الرد على الدكتور خالد الدخيل

الأخت الفاضلة ريشة تفضلت على ورتبت الموضوع بشكل جميل جدا هنا
http://forum.ma3ali.net/posts/10428243-post7.html
بسم الله الرحمن الرحيمالحمدلله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه أفضل صلاة وأتم تسليم أما بعد


الرد على ماجاء فى برنامج البيان التالي

عنوان الحلقة: قراءة في تطورات الساحة الفكرية بالسعودية





موعد البث: يوم الجمعة 15/1/1431 هـ

مقدم البرنامج: د. عبد العزيز بن قاسم.

ضيف الحلقة: د. خالد الدخيل.

كتبه – خالد المرسى

تعريف مجمل بهذا المقال

اولا أذكر نبذة عن الليبرالية ثم أرد على على وصف الدكتور خالد للقول( بأن الليبرالية تؤدى الى مجتمع فوضوى )بالسذاجة ثم أرد على قوله أن المستقبل لليبرالية وعناصر الرد على هذه الجزئية تتلخص فى اثبات أن المستقبل للاسلام (مع تفصيل ) ثم اثبات أن الغرب لم يتخلى عن دينه (مع تفصيل ) وأن الليبرالية هناك بشهادة الواقع المشاهد فى أفول وغروب .ثم رد على قوله أن مضمون الليبرالية مشترك انسانى . وطبعا بما أن الواقع ليس كذلك والا فلامشكلة ! فستكون عناصر الرد تتلخص فى اثبات أن الغرب لم يتخلى عن تراثه وان كان تراثا تافها وأقوالهم فى ذلك شاهدة فى أن حضارتهم استمدت وجودها من وجود تراث المسلمين وأنهم يحتفون ويجلون ويعرفون قدر تراث المسلمين جيدا . وأخيرا أستدل بما كشفه علماء النفس الغربيين على وجوب وضرورة انطلاق أى أمة (اذا ارادت بناء مجد لحاضرها ومستقبلها) ن تراثها هى أولا ثم يظل ماثلا أمام أعينها .

وسيكون ردى فى هذا المقال كله من كلام علماء المسلمين وبالأكثر الغربيين ولن أورد النصوص القرآنية والنبوية (لأسباب ما)

وسأكتفى بأقوال أهل الغرب من باب وشهد شاهد من أهلها ولماقاله الشاعر (والحق ماشهدت به الأعداء
ويليه رسالة الى الدكتور خالد

-----------------------------

نبذة عن الليبرالية

الليبرالية تقوم على أساس حرية الفرد كما أن الاسلام يقوم على أساس العبودية لله تعالى . فنجد مثلا ليبرالية الأدب يعتى قل واكتب ما شئت من كلام وكذا ليبرالية الفن وكذا الليبرالية فى أى مجال من مجالات الحياة فللانسان الحرية الكاملة . لكن قد يتم تقييد حريته ( فى فعل ما ) عندهم من باب الاضطرار لا لأن هذا الانسان ليس من حقه فعل هذا الفعل. فالانسان مثلا حُر فى شرب الخمر لكنه لايجوز له أن يمشى يعربد فى الشارع لا لكون العربدة ليست من حقه . هى من حقه لكنهم يقيدون هذه الحرية اضطرار وهكذا فى سائر أفعال وأفكار الانسان (قاله الشيخ عبد المنعم الشحات ) والعجيب جدا أن الدكتور خالد الدخيل يستدل على هذه الحرية بايات قرآنية مثل {ولو شاء ربك لآمن من في الأرض كلهم جميعا أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين}، {لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي}، {وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر}، ويقول آيات كثيرة كلها بهذا المعنى، تعني على حرية التفكير وعلى حرية الاعتقاد، ما معنى هذا الكلام؟ أوما هي دلالته؟ فاقول له ألم تقرأ قوله تعالى {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ }الكافرون1؟!

وأنقل لكم ماقاله المؤرخ الفيلسوف الاجتماعى الشهير (جوستاف لوبون) (ان العرب هم الذين علموا العالم كيف تتفق حرية الفكر مع حرية الدين ) (1) وان أحببتم الاطلاع على حقيقة حريتهم المزعومة ووزنها بميزان الاسلام فارجعوا لكتاب مقدمات للنهوض بالعمل الدعوى للدكتور عبد الكريم بكار صفحتى 73و76 عن النسبية وعصر التعددية

# الدكتور خالد يصف كلام من قال أن الليبرالية تؤدى لمجتمع فوضوى فوصف كلامها بقمة السذاجة واثقا من نفسه جدا موهما السامعين بأن القائل اخترع هذا القول الساذج من عنده . لكن الواقع غير ذلك وأن كلامه صحيح بل ويقول بمثل قوله أكابر الغربيين من مخترعى الليبرالية ك(شتراوس) وهو من المحافظين الجدد فى أمريكا يقول ( المجتمع العالمانى هو أسوأ الأشياء الممكنة لأنه يقود الى الفردية كما أن الليبرالية تقود الى المعارضة وكلا الأمرين يضعفان قدرة الدولة على التعامل مع التهديدات الخارجية ) لذلك فانه يرى ضرورة الابقاء على القيم الدينية للمجتمع الأمريكى (2) وقال الدكتور وحيد عبد المجيد ( ولم يكن انفجار أسواق المال الأمريكية ومن ثًم العالمية الا نتيجة القداسة غير المسبوقة التى أضفتها الليبرالية الجديدة وتوحشها على نحو جعل الاقتصاد المالى قطاعا رئيسيا تزداد أهميته على حساب الاقتصاد الحقيقى الانتاجى )(3) ومن عجيب شأن الدكتور خالد أنه يعلل وصفه لهذا القول بأن الليبرالية أتت بالتكنولوجيا والمصانع والاجهزة ..فكيف تجتمع هذه مع الفوضى !

أقول ان كان كلامك صحيحا وأن الليبرالية أتت بالتكنولوجيا ولاعلم لى بصدق مجئ الليبرالية بالتكنولوجيا فى العالم الاسلامى أو لا. لكنى أقول للدكتور خالد أليس اطلاقك لهذا التعليل وأنه سبب التقدم والازدهار بحيث لاتجتمع معه فوضى أليس هذا الاطلاق هو قول ومعتقد عوام الناس ودهمائهم فى هذا العصر أجمعين ؟! يعتقدون بأن مجرد وجود التقنية وصناعتها وبناء المصانع دليلا على التقدم والرفاهية ! والواقع غير ذلك . أُحيلكم لكتاب مقدمات للنهوض بالعمل الدعوى باب الاستهلاك العظيم و باب عبادة التقدم ص 78و88 لتعلموا ما يمكن أن تحدثه التقنية من فوضى ومشاكل للجيل المعاصر بل وللأجيال التى لاذنب لها الا أنهم بنون لتلك الأجيال السابقة !

# قوله المستقبل لليبرالية

فذكر له المقدم د.عبد العزيز قاسم كلام الكاتب عبدالله الغازى بأن لايوجد فى السعودية ليبرالى واحد فرد الدكتور خالد بأن الكاتب عبدالله يقول هذا الكلام لأنه لايكتب عن الحرية ولكنه يكتب عن السياسة وبعض قضايا المجتمع ونحوه فقط ! فقال له المقدم أنك بذلك تطعن فى سلوكه لأنه قال قولا لايعجبك ! فرد الدكتور خالد قائلا لا. أن عقله اللاواعى هو الذى جعله يقول ماقال !

