حوار حول أولوية بناء بيوت للمحتاجين على بناء مساجد

بخصوص افتتاح مسجد الجمعية الشرعية بالمنوات الذي احتفى به الأستاذ الراقي جدا ”عبد المعز ربوشة“ والذي شرفني بإضافتي إلى المجموعة الخاصة بأخباره. دار بيننا هذا الحوار
خالد: لو بثمن هذا المسجد تم لملمة لحم وأعصاب وحرمات المسلمين الكائنين بالعشوائيات لكان أرضى لله.
الأستاذ عبد المعز: ;كل ميسر لما خلق له ، فلو نهض من يهتم لهذا لكان له التوفيق بعد إخلاص لله تعالى ..، مع العلم أن هذا من دور أعمال المسجد إن شاء الله تعالى ، تقبل تحياتى .
خالد: هذا واجب الكبار أمثالكم. فهم من يحلون مشكلات المجتمع. مشاكل مصر العشرة تسلب الدين والعقل والاخلاق. الاهتمام ببيت الله الأصلي الكائن في قلوب وعقول عباده أهم من الاهتمام ببيته الوسيلي الحجري. أدعوك لتفكر في الامر فقط تفكيرا دائما لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا.
الأستاذ عبد المعز: أحييكم على إخلاص النصح ، وكرم الطلب ، وأحيطكم علما بأن المسجد من ضمن أعمال الجمعية الشرعية التى تقوم فى نفس الوقت بكفالة ورعاية الأيتام والفقراء والمعوقين والمرضى قدر المستطاع ماليا ونفسيا وتربويا واجتماعيا وخلقيا وصحيا ، الأمر فقط يتوقف على احترام نية كل متبرع حسب الوجهة التى يريد ، فمن اراد ماله فى بناء المساجد كان ، ومن ارادها فى الرعاية الاجتماعية كان ، وماعلينا الا أن ننصح بالآفضل والاختيار له ، بوركتم أخى الكريم .
خالد: شكرا جزيلا على سعة صدر حضرتك، وقد صدقت في كلامك، وهذا عندي يدل على أن المشكلة هي في إثارة الوعي، يعني: المشكلة في كبار علماءنا ومفكرينا الذين لم يدرسوا العلوم الشرعية والعقلية بالشكل الذي يمكّنهم من تحصيل وعي بمشاكل المجتمع وحقائقها ثم وعي بأساليب الحلول المجتمعية والدولية لحلها، وبالتالي عجزوا عن منح هذا الوعي لأهل الخير، ولذلك تجد أهل الخير يتبرعون للوجهة التي ثار وعيهم بأهميتها كتلك الوجهات المذكورة في تعليقك، ولو ثار وعي أهل الخير بوجهات أخرى كالوجهات التنموية وأولوياتها على وجهات أخرى، لحولوا وجهات تبرعاتهم لأنه لا يهمهم غير صلاح الدين والمجتمع. وهذا الوعي المنشود ليس سهلا ولكنه يحتاج إلى تحصيل علوم واسعة شرعية وعقلية، ويبدو أن ذلك النوع من التحصيل غير متاح ولن يتاح لسنوات طويلة قادمة إلا لأفراد معدودين لا أثر لهم في المجموع. تحياتي لحضرتك وربنا يوفقك دائما في فعل الخير.

تعليقات

المشاركات الشائعة