كتاب الهلع الغربى من الاسلام

يمكنكم وضع الكلام فى ملف وورد بحجم خط 18 وهوامش
2.7 2.6
2.7 2.7
وهكذا ينضبط معكم توجيه الفهرسة ويمنكم مناقشة ما فيه هنا
وقسمته هنا على قسمين
--------------
للتجربة


الهلع الغربي من الاسلام وأسبابه
جمع


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وصلي الله وسلم وبارك علي عبده ورسوله بيننا محمد وعلي آله وصحبه أفضل صلاة وتسليم ................ أما بعد
عناصر الموضوع
1 – أسباب هلعهم من الاسلام شعوباً وحكاماً .
2 – من أعجب الخطوات العملية التي نفذوها هلعا من الاسلام
3 – شئ من خصائص هذا الدين وسمات أهله التي عرفها الغرب فزاد من هلعهم ويتضمن
نقاط عدة منها :
أ – طبيعة بيئة العرب وطبيعة بيئة أهل الكفر
ب – طبيعة الأمة الاسلامية وهي أنها لا تموت لكن قد تنام ثم تفيق إفاقة مرحلية
سريعة وأحياناً تقفز قفزة واحدة وتفيق كالمارد .
ج‌- يسر تجمع المسلمين علي قلب رجل واحد ( لله ) تحت ظلال العقيدة .
– د – وجدان الغرب وذاكرته الملنا بالرعب في الإسلام وأهله .
هـ والإسلام وصناعة الإنسان .
5 – الهلع من منهج أهل السنة ( او المنهج السلفي ) خاصة .
6 – هلع الحكام المسلمين من الاسلام واسباب هذا الهلع .
7 – موقف أوباما من العالم الإسلامي .
8 – والاسلام والغرب تعاون أم مواجهة؟ .

المقدمـــــــــــــة

يقول الله تعالي {مَّا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَلاَ الْمُشْرِكِينَ أَن يُنَزَّلَ عَلَيْكُم مِّنْ خَيْرٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَاللّهُ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَن يَشَاءُ وَاللّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ }البقرة105 وقال تعالي : لَوْ يَجِدُونَ مَلْجَأً أَوْ مَغَارَاتٍ أَوْ مُدَّخَلًا لَوَلَّوْا إِلَيْهِ وَهُمْ يَجْمَحُونَ (57) وَمِنْهُمْ مَنْ يَلْمِزُكَ فِي الصَّدَقَاتِ فَإِنْ أُعْطُوا مِنْهَا رَضُوا وَإِنْ لَمْ يُعْطَوْا مِنْهَا إِذَا هُمْ يَسْخَطُونَ (58 سورة التوبة 57 , 58
فالآية الأولي تبين لنا أن الكفار يحسدوننا لاصطفائنا بنعمة الاسلام هذا الدين

العظيم ثم ان الحسد هذا مرض وقد لا يكون له أسباب منطقية تدفع الحاسد ليحسد , وهذا منتشر بين الناس الحسد الذي هو بدون أسباب منطقية كما قال الشاعر :
كل من ألقي يشكو دهره ليت شعري الدنيا لمن ؟
وقد يكون للحسد أسباب منطقية واجتماع النوعين من الحسد حريان بالاجتماع في قلوب الكفار فهي قلوب خبيثة تجمع اصناف شتى من الخبائث .
والآية الثانية تبين لنا مدي حقد المنافقين علي أهل الإسلام لدرجة أنهم لا يطيقون رؤيتنا ناجحين منتصرين ولو وجدوا أماكن يختبئون فيها أحب اليهم من عيشهم مع المسلمين المنتصرين يشاهدون فرحتهم بالانتصار .وقال الشيخ سفر الحوالى (سبق أن قريشاً كفرت بالنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عناداً واستكباراً وتقليداً، وأما اليهودفإنما كَفَرُوا وا بغياً وحسداً، وأمراض القلوب كلها متداخلة، لكن أكثر ما يظهر في تكذيب قريش الكبر والعناد، ولذلك لما ذهب مقتضى ذلك، وظهر دين الله بالقوة، ونصر الله نبيه مُحَمَّد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لم تجد قريش غضاضة في أن تدخل هذا الدين وتحمل لواءه، وأصبح كبار المقاتلين له صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقودون جيوش الإسلام، ويفتحون بلاد العالم.) انظر المجلد الثانى من شرح شرح الطحاوية ص 120 من صفحة الوورد من موقع صيد الفوائد

وإن كان الحسد والحقد له أسباب منطقية فالمرض يقوي
ويقوي وقتئذ فالكفار الحاسدين يجدون أنفسهم * أمام حضارة إسلامية عريقة متميزة وثرية حضارة تملك أصلاً نظريا الهيا , وتمتلك ثروة من التطبيقات الأجتماعية الهائلة من خلال ما حدث طوال التاريخ الاسلامي من علاقات وحالات سياسية واقتصادية واجتماعية ارتبطت بالنص الاسلامي أو حادت عنه وواجهت هذه الحضارة مشكلات في الميادين كافة ، وترتب علي تلك المشكلات فقه وثقافة وإجابات نظرية وتطبيقية في مختلف الفروع والمجالات الفكرية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية والنفسية فضلا عن ميادين العلوم والرياضية والطبيعية والفلكية .* انظر هامش أ*

1
– اسباب هلعهم من الاسلام شعوبا وحكاما:-
اولا :- علي مستوي العوام فانما السبب هو الجهل بهذا الدين نتيجة التضليل الاعلامي المتعمد . ينقل لنا الشيخ / محمد رشيد رضا عن ( اللورد هدلي ) الذي أسلم ولُقب
( بسيف الرحمن رحمة الله فاروق ) من كتاب له يقول والكلام للورد هدلي ( ورد لي في أحد الأيام خطاب من أحد المسيحيين المتدينين يخبرني فيه بأن
الدين الإسلامي إنما هو دين لذة , وأن النبي كانت له زوجات عديدات وأن ذلك
قاعدة في الإسلام , فما أغرب هذه الفكرة عن الإسلام ! إلا أنها فكرة راسخة في
عقول تسعة وتسعين في المائة من البريطانيين الذين لم يُعنوا ببحث الحقائق
الواضحة لديانة ما ينيف على مائة مليون من رعاياهم , ولو درسوا تلك الديانة
لتبين لهم أن نبي بلاد العرب صلى الله عليه وسلم كان مشهورًا في كبح النفس عن
الهوى وردِّها عن الشهوات)1 )– من هذا التضليل ( هناك الزعم بأن أنصار الاسلام يستخدمون عقيدتهم كسلاح لتحقيق أهدافهم السياسيه والعسكرية والاستراتيجية أكثر من استخدامها كعقيدة دينية ونظام أخلاقي ، وقد ظهرت هذه الفكرة منذ سنوات في رسم كاريكاتيري نُشر لأول مرة في صحيفة " واشنطن بوست " الامريكية ، ثم نشر بعد ذلك في الصحافة الاوربية ، وكان هذا الكاريكاتير يتكون من ثلاثة رسوم ، الرسم الاول لرجل يرتدي العمامه وله لحية كبيرة يجلس في الفراش يتمطي وتحتة تعليق " آه... هذا يوم جديد في حياة رجل مسلم تقي " والرسم الثاني للرجل المسلم التقي وقد ترك الفراش ووقف يعد علي أصابعه وهو يقول " دعنا نري ما يجب علي عمله اليوم ... سأغلق الصحف ... وأقتل امرأة زانية ... وأجلد حبيبها ... وأطلق النار علي الاكراد ، وأرسل لهم بعض المال ... وأقوم باغتيال فرقة موسيقية فاسقة " أما الرسم الثالث فهو لنفس الرجل المسلم التقي وهو يهز كتفية ، ويفتح يده ويقول " لا تنس الله ... إذا دعاني استجب له " ويعبر هذا الكاريكاتير عن النظرة للإسلام في الغرب أبلغ تعبير ، علي انه دين جامد ، لا يقبل التنوع والتعدد كما لا يقبل الحوار والمناقشة ،ويرفض التطور والابداع ، وأن المسلم متعصب وهمجي ومصدر تهديد دائم ... وأن الاسلام ليس عقيدة وحضارة ، ولا يمكن للآخرين التفاعل معه تفاعلا مستمرا أو أن يتعلموا منه شيئا له قيمة .. ويزعم هذا الكاريكاتير الذي انتشر وكان له تأثير كبير أن انصار الاسلام وزعماء المتدينين الاسلاميين يستخدمون هذا الدين في أهداف سياسية وعسكرية واستراتيجية ، وليس بدوافع روحية أو اخلاقية ، وأن المسلمين يرتكبون الجرائم بإسم الاسلام وينسبونها الي الله " وإذا دعاني الله سأستجيب له ) .(2)

– أما علي مستوي اصحاب القرار من المثقفين والحكام فلا شك انهم يهلعون من هذا
الدين لمعرفتهم بشيء من خصائصه وسماته يعرفون شيئا من حقيقة هذا الدين فهم
يفرغون لدراسة هذا الدين مراكز ضخمة بل ويفرغون اناسا لدراسة جزئياته ومن
أهمها جزئية الخلاف بين الجماعات الإسلامية بل ويفرغون من يدرس فكر العالم أو
المفكر وأراءه الشخصية ( وممن اعلمه فعل معه ذلك الاستاذ طارق البشري )
يقول الدكتور محمد السيد الوكيل ( عرف الاعداء هذه الطريقة وهالهم ما يترتب
عليها من اثار البعث الاسلامي المتجدد بسبب هذه الخواص ، فراحو يفكرون
ويقدرون ، ويمهدون ويخططون ، وسخروا كل ما يملكون من وسائل الاعلام
واشتروا المفكرين وذوي الأفلام ليظهروا هذا الدين خلوا من تلك الخواص عريا
من هذه الميزات ) . 3

– ومن اقوال المستشرقين والمفكرين الغربيين يقول لورانس براون ( أن الاسلام هو
الجدار الوحيد في وجه الاستعمار الاوربي ) ويقول المستشرق غاردنر ( أن القوة
التي تكمن في الإسلام هي التي تخيف أوربا ) . 4


– ويلخص لنا الدكتور محمد البهي فكرة كتاب الاسلام قوة الغد لـ( بول اسميدث ) عام
1936 م فيقول ( الكتاب يوضح في غير لبس إمكانيات البلاد الاسلامية من الثروة
الأرضية والمعدنية وتكاملها وطاقة المسلمين في الخصوبة الجنسية ويسر الارتباط
بينهم علي الايمان بالله وهو كتاب ينذر أاوروبا بالفناء ان أمكن الغرب المسلمين من
المجتمع ومن استخدام هذه القوى الثلاث و" كلمة غير واضحة " هذا الكتاب الوجه
للاوروبين بالانذار يعبر عن عمق الرغبة للحيلولة دون تجمع المسلمين علي
الاسلام ) . 5

– ومما يزيد عندهم الطين بلة ما اعلنه بعض مفكري الغرب في اواخر القرن العشرين
أن القرن القادم قرن الحروب الدينية . ( 6)

–( وان كنا نحن المسلمين نعتقد أن تاريخ البشرية في المنظور الإيماني هو تاريخ الإيمان
تاريخ الرسل مع الاقوام تاريخ الصراع بين الحق والباطل ) (7)

– وما يحدث من حروب اقتصادية وغيرها فتفسر داخل الاطار الديني ولذلك لم يقص
الله علينا في القرءان من اخبار الامم السابقة إلا قصص الصراعات الدينية ولم
تُذكر الحروب الغير دينية )..

