بيان حقيقة من يستغل (أحداث مسجد ابن تيمية في رفح ) ليُشوش على السلفيين

بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله ربِّ العالمين ، وصلَّى وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد،وعلى آله وصحبه أفضل السلام وأتمُّ التسليم أمَّا بعد:

عناصر المقال كالأتى
1 بيان سبب تنقص القوم من المتدينين
2- بيان أن السلفيين ينتقدون انحرافات الجماعات الجهادية وبيان أكبر سبب من أسباب انحراف تلك الجماعات
3- من كلام الدكتور عبد الكريم بكار فى النقد الذى يجب علينا التشجيع عليه

--------


1- جاء فى جريدة الدستور فى احدى المقالات يقول فيه كاتبه (على أننا لا نعفي حماس من المسؤولية عمّا آل إليه حال القطاع من غلو وتطرف ، فتحت جنح الحركة الإخوانية ، تسربت السلفية الجهادية ، بل والسلفية بتلاوينها المختلفة إلى فلسطين) الى ان يقول(أن حماس ترسل رسالة الى مصر ومفادها بأن غزة لن تكون رديفا وداعما للإرهاب الأصولي ـ السلفي الذي ضرب مصر وهدد أمنها واستقرارها.... ) تماما كتصريحات بعض أعداء الدعوة كمصطفى الفقى اذ يصرح بأن مصر فى خطر من التمدد السلفى فيها وكذلك وزير الاوقاف زقزوق اذ يحارب الدعوة السلفية بحجة انه فكر منحرف فى ذات الوقت الذى يسلم فيه القبوريون الصوفية من حربه ولو بكلمة انتقاد واحدة
واقول هل السلفيون هم الذين هددوا أمن مصر واستقرارها أم صحيفة الدستور التى رئيس تحريرها صلاح عيسى له اتصالات خاصة مع مكتب حسن نصر اللهوهى الجريدة التى تدعوا للتشيع فى مصر بكل قوتها ( فى نفس الوقت ) التى تهاجم فيه الرئيس مبارك بكل قوتها رغم ان سماحة الشيخ القرضاوى صرح وحذر بأن الشيعة حال تمددوا فى مصر سيؤدى هذا التمدد الى حرب طائفية داخلية ! انتهى كلامه ناهيكم عن خطر نشر الدين الشيعى الذى يتناقض مع دين الاسلام مناقضة تامة فى الاصول والفروع .
ولاشك فى ان جريدة الدستور تهاجم السلفيين منذ زمن لأنها تعلم ان المنهج السلفى العلمى هو الذى يهدد التمدد الشيعى ويكشف انحرافهم فى أصول الاسلام بطريقة علمية رصينة موافقة للشرع الصحيح ومقنعة للعقول والفطر .
ومن أسباب مهاجمتهم للمتدينين عامة أيضا وتلمس عيوبهم ورميهم بكل جريرة هم منها براء . من اسبابه ما كتبه الشيخ سعيد عبد العظيم وانقل لكم جزء من مقاله المسمى بالتفاق الدينى ( فتنقُّص المتدينين، وتلمُّس عيوبهم مسلكٌ من المسالك التي يلجأ إليها المثقفون والعلمانيون والملاحدة؛ لمواجهة طوفان التديُّن الجارف، فهم رغم تملكهم لوسائل التعليم والإعلام والثقافة، وتمكنهم من الصُحُف والمجلات والإذاعة والتلفزيون، والكثير من القنوات الفضائية، ومواقع الإنترنت إلا أنهم أُصيبوا بخيبة أمل شديدة عندما فوجئوا بالأمة تستيقظ من جديد، وتعاود الرجوع لدين الله.

