عقلية إمام المحدثين الإمام البخاري

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده. أما بعد :

كتاب "صحيح البخاري" أجمعت الأمة على أنه أصح كتاب بعد كتاب الله، والعلماء بمختلف تخصصاتهم الشرعية اكتشفوا من هذا الكتاب أن الإمام البخاري أودع علومًا كثيرة خلف سطور الكتاب، فحاول عدد قليل من العلماء قراءة (ما خلف سطور) هذا الكتاب لاستخراج الدرر العلمية منه، وهو المعروف ب( علم تراجم البخاري ) أو ( علم المناسبات). فوجدت أن الناس يستدلون بهذا على سعة علم واطلاع الامام البخاري، والحقيقة أن الإستدلال فيه استقلال وإجحاف بقيمة وجهد البخاري، لأن سعة الاطلاع هذه يطيقها أناس كثيرون جدا، بينما علم المناسبات هذا يدل على ما هو أكبر من ذلك وهو( أن الإمام البخاري كان يمتلك عقلية غير عادية ومناهج في التفكير إبداعية واستطاع أن يُوظِّف علمَه الشرعي أو معلوماته داخل إطار عقليته ومناهجه التفكيرية الإبداعية فأخرج لنا كتابًا ككتاب "صحيح البخاري" – رغم أن الكتاب كله عبارة عن نقول لأحاديث الرسول – صلى الله عليه وسلم – وليس فيه كلام بشري! ولذلك كان أصح كتاب بعد كتاب الله!!!. والذي يستطيع وصف عقلية البخاري – ما يماثلها أقصد - في هذا العصر هم العلماء الكفار المتخصصون في موضوع الإبداع وقد جُمعت أهم ما وصلوا إليه من دراسات ونظريات في كتاب بعنوان " الإبداع العام والخاص" للدكتور/ ألكسندرو روشكا ( من ترجمات سلسلة عالم المعرفة رقم 144)

تعليقات

المشاركات الشائعة