2 – من أعجب الخطوات العملية التي نفذوها هلعا من الإسلام :
من أعجب تلك الخطوات هي زرع اليهود وتمكينهم من بلاد المسلمين والتعاون
معهم مع ان اليهود فيروس غريب في جسد البشرية فكل البشر يكرهونهم حتي
الكفار وتجد ذلك واضح في أدبيات الانكليز ومن اشهرها رواية تاجر البندقية
لشكسبير بل وعلي مستوي العوام تجد انتشار الطرائف والنكت الساخرة كنكتة (
اليهودي لا يمكنه أن يشرب الشاي كما يحب ) .(8)

– بل وعلي مستوي القادة والحكام الاوربيين ( فإن اوربا خرجت من الحرب العالمية
الثانية وعامة الشعوب الاوربية لديها قناعه كبيرة أن تجعل هذه آخر حرب داخل
اوربا فلذلك لابد لليهود من ترك اوربا بأنهم قوم دسائس ومكر وهتلر قتل نصفهم
وأبقي النصف الآخر لأنهم تحالفوا معه وضده في آن واحد واكتشف ذلك فقتل
نصفهم ) .(9)

- وفي وثيقة خطيرة جداً أوردها الشيخ أحمد باشميل في آخر الكلام الاتي ( فكل
القادة والمسئولين الحرصين علي سلامة وطنهم وشعوبهم يحاولون
منذ آلاف السنين تطهير أوطانهم وتنقية مجتمعهم من هؤلاء اليهود لعلمهم
بنفسيات هذا النوع الخطر من البشر الذي لا يواطن أمه من غير جنسه إلا وأفسدها
وأطلق بوسائله الخاصة به . بين أيدينا الآن وثيقة علىغاية من الخطورة والأهمية تدين
هؤلاء اليهود بالتخريب والإفساد أينما حلوا وأهمية هذه الوثيقة تتمثل في كون
واضعها من أكبر زعماء الولايات المتحدة في القرن الثامن عشر وأعظم قادتها
والمخلصين لها علي الاطلاق وهو الرئيس بنيامين فرانكلن ( والوثيقة موجودة في
الكتاب باللغة الانكليزية ) والذي تسبب في نشر هذه الوثيقة الاستاذ حسين ابو بكر
القاضي المتخصص في الدراسات الاسلامية وهو شاب سعودي حينما كان طالباً
في جامعة البيسيفيك في أمريكا ) فالشيخ مصطفي الزرقا اطلع علي هذه الوثيقة باللغة
العربية فبعث له خطابا قال فيه حاول أن تبحث عنها في المتاحف وأريد الأصل
الأنكليزي لكي أوثق المعلومة . يقول الاستاذ حسين أبو بكر القاضي قصدت الى معهد بنيامين
فرانكلن في فلاديلافيا في بنسلفانيا لنقل النص حرفياً من مصدرها وكم كانت
دهشتي حين راجعت خطبة الرئيس الأمريكي بنيامين فرانكلين إذ وجدت أن القسم
الذي يتضمن هذه الوثيقة قد انتُزع كاملا من خطبة الرئيس الأمريكي فراجعت
المسئولين عن المعهد فهالهم الأمر إذ اكتشفوا أن في الأمر جريمة خطيرة ارتكبها .
أحد اليهود المجرمين من يهود ثم يقول إلا أنه لحسن الحظ تبين بعد البحث أن في
المتحف نسخة أخري من تلك الخطبة كاملة لم يتطرق إليها المفسدين فنسخت عنها
باللغة الانكليزية هذا القسم المتعلق بخطر اليهود فطبعت عدة آلاف من هذه الوثيقة
باللغة الانكليزية ووزعتها علي الهيئات الدولية والسياسية والعلمية في الولايات المتحدة خدمه لدينه ولإسلامه فالوثيقة بالضبط تقول في سنة 1789 م ألقي الرئيس بنيامين فرانكلين خطاباً عند وضع دستور الولايات المتحدة الأمريكية جاء فيه نص الخطبة نفسها ( هناك خطر عظيم يهدد الولايات المتحدة الأمريكية وذلك الخطر العظيم هو خطر اليهود . أيها السادة في كل أرض حل بها اليهود أطاحوا بالمستوي الخلقي وأفسدوا الذمة التجارية فيها ولم يزالوا منزعلين لا يندمجون بغيرهم وقد أدي بهم الاضطهاد إلي العمل علي خنق الشعوب مالياً كما هو الحال في البرتغال وأسبانيا منذ اكثر من ألف وسبعمائة عام وهم يندبون حظهم الأسيف ويعنون بذلك أنهم قد طردوا من ديار آبائهم ولكنهم ايها السادة لم يلبثوا إذا ردت أليهم الدول اليوم فلسطين أن يجدوا أسباباً تحملهم علي أن لا يعودوا إليها لماذا ؟ لأنهم طفيليات لا يعيش بعضهم علي بعض ولا بد لهم من العيش بين المسيحين وغيرهم ممن لا ينتمون إلي عرقهم إذا لم يبتعد هؤلاء عن الولايات المتحدة بنص دستورها ( كان يريد الدستور يكون فيه نص بطرد اليهود من أمريكا ) فإن سيلهم سيتدفق إلي الولايات المتحدة في غضون مائة سنة إلي حد يقدرون معه علي أن يحكموا شعبنا ويدمروه ويغيروا شكل الحكم الذي بذلنا في سبيله دمائنا وضحينا له بأرواحنا وممتلكاتنا وحريتنا الفردية ولم تمضي مائة سنة حتي يكون مصير أحفادنا أن يعملوا في الحقول لإطعام اليهود علي حين يظل اليهود في البيوتات المالية يفركون أيديهم مغتبطين وأننى أحذركم أيها السادة الا تبعدوا اليهود نهائياً فلسوف يلعنكم أبناءكم وأحفادكم في قبوركم . ان اليهود لن يتخذوا مثلنا العليا ولو عاشوا يبن ظهرانينا عشرة أجيال فإن الفهد لا يستطيع إبدال جلده الأرقط . ان اليهود خطرا علي هذه البلاد إذا ما سمح لهم بحرية الدخول أنهم سيقضون علي مؤسساتنا وعلي ذلك لابد من أن يستبعدوا بنص الدستور . 10

– بل والعجيب أنني سمعت الدكتور زغلول النجار يقول أن العلم الحديث أثبت أن غلاف قلب اليهودي أسمك من غلاف قلب أي إنسان آخر غير يهودي ومن أجل ذلك هم لا يبالون بما يقال عليهم ويجرح سمعتهم فالذي أسس دولة اليهود قال لهم في بداية قيام دولتهم شارحاً منهجهم فقالوا له نحن بذلك نشوه صورتنا أمام العالم فقال نحن في إسرائيل لا يهمنا ما يقول العالم . *11*
– ومع ذلك يتعاونون معهم ويمكنوا لهم في بلاد الإسلام حقداً علي الإسلام وأهله قال الشيخ أحمد شاكر ( ولا تنسوا أن هؤلاء الوحوش المتعصبين يكرهون اليهود بأكثر مما تكرهونهم أضعافاً مضاعفة ولكن في سبيل إذلالكم ووضع أيديهم علي أعناقكم وامتصاص خيراتكم ودمائكم جاءوا بشذاذ الأفاق من مجرمي اليهود ووضعوهم في قلبكم قريباً من الحرمين و بين العراق والشام ومصر واصطنعوا لهم دولة يمدونها بالمال دينية زعموا في العصر الذي يدعون أن الدولة الدينية لا بناء لها ولا قرار ) . 12

- وقال الدكتور عبد العزيز كامل ( ولقد مضي في الخامس عشر من شهر مايو عام 2008 م ستون عاماً علي قيام دولة اليهود ( إسرائيل ) تلك الدولة المسخ التي زرعتها أحقاد الغرب بينما تعهدتهم بالري والنماء أخطاء العرب ) . *13*.وفي سنة 1907 عقد مؤتمر أوربى كبير ، ضم أضخم نخبة من المفكرين والسياسيين الأوربيين برئاسة وزير خارجية بريطانيا الذي قال في خطاب الافتتاح:
إن الحضارة الأوروبية مهددة بالانحلال والفناء، والواجب يقضى علينا أن نبحث في هذا المؤتمر عن وسيلة فعالة تحول دون انهيار حضارتنا.
واستمر المؤتمر شهراً من الدراسة والنقاش.
واستعرض المؤتمرون الأخطار الخارجية التي يمكن أن تقضى على الحضارة الغربية الآفلة، فوجدوا أن المسلمين هم أعظم خطر يهدد أوربة.
فقرر المؤتمرون وضع خطة تقضي ببذل جهودهم كلها لمنع إيجاد أي اتحاد أو اتفاق بين دول الشرق الأوسط، لأن الشرق الأوسط المسلم المتحد يشكل الخطر الوحيد على مستقبل أوربة.
وأخيراً قرروا إنشاء قومية غربية معادية للعرب والمسلمين شرقي قناة السويس، ليبقى العرب متفرقين.
وبذا أرست بريطانيا أسس التعاون والتحالف مع الصهيونية العالمية التي كانت تدعو إلى إنشاء دولة يهودية في فلسطين*14* ومن أسباب اختيار فلسطين دولة لليهود انها كانت البقعة الاسلامية الوحيدة تقريبا الخاضعة خضوعا تاما للدولة العثمانية يعنى فى مصر كان يوجد جيش مصرى غير خاضع لأوامر الدولة من أيام محمد على وكذلك فى الجزيرة العربية نتيجة دعوة الشيخ محمد عبد الوهاب . ففلسطين التى كان يحميها هو الجيش العثمانى فعلا فكانت هى الموطن الذى استقطع من ميراث الدولة العثمانية *15*

– ثم انظر إلي هذه المفارقة الأعجب وهي كونهم ايضا قد يتعاونون مع جماعات إسلامية ويمكنوها في بلاد الاسلام هلعا من منهج أهل السنة كما سيأتي معنا إن شاء الله تعالي :