ولى وقفة هنا

أقول يا دكتور خالد .هل لأن الكاتب عبدالله لايكتب عن الحرية يلزم من ذلك أنه يحاربها ؟!أليس هذا التعامل بطريقة ( من لم يكن معى فهو ضدى )؟!! بل انه عندك لايحاربها فقط ولكن حربها تجذر فى عقله اللاواعى مما جعله يقول ما قال (لاعلى وجه الكذب ) ولكن على لسان العقل اللاواعى ! وهل تتأتى مثل هذه الادعاءات يا د.خالد ؟!! ثم كيف عرفت مافى عقله اللاواعى على وجه اليقين هكذا ؟! ان الاطباء النفسانيين لايجرؤون على ادعاء معرفة مافى ذلك الجبل الوعر (العقل اللاواعى ) على وجه الظن الراجح فضلا عن اليقين !! وأيضا يا د.خالد ان الطريقة الذى اتبعتها هذه يلزم منها ألاتصح لأحد على أحد حجة بل هو لازم من باب (قياس الأولى ) وبيان هذا .أنه كما هو معلوم أن كل انسان بن بيئته (بثقافتها وتعليمها ) وان لم يعبر عنها لايكون صادقا مع نفسه . فلابد أنه سيعبر عن بيئته وثقافته وتعليمه وبالتالى فهو رافض لكل ما يخالفها خلافا غير سائغ ومناقض لما علمه . فهذا الانسان اذا أولى وأولى بأن يُتَهم ( اذا قال قول حق يعتقده ) بأن كلامه خطأ. الا انه لا يتعمد التضليل ولا الكذب حاشاه عن ذلك لكنه يتكلم بلسان عقله اللاواعى دون أن يشعر ! ان هذا أولى وأولى بأن يُتهم بهذه التهمة وقطعا هذا ضرب من السفسطة واذا جازت هذه السفسطة لما صارت لأحد على أحد حجة ولضاعت لغة العقل الواعى ولغة المنطق والاستباط والاستدلال !

وقلت يا د. خالد مدلالا على أن المستقبل لليبرالية بأن الخلاف والجدل الدائر حول اليبرالية الان دليلا على أنها أصبحت محل نظر وأن هذا الخلاف والجدل بمثابة مقدمات وارهاصات لتمكن وانتشار الليبرالية !

وسيدور ردى عليك هنا حول نقاط عدة منها أن المستقبل للاسلام (مع تفصيل ضرورى ) ومنها أن الغرب لم يتخلى عن دينه وأن الليبرالية هناك فى أفول ومنها أن الغرب لم يتخلى عن تراثه بل ان حضارته المعاصرة استمدت وجودها من وجود تراث المسلمين

أولا- أقول لك مقابل قولك واستدلالك بالجدل الدائر عن الليبرالية على أنه مقدمة لتمكينها أقول لك ناقلا عن بن تيمية ( أن الله اذا أراد اظهار دينه قيض له من يعارضه )!!!

وأقول أن المستقبل للاسلام

فمن العجيب جدا أن الاسلام أكثر الأديان انتشارا حتى أن الشيخ محمد اسماعيل المقدم قال منذ اسبوعين أن أحد الاخوة أحضر له ورقة فيها احصائيات لمن أسلم من الغربيين فى هذا العصر أرقام مهولة ووعد الشيخ أنه سيقرأها فى درس لاحق ان شاء الله رغم أن الدعوة الى الاسلام لايكفلها دولة كما تكفل روما والغرب عموما التبشير النصرانى . لكن هنا أحب أن أذكر تفصيل مهم حتى لا أقع فى الاجمال المضلل . التفصيل هو ( أنه من الممكن وقوع دولا مسلمة بأسرها تحت حكم طاغوتى يحارب الاسلام لمدد طويلة كما حدث أيام الشيوعية وفى بعض البلاد الاسلامية فى فترة ما قبل الصحوة فيجب على الدعاة أن يحترسوا ويجتهدوا فى اعلاء كلمة الله خوفا من تكرر مثل هذه الفترات مع اعتقادهم أن المستقبل للاسلام ) وكما نعلم النصوص فى القرءان والسنة كثيرة تدل على أن المستقبل للاسلام . ومن ضمن التفصيل أيضا أن الدعاة الى الله اذا لم يواكبوا روح عصرهم ومجتمعاتهم ويلينون مع معطيات الواقع ويتعاملون مع هذا الواقع الجديد (اذا لم يستطيعوا رفضه وكان مفروض عليهم ) ستصير دعوتهم وقتئذ دعوة تنطلق بها الألسنة ولاتلامس الصدور وستترك فراغات وثقوب فى عقل المسلم المعاصر وقلبه فاذا أتى من يملئ هذه الفراغات والثقوب (سواء كان ليبراليا أو ملحدا أو عالمانيا ) ستمتلئ هذه الثقوب وقد قال وحذر من ذلك أكابر علمائنا ومن ضمنهم علماء الجيل السابق وأوجبوا نشر الدين بروح وثقافة العصر كالدكتور محمد عبد الله دراز نص على الوجوب (فى تقدمته لكتاب الظاهرة القرآنية لمالك بن نبى ) وأبى الحسن الندوى والشيخ محمود شاكر وهو يتكلم عن التفريغ الثقافى يقول ( لايمكن أن يظل الفارغ فارغا أبدا ) (4) واذا كان هؤلاء الأئمة حذروا من ذلك قبل دخول العالم الاسلامى فى عصر الانترنت والثورة المعلوماتية فكيف لو كانوا أحياء الان ماذا كانوا سيقولون !!! يقول الدكتور بكار (اذا لم يكن للمرء روح عصره (كما يقول فولتير ) كان له أسباب شقائه ) ويقول أهل التاريخ الطبيعى ان شرط الحياة هو تمام الملائمة بين الكائن الحى وبين بيئته وصدق الأمير خالد بن طلال حينما قال فى مداخلته فى حلقة برنامج البيان التالى باستضافة الدكتور ناصر الحنينى للرد على الدكتور خالد الدخيل قال أن الليبرالين ماكان ليعلوا لهم صوت هكذا لولا ضعف مشايخنا وعلمائنا ودكاترتنا . اذا معرفتنا لهذا التفصيل لايعارض قولنا أن المستقبل للاسلام ويجب أن يُقال لهؤلاء الدعاة قول الشاعر وما الفخر بالعظم الرميم وإنما ...فخار من يبغي الفخار بنفسه وأن شعار العالم اليوم أما أن تعمل واما أن ترحل انتهى التفصيل

وأحب أن أنقل هنا كلام الدكتور وحيد عبد المجيد فى كتابه نهاية الليبرالية باراك أوباما وروح أمريكا يقول فى أخر سطور الكتاب ( ولما كانت الفجوة واسعة بين الليبرالية الحقيقية (الاجتماعية ) والليبرالية الجديدة على هذا النحو يصبح جائزا الحديث عن استمرار الغروب الليبرالى وما يقترن به من أفول الحرية فى عالمنا بالرغم من البشرى التى حملها فوز باراك أوباما برئاسة الولايات المتحدة ) انتهى كلامه رغم أن الكاتب كما يظهر لى أنه لاينتمى لأى تيار دينى ولا يكتب بميزان يمت للاسلام بصلة . بدليل ان كتابه منشور تبع مهرجان القراءة للجميع سلسلة الفكر وأنه لم يبدأ كتابه بالبسملة ولم يختمه بالحمدله

*** بيان أن الغرب لم يتخلى عن دينه (مع تفصيل سيأتى حتى لايُشوش على أحدكم فيما بعد ) رغم أن دينهم مصدره غير موثوق (باقراراتهم ) وان ديننا هو الحق (باعترافاتهم )

