية معاصرة بعد سقوط الخلافة الاسلامية، والذين ذاع صيتهم وسرى مفعولهم واخترقوا شعوب المنطقة الاسلامية بنخبها وعوامها؛ أقول لأن الصحوة المعاصرة جهلت هؤلاء واقتصر علمها بالثلاثة أئمة فقط، رغم أن هؤلاء الثلاثة يقتصر دورهم في تكوين جزءً واحدا لا كل الأجزاء من العقلية المسلمة المطلوبة، ولا تتم باقي الأركان والأجزاء في العقلية الا بواسطة باقي الأئمة . وإن لم تطور الصحوة المعاصرة نفسها تبعًا لهذه التعديلات المطلوبة فسيظل لا دور لها ولا أثر داخل الطبقات النخبوية في العالم* بل ستكون الصحوة سببا في تصيير النخبويين الذين سيتجاوبون معها الى عاديين. ولن يتم هذا التطوير إلا إذا بدأنا من الآن في التتلمذ على نتاج من ذكرهم وسيذكرهم شيخنا في السلسلة كما بدأت الصحوة منذ 30 سنة في التتلمذ على نتاج الأئمة الثلاثة، وإخراج جيل من الدعاة والعلماء يتقارب مع مستوى هؤلاء الأئمة والعلماء .
----------------
• الطبقات النخبوية إذا لم تخترقها الصحوة المعاصرة لن يتحقق التمكين في الأرض الذي وعدناه اللهُ لأن النخبة هم حجر الزاوية في التمكين والتغيير المطلوب كما يدل على ذلك قصص الأنبياء والروح العامة ومبادئ ومفاهيم الدين الإسلامي )
• والحمد لله رب العالمين
• كتبه/ خالد المرسي


تعليقات

المشاركات الشائعة