مقصودي بأن بعض العلماء لا يفهمون الدين على حقيقته

قلت في آخر مقال ( منهج السلف الصالح في تعلم وتعليم الدين - لعصرنا -) ما نصه



فاتضح بهذا أن العلماء لا يفهمون الدين في حقيقته


ولا أدري لماذا لم يسألني أحد على معنى هذه الجملة رغم غرابتها على العقول المعاصرة! ؟ هل لأننا اعتدنا على أن نسمع ونسكت أو نقرأ ونسكت! كما يقول الدكتور حاتم العوني بنحوه؟! فإن كان هذا هو السبب فأرجو أن يتغير معي ومع كتاباتي لأني ( على بينة من أمري) ولا يوجد كلمة اكتبها ولا جملة إلا ولها تفسير من كتب العلماء المجددين ، ولأني دراستي الدينية كانت دراسة غير رسمية ومفتوحة وهذا أهلني وفتح لي الباب في حرية إختيار الكتب التي اقراها وأدرسها وأحفظها - وإن كنت درست رسميا في بعض الفترات لكنها بكل حال أقل من غيري السلفيين بكثير فانا أحسن حالاً منهما بفضل بعدي عن الدراسة الرسمية ، وإن كانت فترة التزامي بالدراسة الرسمية -على قلتها -أخرتني لكن الحمد لله على كل حال وله الفضل أولاً وأخيرا .


مقصودي من الجملة نفي الدين في حقيقته ( وهو نفي الفهم الذي يبعث الله على رأس مائة عام من يجدده ) فالمقصود بالتجديد في الحديث هو تجديد فهم الناس للدين لا تجديد الدين ذاته فالدين قد اكتمل، لكن المراد هو ما قلته لكم وبشرط أن يكون من يجدد هذا الفهم معاصرا، ولا يجوز الاكتفاء بكتب المجددين ولو كانوا قريبين كرشيد رضا ونحوه فهذه الكتب لا تكفي في تقليب عقول وأفكار الجامدين أو غير مستقلي الفكر. بدليل أن المنهج الذي أدعوا إليه هو المنهج الذي دعا إليه الشيخ محمود شاكر في رسالة الطريق الى ثقافتنا ورغم أن أكبر شيخ حديث في مصر مغرم بهذه الرسالة ويوصي بها ( إلا أنه هو وأمثاله أكبر عائق يحول بين المجددين وبين تنفيذهم والتقاطهم وإحيائهم لمنهج هذه الرسالة في الدين!!! لكن يبدو أنه اكتفى بأخذ جزءٍ من دعوتها وهو تنقيح الأسانيد فقط!! .


ويبدو أن الدراسة الرسمية والأكاديمية دائما وغالبا تعيق المتعلم عن الابداع - إلا أن يتحرر من هيمنتها على عقله فيما بعد - بسبب أكاديميتها العقيمةفي فلسفة العلوم التي تعمقت فيها حتى ذهلت عن حقيقة العلم ذاته ، وهي مشكلة ليست في بلاد المسلمين فقط في العلوم الدينية والدنيوية بل هي في بلاد الغرب! ولذلك يعزو احد دكاترة الفلسفة إبداع برتراند رسل إلى انه لم يتعلم تعليما رسميا!!! وقد نص رشيد رضا على أن حتى اللغة العربية لما امعن الدارسون في ملكتها الفلسفية - النحو والصرف وباقي العلوم - ذهلوا عن حقيقتها او كما قال لا أذكر نص كلامه


تعليقات

المشاركات الشائعة