تذكير للمدافعين عن الإسلام والمسلمين في هذه الأيام خصوصًا وفي كل زمن عمومًا.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
 هذه نصيحة عامة وسريعة أنصح بها إخواني الدعاة وأنا أشد المحتاجين لها .

من سنة الله – تعالى – في الدين وطبيعة التحرك به: أن الداعية يكون على ألاف المسائل التي هي من الحق المقطوع به وخصومه ليسوا على 3% من مقدار ما معه من الحق ثم لا تترك دعوته الأثر المرجو – المأمول من إجتهاده ومن حجم ما معه من حق – لأسباب عدة ومن ضمن هذه الأسباب والتي هي محل نصيحتي، أن هذا الداعية أو الجماعة تكون عندها سوء فهم أو جهل أو خلل ما في شيء طفيف من الحق قد لا يساوي 1% من مقدار ألاف الحق الذين هم عليه، لكن هذا الشيء الطفيف هو كبير وعظيم على مستوى ( الكيف )؛ فلا تترك دعوته أثرها المرجو، بل قد يقدر الله أن ينال أعداؤه منه بسبب هذا الشيء الطفيف - وهذا مثلاً سبب ما وقع للأستاذ العظيم – سيد قطب – ولدعوته بسبب شبهة توجهه إلى العنف والتي قد يكون هو الذي قوى هذه الشبهة عند خصومه وأتباعه( كما يقول الشيخ أحمد فريد في كتابه مواقف ايمانية أو بنحو ما قال) ، بل هذا قد كان ممكن الوقوع من الصحابة وهم مع النبي – صلى الله عليه وسلم – ولذلك شرع لهم الله – تعالى – ولمن بعدهم أن يقولوا (﴿رَبَّنَا لاَ تَجْعَلْنَا فِتْنَةًلِّلْقَوْمِالظَّالِمِينَ )سورة يونس(85) ومعنى الآية: لا تجعلنا في موضع أو حال يفتتن خصومُنا عن الحق بسبب رؤيتهم لنا في هذا الموضع أو الحال. ،رغم أنه لن يأتي من هم على الحق والصدق والاخلاص بمثل ما كان عليه الصحابة!، وهذه النصيحة تحتم بالعقل كما هو واجب شرعًا أن يعمل الداعية أقصى ما لديه من قوة فكرية ونفسية وباقي أنواع القوى؛ لتقييم نفسه وعمله وتَحرُّكه بإعتقاداته وأرائه، (وهذا السبب الضي في نصيحتي هذه، هوأحد العوامل والأسباب التي أحاط الله بها ( الدين) لكي يظل المتعبدين به في حاجة وضرورة لإعمال كل قواهم الفكرية والجسدية وكل أنواع القوى لتعبيد الناس به، لأن الله يحب أن يكون عباده عالين الهمة وأن يكونوا هم القدوة في علو الهمة ( المدروس طبعًا لا كل علو همة!) (*)
والحمد لله رب العالمين
كتبه/خالد المرسي
-------------
(*)ولولا هذه العوامل والأسباب التي أحاط الله بها دينه لكان بمقتضى العقل البشري القاصر أن يقضي بعدم ضرورة بذل أقصى ما عند أهل الحق من جهد مقابل خصومهم – الذين قد يكونوا على مستوى عال من الظلم والباطل والانغماس في الشهوات –. وتطرق الشيخ رشيد رضا لضرورة إعمال الفكر بأقصى ما يمكن في تفسير المنار وتكلم عن أحد العوامل التي أحاط الله بها دينه لتلزم الداعي بالإعمال الفكري الدائم الذي لا ينقطع ولا يضعف إلا بالموت.

المشاركات الشائعة