يا منتسبي السلفية كفاكم تشويه لصورة الامامين ابن باز والعثيمين

يا منتسبي السلفية كفاكم تشويه لصورة الامامين ابن باز والعثيمين

رأيت البعض يستدل بفتاوى للامامين مثل التي فيها العلم قال الله وقال الرسول وفتاوى نحو هذا، ويفهمونها بفهمهم الساذج الدراويشي، وينسبون هذا الفهم - الذي يتنقص من الفكر ويعتبره جهلاً - للامامين مما شوه صورة الامامين
وأرجو منهم أن يكفوا عن تشويه صورة ابن باز والعثيمين وينسبوا لهم فهمهم لكلامهم رغم أن باقي أقوالهم تبطل فهمه


فمثلاً ابن باز ، كما حكى الشيخ محمد الحمد في كتاب جوانب من سيرة الامام عبد العزيز بن باز ص 263 أن ابن باز طلب الاطلاع على رسائل الشيخ حسن البنا؛ فلما قرئت عليه أبدى إعجابه ببعضها، وعلق تعليقا يسيرا على البعض الآخر . انتهى كلامه






. وابن باز أيضا في كتابه " نقد القومية العربية " نقل كلاما عن الشيخ محمد الغزالي مما يعني أنه كان يقرأ له رغم ظروف الشيخ الصحية الصعبة! فكيف لو كان سليمًا -رحمه الله - وصدق أبو الحسن الندوي حينما قال أنه لم ير مثل ابن باز


ويقول الشيخ عبد العزيز عبد اللطيف في مقال بعنوان


نقد مقال قراءة في الذِّهنية السلفيَّة " وأنصح بقراءته كله


ولعل مقصود الكاتب أن بعض السلفيين أهملوا كتب الفكر واشتغلوا بالكتب الشرعية ، وأحسب أن العناية بكتب الفكر كانت في مرحلة سابقة ، عندما كانت الاشتراكية والقومية ونحوها من المذاهب المادية التي تشكك في الإسلام وتطعن في الغيبيات رائجة في حقبة زمنية ماضية حيث ظهر - ولله الحمد - من كتابات المفكرين الإسلاميين من يذبّ عن دين الإسلام ويفنّد شبهات الخصوم ، كما هو ظاهر في كتب سيد قطب و المودودي - رحمهما الله تعالى - و محمد قطب ونحوهم . فكانت كتب الفكر الإسلامي الأصيل ضرورية تجاه تلك الأفكار المنحرفة ، وكما فعل من قبل شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - عندما واجه تلك الأفكار الفلسفية والكلامية والصوفية باللغة والأسلوب الذي يفهمه أولئك ، فأظهر الحجة عليهم وكشف ضلالاتهم ، ومن المناسب أن نورد ما يقرر ذلك من كلامه - رحمه الله - : « ولا ريب أن الألفاظ في المخاطبات تكون بحسب الحاجات ، كالسلاح في المحاربات ، فإذا كان عدو المسلمين في تحصنهم وتسلحهم على صفة غير الصفة التي كانت عليها فارس و الروم ، كان جهادهم بحسب ما توجبه الشريعة التي مبناها على تحري ما هو لله أطوع وللعبد أنفع ، وهو الأصلح في الدنيا والآخرة ... إلخ » [3] . وأحسب أن هذه الصحوة المباركة قد ارتقت - نضجاً وعلماً - بدءاً من الكتب


الفكرية الأصيلة في تقرير الثقة بالإسلام والرد على أعداء الإسلام إلى الاشتغال بالعلوم الشرعية في تقرير منهج السلف الصالح والرد على المبتدعة إلى غير ذلك ؛ فما كان للسلفيين أن يحقروا الكتب الفكرية الإسلامية الأصيلة وهم يقررون قبول الحق من كل شخص ولو كان كافراً ، وها هو العلاَّمة ابن باز - رحمه الله يقرأ


كتاب ( النظرية السياسية ) للمودودي رحمه الله مقرراً له [4] ، وها هو العلاَّمة الألباني - رحمه الله - يورد كلاماً طويلاً لسيد قطب - رحمه الله - في مقدمة كتابه ( مختصر العلو ) للذهبي .


---------


(4) ذكر الشيخ مسعود الندوي (ت 1373هـ) لقاءه بالشيخ ابن باز سنة 1368هـ وأن الشيخ ابن باز أفاده بأنه قرأ كتاب (النظرية السياسية) للمودودي ، وأبدى الشيخ ابن باز اعتراضه على قول المودودي في الآية الكريمة : { وَأَنزَلْنَا الحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ} (الحديد : 25) بأن معنى الحديد هنا القوة السياسية ثم قال الشيخ : يمكن أن يكون الأصل قوة أساسية ثم جاءت الترجمة « قوة


سياسية » ، فقال الشيخ مسعود : في الأصل قوة سياسية والمترجم التزم الأصل فقال ابن باز : حسناً، هذا أمر يسير ، لا أثر له على كتابه الأصلي انظر كتاب (شهور في ديار العرب) لمسعود الندوي ، ص50 .


----------------------- انتهى كلامه


ونعلم أن ابن العثيمين قال أنه في شبابه قرأ تفسير المنار لرشيد رضا واستفاد من اضاءاته الفكرية العميقة، وقال عن محمد عبده أن قل أن تُؤتى الأمة أذكياء مثله . وكذلك الألباني قرأ في مجلة المنار وقال أنها هي التي حببته في الحديث . وعندنا نصوص كثيرة تفيد ب" احرص على ما ينفعك " فلو ما ينفعني بحسب واقعي يوجد في كتاب فكري فلا يجوز أن أتركه وأذهب لابن كثير مثلاً ، لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - علق الحرص على وجود المنفعة، لا على كتب معينة أو مؤلفين معينين


وأرجو من بعض السلفيين أن يكفوا عن الاستدلال بفتاوى للامامين العثيمين وابن باز ويلصقون لهما فهمهم السيئ للفتاوى، وكفانا تشويه لصورة المنهج السلفي ولصورة الامامين.






خالد المرسي




تعليقات

المشاركات الشائعة