يقول الدكتور علامة العصر مصطفى حلمى فى كتاب صدر حديثا بعنوان ( سؤالات الدكتور محمد اسماعيل المقدم الى الدكتور مصطفى حلمى السؤال الأول (ماذا علمتنى الحياة ) يقول ص36 وسبق لى أن عرضت من قبل بكتاب (حضارة العصر ..الوجه الأخر) وقد صدر قبل أحداث سبتمبر 2001 .قضية احياء الدن وتوظيفه سياسيا فى الغرب .تلخص العرض فى بيان علامات الصحوة الدنية هناك التى كانت مستورة وراء السلوكيات الدبلوماسية التى تظهر غير ما تبطن . وعقب أحداث سبتمبر ظهرت على السطح بشكل سافر علامات العداء للاسلام والمسلمين . فبدأنا ننتبه الى الحركات والأنشطة الدينية التى كانت تتحرك فى أعماق المجتمعات سواء فى أوروبا وفى أمريكا ورأينا من واجبنا اعادة النظر فيها وعرضها بشكل أشمل لعلها تبث فينا يقظة دينية مقابلها وعلى مستواها ويقول ص 39 أما المناسبة لضم هذه المقالة للكتاب فهى أيضا للرد على الحداثيين الذين يطالبوننا بهدم العقائد والأعراف والمقدسات فى سبيل تحقيق مشروعهم (النهضوى) وهو فى حقيقته (تخريبى مدمر ) فى الوقت الذى يعيش فى الغرب (وهو مثلهم الأعلى ) صحوة دينية حقيقية معاصرة عبرت عنها (كارين آرمسترونج ) أستاذة االأديان المقارنة بجامعة اكسفورد بقولها (ان الدين أصبح من جديد قوة يعمل لها حساب وانتشرت صحوة دينية واسعة لم تكن تدور بخلد الكثيرين فى الخمسينات والستينات اذ كان العلمانيون يفترضون أن الدين خرافة تجاوزها الانسان المتحضر العقلانى وأنه على أحسن الفروض مجرد نشاط فردى عاجز عن التأثير فى الأحداث العالمية ) وتمضى فى وصف التغييرات الجديدة فى الحياة الدينية بأنها أشبه بالثورة فتقول (فربما هجرنا الى الأبد أسلوب النظر القديم الى ديننا وثقافتنا أو أديان الآخرين وثقافاتهم ولقد شبه بعضهم التأثير المرجح لذلك بالثورة التى أحدثها العلم فى نظرة الرجال والنساء الى الدنيا على امتداد العالم بأسره ) انتهى كلامها يقول الدكتور مصطفى ألايحق لنا بعد هذا كله أن نبحث بالمنهجين الوصفى والتاريخى مكانة الدين فى الحياة اسياسية والاجتماعية هناك بعد أن خدعونا فقالوا ان الغرب تخلى عن دينه !!؟

وسنعثر فى هذه المقالة على نقيض هذه المقولة اذ روج الغرب لشعار (فصل الدين عن الدولة ) عقب استعماره لبلادنا وردته أبواق دعاياته وألح عليه بعض كتابنا وأصحاب الرأى فينا من المفتونين بالغرب وأصبح شعار العالمانيين الأشهر لاسيما منذ صدور كتاب على عبد الرزاق (الاسلام وأصول الحكم ) وبعد أن حقق الغرب هدفه الأكبر بتحطيم الخلافة العثمانية وأصيب أغلبنا بما يشبه التنويم المغناطيسى الى أن استيقظنا على قعقعة السلاح واعلان تجدد الحروب الصليبية على لسان الرئيس الأمريكى فى وصفه للحرب على العراق فى مارس 2003م بأنها (صليبية )

وأخذت أستعيد قراءة ماكتبه الدكتور (حامد ربيع ) الذى درس تاريخ الكنيسة بعناية وأثبت أن مازعمه الغرب من الفصل بين الدين والدولة لم يتحقق الا فى العصور الوسطى ثم لفترة استثنائية أثناء الثورة الفرنسية .

ثم بطل العمل بهذا المبدأ منذ أعلن البابا الكاثوليكى (ليون الثالث عشر ) فى عام 1891م عن الأشياء الجديدة ومؤداها التعبير عن ارادة الكنيسة فى الأحداث وتأدية وظيفتها التاريخية بأساليب جديدة واعلان رأيها بايمان وثقة فى مشاكل المجتمع وسرعان ماباشرت الكنيسة وظيفتها فى ............ انتهى كلامه وقبل أن أواصل النقل أحب أن أعطيكم نبذة عن دينهم ( من حيث أهم أصوله ) لتعرفوا مدى قدر تفاهة هذا الدين الذى لم يتخلى عنه الغرب

الغربيين مجمعون على أن الأناجيل التى بأيديهم ليست محرفة فى مجملها فقط ويجوزون عليها التحريف فى بعض التفاصيل وعندهم أن أول أنجيل كُتب سنة 65 م يعنى بعد موت المسيح عليه السلام ب30 سنة يعنى الانقطاع فى السند مدته 30 سنة ثم بعد ذلك نحن لانعلم أين ذهب هذا الانجيل الأول الى أن نُقل منه الانجيل الثانى عام 400 م يعنى هنا انقطاع أخر فى سند الانجيل الثانى بالاضافة الى الانقطاع فى سند الاول مدته 335 سنة ! أما نحن أهل الاسلام فعندنا لو راو من رواة الأحاديث نعس أو نام فى مجلس التحديث هب زملاؤه بحفظ الوقت والرواية التى نعس فيها حتى يكون دليلا لهم ليردوا حديثه اذا رواه بشكل خطأ يعنى مجرد الانقطاع لثوان عندنا قد يترتب عليه رد الرواية بالكلية .

وأيضا حينما يناظر المسلمون النصارى فى ضلال أصلهم الأصيل فى دينهم ألا وهو التثليث فحينما يقول لهم المسلمون أن التوحيد كمال لرب العالمين لا التثليث . فلايجد النصارى جوابا الا أن يستدلوا على المسلمين بأن المسلمين يقولون فى كلامهم الدارج أن (التالتة تََبتة ) ويقولون ( انتى طالق بالتلاتة ) وهذا الرد مثبت فى أرقى كتبهم العلمية التى تشرح عقيدة النصارى ولذلك هم يشعرون بتفاهة عقيدتهم حتى ان بعض الشراح كشنودة الثالث يكتب فى أخر شرحه لعقيدة النصارى ويصرح بأنها مستعصية على الفهم ويستعمل أسلوب الترغيب والترهيب كى يقنع الناس فيقول (وان كانت مستعصية على الفهم ألا تريد الخلاص؟! أى الخلاص من الذنوب بالتعميد والايمان بهذه العقيدة ) (بنحوه من كلام الشيخ عبد المنعم الشحات ) أما ديننا فباعتراف مفكريهم وعلمائهم التجريبيين أنه الحق الذى لم تنله يد وتحريف وكلامهم مشهور فى هذا فى مظانه .

