لماذا لا أوالي ولا أعادي بسبب السياسة المعاصرة في بلادنا؟



هذا حوار دار بيني وبين أحد أساتذتنا القادة المخلصين لا غيرهم، في حركة فتح بفلسطين بعد أن حذف صداقتي.
خالد: السلام عليكم. كيف حذفت صداقتنا؟
*: أخي الكريم خالد انا اسف لهذا ولكن انا من عشاق الرئيس السيسي واتمنى لمصر كل خير ولشعبها.
خالد: وانا كذلك. فما الذي أفهم حضرتك أني غير ذلك؟
*: انا اسف. سأطلب صداقتك أن رغبت.
خالد: يشرفني أستاذنا الفاضل صداقتك. أنا لا يهمني صداقة الفيس بقدر ما يهمني رفع الالتباس وسوء التفاهم الحقيقيين، فالأصل هو الحقيقة لا الافتراض. أنا لا أريد أن أوالي وأعادي على السياسة لأنها لا تستحق، فالحكومة أكبر من السيسي كشخص، والانحراف فيها لا يلزم منه انحراف في السيسي كشخص وكرئيس.
*: معك كل الحق وانا آسف مرة أخرى وسيكون لنا حديث حول هذا الموضوع لاحقا أن شاء الله.
خالد: لا داعي للأسف أستاذنا الفاضل. هذا يحدث أعظم منه في مجتمعاتنا اليوم وصار طبيعيا. وانا يشرفني معرفة كل المناضلين. وأرى أن ما ترتب على قواعد اللعبة التي وضعتها القوى المسيطرة في عالمنا من اسلاميين وعلمانيين، من بغضاء وشحناء هو باطل لا اعتبار له، لأن أصول اللعبة غير صحيحة وما انبنى عليها لا يُعتبر. ولذلك لا أوالي ولا أعادي بسبب تفريعات ونواتج هذه الأصول.
*: أخي الحبيب خالد لست ممن يخاصم أو يعادي لخلاف في وجهة نظر سياسية كانت أو غيرها ولكنني كفلسطيني عاش الاغتراب والتشرد الذي ورثناه أبا عن جد وقاسينا جبروت الاحتلال الإسرائيلي واقبية التحقيق ومرارة الاعتقال والأسر وما زاد الطين بلة الانقسام الفلسطيني الفلسطيني وما ترتب عليه من تراجع لقضيتنا العادلة وللأسف بمساهمة من قيادتنا في الفصائل الفلسطينية وإعلاء الحزبية على مصالح الوطن والمواطن، واكتشافنا أن الإسلام السياسي الذي تمثل لدينا بحركة حماس ابنة الإخوان المسلمين وما عايشناه معها أثبت بالدليل القاطع أن حسن أخ حسين وأنها بل إن الحركات الوطنية أن تاجرت فهي تتاجر بالوطن والمواطن ولكن حركات الإسلام السياسي تتاجر بالدين تقيفه(تفصله وتفسره) بما يخدم مصالحها السياسية وبما يوصلها للسلطة ولقد قالوها بعد نجاحهم بالانتخابات(يوم لفتح ونحن ليوم الدين). ولو تمكن الإخوان من مصر لكان هذا انتصار لحماس بغزة ولشججعهم على الانفصال بغزة وإعلانها إمارة إسلامية وبمباركة إسرائيلية لن هذا أقصى ما تطمح إليه إسرائيل ومن يدعمها لأنه يعني ضياع فلسطين إلى الأبد خاصة بعد الأحداث التي تمر بها المنطقة العربية وضياع العراق وسوريا ولم يبقى إلا خير أجناد الأرض (الجيش المصري)لهذا انا اعتبر أن ظهور السيسي في هذا الوقت هو هدية من الله للعرب والمسلمين وانا والكثير من أبناء فلسطين لا ترنو عيوننا إلى القدس بل إلى القاهرة لأن سلامة القاهرة هو سلامة القدس ولكن سلامة القدس لا تعنى سلامة القاهرة. هذا ومصر وشعبها لهم جميل يطوق رقبتي فقد أكملت تعليمي الجامعي في مصر قلب العروبة النابض حماها الله ونصرها على كل أعدائها. انا أن قدر الله مماتي *لا ترى الشرق يرفع الرأس بعدي (مصر تتحدث عن نفسها).