3 – شئ من خصائص الدين وسمات أهله التي عرفها الغرب فزاد من هلعهم .
أ – طبيعة البيئة للغرب وللعرب
يقول الله تعالي {لَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ كِتَاباً فِيهِ ذِكْرُكُمْ أَفَلَا تَعْقِلُونَ }الأنبياء10 أي فيه شرفكم
وقال تعالي كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَوْ آَمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ (( آل عمران 110 فالله الذي أخرجها خير أمه بهذا الشرط الأمر
بالمعروف والنهي عن المنكر فيلزم من فقد الشرط فقد الخيرية ووجود الذلة .
* وآية ذلك العرب مع الاسلام فقد قال عمر رضي الله عنه ( أنا كنا أذل قوم فأعزنا
الله بهذا الدين فمهما نبتغي العزة بغيره أذلنا الله سبحانه وتعالي ) فالمنطقة التي كان
يسكنها العرب منطقة متخلفة جاهلة في ذيل الأمم كسولة .. إلي أخر ما شئت من
الصفات . فلا يقوي علي رفع تأثير البيئة إلا العقيدة فإذا زالت العقيدة رجع تأثير
البيئة من جديد ، وهذا هو الوضع الذي نعيشه الآن فالوضع الذي نعيشه الآن أننا في
مؤخرة الأمم ، حتى أن هتلر وضع العرب قبل اليهود واعتبر اليهود أخس الأمم لكن
قبلهم مباشرة وضع العرب ونحن لا نقول : إننا معشر العرب أخس الأمم الأخرى
بمعنى أن لاخير فينا فالحمد لله نحن مسلمون ولكن إقتضت حكمة الله سبحانه
وتعالى أنه كما أنعم علينا بنعمة الإسلام ولم يجعل لنا سببا إلي العز والنصر والتمكين
إلا هذا الدين وهذا القرآن فإذا كفرنا بنعمة الله فمن عدله سبحانه وتعالي أن
يعاقبنا ويسلط علينا أخس الأمم، وأن نعود من جديد إلي تأثير البيئة فهذه البيئة هذه
طبيعتها ، بخلاف البيئات الباردة ، حيث طبيعة الناس أنه إذا لم يحصل نوع من
النشاط والحركة الجدية في الحياة فإن الثلوج تدهمهم ، أعني أن طبيعة الحياة
وطبيعة البيئة في البلاد الأخرى تجعل الناس في حالة يقظة ونهضة وتقدم مستمر ،
أما نحن إذا تركنا الإسلام فإننا سوف نرجع للوضع الذي كنا عليه من قبل ولا يزول
عنا الذل إلا بالإسلام ، وهذه الحقيقة الآن يعرفها الكفار أنفسهم قبل المسلمين ،
ولذلك هم حريصون دائماً علي فصلنا عن الإسلام وإلهائنا بعقائد غربية جاءت
بإفساد الأخلاق وبإثارة الشبهات ويحاولون إشغالنا بكل ما يلهينا من هذه العقيدة ،
لأنهم يعلمون جيدا أن المسلمين إذا رجعوا إلي عقيدتهم سيكونون أقوى قوة علي ظهر
الأرض ، لأن الذي نحن فيه من التخلف ليس ناشئا عن تخلف عقلي ولله الحمد
فالمسلمون عندهم كل الطاقات حتى الطاقات النووية . فهناك قدرات تمتلكها الشعوب
الإسلامية ويكفي فقط الجمهوريات التى استقلت عن الاتحاد السوفيتي فأغلبها عندها
الطاقة النووية أو القوة النووية والموارد الطبيعية والعدد البشرى الهائل فالأمة
الإسلامية وجميع الدول الإسلامية إذا توحدت فإن أمريكا بجوارها ستكون صفراً
ولا أقول صفراً بالضبط ولكن قطعاً سيكونون أقوى من أمريكا .* 16
*
– لذلك فإنك تجد المواطن الغربي قد يشرب الخمر ويزني ومع ذلك ناجح في عمله
ولا نجد أن المسلم يشرب الخمر ويزني ويكون ناجح في عمله . *17*

– وسمعت الشيخ عبد المجيد الزنداني ينقل عن الشيخ محمد الغزالي أثناء حضوره
خطبة جمعة له سمعه يضرب مثلاً للمسلم في تقليده للكافر أي الأمة المسلمة عموماً
في تقليدها لأهل الكفر فقال إن مثل الغرب كحمار يحمل ملحا فقال إذا نزلت البحر
خف حملي فنزل البحر ففعلاً خف حمله ومثل المسلمين كحمار يحمل اسفنجا فقال
انه كذلك إذا قلد الغرب ونزل البحر سيخف حمله فنزل البحر ولكن زاد حمله ،
والكفار يعلمون هذا فانهم يستخدمون علماً أسمه علم نفس الشعوب ويحتاج
لدراسات عميقة طويلة المدى فيعلمون طبيعة الشعوب ويدرسون رد الفعل عن
مجتمع أو منطقة ما .* 18 *وقال الشيخ ياسر برهامى أنه فى بدايات سقوط دزلة الأندلس وجدوا قصورا جديدة مرسوم على حيطانها رسوم ذات أرواح وهى موجودة الى الآن بينما القصور القديمة خالية من تلك الرسومات التى حرمها الشرع

– ويقول مورو بيرجر في كتابه *العالم العربى المعاصر* ، أن الخوف من العرب
واهتمامنا بالأمة العربية ليس ناتجا عن وجود البترول بغزارة عند العرب بل
بسبب الإسلام يجب محاربة الاسلام للحيلولة دون وحدة العرب ، التي تؤدي إلي قوة العرب لأن قوة
العرب تتصاحب دائماً مع قوة الإسلام وعزته وانتشاره إن الإسلام يفزعنا عندما
نراه ينتشر بيسر في القارة الإفريقية . *19*

– وقال الشيخ محمد رشيد رضا ( اتفق علماء الاجتماع والسياسة والمؤرخون من
الأمم المختلفة علي أن العرب ما نهضوا نهضتهم الأخيرة بالمدنية والعمران إلا
بتأثير الإسلام في جمع كلمتهم ، وإصلاح شئونهم النفسية والعملية ولكن اضطرب
كثير من الناس في سبب ضعف المسلمين بعد قوتهم وذهاب ملكهم وحضارتهم
فنسب بعضهم كل ذلك إلي دينهم ومن يتكلم في ذلك علي بصيرة يثبت أن الدين الذي
كان سبب العلاج والاصلاح لا يمكن أن يكون سبب الفساد والاحتلال لأن العلة
الواحدة لا يصدر عنها معلولات متناقضة فإذا كان لدين المسلمين تأثير في سوء
حال خلفهم فلا بد أن يكون ذلك من جهة غير الجهة التي صلحت بها حال سلفهم
وما هي إلا البدع والمحدثات التي فرقت جماعتهم وزحزحتهم عن الصراط
المستقيم ) .* 20*

– فإن الفتح الإسلامي هداية لا استعمار فما فعله المسلمون الفاتحون في البلاد
مسجل في التاريخ وكذلك ما فعله المستعمرون الهمجيون الكفارمسجل فى التاريخ و مسجلة جرائمهم
الفاضحة التي لا تصدق بأنها من أفعال إنسان وإن كان من أفجرأهل الأرض وهذه
هي طبيعة حضارتهم ( أن تركيبة الحضارة الغربية تقوم علي النهب والقهر
والعنصرية ورخاء ورفاهية أهل الحضارة جاء من نهب ثروات الشعوب الأخرى
واسترقاق أهلها )* 21*

– ولذلك فهم يعلمون جيداً كما صرح به قادتهم ومفكريهم بأنه لا تقوم للغرب
حضارة إلا بسبب انحطاط المسلمين وإن كان لبيئتهم مقومات حضارية أخري
لكنهم لا يستطيعون بناء حضارة علي تلك المقومات إلا إذا انحط المسلمين يقول أبو
الحسن الندوي (إن الحضارة الغربية أشرفت علي الإنهيار وآذنت بالأقول والزوال
إنها لا تعيش ولا تواصل سيرها بمجرد قوتها الذاتية وجدارتها للحياة والبقاء بل
لأنها ليست في هذا المجال من تعاسة الحظ ، حضارةتحل محلها وتسد فراغها ، ان
جميع الحضارات المعاصرة والقيادات الحديثة اليوم لا تعد ونوعين ، إما هي مقلدة
جامدة وصورة شاحبة للحضارة الغربية وإما هي ضعيفة وهزيلة ، مريضة سفيهة
منسحبة منهزمة لا تستطيع أن تواجه هذه الحضارة أو تقف معها جنباً إلي جنب
فإذا قامت هذه الدولة الإسلامية والعالم الإسلامي بصورة عامة لسد هذا الفراغ
الذي سيحدث بعد نهاية هذه الحضارة وانسحابها من مسرح القيادة رُد إليه منصب
قيادة الجنس البشري وتوجيه الشعوب المعاصرة مرة ثانية ، المنصب الذي لا
يُفوض إلا إلي أمة فتية قوية أبية تحمل كل عناصر البقاء والاستمرار والتقدم
والازدهار ) .* 22*

– وقال الشيخ محمد الغزالي ( وأريد أن أحذر المسلمين من منتسبين إلي العلم لا
قدم لهم فيه فلافرويد أو دور كايم من العلماء إنهم مفكرون مرضي ضلوا السبيل
، وليس ماركس واتباعه علماء ، أنهم كهان جدد ، استبدت بهم علل نفسية وما
كانوا يستطيعون السير لولا الفراغ الذي اتيح لهم من قصور المتدينين وتفريطهم في جنب
الله . )* 23*

- ب – طبيعة الأمة الإسلامية وهي أنها لا تموت لكن قد تنام ثم تفيق إفاقة مرحلية
سريعة وأحياناُ تقفز قفزة واحدة وتفيق كالمارد .
والأدلة علي ذلك كثيرة وسأضرب مثلاً من تاريخ هجوم التتار علي بلاد المسلمين
والذي لم يتمكن مؤلفو تاريخ العهد المتوسط الصادر من جامعة كيمبردج من
تصوير هول الحادث والتعبير عنه سوى أن قالوا أن السماء وقعت علي الأرض
فدمرت كل ما فيها .* 24*
– ( ولكن هل تعلمون ماذا وقع ؟ لقد اضطر آرنولد إلي الاعتراف بالواقع يقول :
ولكن الإسلام فاجأ العالم ونهض من تحت أنقاض عظمته الأولي ، وأطلال مجده
التالد واستطاع بواسطة دعاته أن يجذب أولئك الفاتحين الوحوش الذين نثروا
عليهم كنانة ظلمهم فأسلموا ) . *25*

– وقال الشيخ أبو الحسن النبوي ( أن التاريخ كله يزخر بقصص إسلام الناس أفراد
وجماعات ودخول المدن بأسرها في الإسلام ولكن أمثلة اسلام الناس كأمه لا
تتجاوز ثلاثة أو أربعة أمثلة فيما أعلم فإن الغرب أسلموا كأمة والأفغان أسلموا كأمة
.... وكذلك الأتراك والتتار لم يسلموا كأفراد إنما دخلوا في دين الإسلام كأمة مائة
في المائة إنه لغز من ألغاز التاريخ وقد واجهته أنا شخصياً كذلك ، وهو أن يتم
هذا الواقع الذي غير مجرى التاريخ وخلف تأثيراً عميقاً علي مستقبل العالم كله –
أعني به إسلام التتار كأمة ثم لا نجد في التاريخ أسماء أشخاص يرجع اليهم
الفضل في إسلام هذه الأمة العظيمة ؟ ما السر في ذلك ) .* 26*

– يقول آرنولد صاحب كتاب الدعوة إلي الإسلام ( لم يكن هناك شئ أبعد من القياس
وأبعد من المعقول من قول أن التتار في زمن قريب يقبلون الإسلام كدين يدخلون
في الإسلام ولو تكهن أحد بدين جديد يدين به التتار لكانت المسيحية لأن سيدات
المسيحيات كانت في بيوت الحكام التتار أبناء الملوك والأمراء فإذا اختاروا لهم
ديناً جديداً فكانت كل القرائن تدل علي أنهم كانوا يختارون النصرانية ) أخضعوا المسلمين وخضعوا للإسلام.* 27*

– وإذا كان هو الوضع في الحروب القديمة فقد فهمت من كلام اثنين من المفكرين أنه
ثم ميزات في حروب العصر الحديث لصالح المسلمين لم تكن موجودة من ذي قبل
أولهما الأستاذ عباس العقاد وقال ( إلا أن الاستعمار في هذا العصر يقترن به الترياق علي الرغم منه ، وأوله ترياق النزاع بين المستعمرين ) . *28*
– وكذلك قال الأستاذ محمد غلاب في الحملات الصليبية حملة نابليون .* 29*