والان أواصل النقل ينقل لنا الدكتور مصطفى حلمى ص80 من كتاب التساؤلات عن أستاذه الدكتور (محمد على أبوريان ) ويقول أنه تأتى شهادته فى نهاية حياته ذات قيمة عظمى فهذا أستاذ الفلسفة المخضرم خريج جامعة السوربون . ينقل قوله بعد استدلالاته الكثيرة فى احدى كتبه (أن الحضارة الغربية الحديثة انما ترجع فى أصولها الفكرية الى المسيحية ولاسيما فى الفلسفة والمعارف الانسانية ) وينقل الدكتور مصطفى ص44 قائلا (وربما كان الدكتور حامد ربيع هو أول من تنبه –وهو الخبير بتاريخ الكنيسة فى الغرب – الى أن العالمانية لم تُطبق عمليا الا لفترة استثنائية . كما بين أن الشعار الذى رفعه العالمانيون لابعاد الدين عن النظم الاجتماعية والسياسية والاقتصادية بمقولة (دع مالقيصر لقيصر ومالله لله ) الذى رفعته الثورة الفرنسية ولم يدم طويلا أو يستمر تنفيذا وعملا اذ بمتابعة تاريخ هذه الثورة اتضح أنها عندما قامت على أساس الشعار العالمانى أى –تقييد نطاق الدلالة السياسية لكل ماله صلة بالمفاهيم والأوضاع الدنينة – فان مثل هذا التصور انما يعبر عن وضع استثنائى وفترة مقيدة من حيث دلالتها عندما نتذكر حقيقة ماسبقها ومالحقها من أحداث ومن هذه الحيز الضيق الاستثنائى فى تاريخ الكنيسة فى الغرب سُجل رد الفعل الخاطئ لدى المستغربين عندنا فقال مستطردا . –الثورة الفرنسية أحدثت القطيعة التى لم تعرفها التقاليد العربية الا فقط خلال القرن العشرين وهو حقيقة رد فعل فاشل لفهم خاطئ لحقيقة العلاقة بين القيم الدينية والقيم السياسية ) انتهى . وكتاب التساؤلات هذا يااخوة يقول الدكتور مصطفى فى خاتمته مستعرضا لأهم القضايا التى تناولها فى الاجابة على سؤال الدكتور محمد اسماعيل المقدم من هذه القضايا منها

4- الصبغة الدينية للسياية الغربية وكمون الروح الحاقدة للحروب الصليبية .....

6- ازاحة الستار عن النفوذ السياسى العالمى للفاتيكان وتدَخل باب روما فى السياسة الدولية –وهو النشاط الذى يخفيه الاعلام الغربى حتى نظل معشر المسلمين نعيش فى الوهم الكبير والمضلل بمقولة أن الغرب قد فصل بين الدين والسياسة ومازال بعض كتابنا ومثقفينا يردد هذه النغمة اما عن جهل بالحقائق الماثلة أمام الأعين واما عن اتباع الهوى والسير فى ركاب المصالح والمنافع .

كذلك نود ايقاظ النائمين بتعريفهم بالهدف الآخر للبابا وهو اقتلاع الاسلام وتنصير العالم ! كذلك الأمر فى الولايات المتحدة الأمريكية هناك الحرب مشتعلة بين اللاهوتيين والبروتستانت والحداثة رافضين أى حل وسط معها . ولكن –مع الأسف- فان المخدوعين فى صفوفنا يروجون –الحداثة – مقابل –السلفية – انتهى كلامه وهذا هو كتاب التساؤلات – الذى قال أيضا فى مقدمته ( لذلك حرصت بعد تسجيل تجربتى فى طلب العلم على نقل انطباعات معايشتى لواقع أمتنا الاسلامية حيث عانيت من آثار الغزو الثقافى الذى أدى الى تشويه تاريخنا الاسلامى وتجزئة أمتنا بأفكار الوطنية والقومية واستيراد النظم من شرق أوروبا وغربها لتحل محل النظم الاسلامية فى الاجتماع والاقتصاد والسياسة والتعليم والتربية وأصبح غرضى تصحيح المفاهيم لشباب الصحوة الاسلامية حتى لايقع فيما وقعنا فيه من بلبلة فى المفاهيم وتفاديا للعثرات التى استهلكت سنين غالية من العمر وقد قمت-بفضل الله – بوضع ذكل كله فى اطار فصلين .الأول .تعميق الوعى السياسى بقراءة التاريخ الصحيح للأحداث المعاصرة التى غيرت مسار أمتنا الاسلامية

الثانى . الوقوف على معالم التحول من الثقافة الغربية انتهى كلامه والدكتور حفظه الله يكتب هذا الكلام فى اخر حياته وهو الان فى أواخر السبعينات (بارك الله فى عمره ) من العمر فينبغى علينا اذا شراء هذا الكتاب وهو كتاب صغير طبعته دار الخلفاء الراشدين ودار الفتح الاسلامى بالاسكندرية وهو ملئ بنقول قيمة مثل التى نقلتها لكم وأنقل لكم أيضا من ص 63 قوله (وهناك اليوم أكثر من 60 مليون شخص بأمريكا يعلنوان أنهم مسيحيون معمدون –ولدوا ثانية – وهناك 60مليون آخرين يعتبرون أنفسهم مؤيدين للأخلاق الدينية وهناك 50مليونا يمتلكون مثلا أعلى خلقيا ويريدون أن يربى أولادهم فى مجتمع خلقى – 84% من الشعب الأمريكى يعتقدون أن الوصايا العشر صالحة اليوم وفى ص35 يقول (وقد أصاب الرئيس على بيجوفتش فى مقارنته بين الصحوة الدينية فى الغرب ونظيرتها فى العالم الاسلامى مبديا دهشته بسبب فزع أوروبا من الصحوة الاسلامية فقال رحمه الله تعالى –ان العودة الى الدين أصبحت ظاهرة عالمية فى كل مكان قمع فيه الشيوعيون الدين على مدى خمسين الى سبعين سنة . نعم هناك أسلمة فى البوسنة وهى صحوة اسلامية بقدر ما فيها من صحوة أرثوذكسية وكاثوليكية ولكن الفرق هو أن عودة المسيحين الى دينهم لم تلفت انتباه أوروبا المسيحية –وهو أمر أفهمه ولاألومها عليه – أما عودة المسلمين الى دينهم فقد اعتبرته أمرا مفزعا !!!!

أما عن حالة التدين عند اليهود فمقولاتهم مشهورة فى ذلك ويمنكم الرجوع للمقالات الأتى ذكر اسمها ثلاثتها للصحافى الأستاذ صالح النعامى المتخصص فى الدراسات الاسرائلئية ستجدون فيها ما يذهل العقول

إسرائيل.........الجيش في قبضة المتدينين

صناعة الفتوى في إسرائيل

الفايغلينية "...... سبيل التيار الديني للسيطرة على الدولة العبرية



أكتفى الان بهذه النقولات وأنتقل الى التفصيل الذى لايعارض الاجمال واطلاق قولنا (ان الغرب لم يتخلى عن دينه ) حتى لايُشوش على أحدكم فيما بعد

