مقصودي بانحراف القوم في العقل ومناهج الفكر والنظر .

مقصودي بانحراف القوم في العقل ومناهج الفكر والنظر .







بسم الله الرمن الرحيم .






هذه الأيام زدت من نقد القوم الذي أزعم بأن عقولهم غير طبيعية ولا يصلحون للدعوة الى الله وانهم سبب التخلف الديني والثقافي – وبفضل الله صادف زيادتي في البيان أن أحد شيوخ السلفية في مصر صرح برجوعه عن الموافقة في إنشاء الأحزاب واستغفر الله وأناب اليه من أن يخلط الدين بالسياسة إلى أخر ما قال - فأحد الاخوة قال لي ما تقصد بمنهج الفكر والنظر المختل عند هؤلاء؟






فأجبته بضرب مثل اولا : قلت له تعرف غزو الثقافات وتهديد الهويات؟ يعني الهوية أو الثقافة تكون للانسان أو المجتمع كالذاكرة والمخ والقلب منه، فلو أتت قوة خارجية تحاول غزو هذه الثقافة وتهديد الهوية فبإجماع النظام العالمي المعاصر تكون معتدية ولو حتى هوية أقلية! و الآن في هذا العصر بعد الثورات العربية توجد بعض التحليلات السياسية وفق نظرية تُسمى " بالبجعة السوداء" تتوقع وقوع حروب أقليمية بسبب محنة بعض الجماعات في تهديد هويتها الكيانية، وكذلك أشارت تقارير غربية مؤخرًا أن فرنسا مستعدة للحرب العسكرية حفاظا على هويتها ضد إنتشار الاسلام الرمزي الممثل بالنقاب أو الحجاب على ما أذكر. فأقول أن هذا التهديد أو الغزو هو كمحاولة المغتصب الطبيب مثلاً للّعب في مخ الانسان أو إنساءه ذاكرته مثلاً أو بعض ذاكرته! هذا يسبب شلل للانسان في فاعليته في مناشط الحياة؛ ولن يستطع هذا الانسان إستبدال ذاكرته أو هويته بأخرى ، لأن الثقافة أو الهوية الأصلية تتكون بشكل لا إرادي عبر جذور المجتمع الضاربة في مطارح الزمان عبر الأجداد الأوائل – هذا اسمه علم نفس الشعوب- وتتكون منذ ولادته إلى معاشه وتفاعله وفعله في مجتمعه، وحيث أن الثقافة أو الهوية الأصلية تتكون كذلك، صار من المستحيل إستبدالها بأخرى لأن هذا يستدعي إرجاع الزمان ليعود الرجل جنينا في بطن أمّ في بلد غير البلد المراد التثقف بثقافتها، وهذا مستحيل في سنن الحياة الدنيا ، فلا سبيل وقتها إلا للّغبطة في مخ وعقل الانسان تجعله.... تخيلوا أنتم كيف يمكن أن يكون...! -، فكذلك مشكلة القوم الذي أزعم أن عقولهم ومناهجهم الفكرية غير سوية وغير مستقيمة تتلخص في أنهم في بداية الصحوة الاسلامية أخذوا منهج التعليم الذي نشأ عليه أحد الأئمة ذي النفسية الخاصة به ومنهج التعليم عند بعض الأئمة ذوي الطبيعة المجتمعية الخاصة – ونحن نحترم هذه الطبيعة ونجلها إذ هي من خلق الله وهي تُحترم وليس فيها أي عيب فهي من جنس إختلاف الشعوب والقبائل – ولكن المصيبة التي ليس بعدها مصيبة أن القوم الذي أنتقدهم أخذوا هذا النموذج ووضعوه في كل البلدان العربية دون مراعاة لطبائع وثقافات الشعوب وطبيعة المجددين الذين سبقوهم في هذه البلاد!!! والآن للصحوة 30 عاما وصل القوم فيها لمستويات منحطة جدا من التخلف مما ملأ مجتمعاتهم بكافة طوائفهم عليهم غضبا وحنقا – إلا طائفة من الشباب لم ينتبهوا وتشربت قلوبهم وعقولهم الخاوية هذه المناهج – وما زال الشيوخ الأفاضل لا يشعرون بوضعيتهم هذه ويقولون أننا من نجاح إلى نجاح!! والعلماء كتبوا قديما وحديثا عن هذه الانحرافات ولكن لا حياة – او لا عقل – لمن تنادي!! فَطرْدُهم لهذا النموذج هو كاستبدال الذاكرة والهوية؛ فيصير الانسان او الجماعة مع هذا الاستبدال ضائعا تائها مشتتا – وقد لا يشعر بذلك بعد أن أّلِفه كما يقول العلامة محمود شاكر" إِلفُ القبيح متلفةٌ للاحساس والعقل جميعا" – والناس الآن بكافة طوائفهم عوام ونخبة وضلال زنادقة! يعلنون غيظهم وكربهم من هذه الأشكال الغريبة التي تطالبهم بأن يكونوا مثلهم وأن الفلاح كل الفلاح في أن يكون المجتمع كله مثلنا ويسعون لذلك!!! ولا يدري كثير منهم –أي المنتقدين - ما أصل المشكلة ولا من أين أتت ، فصار الجميع يخبط في بعضه ويزعقون ويتبرمون ويتشاكسون ولا يدري أحد منهم ما الموضوع بالضبط حتى يُبَحَث له عن حلول!!. هذا ببساطة عبر ضرب المثل هو مقصودي من خلل القوم في العقل ومناهج الفكر أرجو أن اكون وُفقت في عرضه. أما الحلول فهي ستبدأ من أن بعض علماءنا الأفاضل يتطوعون وينتقدون بصراحة وبقوة زائدة لا ان يكتفوا بإشارة في مقال تمر دون أن تترك أثر مناسب لحجم الخلل؛ لا أن يتركوا الطريق لأمثالي من الصغار الذين لن يُسمَع لهم بحجة اني متعالم او ضال أو غير فاهم أو أو .. إلى أخر التهم، ثم بعد ذلك على هؤلاء العلماء وضع المناهج التعليمية الجديدة التي تناسب كل مجتمع بثقافته وطبيعته المختلفة ويتم البدء من جديد على تربية النشء على هذه المناهج – ومحاولة إدراك ما يمكن إدراكه من الاخوة القدامى الذي تشربوا المناهج المتخلفة -.






والحمد لله رب العالمين

تعليقات

المشاركات الشائعة