دفاعا عن الشيخ محمد الغزالي ضد منتسبي السلفية

في حلقة فقه التيسير من برنامج البيان التالي وفي احدى المداخلات للدكتور " عبد الله " يحكي تنقص الشيخ محمد الغزالي من تطبيق البعض لعبادة ما، والدكتور " عبد الله " في ذلك يُقلل وينتقص من شأن العلامة محمد الغزالي ، ونحن لانقبل هذا بصفتي مسلم ثم طالب علم لا نتقبل هذا أبدا ، هذا ورغم أنه لا محل له في موضوع الحلقة أصلاً فالحلقة تناقش الخلاف الذي وقع في السنوات السابقة بعد موت الامامين ابن باز وابن عثيمين ، فلا محل لكلام الدكتور عبد الله نهائيا في الحلقة! ومع ذلك فقد تنقص من قدر الشيخ محمد الغزالي- رحمه الله - وكردٍ عليه أقول.

الشيخ محمد الغزالي غاية في الأدب والوقار وهو إنْ قسى على بعض المنتسبين للسلفية في زمانه فقساوته هذه نتجت عن هول ما وجد من حمق وسفالة هؤلاء المنتسبين للسلفية وأنا أقص لكم قصة هو حكاها بنفسه عن نفسه
يقول الشيخ – رحمه الله –
إن التدين الصوري وراءه أمداد دافقة من القصور العقلي والغرور الأعمى، وقد يدفع الى اقتراف رذائل منكرة، وقد جاءني أحد تلامذتي بشكوى جديرة بالتأمل قال لي: إنه كتب دفاعًا عن كتابي الأخير " السنة النبوية" ونشره، ففصلته المؤسسة التي يعمل فيها..
وقرأت الدفاع فوجدت الرجل يقول لخصومي: إذا كان قد ساءكم هذا الكتاب، فهناك عشرات من مؤلفاته تستدعي الرضا ، على نحو ما قال أبو الطيب:
فإن يكن الفعل الذي ساء واحدًا فأفعاله اللاتي سررن ألوف
لقد التحق الموظف المفصول بعمل آخر اتصل به رزقه!.
وتحدثت مع صديق لي في القضية كلها فكانت إجابته: لقد نفيت أن وجه المرأة وصوتها عورة، وأبحت لها ولاية الأعمال الادارية والسياسية، فأنت جدير بالنفي من الأرض على الأقل..
قلت: أهذا دين؟ قال: سيتحالفون مع الشيطان ضدك!!.
قلت مرة أخرى: أهذا هو الدين؟!
كانت نبوءة الرجل صادقة، وكنت أيضًا صادقًا عندما ساءت ظنوني بعبيد المراسم والأشكال..) انتهى كلامه
فكما رأيتم الشيخ وجد من الهول ما ينوء بحمله صغار المفكرين والعلماء فضلاً عن كبرائهم، ويرون فيه امتهانا شديدًا لشخصهم – فضلا عن نسبة هذا الانحراف المنهجي المُنظم لا الفرعي للدين -، وهؤلاء ينسبون هذا المنهج للدين ولفهم الصحابة! فكان لابد من وقفة حاسمة من الشيخ يحذر من انحرافهم – فان وجدنا للشيخ تجاوزا طفيفًا فيجب أن نعذره لا أن ننتقص منه كما فعل الأخ " عبد الله "
ولا أَدلّ لكم على أن محمد الغزالي من كبار المؤدبين من موقف أحكيه لكم معه عند الشيخ ابن باز – رحمه الله – لتعرفوا منهج محمد الغزالي مع السلفيين المحترمين الأئمة كابن باز
يقول محمد المجذوب في كتاب " جوانب من سيرة الامام عبد العزيز بن باز ص 263 ( أن الشيخ محمد الغزالي زار ابن باز مرة، ولما هم بالخروج قال " نحن بخير ما دام فينا هذا الرجل " فكما رأيتم منهج الشيخ مع السلفيين الكبار وكذلك رأي محمد الغزالي في الامام محمد بن عبد الوهاب معروف للجميع .
وعلينا أن نعذر محمد الغزالي اذا وجدنا عنده تجاوزا طفيفا عن قدر الحرب – المشروعة – ضد هؤلاء المنتسبين للسلفية، بسبب هول ما وجد ، وحتى ابن تيمية وقع في شيئ من هذا التجاوز المسموح له بسبب هول ما وجد من كذب أهل البدع عليه، لا بسبب الخلاف العقدي بينه وبينهم كما يقول الدكتور مصطفى حلمي .
وهذا الهول الشديد والبلاء العظيم الذي وجده الشيخ محمد الغزالي ، اعترف بوجوده سابقا وحاليا الآن امام السلفية وشيخها وأول من أدخل السلفية في مصر وهو شيخنا " محمد اسماعيل المقدم " في هذا الموضوع
شيخنا: المقدم يطالب بتصحيح خلل فكري عند السلفيين(عدم الانصاف)
http://elmorsykhalid.blogspot.com/2010/07/blog-post_3742.html
وهذا الخلل في حقيقته نتيجة لضيق الأفق والسذاجة التي يتمتعون بها كما انتقدهم في هذا الخلل أكابر السلفيين الآن كالشيخ أحمد القاضي والشيخ المقدم وغيرهم وغيرهم .
وأنا يؤسفني أن أقول أن " القوم" المنتسبين للسلفية الآن يرتكبون الحماقات المعروفة " والتي حاول الدكتور عبد العزيز قاسم في حلقته هذه أن يستنفر ضيفه في الحديث عنهم لأنهم من المحاور الرئيسية للحلقة " لكن الدكتور عبد العزيز أخفق في ذلك بعد محاولات كثيرة " وما قصَّر الدكتور أعانه الله "، أقول يؤسفني أن أقول أن هؤلاء ينتسبون وبقوة للامامين ابن باز وابن عثيمين مما شوه صورة الامامين عند شرائح كبيرة من شعوب الأرض الآن .
خالد المرسي
ولكم أن تدخلوا هذا الرابط لتعرفوا مدى الخلل والانحراف في هذا الباب عند المنتمين للمنهج السلفي


تعليقات

المشاركات الشائعة