يقول المؤرخ الاغريقى (بلوتارك ) قد وُجدت فى التاريخ مدن بلاحصون ومدن بلا قصور ومدن بلامدارس ولكن لم توجد أبدا مدن بلا معابد ) يعنى هذه طبيعة عامة وخط عام وقاعدة الا اننا قد نجد لها شواذ وكما يقولون أن الشذوذ يؤكد القاعدة يقول الشيخ القرضاوى (فنحن مازلنا نسمع ونرى فى كل عصر فريقا يقدس الروحانيات وأخر مشغوفا بالمعقولات الكلية والنظرة التجريدية وغيرهما لايُعنى الا بالحوادث الجزئية ومعرفة مابينها من ترابط وجودى) ص30 من كتاب الدين فى عصر العلم . اذا فمقولتنا (أن الغرب لم يتخلى عن دينه لاتتعارض مثلا مع الاتجاه الغربى الذى يرفض التفسير الغيبى للحوادث ولايؤمن الا بما يجربه بحواسه الملموسة أو يعرفه بالاستدلا ل والاستباط العقلى حتى انهم يمتنعون منعا باتا عن ذكر اسم الجلالة (الله ) فى أى بحث علمى لأن الله غيب وعندهم الغيب لايثبت بالبحث العلمى . اذا فمقولتنا (ان الغرب لم يتخلى عن دينه ) يُقصد بها الخط العام والروح والمكونات التى تؤثر فى مجريات الأحداث هناك وفى تحديدهم لسياساتهم وأهدافهم وفى الناس عموما . هذا الخط العام وتلك الروح والمكونات تظهر فيها علامات تعصب الغرب لدينه وتراثه ماثلة أمام الأعين (لولا الاخفاء الاعلامى المتعمد لها ) ورغم ذلك الا أننا نجد أيضا علامات التدين عند أهل البحث العلمى (كما يسمون أنفسهم ) ظاهرة لكن تحتاج لتأمل .ذلك أن الانسان أصلا بطبيعته متدين حتى ان العلماء حينما يصنفون الانسا(ككائن حى ) ينظرون الى أهم مايميزه عن غيره من الكائنات ويعرفونه به فوجدوا ان الانسان ينطق والكائنات الأخرى لاتنطق فقالوا ان (الانسان حيوان ناطق ) ومن العلماء من وصفه وقال (الانسان حيوان دينى ) لأنه ولابد من أن يعتقد فى شئ حتى وان قال انه ليس له دين ولايقر بأى دين وضعى أو سماوى اذ هو بهذا الاقرار متدين أيضا يعنى هذه عقيدته ودينه أنه لايقر بأى دين . ومن ثَم نجد هؤلاء أهل البحث العلمى التجريبى الذين لايؤمنون بالغيب بحجة أنه غير ثابت علميا بل هو خرافة وخزعبلات . نجدهم متدينين وواقعين عمليا فيما أنكروه نظريا يقول الدكتور مصطفى حلمى فى كتاب التساؤلات ص74( وسنكتفى بعرض بعض النتائج التى استخلصها الدكتور محمد على أبوريان لاقناع الذين خُدعوا بتلقى الفلسفة الغربية فى ظاهرها المضلل الذى يظهر بالمظهر العقلانى بينما تحتوى فى أحشائها على اللاهوت المسيحى

1-ديكارت (1596-1665م)

سيتضح من تحليل المنهج الديكارتى أن اليقين بالنسبة للأفكار أنما تُمنح صفة اليقين بتأثير من السَنن الالهى وتدَخل الله فى عملية المعرفة ومهما حاول الزعم باعتماده على العقل المحض الا أن عقيدته تظهر كموجه لاشفوى فى كتاباته .

وينقل لنا ص 78

6-ايمانويل كانط (1724-1804م)

يقول الدكتور أبوريان رحمه الله (اذا كنا نعتبر أن موجة اللاهوت السافر قد أخذت فى الانحسار بعد نهاية القرن السابع عشر لتصبح وراء ستار ولاسيما وقد ظهرت موجة المفكرين الأحرار وحركات التحرر من الدين فى القرن الثامن عشر . مع ذيوع الرومانسية وحركتها فى الفكر والفن والأدب الا اننا مع هذا نلمح استمرار التيار اللاهوتى وراء مذهب الكثيرين من الفلاسفة وأهمهم ايمانويل كانط وبيان ذلك أنه كان فى كتابه (نقد العقل النظرى ) مثالا للفيلسوف الناقد الذى يحتفظ بقوة وسلاسة منطق استدلالاته بحيث تؤدى عن طريق هذا النقد الى رفض الوجود الجوهرى السابق للأوهية وللنفس وللعالم . وهذه هى دعائم العقيدة والدين . ولقد انتقد (كانط ) كل الأدلة على وجود الله والنفس والعالم ورأى أنها كلها مشوبة بالبطلان . ولكن مسار الفكر الكانطى تغير فجأة وصادر كل ماجاء فى (نقد العقل النظرى ) لكى يفتح صفحة جديدة واتجاها مضادا يحترم فيه الدين فى كتابه (نقد العقل العملى ) اذ وجد أنه متناقضا مع نفسه . بمعنى أن مذهبه فى نقد العقل النظرى يتناقض مع ما يعتنقه من أراء حول الدين فهو مسيحى بروتستانتى مواظب على أداء الطقوس والمراسم الدينية فكيف له أن يضحى بدينه من أجل الفلسفة ؟ لهذا نراه يقبل عن طريق العمل ماسبق أن رفضه عن طريق النظر . وهو يقبل الايمان بوجود الله وبوجود النفس ووجود هذا العالم الأخروى .

فالعقل العملى اذن قد قبل مساندة الدين والأخلاق والمسلمات الأساسية التى سبق وأن رفضها عن طريق النظر

وفى ختام عرض فلسفته يقول الدكتور أبو ريان رحمه الله (وهكذا نجد أن قيلسوفا كبيرا مثل كانط يُعد من أعظم فلاسفة القرن الثامن عشر وله تأثيره الكبير فى الفكر الفلسفى كيف أنه انحاز الى جانب التيار المسيحى الايمانى وكأنه قذف ببناء فلسفته النقدية فى الهواء فى سبيل ارساء قواعد الدين كما يُعد هذا أيضا مثالا صارخا على أن الحضارة الغربية الحديثة انما ترجع فى أصولها الفكرية الى المسيحية ولاسيما فى الفلسفة والمعارف الانسانية ) ورغم ذلك أيضا نرى كثير من رجال العلم التجريبى نفسه (كما يقول الشيخ القرضاوى) وأقطابه فى القرن العشرين يؤيدون بأسلوب علمى حقائق الدين وينادون فى صدق واقتناع بوجوب العودة الى الايمان ونذكر من هؤلاء الأستاذ (كريس مورسون ) رئيس أكاديمية العلوم فى نيويورك وصاحب كتاب (الانسان لايقوم وحده ) المعرب تحت عنوان (العلم يدعو الى الايمان ) ومنهم عالم النفس التجريبى الدكتور (هنرى لنك ) صاحب كتاب (العودة الى الايمان ) الذى طُبع حوالى خمسين مرة فى أمريكا وحدها . ومنهم ثلاثون عالما أمريكيا فى مختلف الاختصاصات كتب كل واحد منهم مقالة يبين بها كيف عرف الله واهتدى اليه بوساطة علمه ومن هذه المقالات تكون كتاب (الله يتجلى فى عصر العلم ) الذى نُقل أيضا الى العربية انتهى كلامه ص30 (الدين فى عصر العلم )

*الدكتور خالد يقول أيضا عن مضمون الليبرالية , أنه ( مضمون إنساني موجود عند كل الحضارات عند كل الشعوب, فقط الغرب إنه سوى لها توليفة سياسية فلسفية فكرية معينة تخصه. انتهى كلامه

وهذا كلام عجيب جدا من الدكتور يعنى اذا كان قصده أن المذهب المُسمى باليبرالية مضمونه موجود عند تراث المسلمين .فلماذا لايخرج هذا المضمون الذى هو يعلم وجوده وينسبه لتراثنا ويتخلص من كل هذه المشاكل والاتهامات بل وسيستحق وقتها الشُكر؟!!! على العموم ما يُسمى بالليبرالية أو مايسميه الدكتور بأنه الغرب صنع توليفة خاصة به والدكتور سيصنع توليفة أخرى. فسيان هذا أو ذاك لأن المنهج الأصلى وتوليفته كلاهما من صنع الغرب .