لقد رأى هؤلاء البساط ينسحب من تحت أقدامهم رغم تملكهم لأسباب التوجيه المادية، وكأنه أسقط في أيديهم، فراحوا يشهرون كل سلاح في وجه المتدينين، الأمر الذي لا يفعلونه مع اليهود والنصارى وعبدة البقر، فالدماثة والسماحة والحرية لا تليق إلا بهؤلاء دون غيرهم.
)
2-ان السلفيين ينتقدون الانحرافات الفكرية لدى الجماعات السلفية المُسماة بالجهادية ) وللشيخ محمد اسماعيل المقدم سلسلة صوتية اسمها ( نصيحة موضوعية للتيارات الجهادية ) وكذلك للشيخ ياسر برهامى وباقى مشايخنا الأجلاء .
وقال الشيخ عبد المنعم الشحات معلقا على احداث رفح( ان الجماعة الجهادية تفرط فى الأخذ بالاسباب وفى نفس الوقت تفرط فى التواكل ! فيفرطون فى الأخذ بالأسباب برفضهم أى منهج فى التغيير سوى الخروج العسكرى المسلح ومع انهم اذا سُئلوا عن عاقبة الخروج من قتل واعتقال تجدهم يُفرطون فى التواكل ويقولون ( هذا على الله ليس لنا ( او كما قال الشيخ ) انتهى كلامه
مع ان المنهج الربانى يناقض هذا الأسلوب تماما كما قال الشيخ ياسر برهامى فى شرح حديث ( حديث النواس بن سمعان رضي الله عنه وفيه "إذ أوحى الله إلى عيسى: إني قد أخرجت عبادا لي لا يدان لأحد بقتالهم، فحرز عبادي إلى الطور. ) ان الشهادة لاتطلب دون النظر الى نتيجتها فى الواقع فان الحديث امر بتحريز العباد حال كونهم لايطيقون قتال أولئك . انتهى كلامه
وان كنت أقول أيضا ان الانحراف الفكرى لدى بعض الجماعات لاينشأ من فراغ بل بعض الجماعات ( التى تُظهر نفسها سلفية وتنتقد الجهاديين ) هى هى من اكبر أسباب انحراف الجهاديين فمثلا لو بعض علمائنا ورموزنا الاسلاميين الذين شكلوا الخطاب الاسلامى المعاصر ( الموجه للعوام ولطلبة العلم ) ( وينسبوه الى السليفة من حيث شموله !) لو انهم جعلوا فى خطابهم المساحة اللائقة بفقه الواقع وفهم طبيعة العصر الجديد وكيفية قراءة كتب التراث قراءة تتناسب مع روح وثقافة العصر الجديد ومستجداته وكيف يواكب طالب العلم والداعية روح عصره وتحديد اولويات الخطاب والعمل الاسلامى فلو انهم وضعوا فى خطابهم المساحة اللائقة لكل ذلكوغيره ( من كلام الدكتور عبد الكريم بكار ) لكانوا نجحوا فى تقليص كثير من التوجهات الفكرية المنحرفة التى تنشأ من تحت الأرض نتيجة التقوقع على الذات وعدم فقه الواقع .( ولادخل لى بنيتهم ) ولاعذر لهؤلاء السلفيين لأنه كما يقول العلماء أن النار مليئة بأصحاب النوايا الحسنة ويقولون أن النية الصالحة لاتصلح العمل الفاسد وخاصة وان جهل هؤلاء السلفيين جهل ليس ناشئا عن عدم البلاغ بل هو ناشئ عن عدم تقدير لخطورة خلو الخطاب الاسلامى مما أشرت اليه ( وهذا هو جهل العاقبة ) الذى لايُعذر به المكلف
3- كلمة أخيرة من كلام الدكتور عبد الكريم بكار بخصوص النقد حتى نعلم أى النقد نريد ونشجع ونحض عليه وأى النقد نحاربه ونحارب أهله


من مقال ومضات ومن حقّ كل مثقف أن يعترض على تنظير بتنظير جديد . وليس من حق أيّ أحد أن ينقض أي تنظير عن طريق السلبية والغوغائيّة ، والكلام المجمل ، والكلام الملقى على عواهنه
من مقال المناعة الفكرية كما أن علينا أن نشجع الحوار والنقد المؤطر والمحلى بالأدب والخلق الإسلامي الرفيع، بعيداً عن التجريح والاتهام ومحاسبة الناس على نواياهم.

وصلَّى الله وسلَّم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً إلى يوم الدين ، والحمد لله رب العالمين

تعليقات

اللهم ارحم الشيخ الشهيد أبو النور المقدسي .
لاقتناء محاضراته مرئية أو سمعية :
http://www.jarchive.info/categories.php?cat_id=188

المشاركات الشائعة