29 - وأكيد أن أهم الأسباب المؤدية لهذه الحقيقة هي قوة الإيمان عند الناس كالجمرة الملتهبة وإن لم يخرج عنها ثمرة مرئية للرائي في وقت ما لكن البذرة موجودة
30 تنتظر الوقت المقدر لها لتخرج ثمرتها كشجرة الخيزران الصينية تزرع بعد تجهيز الأرض جيداً وأثناء السنوات الأربع الأولي يكون كل النمو الذي تحققه موجود تحت الأرض والشئ الوحيد المرئي منها طوال تلك المدة هو كسرة صغيرة تخرج منها نبتة صغيرة ، وفي السنة الخامسة تنمو هذه الشجرة ثمانين قدما دفعة واحدة ومن الأمثلة المعاصرة هي الصحوة الإسلامية المعاصرة بعد أن استعجب أحد الغربيين بكون المسلمين مازالوا يعرفون المسجد رغم ما فعل بهم من تغريب وتشويه لشخصيتهم يقول مرماديوك باكتول ( أن المسلمين يمكنهم أن ينشروا حضارتهم في العالم الآن بنفس السرعة التي نشروها بها سابقاً بشرط أن يرجعوا إلي الأخلاق التي كانوا عليها حين قاموا بدورهم الأول ، لأن هذا العالم الخاوي لا يستطيع الصمود أمام روح حضارتهم ) .* 29 *

31 – ويقول جب *ان الحركات الإسلامية تتطور عادة بصورة مذهلة تدعوا إلي الدهشة ،

32 فهي تنفجر إنفجاراً مفاجئاً قبل أن يتبين المراقبون من أماراتها ما يدعوهم إلي الاسترابة في أمرها ، فالحركات الإسلامية لا ينقصها إلا وجود الزعامة , لا ينقصها إلا ظهور صلاح الدين جديد .* 30*
33


- جـ-يسر تجع المسلمين علي قلب رجل واحد* لله) تحت ظلال العقيدة .
نقلت لكم قول بول أسميدث وهو ينذر أوروبا بالفناء للمقومات المتاحة
للمسلمين ومن بينها يسر الأرتباط بينهم علي الإيمان وأوربا دائماً عنصرية وإن
استطاعت في وقت ما الانفكاك من أحد أفراد العنصرية فلن تستطيع الانفكاك من
الباقي لأنهم يتواصلون مع بعضهم البعض في عالم التناقض لا عالم الانسجام . *31* وقال الأستاذ سيد قطب * وما دام أن إبراهيم - عليه السلام - كان حنيفاً مسلماً وما كان من المشركين ، فليس لأي من اليهود أو النصارى - أو المشركين أيضاً - أن يدعي وراثته ، ولا الولاية على دينه ، وهم بعيدون عن عقيدته . والعقيدة هي الوشيجة الأولى التي يتلاقى عليها الناس في الإسلام . حين لا يلتقون على نسب ولا أرومة ولا جنس ولا أرض ، إذا أنبتت تلك الوشيجة التي يتجمع عليها أهل الإيمان . فالإنسان في نظر الإسلام إنسان بروحه . بالنفخة التي جعلت منه إنساناً . ومن ثم فهو يتلاقى على العقيدة أخص خصائص الروح فيه . ولا يلتقي على مثل ما تلتقي عليه البهائم من الأرض والجنس والكلأ والمرعى والحد والسياج! والولاية بين فرد وفرد ، وبين مجموعة ومجموعة ، وبين جيل من الناس وجيل ، لا ترتكن إلى وشيجة أخرى سوى وشيجة العقيدة . يتلاقى فيها المؤمن والمؤمن . والجماعة المسلمة والجماعة المسلمة . والجيل المسلم والأجيال المسلمة من وراء حدود الزمان والمكان ، ومن وراء فواصل الدم والنسب ، والقوم والجنس؛ ويتجمعون أولياء - بالعقيدة وحدها - والله من ورائهم ولي الجميع :
{ إن أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه ، وهذا النبي ، والذين آمنوا . والله ولي المؤمنين } . .
فالذين اتبعوا إبراهيم - في حياته - وساروا على منهجه ، واحتكموا إلى سنته هم أولياؤه . ثم هذا النبي الذي يلتقي معه في الإسلام بشهادة الله أصدق الشاهدين . ثم الذين آمنوا بهذا النبي - صلى الله عليه وسلم - فالتقوا مع إبراهيم - عليه السلام - في المنهج والطريق .
{ والله ولي المؤمنين } . .
فهم حزبه الذين ينتمون إليه ، ويستظلون برايته ، ويتولونه ولا يتولون أحداً غيره . وهم أسرة واحدة . وأمة واحدة . من وراء الأجيال والقرون ، ومن وراء المكان والأوطان؛ ومن وراء القوميات والأجناس ، ومن وراء الأرومات والبيوت!
وهذه الصورة هي أرقى صورة للتجمع الإنساني تليق بالكائن الإنساني . وتميزه من القطيع! كما أنها هي الصورة الوحيدة التي تسمح بالتجمع بلا قيود . لأن القيد الواحد فيها اختياري يمكن لكل من يشاء أن يفكه عن نفسه بإرادته الذاتية . فهو عقيدة يختارها بنفسه فينتهي الأمر . . على حين لا يملك الفرد أن يغير جنسه - إن كانت رابطة التجمع هي الجنس - ولا يملك أن يغير قومه - إن كانت رابطة التجمع هي القوم - ولا يملك أن يغير لونه - إن كانت رابطة التجمع هي اللون - ولا يملك بيسر أن يغير لغته إن كانت رابطة التجمع هي اللغة - ولا يملك بيسر أن يغير طبقته - إن كانت رابطة التجمع هي الطبقة - بل قد لا يستطيع أن يغيرها أصلا إن كانت الطبقات وراثة كما في الهند مثلاً . ومن ثم تبقى الحواجز قائمة أبداً دون التجمع الإنساني ، ما لم ترد إلى رابطة الفكرة والعقيدة والتصور . الأمر المتروك للاقتناع الفردي ، والذي يملك الفرد بذاته ، بدون تغيير أصله أو لونه أو لغته أو طبقته أن يختاره ، وأن ينضم إلى الصف على أساسه .
وذلك فوق ما فيه من تكريم للإنسان ، بجعل رابطة تجمعه مسألة تتعلق بأكرم عناصره ، المميزة له من القطيع!
والبشرية إما أن تعيش - كما يريدها الإسلام - أناسيّ تتجمع على زاد الروح وسمة القلب وعلامة الشعور . . وإما أن تعيش قطعاناً خلف سياج الحدود الأرضية ، أو حدود الجنس واللون . . وكلها حدود مما يقام للماشية في المرعى كي لا يختلط قطيع بقطيع!!! **** وقال أيضا *** بعد أن كانت قلوبهم شتى ، وعداواتهم جاهرة وبأسهم بينهم شديداً . سواء كان المقصود هم الأوس والخزرج - وهم الأنصار - فقد كان بينهم في الجاهلية من الثارات والدماء والمنازعات ما يستحيل معه الالتئام فضلاً على هذا الإخاء الذي لم تعرف له الأرض نظيراً ولا شبيهاً . . أو كان المقصود هم المهاجرون ، وهم كانوا كالأنصار في الجاهلية . . أو كان الجميع مقصودين ، فقد كانت هذه هي حالة عرب الجزيرة جميعاً!
ولقد وقعت المعجزة التي لا يقدر عليها إلا الله؛ والتي لا تصنعها إلا هذه العقيدة؛ فاستحالت هذه القلوب النافرة ، وهذه الطباع الشموس ، إلى هذه الكتلة المتراصة المتآخية الذلول بعضها لبعض ، المحب بعضها لبعض ، المتآلف بعضها مع بعض ، بهذا المستوى الذي لم يعرفه التاريخ؛ والذي تتمثل فيه حياة الجنة وسمتها البارزة - أو يمهد لحياة الجنة وسمتها البارزة - : { ونزعنا ما في قلوبهم من غل إخواناً على سرر متقابلين } إن هذه العقيدة عجيبة فعلاً . إنها حين تخالط القلوب ، تستحيل إلى مزاج من الحب والألفة ومودات القلوب ، التي تلين جاسيها ، وترقق حواشيها ، وتندي جفافها ، وتربط بينها برباط وثيق عميق رفيق ، فإذا نظرة العين ، ولمسة اليد ، ونطق الجارحة ، وخفقة القلب ، ترانيم من التعارف والتعاطف ، والولاء والتناصر ، والسماحة والهوادة ، لا يعرف سرها إلا من ألف بين هذه القلوب؛ ولا تعرف مذاقها إلا هذه القلوب!
وهذه العقيدة تهتف للبشرية بنداء الحب في الله؛ وتوقع على أوتارها ألحان الخلوص له والالتقاء عليه ، فإذا استجابت وقعت تلك المعجزة التي لا يدري سرها إلا الله ، ولا يقدر عليها إلا الله .






– ومن أعجب ما قرأت في ذلك ما قاله الدكتور راغب السرجاني ( أما عن علاقة
الحب والإخاء التي كان يكنها المودودي لقطب رغم بعد المسافة بينهما ، فيحكي
خليل الحامدي قائلاً وغداة تنفيذ حكم الإعدام بالشهيد سيد قطب دخلنا علي
المودودي في غرفته وكانت الصحافة الباكستانية قد أبرزت الخبر علي صفحتها
الأولي إلا أنه لم يكن قد قرأه فسبقنا المودودي وقص علينا كيف أنه أحس فجأة
باختناق شديد ، ولم يدرك لذلك سببا فلما عرف وقت إعدام الشهيد سيد قطب من
الصحف قال أدركت أن لحظة اختناقي هي نفس اللحظة التي شنق فيها سيد قطب *32*


– د – وجدان الغرب وذاكرته الملنا بالرعب في الإسلام وأهله .
قوة المسلمين في غزوهم البلاد بالسيف
أنا لن أنقل سيرة الحروب أيام عز الإسلام لكن سأروي من تاريخ الدولة العثمانية والتي كان يسميها المؤلفون والسياسيين الأوروبيين يسمونها ( بالرجل المريض Sick Man) *33*
– وهذه الدولة يُضرب بها المثل في مراحل الخلافة الإسلامية بأنها أضعف هذه
المراحل حتي أن العلمانيين يحاولون بتر هذه المرحلة من الخلافة الإسلامية
ويزيفون التاريخ ويسمونها الاستعمار العثماني . ويقول الشيخ أبو الحسن النبوي
( هذا مثل العالم الإسلامي إذا قست العالم الإسلامي بمقياس الحقيقة بمقياس
الروح الإسلامي بمقياس القوة الإيمانية القوة الحربية الحقيقية ففي الحقيقة كان
العالم الإسلامي قد تخلف فيه تخلفاً كثيراً وفقد الشئ الكثير مما كان يملكه من
القوة ) .* 34*

