معنى أن القرآن الكريم محكم لا مجمل في كلام د. طه العلواني

أحد الإخوة سأل عن معارضة شيخنا العلواني لوصف القرآن الكريم بالإجمال فأجبته - على حسب فهمي - مستعينا بقراءاتي لشيخنا.
شيخنا العلواني يرى أن القرآن محكم في مقابل المفصل لا أنه مجمل في مقابل المتشابه.
يقصد: أنه في ذاته ليس مجملا وإلا تناقض ذلك مع تنزيله بيانا بالنص الصريح، لكنه مجمل في فهوم الناس له الفهوم الخاطئة - مثاله آلاف كتب التفاسير المتناقضة الصادرة من النص القرآني -، لكن القرآن الكريم في ذاته محكم مقابل المفصل كقولنا: العلم نقطة كثرها الجاهلون، فهي نقطة مضغوطة بداخلها تفصيلاتها، كذلك القرآن الكريم محكم مضغوط مصمت يحوي بداخله تفصيلات تفصلها بقية آياته المسطورة وآيات الله الكونية (الجمع بين القراتين).
يعني فرّق بين وصفنا الذاتي له والوصف المقترن به - اقتران فهم الناظرين فيه - غير الذاتي فيه.
فهناك حقيقة وهي أنه محكم بين، وهناك أوهام كاذبة تتضح لأهلها منه معان تظنها فيه وتظنها يدل عليها وليس الأمر كذلك، ولكنها تخرصاتهم وفكرهم غير المنضبط الذي وجد في النص القرآني ما يصلح متمسكا له في ظنه - وهذا النوع التافه من الفهوم لا يعيب النص القرآني بل هو يرتد حجة إليه كدليل على كونه نصا إلاهيا لأنه لو لم يكن كذلك لما حافظ على سلاسته وتوازنه وفصاحته وعلوه في كل شيء؛ ومطارق الفهم تطرقه وتعبث به - عن قصد أو عن غفلة- كل زمن وجيل.

تعليقات

المشاركات الشائعة