هل يمكن إزالة الخلاف بين أهل الإسلام وبين أهل الكتاب؟ د. محمد دراز

هل بيان المشتركات بين دين الإسلام" الحق" وبين دين المسيحية واليهودية "بعد التحريف" كفيل بإزالة أسباب الخلاف بين أهل هذه الأديان؟:

يقول الدكتور:محمد دراز":"لكن القول بأن مجرد تبيين هذه الحقائق لهم -أي للغرب -" يكفي لإزالة أسباب الخلاف بين الاسلام والمسيحية ودين التوراة" هذا القول يدل على طيبة قلب زائدة، وحسن ظن بليغ، فكم ناداهم القرآن بأنه جاء مصدقا لما معهم، وبأن الرسول والمؤمنين يؤمنون بالله وكتبه ورسله لا يفرقون بين أحد من رسله، ومع ذلك قال الله لرسوله:{إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ } وقال: {الَّذِينَ آَتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ وَإِنَّ فَرِيقًا مِنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ } وقال:{وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ } ذلك أن المعرفة شيء، والرضا والقبول شيء آخر، فكل ما علينا هو أن نجتهد في أداء واجب البيان إبراءً لذمتنا، دون أن نعلق آمالا خادعة على أننا سنمحو بذلك أسباب الخلاف، فسيبقى الخلاف إلى ما شاء الله :{وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ ، إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ}، {وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ }