أسئلتي إلى شيخنا العلامة الشريف حاتم بن عارف العوني (2)

س1: " كان أحمد بن حنبل يصلي ركعتين قبل صلاة المغرب فعابه الناس فتركهما فقيل له في ذلك فقال: لم أر الناس يصلونهما فتركتهما وقال: لئن صلاها الرجل في بيته أو حيث لا يراه الناس فحسن." وسؤالي: واضح أن الإمام يرى الركعتين مشروعة، وهو من هو في قدره فلماذا عابه الناس؟ وحتى لو استهجنوا فعله بمقتضى العادة لكان حريا بإمامته أن يتمسك بهما لينشر سنة مهجورة في اعتقاده بل مُحاربة لا مجرد مهجورة!، وهو ممن يتمسك بالظواهر وشدة الاستمساك بالسنة فلماذا فضّل التخفي بهما في نظر فضيلتك؟ 
ج1: 
إما المقصود بالعيب : الجدل عليها ، ويكون المقصود : أن مخالفيه من العلماء وأتباعهم كانوا يجادلونه عليها ، ولا يرضون بخلافه معهم . أو يقصد بالناس العوام ، وربما كان عيبهم لا من جهة جهلهم فقط ، بل ربما كان من جهة تعجلهم في إقامة صلاة المغرب ، ليعودوا لأعمالهم ولبيوتهم . فليست مشكلة هؤلاء مع الجهل بالسنة ، وإنما في عدم الرغبة في القيام بها .

---------------------
س2:  كان التعامل بالربا محرم في شريعة بني اسرائيل فيما بينهم، وحلال فيما بينهم وبين من هم ليسوا من بني اسرائيل، فهل يعني ذلك أن الربا في ذاته ليس محرمًا إذ ما أحلته الشريعة يومًا ما لا يصح وصف عينه بالفاحشة - ومثاله نكاح المتعة وإن كان نكاحا باطلاً - فكذلك الربا بعينه ليس فاحشة وإنما تحريمه لعلة أخرى في آثاره الاقتصادية الوخيمة على المجتمع؟
ج2: 
لو صح أن هذه هي شريعة بني إسرائيل ، لكان السبب في إباحته أنه نُزل منزلة جهاد المال ، كما يجاهَد الكافرُ ويستبَاحُ دمُه لكفره ومحاربته ، فأخذ ماله بالربا نوع من ذلك . أما الربا فهو ظلم بذاته بنص القرآن . ولكن من ظلم بني إسرائيل بالحرب على الدين ، كان جائزا لهم ظلمهم في مالهم .

تعليقات

المشاركات الشائعة