حقيقة التيار الاسلامي المُسمى ب(الإصلاحي) كما يكشفها الغرب

يقول الأستاذ الهيثم زعفان :

فالغرب عندما يتعامل مع العالم الإسلامي فإنه يقسمه إلى ثلاث شرائح ( علمانية – إصلاحية – وأصولية ).
ويضع استراتيجيته وفقًا لهذا التقسيم الذي توضحه مذكرة مرفوعة للكونجرس الأمريكي بعنوان:" المسلمون الأصوليون وسياسة الولايات المتحدة" والتي أعدها " دانييل بايبز" الأستاذ الزائر بمركز جامعة هارفارد لدراسات الشرق الأوسط والتي جاء فيها:
"( هناك ثلاثة مداخل للإسلام هي: المدخل العلماني، والمدخل الإصلاحي، والمدخل الأصولي. وتفصيلها كالآتي: أ- المدخل العلماني:.....
ب- المدخل الإصلاحي: يوضح ( بايبز) أنه في الوقت الذي طرح فيه العلمانيون الشريعة بعيدًا واحتضنوا المدنية الغربية ، ودمج الإصلاحيون المسلمون الاثنين معًا، وفسروا الشريعة بطريقة تجعلها متطابقة مع طرائق الغرب، ويسروا عملية قبول الممارسات الغربية التي رغبوا في تبنيها. فقد حول المصلحون الإسلام إلى دين ذي نمط خاص، وقد تأثر العديد من المسلمين بهذا المدخل الإصلاحي وأقروه لسياستهم.
ج – المدخل الأصولي: بين ( بايبز) أنه على عكس الجماعتين السابقتين من العلمانيين والإصلاحيين، فإن هناك الأصوليين الذين يرون أن الشريعة يجب أن تطبق بكل تفاصيلها وأن أوامر الله ونواهيه يجب أن تنفذ كاملة، وأن ذلك إلزام على المسلمين جميعًا وهو في نفس الوقت المصدر الأساسي لقوتهم، وأن الشريعة صالحة للتطبيق اليوم، كما كانت صالحة للتطبيق في الماضي، وفي الوقت الذي يقبل فيه العلمانيون والإصلاحيون المدنية الغربية، يرفض الأصوليون الغرب كلية، وهم يصرون على عدائهم الدائب للولايات المتحدة في الوقت الذي فيه للاتجاهين الآخرين وجهات نظر مختلفة عن أمريكا ومنهم من يفضلها" *
وقد حدد الغرب معركته في العالم الإسلامي مع الشريحة الثالثة الموسومة بالأصولية، والتي وضع لها إطارًا وصفيًا يشابه الإطار الموضوع للأصولية المسيحية.
(*) د. أحمد لإبراهيم خضر: الإسلام والكونجرس ( حقائق ووثائق.. حول ما أسماخ الأمريكيون بحركة الأصولية الإسلامية)، دار المعالم الثقافية، المملكة العربية السعودية، 1994، ص 339-340
-------------------------------------------
إلى أن يقول في موضع أخر
وحتى يتم علاج هذا الأمر والقضاء على ما يوصفه الغرب بالاسلامفوبيا أو الخوف من الاسلام دعت الأمم المتحدة الى ضرورة أن تنبع الحلول من داخل الإسلام نفسه ربما في إطار مبدأ الاجتهاد الاسلامي(1) الذي يعني التفسير الحر للأمور .... وفي ذات الاطار وتحت عنوان " السياسة الخارجية الأمريكية والتجديد الاسلامي" أصدر معهد السلام الدولي بواشنطن دراسة حول دور الولايات المتحدة في وضع أطار يساهم في تحديد طبيعة المناقشات والجدل الدائر الآن داخل المجتمعات الاسلامية بين ما يُسمى بالتيارات السلفية الأصولية، وتيار التجديد الاسلامي" وتحاول الدراسة لفت نظر واشنطن الى أن الحركات الاسلامية المعتدلة في أنحاء العالم، أو ما سُمي في البحث " حركة التجديد الاسلامي" تمثل أهمية بالنسبة للولايات المتحدة وذلك امتلاكها عناصر القدرة على دفع عملية الاصلاح والتطور وفق الرؤية الغربية، إضافة إلى محو وكشف ما أسماه الباحث بالتطرف الديني الذي يرى أنه ساعد على انتشار الكراهية والمشاعر السلبية داخل البلدان الاسلامية تجاه الثقافة الغربية بمجتمعاتها المختلفة (2) وعلى نفس الوتيرة دندن تقرير " مؤسسة راند 2007
------------
(1) رسالة الأمين العام للأمم المتحدة على مؤتمر الاسلام في عالم تعددي " ألقاها في فيينا نيابة عنه الأخضر الابراهيمي المستشار الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، الاثنين 14 نوفمبر 2005 م مجموعة وثائق الأمم المتحدة نيويورك 2005
(2) د. عبد السلام مغراوي : السياسة الخارجية الأمريكية والتجديد الاسلامي، معهد السلام الدولي واشنطن، كاتب هذه الدراسة الدكتور عبد السلام مغراوي خبير في شئؤون الاسلام والجماعات الاسلامية، هو مدير برنامج مبادرة العالم الاسلامي بمعهد السلام الدولي بواشنطن










تعليقات

المشاركات الشائعة