أقول أولا التراث عندنا ثلاثة أنواع

التراث الاسلامى باعتباره نتاجا انسانى له أنواع ثلاثة تراث دينى ثم تراث فكرى عام ثم تراث وجدانى

فالدينى الاسلامى أهم خصائصه أنه ربانى المصدر مصدره ومنبعه الوحى كما أن له تعلق بالفرائض الشرعية ومباحث الدين ويترتب عليه أنواع من الالزامات تتعلق بالاجتهاد ومجالاته وشروطه والتقليد بأقسامه

أما التراث الفكرى العام يعكس انطلاق العقل فى تعاطى الأمور وتكوينها وهذا انعكاس قابل للتأثر والتأثير بين الأمم ومن أهم مقوماته الجوانب التاريخية والجوانب المادية التجريبية

والتراث الوجدانى له اتصال حميم بالمزاج النفسى للأمة انتهى من محاضرة للشيخ محمد اسماعيل المقدم بعنوان (تراثنا فى خطر)

والدكتور خالد يزعم أن ما أخذه من الغرب هو من التراث الفكرى العام . فان كان زعمك صحيح فنحن على أتم استعداد لقبوله بل عندنا احدى مرجعيات الدين فى هذا العصر وقمة افرست هذا العصر فى التنمية البشرية الدكتور عبد الكريم بكار يهتم جدا بهذا الجانب من التراث عند الأمم عامة ويقع منه على الزهور ويأتى لنا بالرحيق عذبا زلالا كما تفعل النحلة (هكذا يصفه الشيخ محمد اسماعيل المقدم ) الا أن حقيقة مايريد الدكتور خالد نقله لنا يتصادم مع أصول ديننا وفروعه ومزاج أمتنا النفسى والتاريخى ويجعلنا نتنكر لتراثنا العظيم . اذ ليست العبرة بالشعارات والادعاءات ولكن العبرة بامفاهيم والأفكار والتصورات وأنا قدمت لكم بنبذة عن الليبرالية فى أصلها التى تتمحور عليه فكيف بباقى الفروع والتفاصيل المبنية على هذا الأصل !! . سأنقل لكم الان نقولات تبين أن الغرب يرجع لتراثه ويحفل به (رغم أن هذا التراث تناله من التفاهة بقدر ماينال دينهم المحرف ) وتبين مدى اهتمامهم وافادتهم من تراث المسلمين وسأنقل لكم ما أثبته علم النفس الحديث فى ضرورة رجوع الأمة لتراثها لاتراث غيرها أولا

النقول الأتية على لسان الغربيين تؤكذ رجوع الغرب لتراثهم وتأكيدهم أن لا فلاح للعرب الا اذا رجعوا الى تراثهم من محاضرة تراثنا فى خطر ( ان الأمم اعتادت على الاعتزاز بالتراث بصفة عامة اعتادت أن تضفى عليه نوعا من القداسة حتى لو كان هذا التراث تراثا عقيما أو شركيا أو تافها ولعل أشهر الأمم فى هذا الأمر بريطانيا . واعتزازهم الشديد ببعض التقاليد . ان النهضة الحديثة استمدت وجودها أساسا من التراث الهيلينى والفلك الاغريقى والقانون الرومانى مع ان هذا تراث قديم بائد مضى وانقدم وانفصل بلغته الميتة (اللاتينية ) بعد أن خلفت من لهجاتها لغات جديدة عصرية يقول باكال ( أى ناس لابد أن يستفيدوا أولا من الفكر الذى تركه من سبقوه ثم يزيده ان كان عنده استعداد لذلك ولاتستطيع أمة أن تحيد عن هذا القانون ) ويقول جان بيرك ( ان مستقبل العرب يتمثل فى احياء الماضى لأن المستقبل فى كثير من الحالات هو الماضى أو الحاضر الذى وقع احياؤه وعيشه من جديد ) ويقول سيمون وايل فى مقاله (الحاجة الى الجذور) ان التراث الماضى فى عنق الحاضر مسئولية قدسية فاذا انهزم الماضى فان عودته ضرب من المحال وان أعظم الجرائم قسوة أن يهزم الناس ماورثوه عن أسلافهم من تراث فما علينا الا أن نجعل همنا الأكبر الاحتفاظ بالذى تبقى لنا من تراث الماضى هذه الجذور ليست نزعة عاطفية معناها الرجعية والجمود وانما هى غريزة روحية تكمن فى نفوسنا جميعا ) وهذا نهرو (من عباد البقر) ان علينا أن نتطلع الى المستقبل وأن نعمل له جاهدين وأن نحتفظ فى نفس الوقت بتراثنا الماضى ما ثلا أمامنا لكى نستمد منه القوة والعزيمة وخير مستقبل هو ماكان قائما على الماضى والحاضر على السواء أما أن نتنكر للماضى أو ننتزع أنفسنا منه فمعناه اقتلاع أنفسنا من تربتنا فنخرج منها وقد يبس وجف مافيه من عصارة الحياة الحقة ) أيضا يوجن روستو رئيس قسم التخطيط فى وزارة الخارجية الأمريكية وكان مساعدا لوزير الخارجية الأمريكية ومستشارا للرئيس جونسون لشئون الشرق الشرق الأوسط سنة 1967 يقول ( يجب أن ندرك أن الخلافات القائمة بيننا وبين الشعوب العربية ليست خلافات بين دول وشعوب بل هى خلافات بين الحضارة الاسلامية والحضارة النصرانية لقد كان الصراع محتدما بين المسيحية والاسلام منذ القرون الوسطى وهو مستمر حتى هذه اللحظة بصور مختلفة ومنذ قرن ونصف خضع الاسلام لسيطرة الغرب وخضع التراث الاسلامى للتراث المسيحى .ان الظروف التاريخية تؤكد أن أمريكا انما هى جزء مكمل للعالم الغربى فلسفته وعقيدته ونظامه وذلك يجعلها تقف معادية للعالم الشرقى الاسلامى بفلسفته وعقيدته المتمثلة فى الدين الاسلامى ولاتستطيع أمريكا الا أن تقف هذا الموقف فى الصف المعادى للاسلام والى جانب العالم الغربى والدولة الصهيونية لأنها ان ان لم تفعل ذلك فانها تتنكر للغتها وفلسفتها وثقافتها ومؤسساتها ) انتهى كلامه

وأنقل لكم الان نقول مهمة جدا تبين أن فلسفة الغرب المعاصرة مرتبطة فى بنيتها الأساسية باللاهوت المسيحى وبكل ما علق بالعقلية الاوروبية من مناقشات حول القضية المسيحية يقول الدكتور مصطفى حلمى فى كتاب التساؤلات ص71 تحت عنوان

2- كان هناك اخفاء متعمد للمكون الدينى النصرانى فى الثقافة الغربية حتى ننساق وراءهم ونفرغ ثقافتنا من العقيدة الدينية .