– ومع كل ذلك انظر ما قاله الشيخ محمد اسماعيل المقدم ( كنت ذكرت لكم من قبل
أنه فيه نوع من الفطائر أسمه ( كرواسون ) ووللأسف حتي الآن معناها الهلال
هذه الفطيرة واحد بلجيكي صممها بعد إنهزام أوانسحاب بتعبير أدق الجيوش
العثمانية من النمسا لما انسحبوا وهم قال انهزموا فصنعوا هذه الفطيرة علي أنها
الهلال وأن نحن بنأكل الهلال ونلتهم الدولة العثمانية ونلتهم دولة الإسلام
فموضوع حتي هذه الفطيرة الذي يتعاطاها كثير جداً من الناس هنا هي عبارة عن
رمز لهزيمة المسلمين في نظر الكفار . حاجات كثيرة نحن بنعملها ولا نحس بها
يعني مثل تقول ( كلمة غير مفهومه ) رأس الرجاء الصالح ما هو الرجاء
الصالح الذي اكتشف في رحلة دي جاما في جنوب افريقيا وكان كله بحث عن
طريق لتطويق الدول الإسلامية طريق أخرى لمحاصرة المسلمين من الخلف
لذلك سموه رأس الرجاء الصالح يعني أنهم يستطيعون أن يكتشفوا هذا الطريق
الذي من خلاله يستطيعون أن يدوروا من الجهة الأخري لضرب المسلمين
والشاهد أن كثير من الأشياء نجهلها ولا نلقي بها بالاً وكلها كانت تحوم حول
معاداة الإسلام وإذلال المسلمين ، وقال أيضاً ( يعني وصل من الدولة العثمانية
التي كان يضرب بها المثل في مراحل الخلافة الاسلامية أنها أضعف هذه
الخلافات ومع ذلك نجد هذه الدولة التي يسخر منها أعداء الإسلام يسمونها
الاستعمار العثماني لما كان المندوب العثماني ينزل للتفاوض في عاصمة من
عواصم الدول الأوروبية كانوا يتوقفون عن دق أجراس الكنائس احتراماً له
خشية أن يغضب فيدخل المسلمون يفتحون هذه البلد يعنى احتراماً له وشفقة .
يعنى حتى أوروبا كما حكيت لكم مرارا ) كانت أوروبا كلها ستدخل في الإسلام
لولا شؤم الشيعة قبحهم الله يعني في الماضي زرت فينا والنمسا موضوع الإسلام
شاملهم حتي حيث ما تمشي هناك نري شئ يتعلق بالإسلام مثال علم النمسا له
علاقة بالإسلام علم النمسا عبارة عن خط أبيض في الوسط وخط آحمر من فوقه
ومن تحته لماذا ؟ لأن هذه ذكري لمعركة حصلت في شارع هناك مازال حتي الآن
أسمه (طابور سراط) من الطريف يعني شارع الطابور أن فيه نهر في فيينا
يقسم فيينا نصفين فعلي إحدى الضفتين وصلت جيوش المسلمين لهذه الضفة
فكانت جيوش الكفار النمساويين واقفة علي الضفة الأخرى وهذه المعركة
مصورينها علي الجدران في الشوارع مرسوم علي يمين الكفار يرفعون الصليب
وعلي اليسار المسلمين باللحى والهلال ويقاتلونهم وواضح ففي هذا القتال اشتد
القتال جداً حتى أن واحد من القساوسة قبره هناك معروف في كنيسة هناك يعني
أبلى بلاء قبيحاً في محاربة المسلمين كان مجتهداً جداً في النكاية بجنود المسلمين
في هذا القتال فالمسلمين أثخنوه جراحه حتي أنه كان يلبس ملابس بيضاء
ومتحزم في الوسط بحزام أحمر مربوط بشدة علي وسطه فصار كالنصب الأ
حمر كأنه تمثال مدهون بوية حمراء من كثرة الدماء التي خرجت من جسده فكل
جسده تلون باللون الأحمر وكل هذا الثوب الأبيض أخذ اللون الأحمر فلما أهلكه
الله تعالي وأخزاه وقتل رفعوا الحزام من على وسطه فوجدوا ان المسافة مكان الحزام لونها أبيض هذا الحزام إشارة إلي هذا الرجل الذي أبلي
البلاء القبيح هناك في تركيا والمسلمون فيها ما هُزموا فكانت لو فتحت فيينا كانت
معظم أوروبا ستدخل الإسلام تحت الدولة الإسلامية لكن الذي حصل أن الشيعة
كانوا دائما كل ما العثمانيين يذهبوا ليفتحوا أوروبا يطعنهم في ظهورهم الشيعة
ويحتلون دار الخلافة فيضطر الخليفة أنه يعود لمطاردتهم . *37*

– وهذه هي الدولة التي سقطت عام 1924 م علي يد مصطفي أتاتورك ولم يكن
أتاتورك أكثر من القشة التي قصمت ظهر البعير فقط لا أكثر . ويسمون أتا تورك
في أمريكا رجل القرن العشرين أوالرجل الحديدي أو نحو هذا . * 38*

36 – وإلي الآن هم يهلعون : قال الشيخ المقدم* والواقع الذي يعيشه الآن المسلمون بعدما وضعت راية الجهاد واقع مؤلم؛ ذاقوا فيه الذل والصغار على يد أحقر خلق الله سبحانه وتعالى، فلماذا يخاف أعداء هذه الأمة من يقظة روح الجهاد في المسلمين؟ وأتذكر واقعة حصلت في بداية حرب أفغانستان، وطبعاً الأوضاع كانت مختلفة تماماً عما نحن عليه الآن، فالسعودية كانت متحمسة جداً، كما كان الحال هنا أيضاً في مصر لجهاد الأفغان ضد الروس، ثم عقد مؤتمر لمناصرة أفغانستان في السعودية، وكان الملك فهد ولي العهد في أيام الملك خالد رحمه الله، فالمهم أن فهداً ارتفعت حرارته قليلاً، فتحمس في المؤتمر، وأعلن الجهاد، فقامت الدنيا كلها ولم تقعد، وحصلت ضغوط شديدة بصورة لم تكن متوقعة، ونحن نعرف عندنا أن هؤلاء عندما يعلنون الجهاد في مثل هذه المؤتمرات لن يكون هناك أي شيء، ومع ذلك ارتعدت جميع الدول الكافرة، فاضطر إلى أن يصدر تصريحاً آخر بعد ذلك، ويعلن أنه إنما كان يقصد جهاد النفس، وهذا يدل على الضعف والخور الذي نحن فيه، وأننا لا نستطيع حتى أن نقول: جهاد، وأصبح الحال كما يقول الشاعر: زعم الفرزدق أن سيقتل مربعاً أبشر بطول سلامة يا مربع ! هذا هو حال جهادنا الآن، ومع ذلك ما تحملوا حتى مجرد هذه الإشارة الخفيفة؛ لأنهم فقهوا مكامن القوة في الإسلام أكثر مما يفقهها كثير منا، وعرفوا أن هذا فقط هو الذي يعيد للمسلمين عزهم، أما إذا تركوا الجهاد فلابد أن يلزمهم الذل والصغار، كما أخبر بذلك الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم، فصحح كلامه تحت الضغط مع أنه كلام في الهواء. ونقول: فلماذا تعلن عن الجهاد؟! فإن جهاد النفس معلن منذ زمان عند الصوفية وعند غيرهم، والله المستعان! فالشاهد: أننا ونحن نتعامل مباشرة مع الوحي الإلهي نحس بهذه الروح، وفعلاً حُقَّ لأعداء الإسلام أن يخافوا من القرآن، وحُقَّ لهم أن يخافوا من بعث روح الجهاد في المسلمين، ومهما راحوا أو جاءوا فلن يرفع شأن المسلمين إلا الجهاد في سبيل الله سبحانه وتعالى، لا في سبيل أرض، ولا وطن، ولا مبادئ مفسدة، كما بين الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم أن القتال سيعود مع اليهود في آخر الزمان، وأن الحجر سينطق، كما قال عليه الصلاة والسلام: (لتقاتلن اليهود، حتى إن اليهودي يختبئ وراء الحجر أو الشجر، فيقول الحجر والشجر: يا مسلم! يا عبد الله! هذا يهودي خلفي تعال فاقتله، إلا الغرقد؛ فإنه من شجر اليهود). فلا يصفه ولا يقول له إلا: يا مسلم! يا عبد الله! قال عز وجل: فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ [الإسراء:5]، وبخلاف هذا لن نذوق إلا الذل والصغار والهوان أكثر مما نحن عليه الآن، والله المستعان.* 39* وفى في أول الشهر الحادي عشر من عام 1974 ذكرت إذاعة لندن مساء زيارة وزير خارجية فرنسا سوفانيارك لاسرائيل . واجتماعه بقياداتها ، بعد أن اجتمع في بيروت برئيس منظمة التحرير الفلسطينية. ما جرى في آخر اجتماع عقد بين القادة الاسرائيليين وسوفانيارك ، وانتقاداتهم للسياسة الفرنسية لأنها تقف إلى جانب العرب ضد اسرائيل ، وتؤيد الفلسطينيين ، وهاجموا سوفانيارك شخصيا لأنه اجتمع بياسر عرفات . عندها غضب وزير الخارجية الفرنسية وصرخ في وجوههم : إما أن تعترفوا بمنظمة التحرير ، أو أن يعلن العرب كلهم عليكم الجهاد ..
والعجب أن اذاعة لندن لم تعد إلى اذاعة هذا الخبر مرة أخرى ، كما أن جميع اذاعات العرب لم تذكره .
ففرنسا حين تتحرك إلى جانب العرب لا تتحرك إلا خوفاً من أن يثير عداء العالم الغربي للعرب روح الجهاد في المسلمين ، فيعلنوه ويشنوا حربا على الحضارة الغربية تؤدي إلى دمار الغرب ويقظة المسلمين وهذا وحده كاف أن يدفع فرنسا إلى مهادنتهم ودعوة الآخرين لمهادنتهم !!! 36* *
قوة المسلمين في غزو القلوب بالخلق
الحسن والعدل والإحسان .يعلم الغرب ذلك بدلالة استقراء التاريخ كيف كانت معاملة المسلمين مع بعضهم ومع أهل البلاد التي فتحوها بالسيف أو التي فتحوها بمجرد الدعوة دون السيف من حيث الجانب العلمي التطبيقي فكانوا يدعون أهل تلك البلاد بالعمل قبل أن يشرحوا لهم تعاليم الدين الإسلامي : يقول الدكتور عبد الحليم عويس ( حيث انتشر الإسلام بالدعاة بالقول والفعل دون أن تكون هناك جيوش أو معارك ، فبهذه الدعوة السلمية التي لا جيوش معها دخل ثلث المسلمين في الإسلام بعد أن عرفوه عن طريق التاجر الصادق الأمين وعن طريق المحتسب البائع نفسه لله والملتزم بالأخلاق الإسلامية وبالتعايش السمح الكريم مع غير المسلمين ) وقال ( أنظر إلي خريطة الهجرة التي أعقبت الفتوحات أو تزامنت معها , أنظر إلي نماذج من الصحابة والتابعين الذين دخلوا إلي كل مصر من الأمصار لاعمل لهم إلا ( الدعوة إلي الإسلام ) فإذا تاجروا فهم دعاة ، وإذا صاهروا فهم دعاة ، وإذا جاوروا الناس عاملوهم بالحسني فهم دعاة ، وإذا وقفوا مع الفقراء والضعفاء والجهلاء فهم دعاة . ولم يسمع قط في هجرتهم عن شئ بعيد أو قريب مما فعله الأوروبيين عندما دخلوا إلي أمريكا . فساحوا في هذه القارة يصطادون الهنود الحمر كما يصطادون الطيور والغزلان والدواب ، فقد ورد في تقرير من تقارير شركة فرجينيا أورده جاك بيتي في كتابه ( العملاق ) هذا النص العميق الدلالة علي سياسة المهاجرين إلي أمريكا مع الهنود الحمر أصحاب البلاد الأصليين . يقول النص : إن الخلاص من الهنود الحمر أرخص بكثير من أي محاولة لتمدينهم ، فهم همج برارة ، عراة ، متفرقون ، جماعات في مواطن مختلفة ، وهذا يجعل تمدينهم صعباً لكن النصر عليهم سهل ، وإذا كانت محاولة تمدينهم سوف تأخذ وقتاً طويلاً ، فإن إبادتهم مختصرة ، وسائلنا إلي النصر عليهم كثيرة – بالقوة وبالمفاجأة وبالتجويع وحرق المحاصيل وتدمير القوارب والبيوت وبتمزيق شباك الصيد ، وفي المرحلة الأخيرة المطاردة بالجياد السريعة والكلاب المدربة إلي تخيفهم لأنها تنهش جسدهم العاري ، ويعلق المفكر الدكتور باسم خفاجي علي هذا النص الذي اقتبسه من ( جاك بيتي ) بما يزيد سياسة المهاجرين الأوروبيين إلي أمريكا وضوحاً ، بقوله في عام 1870 م خلال المشروع الأمريكي للهيمنة علي القارة عبر حرب الإبادة والاستيطان الضاربة ، كانت فروة رأس الهندي الأحمر المسلوخة تباع في مدينة ( دنفر) الأمريكية بعشرة دولارات وفي مدينة ( سنترال سيتي ) وصل سعرها إلي خمسة وعشرون دولاراً وفي مدينة ( ديدورد ) وصل إلي مائتي دولار ، وكان المستوطنون يفاخرون بغنائمهم من الرؤوس البشرية ( انظر الدكتور باسم خفاجي الشخصية الأمريكية ص 86 ، 87 نشر المركز الغربي للدراسات الإنسانية مصر) وعلي الضد تماما من هذه الصورة اللاإنساينة للهجرة الأوروبية الإستيطانية إلي أمريكا ... تأتي صورة هجرة المسلمين إلي المدينة ( يثرب ) وإلي كل بلاد العالم التي فتحوها واستوطنوا فيها ... لقد عامل المسلمون الوافدون أبناء البلاد التي فتحوها بقاعدة ( الإخوة الإسلامية ) لمن أسلم وقاعدة ( لهم ما لنا وعليهم ما علينا ) لمن بقي علي دينه .. وقد جاهد المسلمون الوافدون في تعليم أبناء البلاد وتحضيرهم وإشراكهم في الوظائف الصغيرة والكبيرة لدرجة أن بعض الذين لم يسلموا كانوا ينفردون ببعض الحرف كالطب والصيدلة والشؤون المالية والتنظيمية .. ولقد علموا أبناء البلاد المفتوحة كيف ينظمون علاقتهم بالله وبالناس ... وكيف يحتكمون للقضاء العادل . وفي ظل ( المقاصد الشرعية ) الكفيلة بتحقيق الأمن والحماية والكفاية لكل الناس . انهما صورتان متناقضتان للهجرة . ومحاولة المقارنة بينهما تنتهي إلي نتيجة واحدة إن الهجرات الأمريكية والأوروبية الاحتلالية والاستيطانية تقوم علي الإبادة الجماعية واستعمال أبشع الوسائل .. ففي أمريكا أبيد ثلاثون مليون من الهنود الحمر ، وفي الجزائر عندما قررت فرنسا إستيطانها أبادت ثمانية ملايين مسلم جزائري .. وهكذا كانت أمريكا في الفلبين ... وفي فيتنام .... وتشترك أوروبا وأمريكا والصهيونية الآن في إبادة الشعب الفلسطيني ) .***
– قوة المسلمين روحيا وان هُزموا سياسياً وعسكرياً .
يقول الدكتور محمد السيد الوكيل ( أن قوة الدعوة الإسلامية وهيمنتها في نفوس
أعدائها ليستا مستمدبن من شجاعة الدعاة وقوة بأسهم وشدة شكيمتهم واستبسالهم

أنما هي قوة السماء تبيد قوة الأرض وهيبة الحق تحطم كبرياء الباطل ، إن
الدعوة الإسلامية منذ فجرها لم تدخل هذه المقاييس المادية في حسابها ، وإلا لما
استطاعت أن تدخل معركة قط مع الكفر . ولما استطاع أهل بدر أن يخلدوا
المعجزة التي غيرت وجه التاريخ ) .****
3 – ويقول ( أن هذا الدين له من الأصالة والعمق في نفوس المؤمنين به ، ما حير
أعدائه والحاقدين عليه ، وهذه خاصية من خواص الإسلام لا توجد في غيره من
الأديان وإن لهذا الدين من المرونة وتلبية حاجات البشرية في صورها المختلفة ما جعله صالحاً لكل زمان ومكان ، وهذه خاصية من خواص الإسلام لا توجد أيضاً في غيره من الأديان ) ويقول ( نلمح أصالة هذا الدين وعمقه في نفوس أتباعه حتى السطحين منهم – الذين ورثوه وراثة ولم يدرسوه ولم يتعرفوا علي مبادئه نلمح أصالته في نفوسهم عندما توقظ فيهم معني الإيمان ، وتذكرهم بالله ، وتصل قلوبهم بفاطر السموات والأرض ، وتلمس مرونته وتلبيته لحاجات البشرية *** ويروى بن كثير أن التتري كان يقول للجال من المسلمين انتظروا هنا إلى أن أذهب أحضر سكينا لأذبحكم فيسمعون الكلام وينتظرونه حتى يأتي إليهم فيذبحهم أمام أعينهم ويعلق الشيخ الندوي قائلاً " لولا أن الثقات هم الرواة كبن كثير ما صدقنا هذا الكلام ويقول أرنولد " لم يكن هناك شيئا أبعد من القياس وأبعد من المعقول من قول أن التتار في زمن قريب يقبلون الاسلام كدين يدخلون فيه ولو تكهن أحد بدين جديد يدين به التار لكانت المسيحية لأن السيدات المسيحيات كانت في بيوت الحكام أبناء الملوك والأمراء فإذا اختاروا لهم ديناً جديدا فكانت كل القرائن تدل على أنهم كانوا يختارون النصرانية " وقال في نفس الكتاب أن المسلمين يهزمون سياسيا وعسكريا ولا يهزمون معنوياً (45) ومن النماذج في العصر الحديث(ويقول الحاكم الفرنسي في الجزائر بمناسبة مرور مائة عام على احتلالها: يجب أن نزيل القرآن العربي من وجودهم .. ونقتلع اللسان العربي من ألسنتهم، حتى ننتصر عليهم. وقد أثار هذا المعنى حادثةً طريفةً جرت في فرنسا، وهي إنها من أجل القضاء على القرآن في نفوس شباب الجزائر قامت بتجربة عملية، قامت بانتقاء عشر فتيات مسلمات جزائريات، أدخلتهن الحكومة الفرنسية في المدارس الفرنسية، وألبستهن الثياب الفرنسية، ولقنتهن الثقافة الفرنسية، وعلمتهن اللغة الفرنسية، فأصبحن كالفرنسيات تماماً.
وبعد أحد عشر عاماً من الجهود هيأت لهن حفلة تخرج رائعة دعى إليها الوزراء والمفكرون والصحفيون … ولما ابتدأت الحفلة، فوجيء الجميع بالفتيات الجزائريات يدخلن بلباسهن الإسلامي الجزائري …
فثارت ثائرة الصحف الفرنسية وتساءلت: ماذا فعلت فرنسا في الجزائر إذن بعد مرور مائة وثمانية وعشرين عاماً !!! ؟؟
أجاب لاكوست، وزير المستعمرات الفرنسى: وماذا أصنع إذا كان القرآن أقوى من فرنسا؟!!. (46) ومن أوضح الأمثلة أيضا من العدوان الصهيوني على أهل غزة سنة 2009 م فكانوا يقصفونهم بأسلحة محرمة دوليا لا يسمع عنها إلا في أفلام الخيال العلمي الأمريكية(أكد اتحاد الأطباء العرب، خلال مؤتمر صحفي عقده في مجمع الشفاء الطبي بمدينة غزة، على أن المعلومات التي حصلوا عليها من خلال رصدهم الميداني ومتابعتهم لأماكن القصف والاطلاع على حالات الإصابات وملفاتهم العلاجية وفحص مخلفات الأسلحة يثبت استخدام قوات الاحتلال الإسرائيلي للأسلحة المحرمة دولياً في حربها على القطاع.
وقال اتحاد الأطباء " أن أكثر من 600 حالة أصيبوا خلال الحرب بشظايا ميكروسكوبية ملتهبة غير مرئية أدت إلى بتر الأطراف وسقوط عدد كبيرة من الوفيات وان العديد من الحالات التي وصلت بمقارنة ما هو موجود في الكتب والمراجع العلمية الحديثة تؤكد استخدام الاحتلال الإسرائيلي "قنابل الدايم" المحرمة دوليا والتي تؤدي للوفاة كما تؤدي في بعض الحالات إلى الإصابة بمرض السرطان خلال فترة قصيرة قد لا تتجاوز 6 شهور". (47)وقال اللواء الدكتور محمد الزرقا خبير البيئة الدولية ولواء سابق متخصص في الحرب الكيماوية ......وأضاف أن من بين الأسلحة الكيماوية التي ربما تستخدم الآن في غزة ، غازات تسبب الخوف والرعب بمجرد استنشاقها ، وذكر أنه في مايو الماضي أعلنت الولايات المتحدة عن سلاح جديد عبارة عن غاز " الملل " الذي يصيب الانسان بالتخلي عن مبادئه ويوجه إلى نوعية معينة من البشر ، ويؤدي على شعور الانسان بأن الحياة ليس لها قيمة ، وأن كل ما يفعله ليس له جدوى مما قد يؤدي به إلى اليأس والانتحار (48 )( اكدت مصادر طبية فلسطينية امس انه اتضح لها بأن قوات الاحتلال الاسرائيلي استخدمت خلال عدوانها المتواصل على قطاع غزة قنابل كاتمة للصوت لقتل المدنيين الفلسطينيين وعدم لفت انظار سيارات الاسعاف والاطقم الطبية والمواطنين لهم من خلال عدم صدور اية اصوات لتلك الانفجارات.وأوضح الطبيب بكر ابو صفية، مدير مستشفى العودة في جباليا شمال قطاع غزة امس أنهم عثروا على عدد من الشهداء والجرحى بعد عدة ساعات من إصابتهم، نتيجة قصفهم بقنابل كاتمة للصوت أطلقها جيش الاحتلال صوبهم.ونقل عن شهود عيان قولهم امس انهم اكتشفوا وقوع دمار في بعض البيوت وعثروا على شهداء وجرحى، كانوا يقطنون في أماكن بعيدة عن المناطق السكنية المكتظة بطريق الصدفة، مشيرين إلى أنهم لم يسمعوا أي انفجارات صادرة عن المواقع المقصوفة.)

والقائمة طويلة ، وكل هذا بإزاء صواريخ حماس التي يشبهها البعض ببمب الأطفال ، فكيف كان حال الشعبين الفلسطيني والاسرائيلي (حسم توازن الرعب لصالح شعب غزة البطل " تقدم عشرات الآلاف من سكان سيدروت وعسقلان بطلب للسفير الكندي يرجونه تأشيرات الهجرة من اسرائيل لكندا في الوقت الذي يصر فيه أهالي غزة العودة من القاهرة إلى غزة هول المحرقة (49) وذكرت جريدة الحياة خبراً تقول فيه(ركزت "اسرائيل" تصعيدها العسكري أمس وليل أول من أمس على مدينة رفح حيث أغارت طائرات اسرائيلية من طراز "أف 16" ست مرات متتالية على الشريط الحدودي الفاصل بين القطاع والأراضي المصرية.
وجاءت الغارات بعد ساعات قليلة على تهديد سكان أحياء جنوب مدينة رفح وأمرهم، من خلال رسائل هاتفية مسجلة أرسلتها قيادة جيش الاحتلال على الهواتف النقالة والثابتة، بمغادرة بيوتهم في عمق 400 متر، ما يعني تهجير 50 ألف فلسطيني. وكانت المفاجأة أن الفلسطينيين رفضوا الانصياع للطلب الاسرائيلي وفضلوا البقاء في منازلهم، غير آبهين بما قد يحصل. الحال نفسها كانت في بقية مدن القطاع ومخيماته)(51)مع العلم بأن القوانين الغربية تسهل للفلسطيني التجنس بجنسية أمريكية بسهولة جدا دون غيره من المسلمين غير الفلسطينيين ومع العلم أيضاً " وهذا مهم جدا " أن هؤلاء الصامدون الذين نشيد بهم في الثبات هؤلاء لم يتعلموا صحيح الدين فضلاً عن كونهم تربوا عليه لأن(الشعب الفلسطينى حاجة من اثنين اما عايش تحت الاحتلال فتأثر بالثقافة اليهودية وهؤلاء عرب 1948 واما عرب الشتات الذين تفرقوا فى بلاد الارض فتأثروا بثقافات مختلفة ولذلك تجد الشباب الفلسطينى له ميزات خاصة فهؤلاء الشباب لابد من أن يعاد تأهيله من جديد وفق منظومة اسلامية قوية ومنظمة حماس كان ينبغى أن تقوم بهذا العمل الربانى ان تجمع شباب فلسطين وتعلمهم الاسلام وتربيهم ثم بعد ذلك يكون ما يأذن الله به وهذا مالم يحدث لكن لانشغال حماس بالانتخابات)(52) ونقلت وسائل الإعلام اصرارهم على الصلاة في الفجر جماعة في المسجد ويقولون لئن نموت ونحن نصلي أفضل من أن نموت في بيوتنا ، فإذا كان هذا وضعهم فما سر ذلك الثبات والصمود ؟! أما على صعيد الجيش اليهودي نشرت صحيفة بديعوت أحرنوت ( العبرية ) مقالاً للكاتب جوى بيكور لام فيه القوات الاسرائلية لعدم قيامها بعمليات برية واسعة حتى الآن متهما اياها بالكسل لارسالها الطائرات بدلا من الجنود وتساءل الكاتب الاسرائيلي قائلا : كيف يمكن أن نفسر الحقيقة المثيرة بأن جيشنا العظيم تفادى الاصطدام على الأرض في غزة ؟ وانه كان يصلي كل صباح ليدعو بأن تستمر فترة التهدئة وأن تكون المنظمات الفلسطينية لا تعني حقا ما تقول من تهديدات (53) وفي تقرير أخر نشر موقع الاسلام اليوم أصداء تلك الحرب في الصحافة الإسرائيلية فكان في صحيفة بديعوت أحرنوت مقالا عبارة عن عدة أسئلة منها إن إذاكان هذا حال حماس وبأسها معنا مع تسلحها بأسلحة بدائية فكيف لو نالت دعم لوجستي عربي ؟ وقتها ستباد اسرائيل ( هكذا بنص ما قال ) بينما حماس صامدة على المقاومة ومع كل هذا الضعف في شتى البلاد الاسلامية فالناس تتزايد بنسبة دخولها في الاسلام مع أن النفوس مفطورة على تقليد القوى وفي علم الاجتماع يقولون أن الضعيف يستفز القوى ليستضعفه أكثر ومنذ سنتين تقريباً صرح مسئول فرنسي أظنه وزير الخارجية بطرد المسلمين من فرنسا إذا لم يندمجوا ويذبوا في المجتمع الفرنسي بتقاليده وعاداته ( هذا في بلاد الحريات ) ومنذ أيام فقط
أماطت باحثة صهيونية اللثام عن وجود حالة من القلق المتزايد لدى الأوساط البحثية الصهيونية جراء تعاظم قوة المسلمين في القارة الأوربية وتأثيرهم مستقبلاًعلى الأوضاع هناك(54) وفي السنوات الأخيرة بالذات يتزايد عدد الداخلين في الاسلام(55)
هـ : الاسلام وصناعة الانسان :
يقول الشيخ جعفر شيخ ادريس في تفسير الهلع الغربي من الاسلام ( إن الحضارت تقوم على دعامتين : دعامة من المعتقدات والقيم التي صارت تسمى الآن بالدعامة الثقافية ، ودعامة من المنجزات المادية وإذا تحطمت المنجزات المادية أو احتلها عدو وبقى الأساس الثقافي ، فربما استطاعت الحضارة أن تبني نفسها من جديد وأما إذا ما تحطم الأساس الثقافي فقد تحطمت الحضارة مهما سلمت منجزاتها المادية )(56). ويلخص الأستاذ منير شفيق في كتابه : « الإسلام في معركة الحضارة »
نقاط

