تعليق على قرار خادم الحرمين بحظر الكلام في الشأن الديني إلا على الرسميين"ودعوة عامة"

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم وبعد :

قرأنا قرار الملك عبدالله بن عبد العزيز ملك السعودية بحظر الكلام في الأمور الدينية (على الجُهال وغيرهم من العلماء الموثوقين) وجعْله حِكرًا على علماء الهيئة الرسمية! ويستثني أمور العبادات، والمعاملات، والأحوال الشخصية، بشرط أن تكون خاصة بين السائل والمسؤول ونص القرار هنا http://www.okaz.com.sa/new/Issues/20...0813366880.htm "وان كان هذا القرارتطبيقاته هي التي سوف تحدد أبعاده . فقد يؤدي تطبيقه إلى انفراج أكبر ، وهذا الاحتمال هو الذي تُلزم به المرحلة والاتجاه العام للدولة وللعالم " (أتحفظ عن ذكر اسم قائل هذا التحليل).
وهذا القرار معلومٌ أنه سياسي وبحض وتحريض من التيار الديني الرسمي، وإلا فيوجَد تيار ليبرالي مستولي على أرقى المنابر الإعلامية هناك ودائما يطعن في جناب الشريعة وفي الأحاديث المتواترة ويمجدون في الثقافة الغربية ويحتقرون الثقافة الاسلامية ومازالوا، ولم يصدر مثل هذا القرار! والحقيقة أن هذا القرار ماصدر الا بعد أن بدأ الدكتور حاتم العوني بشن حملة علمية مُطرزة بالدليل على هذا التيار الديني الرسمي ليبين للناس أخطائه وأثره المُدمر على روح التدين وعلى تشويه العقل المسلم – وقدبدأ علماء سلفيون أجلة حديثًًا بإعلان النكير أيضا إلا أن الدكتور العوني تكلم بكل جرأة ووضوح وإكثار فجزاه الله عنا كل خير ! فلما أعيّى التيار الديني الرسمي أن يقابل الفكر بالفكر والحجة بالحجة لجأ الى قوة السلطان – كشأن أهل البدعة الضعفاء في كل زمان ومكان -! والحقيقة أن العيب ليس على الملك بقدر ماهو على هذا التيار الديني الرسمي الذي يُشرعن له أفعاله ويُلبس عليه الأمور!.


وإن كان حُكام هذا الزمان عمومًا يهمهم ترسيخ الإنقياد الأعمى للرعية، ويحبون التيار الديني –مثل حال هذا التيار الرسمي السعودي – الذي يسعى جاهدًا في تحويل التيار السلفي الى صورة جديدة من المنهج الصوفي الانعزالي القديم ومن التيار العلماني الحديث! كما يقول الشيخ محمد حسين يعقوب في هذا المقال


http://elmorsykhalid.blogspot.com/20...g-post_27.html


وكما يقول على عزت بيجوفتش رحمه الله


ولست أشك أن الأمية تؤدى وظيفة لاغنى عنها للحكومات المستبدة ....


صدق السياسى الذى قال أن الشعوب الجاهلة أسلس قيادا من الشعوب المتعلمة! انتهى كلامه


وواجبٌ يقع الان على طلبة العلم الان كمايقول الشيخ يعقوب (إن الدعوة السلفية مطالبة بمحاصرة هذه الجـهـــود الانعزالية المنتسبة إلى المنهج السلفي، وهي في حقيقتها لا تتعدى الصورة الجديدة للمـنـهـج الصوفي الانعزالي القديم، الذى عزل الدين عن الدنيا وهموم المجتمع ومقتضيات الاستخلاف في الأرض، قبل أن تأتي العلمانية لتستثمر هذا الانحراف وتؤسس عليه تخريبها الكبير في ديار الإسلام.) من المقال السابق ذكره. واستجابةً لكلام الشيخ ولكلام غيره سوف أصنع قسمًا خاصًا في مدونتي أجمع فيه مقالات علمائنا المعاصرين في محاصرة هذه الجهود وتعريف الناس بها حتى يتقوا شرها وأثرها المدمر على العقلية المسلمة وعلى روح التدين السلفي وأدعوا كل طالب علم وكل مسلم أن يشارك معي بمكتوبه أو بمنقوله وأن لايخشى ماسيناله من عداوة وكراهية في جنب الله .


والحقيقة أيضًا أن هذا التيار الرسمي مالجأ الى قوة السلطان إلا لخشيته على نفسه من السقوط – في حين أن الجماهير بدأت تنتبه بفطرتها السوية الى انحراف هذا التيار وانحراف كل من شابههم من السلفيين في البلاد العربية، لكن هذه الجماهير تحتاج الى من يوعيها بأساليب هؤلاء وتفنيدها بأدلة الوحي المُطهّر وبكلام علماء الأمة – ولجوء هذا التيار الى قوة السلطان ليس بنافعه شيئا لأن الناس لاتقتنتع الا بالأقوال والأعمال، والحُب والمكانة القلبية لايُفرَضا بالقوة.


وصدق الشيخ سلمان العودة حين وصف هذا التيار الرسمي بميله الى نوع من التشدد والانغلاق


http://elmorsykhalid.blogspot.com/20...g-post_26.html


وأقول الان


حسبنا الله ونعم الوكيل فيمن يريد تغييب عقل الأمة عن مشكلاتها - والهائها بتدين سطحي وبفهم سطحي للاسلام وحقائقه - وفيمن يُرسِّخ للاستبداد الديني.


والحمد لله رب العالمين


خالد المرسي


تعليقات

‏قال غير معرف…
محاولة تجيير كلام الآخرين لصالحك أمر مشين!!!!

المشاركات الشائعة