يقول أستاذنا الدكتور محمد على أبوريان –رحمه الله تعالى – ينبغى أن نواجه بصورة حاسمة أصحاب نزعة التغريب من المسلمين المعاصرين الذين ينقلون كل شئ عن حضارة الغرب وهم غافلين عن أنه لما كان العامل الأساسى للعلوم الانسانية فى الغرب –ألا وهو الفلسفة – مرتبطا فى بنيته الأساسية باللاهوت المسيحى . وبكل ماعلق بالعقلية الاوروبة من مناقشات حول القضية المسيحية –فانه ينبغى على هؤلاء الذين يدعون أنهم ذو نزعة علمانية ينبغى عليهم أن يتنبهوا الى هذه النقطة الخطيرة وهى أنهم فى الوقت الذى يقفون فيه فى تحد ظاهر ضد تراث الاسلام والعرب . والذى يؤمن أصحابه بالاسلام عقيدة وسلوكا . وهم يقعون فى شباك التيار المسيحى . الذى يلتحم تماما بالفكر الغربى منذ مطلعه ويتعصبون له كتراث أساسى للحضارة الغربية بدلا من أن يكشفوا الزيف عنه ويجردوه من العناصر الدينية . مستفيدين فقط من النواحى العلمية الموجودة فيه . والتى تفيدنا فى قيام الحضارة لدينا . دون أن تنقص من تراثنا القومى أو تقضى عليه فتكون صورا مكررة وناقصة مستعدين لثقافة الغرب المسيحية وحضارته وعنفوان غزوه الفكرى وحينما حاولت العلوم الانسانية فى الغرب بعد الثورة الفرنسية أن تتنكر للدين صراحة وأن تدير ظهرها لكل ماهو روحى بتأثير اشتداد المد الفلسفى المادى الذى تمثل فى القرن التاسع عشر فى اشتداد حركة المنهج التجريبى المتزمت . أخذت العلوم الانسانية منذ هذه الفترة تخضع للقياس الكمى وهنا بدأت تظهر بالتدريج بوادر أزمة منهج العلوم الانسانية تلك التى كان يمكن تلافيها لو ارتبطت هذه العلوم بفكر يقوم على أساس روحى ) وقد تعقب أستاذنا محمد على أبو ريان أشهر الفلاسفة من الغربيين بدراسة تحليلية نقدية لاظهار أثر الدين فى فلسفاتهم وتأتى شهادته فى نهاية حياته ذات قيمة عظمى –فهذا أستاذ الفلسفة المخضرم خريج جامعة السربون – وأخذ يحذرنا بشدة من التقلد الأعمى لحضارة الغرب التى تهدف الى اخضاع العرب والمسلمين لقيادة وارشاد الغرب المختلط بالتبشير بالمسيحية واستعبادهم للغرب فكريا وماديا دون أى أمل فى صحوة مقبلة ) ويقول الدكتور مصطفى ص 83 تحت عنوان

3- مازال الغرب يجتر تراثه القديم

ربما نفاجئ بعض مثقفينا اللاهثين وراء كل جديد معاصر . واتهام من يستمسك بالتراث بأنه رجعى . ويريد اعادة ساعة الزمن الى الوراء !

فما موقفهم اذا مابينا أن الغرب الذى يقلدونه لازال يجتر تراثه اليونانى القديم – أى ناقبل ميلاد المسيح عليه السلام ؟

وقد تبين من دراسة الفلسفة المعاصرة أنها تعيد وتكرر نفس القضايا التى كانت مثارة فى عصر الفيلسوف أفلاطون (438ق.م ) وهذا مايؤكده ويل ديورانت فى كتابه قصة الفلسفة حيث أشار الى كتاب ((الجمهورية) لأفلاطون. ثم طرح القضايا التى بحثها بمنهج مقارن . فتبين له أنها هى نفسها المطروحة بواسطة الفلاسفة المعاصرون (فهنا فى الجمهورية ) سنجد ميتافيزيقاه ولاهوته وأخلاقه الوضعية وعلم نفسه وعلم تربيته وسياسته ونظريته فى الفن وهنا سنجد قضايا تفوح منها رائحة العصرية ولها مذاق معاصر سنجد الشيوعية والاشتراكية .الحرية النسائية . وتحديدالنسل . وتحسينه . وستطالعنا قضية نيتشه الأخلاق والأرستقراطية وقضيتا روسو . العودة الى الطبيعة والتربية وقضية بيرجسون .الابتداع الحيوى والتحليل النفسى .كل شئ موجود هنا ) انتهى

هذا وان الغربيين يعتزون جدا بالتراث الاسلامى ويشهدون له ويتضح هذا جليا مما ينقله لنا الشيخ يوسف القرضاوى فى كتاب الدين فى عصر العلم ص18 قال يذكر (روجر بييكون ) عن القول بأن معرفة العرب وعلمهم هما الطريق الوحيد للمعرفة الحقة لمعاصريه .ثم يذكر أنه ليست هناك وجهة نظر من وجهات العلم الأوروبى لم يكن للثقافة الاسلامية تأثير أساسى عليها . ولكن أهم أثر للثقافة الاسلامية فى العلم الاوروبى هو تأثيرها فى (العلم الطبعى ) و(الروح العلمى ) وهما القوتان المميزتان للعلم الحديث والمصدران الساميان لازدهاره ويقول (بريفولت ) فى حسم واصرار (أن مايدين به علمُنا لعلم العرب ليس هو ماقدموه لنا من اكتشافاتهم لنظريات مبتكرة غير ساكنة أن العلم يدين لثقافة العربية بأكثر من هذا . انه يدين لها بوجوده ) انتهى

ووجدنا أيضا المنصفين فى ألمانيا أنشئوا معهدا اسمه (معهد الشيبانى ) (أى أبى الحسن الشيبانى تلميذ الامام أبى حنيفة ) اعترافا له بالفضل لأنه مؤسس علم القانون الدولى العام وكذلك فرنسا أخذت تشريعاتها فى كثير من ابواب المعاملات من المذهب المالكى (اذ المذهب المالكى أوسع المذاهب فى ابواب المعاملات ) والغرب عموما الان يأخذ بتصحيحات بن تيمية لمناطقة عصره !! وينقل لنا الدكتور مصطفى عن الدكتور محمد عمارة قوله (أن أهل القانون المصرى توجوا السنهورى اماما لفقهاء القانون الحديث ... أما فقهاء القانون فى أوروبا –وخاصة فى انجلترا وفرنسا – فقد أدركوا رسوخ قدم السنهورى فى الشرعية الاسلامية والفقه الاسلامى . فأطلقوا عليه لقب (الامام الخامس ) بعد الائمة العظام للمذاهب الاسلامية الأربعة انتهى كلامه

والان بعد كل هذه النقول كيف يتأتى لنا أن نأخذ من تراث الغرب وثقافته متنكرين لثقافتنا وتراثنا ؟!!! الا أننى أحب أن أنبه لشئ مهم جدا حتى لانقع فى الأوهام والعيش فى مدينة أرسطو الخيالية المدينة الفاضلة .

ان تراثنا وديننا العظيم هذا لاينتشر بمفرده ولايقدم نفسه للناس بمفرده وبمعنى أخر يقول الدكتور بكار ( ان طبيعة المبادئ والقيم العليا انها لاتعمل فى فراغ ودون توفر شروط موضوعية تؤهل الناس للاستجابة لها ) يعنى كما قال الشاعر لاالفخر بالعظم الرميم –انما فخر من يبغى الفخار بنفسه

وشعار العالم اليوم أما أن تعمل واما أن ترحل

لابد من دعاة علماء فقهاء يستطيعون عرض الدين والتراث بشكل يلائم روح وثقافة عصرهم

*ماتوصل اليه علم النفس الحديث يؤكد حتمية انطلاق كل أمة من تراثها هى لا تراث غيرها

يقول الدكتور عبد الحميد يونس فى كتابه مجتمعنا ( لعلم النفس الجماعى ضربان . أحدهما وصفى والأخر تحليلى .يعالج الأول اتجاهات جماعات بعينها يقص أثرها وهو يساير التاريخ فى ذلك ويحاول الثانى أن يحلل تلك الاتجاهات ويتعرف الى مصادرها وبواعثها ويخط القوانين العامة التى تخضع لها هذه الجماعات من النشأة والتطور جميعا وهذا الضرب الثانى أحدثهما ) واذا وضعت هذا الكلام بازاء مانقله الدكتور أحمد أبو زيد من مجلة

new scientist (26-3-2007) فى مقاله (الدراسات المستقبلية المتغيرة )



