يا كبار السلفية افيقوا قبل أن يطويكم الزمن - أو يطوي آثارَكم - في مطاويه!!!

أنبه إلى أن نقدي يعبر عن الشعوب العربية بأسرها - عوام ونخبة وضلال وفئات من شباب السلفية والمعجبين بهم – أدلتي على ذلك هي استقرائي للساحة خلال السنوات الماضية، وإن قيل فلماذا إذا لا نرى أثرا لهذا الزخم النقدي الكبير الخطير – بحد زعمك – في توجهات كبار شيوخ السلفية؟ أقول: أن هناك أثر له في بعض الشيوخ لكنهم قلة قليلة جدا باعتبار المجموع ؛ لا تكفي لتحريك الجمهور السلفي نحو التغيير بقوة – وقد يكون لهم عذر لأنهم لو انتقدوا بصراحة سيسقطون شرعية هؤلاء الشيوخ فورا مما يحدث فراغا كبيرا هائلا في الساحة الدينية لا نستطيع توقع الأثر الهائل لهذا الفراغ! ، ولو قلت فلماذا تنتقد أنت إذا ولا تخاف حدوث هذا السقوط لهم فالفراغ؟ أقول لأن هذا السقوط والفراغ لن يحدث بنقدي لأني لست مسموع الكلمة كالمشايخ الكبار، فصارت المضرة الحتمية الناتجة عن تصريح الكبار منتفية في حقي وتبقى المصلحة المتوقعة وهي سماع بعض الشباب لأمثالي وبدؤهم بالتصحيح الشخصي والذاتي قدر المستطاع – ولذلك قد يرضى كبار الشيوخ عن نقدي دون أن يعلنوا رضاءهم أو يُنسب لهم – وهكذا يتم تصحيح خط السير السلفي رويدا رويدا الى أن يكبر تلقائيا ويكتمل دون حدوث المضرة الهائلة المتوقعة ودون حدوث الفراغ الهائل المتوقع .



والمتابع للساحة يرى ردود فعل الناس بما أقول ظاهرة، أما الميزة التي أتميز بها في نقدي عن الناس والطوائف السابق ذكرهم في صدر المقال هو أنني أنتقد بعلمية وأستطيع الاستدلال على نقدي من ادلة الوحي وعمل الصحابة ومن كتب الأئمة المجددين الذين عاشوا في فترة ما بعد سقوط الخلافة، اما باقي الطوائف فهي لا تستطيع الاستدلال ومن ثم فبعضهم تدور في ذهنه هذه الأشياء ويكتمها ولا يتكلم لعجزه عن الاستدلال وبعضهم يظل يلمز ويتبرم فقط، فمثلاً منذ فترة نقل لي أحد الكتاب وهو من القاهرة أن أحد السلفيين – حاصل على دكتوراة في الهندسة من انجلترا – قال له في شاب سلفي اسمه خالد المرسي له مدونة على النت وهو جرئ جدا ويقول أشياء جميلة نفسنا نقولها من زمان لكننا غير قادرين، ومنذ خمس سنوات وأنا أدعوا صبي السباك الذي كان يعمل في بيتي فقال لي الشيوخ بيصعبوا الدين، والعامل في محل الفول والفلافل الذي أتعامل معه قال لي الشيخ فلان – يقصد أشهر داعية في العالم – الذي يقوله يعيده ويزيده نحن نريد جديدا!!! – وهكذا أيضا تجدون الناس البسطاء في الشارع يحترموننا ويقبلون الأيادي ملتمسين البركة لكنهم يعتقدون أن توجهنا هو توجه خاص بأمثالنا لا لكل الناس كما أن هناك أناسا متخصصون في السياسة وغيرهم في التجارة ووو فكذلك هناك ناس مثلنا متخصصون في التدين السلفي أما الناس فلا يُعقَل في نظرهم أن يلزمهم ويمكنهم منه سوى حد معين فقط، كما أن البعض يعلن تضايقه ونفوره الشديد منا.


صورة الواقع المتوقعة في السنين القادمة .


كالآتي : يموت شيوخ الصحوة المعاصرة الذين وصل عمرهم للستين سنة مثلاً – قبل أن يحدث تغيير ملفت للنظر في صفوف السلفية - – فأما بعض هؤلاء الميتين الذي لم يتنبهوا لهذا التغيير سيفرخون طلبتهم الشباب من بعدهم الذين تشربوا المناهج القديمة ولم يتنسموا نسيم التغيير قط ولا عرفوه، وهؤلاء الشباب بالطبع سيعاصرون تحولات تغيرية كبيرة في الصفوف السلفية خاصة في زمن ما بعد الثورات العربية ولا أستطيع بالضبط توقع حال هؤلاء الآن، لعلي أصل لتوقعات فأكتبها فيما بعد إن شاء الله ، لكني – في ظني الضعيف - يمكن أن أقول مثلاً أن بعض هؤلاء الشباب سيتحيزون لجهة وحدهم كتحيز تنظيم القاعدة الآن ويتمسكون بما هم عليه وينافحون عنه .


وإن قلت فلماذا لا يتوقع الشيوخ رغم متابعة بعضهم للساحة بما تقول؟! أقول لأنهم كما بينت في هذا الموضوع


http://elmorsykhalid.blogspot.com/2011/07/blog-post_26.html


وأمثالهم يتعلمون بالتجارب فقط – يعني بعد خراب مالطة - وليست عندهم حاسة التخيل والفكر المستقبلي اللازم الذي يعطيهم الحساسية اللازمة للمشكلات المتوقعة والبادية إرهاصاتُها في الأفق


تعليقات

المشاركات الشائعة