خالد: شكرا جزيلا لفرصة الحوار هذه. قول حضرتك " أثبت بالدليل القاطع أن حسن أخ حسين" حقا هو دليل قاطع، ولكن يقطع استمراره الدائم قواطعُ أخرى كرحمة الله الواسعة، التي تشمل الأمم الكافرة والمسلمة فيمنح الأمة الكافرة ناسا عقلاء ينهضون بها من تخلفها (رغم أنها كافرة) ولذلك أثنى الله على أمثال هؤلاء في القرآن الكريم وما دام أثنى عليهم لزم أن وجودهم المتباعد لن ينقطع للأبد { {فَلَوْلَا كَانَ مِنَ الْقُرُونِ مِن قَبْلِكُمْ أُولُو بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسَادِ فِي الْأَرْضِ إِلَّا قَلِيلًا مِّمَّنْ أَنجَيْنَا مِنْهُمْ} وقوله {إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَيَقْتُلُونَ الَّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنَ النَّاسِ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ } ومثال هؤلاء عالم الاجتماع الانجليزي هربرت سبنسر كما ذكر الشيخ رشيد رضا في تفسير المنار. وكذلك في أمتنا امسلمة في الحديث الشريف " مثل أمتي كمثل الغيث لا يدري أوله خير أو آخره " إذن فلا بد مع الدليل القاطع الذي ذكرتَه أن يكون هناك أمل مستمر وترقُّب دائم لإمكانية بروز هؤلاء الذين يكسرون قاعدة "حسن أخ حسين" أما بخصوص السيسي فأنا لا أستطيع الافصاح عن ما أعني إلا بكتابة وافية له، وخواطر الفيس قد يُفهَم منها ما لا أعني ولذلك أحاول حاليًا التقليل منها في المواضيع المعقدة. فأنا أثق في شخصية السيسي ولكني مع المعارضة الوطنية العاقلة لا الهدامة ومثالهم الأساتذة نشأت الديهي ومعتز عبد الفتاح والدكتور نصر عارف، وهؤلاء هم من يستطيعون بناء البلد بواسطة السياسة لا هدمها بها، وكذلك لا يمكن أن أعادي كثيرين من معارضي السيسي (الذين ألمح فيهم الاستقامة والإخلاص والمروءة لا غيرهم من الهَمَل) رغم إيماني بخطئهم، لأن معاداتي لهؤلاء لن يكون لها تبرير إلا أنها انفعال بنواتج اللعبة التي هي أصلا خطأ وغير صحيحة. وربما أكتب بإسهاب عن رأيي عن قواعد اللعبة تلك مستقبلا، ويشرفني اطلاع حضرتك .
*: أخي الحبيب خالد أن حديثك يدلل على وعي إدراك عالي وانا والحمد لله من الذين لا يقنطوا من رحمة الله وهو تعالى قادر على كل شيء بيده الملك. ما أحببت أن أقوله أن الأمور لدينا في غزة أصبحت مفتوحة على كل الخيارات الصعبة وازداد فكر الرافضة والفكر الداعشي وفكر التشيع والذين باتوا يشككون ليس بالصحابة فقط بل بالنصوص القرءان وهم للأسف يكفرون المجتمع وحماس أيضا، يعني نحن نذهب من تطرف إلى تطرف وغلو أكبر وديننا أجمل واروع من هذا فهو دين رحمة وتسامح ومحبة (لقد أرسلناك بشيرا ونذيرا ورحمة للعالمين)وليس للمسلمين فقط. وأنا خائف ومرعوب من ضياع الأوطان والعبث بالدين وان متابع للإخوة الذين ذكرتهم وللعديد من شيوخ الأزهر الذين يحببون الناس بالإسلام ولا ينفروهم. أعز الله الإسلام والمسلمين وحما الله الوطن العربي ونصره على الاعداء.

تعليقات

المشاركات الشائعة