توصل بعض علماء النفس أن هناك صلة ذهنية متينة بين استدعاء الماضى وتصور المستقبل . وأن الأشخاص الذين يفقدون ذاكرتهم وذكرياتهم يفقدون فى الوقت نفسه القدرة على تخيل المستقبل , وأن مناطق المخ التى تُستخدم فى التذكر هى نفسها المناطق التى تُستخدم فى التخيل وأن الانسان يفقد بتقدمه فى السن كثيرا من قدرته على التذكر , كما يفقد جانبا كبيرا من قدرته على تخيل ماسوف تكون عليه الأمور الحياتية فى المستقبل . فثمة رابطة قوية اذن فى المخ بين الماضى والمستقبل . ) عرفت أنه يجب على مفكرى أمة ما أن يكون تراثهم ماثلا أمام أعينهم ويتداولوه نقدا واقتباسا وافادة ... وان لم يفعلوا ذلك وتنكروا لتراثهم سيكون الوضع كما قال الشيخ محمود شاكر (فاذا فُقد هذا كله , كان القطع والحل سلاحا قاتلا مدمرا للأمة ولثقافتها , وينتهى الأمر بأجيالها الى الحيرة والتفكك والضياع , اذ يورث كل جيل منها جيلا بعده , ما يكون به أشد منه حيرة وتفككا وضياعا)

والحمد لله رب العالمين

--------------------------

(1) ص14 كتاب الدين والعلم للدكتور يوسف القرضاوى

(2) كتاب تساؤلات الدكتور محمد اسماعيل المقدم الى الدكتور مصطفى حلمى (تأليف مصطفى حلمى ) الجزء الأول هكذا علمتنى الحياة ص62

(3) نهاية الليبرالية باراك أوباما وروح أمريكا ص143

(4) رسالة فى الطريق الى ثقافتنا ص
152

رسالة للدكتور خالد


أُقسم بالله العظيم أن رسالتى هذه مبعوثة لا لترغيب الدكتور خالد فى الرجوع فقط كما يفعل أغلب الرادين على المقالات المنحرفة ولكنها مبعوثة لأن شباب الصحوة فعلا فى حاجة للدكتور خالد من حيث هو أستاذ فى الاجتماع السياسى

حيث يقول علماؤنا فى سياق ضرورة تعلم الدعاة العلوم الانسانية



فيقول الشيخ محمد الغزالى -رحمه الله -

(الا أن الايجابيات الأساسية فى هذا التطوير - أى تطوير الأزهر- تمثلت فى اضافة مايلزم دراسته للطالب الأزهرى من علوم الكون والحياة . وذلك بحسب أن التكوين الصحيح للعقل الدينى لايتم اذا كان التكوين العلمى للطالب بمعزل عن الاستبحار العلمى فى تلك العلوم . كما أن كل قصور فى دراسة تلك العلوم لايزيد دارس علوم الدين الا ضعفا )

ويقول الدكتور عبد الحليم عويس -حفظه الله -

حاكيا كيف أن السلف طبقوا الاسلام والذى جاء معلما للناس كيف يعيشون فى الدنيا بقيم السماء، محققين التواصل الكامل (الذى عجزت عنه كل الأديان) بين الدنيا والآخرة..

الى أن قال

ثم وقعت الواقعة، فظهرت عصور غلبت فيها العلوم التى تسمى (بالعلوم الأخروية) وانسحبت –تقريباً- العلوم التى أطلقوا عليها -ازدراءً لها وحطاً من شأنها- مصطلح (العلوم الدنيوية).

الى أن قال فى أخر المقال

هل يدركون(أى الدعاة والمصلحون ) ضرورة المزج بين الفقه بالعلوم الشرعية والإنسانية والكونية؟

وبالتالى هل يقومون بهذه الوظيفة المزدوجة من خلال منابر التربية والتأثير المختلفة، فيعلّمون الأمة العلوم الشرعية والإنسانية والكونية انطلاقاً من أن كتاب الله يتضمن تعليم العلوم الشرعية والتوجيهات الواضحة إلى القوانين النفسية والاجتماعية، كما أن القرآن بسط القول فى الحديث عن آيات الله فى الكون والآفاق فى عشرات من سور القرآن.

يا أيها الدعاة... ويا معلمى الأمة فى بيوت الله قدموا القرآن كله للناس، وعلِّموهم ما فيه من شريعة الله ومن آيات الله فى الأنفس والآفاق... فهذه هى تحديات العصر، وعليكم أن تواجهوها بما يناسبها... والله معكم!

ويقول العلامة مصطفى حلمى

ان قراءة التاريخ الصحيح للأحداث المعاصرة التى غيرت مسار أمتنا الاسلامية يجب أن يسير جنبا الى جنب مع تعميق الوعى السياسى وتعميقه بين شباب الصحوة الاسلامية رأيا عاما موحدا فيتمكن منه حتى يخلق التعليل والتفسير . وينقذ الشباب من التخبط بين وجهات النظر المتضاربة ومثال ذلك الرسالة التى نشرها الأستاذ فهمى هويدى وهى لطالب فى كلية التربية قال فيها............ الى أخر الكلام .

ومعروف منهج مشايخنا السلفيين المتنورين من ضرورة تعلم الشباب لعلوم الاجتماع والتثقف أيضا فى كل المجالات وتنمية الوعى السياسى والمدنى وفقه الواقع عموما

وأكيد الدكتور خالد يعلم اتجاه بعض علماء السلفية المعاصرين (وللأسف ) الى تنفير طلبة العلم (فضلا عن عوام الناس) عن فقه الواقع وملاحقة الحوادث لمعرفتها فضلا عن التعليق عليها بل يرغبون الطلبة فى تعلم الكتب القديمة فقط وكذلك الجديدة التى تسهل على الطالب علم ما فى الكتب القديمة فقط !!!! وهذه خطيئة من هؤلاء العلماء ومازال علماؤنا السلفيين ينكرون عليهم

ولذا أقول (كلام موضوعى لاعاطفى ) أن شباب الصحوة فى أشد الحاجة لأمثال الدكتور خالد وهو تخصصه فى الاجتماع السياسى ونحن نرى من أئمة السلفية فى هذا العصر من تخصصهم فى علوم ليست لها فائدة الا أنهم جعلوا لها أكبر الفائدة بأن ضربوا لها أهلها (المعظمين والمغرور بهم الناسُ) وبينوا عوارهم من كتبهم كبن تيمية كيف أنه تبحر فى الفلسفة وتعمق فيها ليرد على أهلها ومن المعاصرين مصطفى حلمى بل والشيخ مصطفى حلمى أجاب على سؤال الشيخ محمد حسين يعقوب أثناء استضافته له فى برنامج سهرة ايمانية والسؤال هو . هل صحيح أن الفلسفة نشارة ؟ فأجاب الدكتور ضاحكا بأن نعم هى نشارة لاتأتى بجديد مايقوله القديم يصيغه ويردده الجديد (يعنى باللغة المصرية الدارجة –لت وعجن -) الا أن الشيخ تكلم فى توجيهها الوجهة الصحيحة بالرد على أهلها وتحويلها الى مدفع يضرب لصالح أهل الحق

هذا وان كان تخصص الدكتور خالد لايماثل هذه التخصصات بل هو تخصص نافع جدا وغزير بالفوائد بل كما يقول الدكتور عبد الحليم عويس





(فهناك كل أنواع التأييد للفكر الإسلامي والتصور الإسلامي للكون والحياة، تقدمها العلوم الإنسانية التي تندرج تحتها علوم النفس والاجتماع والتاريخ والتشريع) انتهى كلامه

فمن يبرز لنا أنواع هذا التأييد ان لم يكن المتخصصون أمثال الدكتور خالد ؟!!!،

(












تعليقات

المشاركات الشائعة