الضعف في الحضارة الغربية كما يلي :
« 1 - التطور العام غير المتوازن بالنسبة إلى مختلف المجالات ؛ فقد تكثف
في المجالات المادية ، واختل على مستوى العلاقات الإنسانية والأخلاقية ؛ مما
يؤدي في النهاية إلى الإسراع بسقوطها ؛ لأن حالها يصبح كحال الذي يقف على قدم
واحدة ، فمهما بلغت قدمه من القوة إلا أنها ضعيفة حين يتعرض الجسد كله إلى هزة
قوية(57)
ويقول أحد مفكري الغرب وهو الدكتور الكسيس كاريل في كتابه ( الانسان ذلك المجهول عن هذه الحضارة ) اننا قوم تعساء لأننا ننحط أخلاقيا وعقليا ، إن الجماعات والأمم التي بلغت فيها الحضارة الصناعية ، أعظم نمو وتقدم ، وهي على وجه الدقة الجماعات والأمم الآخذة في الضعف ، والتي ستكون عودتها إلى البربرية والهمجية أسرع من عودة غيرها إليها ، ولكنها لا تدرك ذلك إذ ليس هناك ما يحميها من الظروف العدائية التي شيدها العلم حولها ،وحقيقة الأمر أن مدنيتنا مثل المدنيات التي سبقتها ، أوجدت أحوالاً معينة للحياة من شأنها أن تجعل الحياة نفسها مستحيلة وذلك لأسباب لا تزال غامضة ؟ (58) إذا فهم يمتلكون الماديات التي يصنعها الإنسان لكنهم لا يملكون الإنسان ذاته فهم الآن يملكون التكنولوجيا والمسلمون يمتلكون الانسان المؤمن ( وإن كان خامداً الآن لكنه حي لم يمت ) وأيضاً المسلمون يمتلكون المنهج النظري الذي يستطيعون به صناعة الانسان ( المؤهل لقيادة البشرية بالمنهج الرباني ) هذا الانسان الذي هو في حقيقته أعظم المخلوقات الذي كرمه الله كما قال علي بن أبي طالب :
أتزعم أنك جرم صغير وفيك انطوى العالم الأكبر
ويحسن بنا في هذا الموضع أن نتكلم عن شيء من طبيعة الإنسان مع طبيعه التكنولوجيا الغربية وعلى أن الايمان والارادة أقوى من التكنولوجيا وان لم يتكافأ ماديا ونقارن بينهما ...ان الذي يريد أن يطور شيئا ما فلا بد من أن يعلمه أولا فإن كان لا يعلمه ولا يعرف حقيقة تركيبه الداخلي فكيف يطوره أو يصلحه ؟!. وكذلك الانسان فإن الله تعالى خلق الإنسان حين خلقه لم يشهد على خلقه أحدا قال تعالى {مَا أَشْهَدتُّهُمْ خَلْقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَا خَلْقَ أَنفُسِهِمْ وَمَا كُنتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُداً }الكهف51 " وإليكم شيئاً مما قاله أهل العلم في النفس البشرية قال الدكتور " مالك بدري " إن السلوك الانساني معقد لا يعلمه إلا الله (59)وأنقل لكم أيضا مقارنة بين أسرار العالم الذي نعيش فيه وبين أسرار النفس البشرية يقول الشيخ محمد الغزالي ( ذكر الصحفي الشهير " أنيس منصور " أن العالمة الانجليزية " مرجريت برنيريدج " مديرة مرصد " جرنيتش " قد اكتشفت أبعد نجم في هذ الكون وقد سمى الفلكيون هذا النجم " كازار 172 " هذا الجسم يبعد عنا بمقدار 15600 مليون سنة ضوئية كما ذكرنا من قبل تساوي ( 365 يوماً × 24 ساعة × 60 دقيقة × 60 ثانية × 186000 ميل ) وهي سرعة الضوء في الثانية الواحدة ورد هذا النبأ في مجلة الطبيعة ، ووصفت الدكتورة المكتشفة هذا النجم بأنه ساطع جداً ، ولهذه العالمة سبق في ميدان الاكتشاف الفلكي اذ سجلت وجود نجم سماوي آخر في ابريل الماضي 1973 ولما سئلت الدكتورة عن اتساع الكون الذي نعيش في جانب محدود منه قالت :"لا أحد يعرف ان هذه هي حدود معرفتي بالقدر الذي تسمح به عدسة قطرها (120) بوصة ولو كانت هناك عدسات أكبر أو اجهزة أقدر وأدق لاتسع الكون أمامنا أكثر وأكثر .
(ثم بعد كلام للشيخ الغزالي قال) وعدت إلى تعليق الاستاذ أنيس منصور على الكواكب المكتشفة ودلالة السماء على عظمة الله ، إنه يقول " على الرغم من ضخامة الكون وعظمته وأبعاده التي لا ندرك لها حدود فإن هذا الكون أبسط من النفس الانسانية وأسهل من الجسم الانساني ، وأصغر من الخلية الحية .....إن عظمة العالم تبرز في تكوين الحياة نفسها ، إن الحياة في الكائن الحي أروع وأعمق وأعقد وأصعب من نجم ملتهب يدور في الفضاءالسحيق بعيداً عن عيوننا وعدساتنا ..إن المسافة التي بيني وبين القمر أقرب جداً من المسافة التي بيني وبينك فالذي بيني وبينك صعب وغير مفهوم ... ومن هنا كان أي كائن حي مهما دق وزنه وحجمه أعظم من أي نجم عابر ) قال الشيخ الغزالي وفي هذا الكلام صدق كثير .. ( 60 ) وقال بعض السلف " كلما ازداد الإنسان علماً ازداد علماً بجهله " وهذا هو الذي لم يفهمه أكابر فلاسفة الغرب فأدي إلى جنونهم ظانين أنفسهم أعقل العقلاء واشتركت معهم في هذا الظن شعوبهم لأن الانسان الآن كلما اكتشف اكتشاف تسبب في أسئلة جديدة تحتاج لجواب وهكذا مع كل اكتشاف فيزداد جهله ، وأيضا من تلك الأسئلة ما لا جواب له في غير عقيدة صحيحة ( الإسلام ) وحيث أن علماء الغرب افتقدوا الهداية فأصابهم الكثير من الخبل والعلل النفسية فميشيل فوكو الفيلسوف الفرنسي ( 1936 – 1984 ) ذهب إلى أن المنهج الصحيح للإنسان هو أن إذا وجد نفسه سعيداً ، يتخلص من حياته ليتخلص من المشاكل القادمة عليه ولا يؤذي غيره وفعلا مارس ذلك فوجد زوجته سعيدة فقتلها بالسكين وذهب لقسم الشرطة وطلب من الضابط ( بعد أن عرفه بنفسه ) أن يتخذ اجراءاته فارتبك الضابط وقال له دعني استأذن واتصل بوزير الداخلية فارتبك وزير الداخلية ( لأنه فيلسوف كبير من يتصرف ضده ستقوم الصحف والأدباء والجامعات والفلاسفة ) وقال الوزير دعني أتصل برئيس الجمهورية ( جيسكار دستان ) فأجاب بما يلي " إما أن يتحققوا بإما إذا كان مخدراً أو مخموراً ولو كان غير ذلك فعار على فرنسا أن تعتقل عقلها ( وهو الفيلسوف ميشيل ) لكن ثم مشكلة إذا لم يطبقوا عليه القانون سينفرط النظام فاقترح الرئيس بإدخاله مستشفى المجانين فهو يعترف أنه عقل فرنسا ثم يحكم عليه بالدخول في مستشفى المجانين وكذلك الفيلسوف الألماني والشاعر نتشه (1844 – 1900 ) عاش مصابا بصرع حاد وذكاء حاد وتدل البحوث على أنه عاش ضحية مرض وراثي تفاقم بسبب مرض جنسي مع احدى البغايا وأنه جن أخيراً (61) وقد سبق النقل عن الشيخ الغزالي عن نسبته لأمثال هؤلاء إلى العلل النفسية وبعد هذا الكلام يتأكد أنه لا يصلح الإنسان ذلك الكائن المعقد إلا المنهج الرباني الذي وضعه الله تعالى الذي أحاط بكل شيء علما ومن تلك الأشياء النفس البشرية المليئة بالأسرار والتعقيدات وهذا هو السر في التحول العجيب والهائل في الشخصيات التي التزمت بالاسلام ولم يكن هذا التغيير مقصوراً على أفراد بعينهم بل امتد ليشمل الجيل بأكمله رجالا ونساءا وشبابا وشيوخا وفي قصة مغيث وبريرة خير شاهد ففي صحيح البخاري عن بن عبا س رضي الله عنه قال : " كان زوج بريرة عبداً يقال له مغيث كأني أنظر إليه يطوف خلفها ويبكي ودموعه تسيل على خده فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم لو راجعتيه فإنه أبو ولدك قالت يا رسول الله تأمرني قال إنما أشفع قالت لا لا حاجة لي فيه " فإن بريرة كانت قبل اسلامها أمة إذا قال لها سيدها أو حتى ابنه افعلي كذا أو تزوجي من فلان أو أي طلب لا تستطيع أن تقول لا بل ليس في الأمر تفكير في أن تطيع أو لا تطيع أصلاً لكنها لما عرفت الاسلام والتزمت به استطاعت أن تقول لمحمدٍ صلى الله عليه وسلم( لا )(62) وهو سيد الخلق خليل الله وهو الذي يتسابق أكابر الصحابة في التماس رضاه وامتثال أوامره فضلا عن الصحابيات رضى الله عنهن يعني بمعنى أخر فإن بريرة استطاعت أن تكون انسانه (63) بعد أن حطم إنسانيتها كل من حولها ومن هذا المنطلق يوصي الأستاذ مصطفى صادق الرافعي ببعض الوصايا ومن بينها ( بقاء الرجل رجلاً وإن حطمه كل من حوله )
وذلك المرض المرض النفسي الذي استطاعت بريره الشفاء منه بالتزامها المنهج الرباني وهو مرض معقد جدا ولا يستطيع فهمه فضلاً عن علاجه كثير من متعلمي ومثقفي القرن الواحد والعشرين ومن أعجب ما يقال هنا أن الأمراض النفسية المشتهرة كالإكتئاب والاختلاط العقلي الذي يظن الناس أن تقنيات الطب النفسي تستطيع القضاء عليها فظن غير صحيح يقول الدكتور محمد يوسف خليل في كتاب الصلاة وأسرارها النفسية بالمفاهيم السلوكية المعاصرة(ولكن معظم اجتهادات الطب والعلم في مجال المعالجة النفسية تخفف حدة المرض وشدته ، وتخفف الأعراض التي تكون سبباً في أن يلحق المريض ضررا بنفسه أو بأسرته أو مجتمعه ، فمثلا حالات الهياج وحالات الاختلاط العقلي وحالات الاكتئاب الشديد التي تصل إلى رفض الحياة كلها ، هذه يسيطر عليها الطب النفسي والأطباء سيطرة كاملة ، ولكن هل هناك ضمان باختفاء ما يرا ود النفس من أعراض؟ أو هل هناك ضمان لعدم عودة مثل هذه الاضطرابات ؟ هذا ما لا يضمنه الطب ومالا يضمنه الأطباء، ولذلك فهناك علاج تحفظي ، وهو إما معالجة كيماوية في جرعات أقل أو علاج نفسي تدعيمي يتردد المريض خلاله على طبيبه بين الحين والحين، ولكن المريض النفسي يتمرد على العلاج الطويل الأمد، ولهذا فهو يقطعه ، ويرفضه، وإذا فعل ذلك انتكست حالته،وهذا معروف ومشاهد في كل حالات المرض المزمنة ، مثل الفصام وبعض أعراض الوساوس والقهر الشديد.
والمريض إذا رفض الدواء فقد يستسهل الذهاب إلى طريق آخر، وربما قاده جهل من حوله إلى أن يطرق باب الدجل والشعوذة ، وهذا ما يرفضه الدين ولا يرضى به الشرع-وينهى عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم في أحاديثه الصحيحة .
أما المدخل الديني الذي أقرته الصحة العالمية في مؤتمرها العالمي الذي عقد بفندق ماريوت بالقاهرة سنة 1987 فهو دعوة واضحة صريحة إلى عودة الدين إلى ساحة المعالجة النفسية –وإني إذ أشير إليه مجرد الإشارة فما ذلك إلاَّ لأنني قد خصصت له الجزء الرابع من هذه السلسلة ، وهو تحقيق لكل ما قالت به الصحة العالمية وما نادي به علماؤها ، وهم يعلنون على الملأ اختفاء القيم الروحية من نفوس الشباب ، ويطلبون عودتها إلى مكانها الطبيعي من النفس البشرية، ويعلنونها صراحة وبوضوح أن عودة الدين إلى ساحة المعالجة النفسية هو الاستراتيجية النفسية لما بعد سنة 2000. وهذا يتحقق باشتراك عالم الدين في الفريق المعالج، أو يكون المعالج النفسي صاحب دين وخبرة تؤهله لذلك ، وهذه هي استراتيجية الصحة العالمية للقرن الواحد والعشرين اعلنتها على رؤوس الأشهاد سنة 1987.)(64)
وبعد هذا الكلام لا نستغرب إذا علمنا أن في بلد كأسبانيا إن لم أكن واهماً تأذي السياح فيها من منظر جثث المنتحرين في الشلالات فخافت الحكومة على حركة السياحة فصنعت مشروع وأعلنت وسائل الاعلام أن كل من يريد الانتحار يأتي المستشفى وسيجد حجرة بانتظاره يدخلها ويغلق عليه الباب فيستنشق ما بداخلها من الغاز فيموت ! (وعلى سبيل المثال ففي إحصائية حديثة بالسويد ظهر أن 35 % من السكان يعانون من أمراض عصبية ونفسية وأن 30 % من النفقات الطبية مخصصة لعلاج هذه الأمراض وأن نسبة حالات الانتحار بين الشباب تزداد ويعقب المراقبون على هذه الإحصائية بقولهم أنها تدعو إلى الذهول لأن السويد تعتبر من أغني أربع دول في العالم (65) ثم إن الأدلة كثيرة من أرض الواقع ( كما سيأتي ) أن الإنسان المؤمن المعاصر (على ما فيه من خلال في التربية والتصورات والبنية الفكرية ككل ) إذا ثبت أنه أقوى من الجيوش المدججة والمسلحة بتكنولوجيا القرن الواحد والعشرين فكيف ستكون قوة ذلك الإنسان إذا تعلم صحيح الدين وتربي عليه وصبغ به ؟ ومن الأدلة على أن الإنسان المؤمن المعاصر أقوى من التكنولوجيا (ما حوداث المجاهدين الأفغان واسقاطهم للدب الروسي الأحمر وقد كان أقوى قوة أرضية تحكم العالم ما كان ذلك إلا دليل على أنه لا يشترط في قتال الكفار التكافئ بالعدة والعتاد ولا تنسى قصة أبطال الفلوجه الذي قاوموا العتداد الأمريكي وأرغموه على الانسحاب من هذه المدينة مع إن المجاهدين هناك لم تبلغ قوتهم المادية عشر معشار قوة جيش التحالف الصليبي وهذا أمر معلوم (66) "( وعملية نسف مقر قيادة القوات الأمريكية " المارينز " في بيروت عام 1984 وقتل وجرح مئات الجنود إنها عمليه استشهادية نفذها فرد في مواجهة جيش محصن وقد سئل وقتئذ الرئيس الأمريكي دونالد ريجن في الكونجرس كيف يمكن حدوث ذلك ؟ أين التحصينات ؟ أين الاستخبارات ؟! فأفاد أن كل التحصينات في العالم قائمة على فكرة خوف المهاجم من الموت فإذا انتفى هذا الخوف فإنه لا حل هناك .... صدق وهو كذوب (67)والآن يأتي الدور للكلام على التكنولوجيا المعاصرة وطبيعتها . يرى الدكتور عبدالكريم بكار إن أعظم اختراع وصل له الإنسان إلى الآن هو ( الشبكة العنكبوتية الانترنت ) وإذا نظرت لذلك الاختراع تجده كما قال الدكتور محمد سليم العوا ( ليس هذا العصر عصر المعلومات فقط ولكنه أيضا عصر الوسيلة التي تُؤخذ بها المعلومات الشبكة الدولية للإتصالات والمعلومات المسماة ( الانترنت ) هذا هو عصرها الآن على متى سيستمر هذا العصر هل سيصمد لكي تكون علامة على يوم القيامة ؟ أم ستنهار كما انهارات علامات ثقافية أخرى ؟ الله أعلم (68) أما الإنسان المؤمن أو الطائفة الناجية والمنهج الرباني فباقيان باليقين كما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم إلى قبيل الساعة ثم أيضا تلك التكنولوجيا كما يقولون ( قد ينقلب السحر على الساحر ) ففي احدى التقارير الامريكية يتكلم في سياق الحض على تعاون أمريكا مع القوى الصاعدة الأخرى في دفع أخطار مشتركة عنهم كلهم يقول التقرير ( وفي الوقت نفسة زادت التكنولوجيا من فاعلية تهديدات الجهات من غير الدول ، مثل الجماعات الارهابية والأمراض ( انفلونزا الطيور ) وبالاضافة إلى ذلك باتت دول صغيرة كوريا الشمالية ، قادرة الآن على استخدام ذلك النوع من القدرات المدمرة التي كانت يوما حكرا على أقوى الدول في العالم ، في هذا العصر الجديد نجد أن معظم الأخطار التي تهدد السلم والازدهار الذي تنشده الدول المحورية وتحتاج إليه ليس صادراً عن القوى القوية الأخرى ، وانما من تلك القوى الفوضوية المتسلحة بالتكنولوجيا الثمرة العفنة للعولمة (69) كما أن الانترنت يعد من أهم المصادر التي تعتمد عليها حركة المقاومة (حماس)في صناعة الصواريخ ( في دراسة شاملة صدرت عن مركز المعلومات حول الاستخبارات والارهاب ) الاسرائيلي حول اطلاق الصواريخ وقذائف الهاون من قطاع غزة على اسرائيل من قبل المنظمات الفلسطينية خلال الأعوام 2001 – 2007 ، ذكرت أن هذه الصواريخ سهلة التشغيل ومريحة النقل والتفعيل التنفيذي وبينت أن حماس تمكنت والمنظمات الفلسطينية الأخرى من إقامة بنية تحتية تكنولوجية في القطاع ، لتقوم بانتاج كميات كبيرة من الصواريخ ومما يجمع بين هذه الصواريخ أنها تصنع في مشاغل بسيطة ، وعلى الرغم من أنه قد تم خلال السنوات الاخيرة الحصول على مواد متفجرة رسمية ( حسب المواصفات المهنية ) بحسب ما جاء في الدراسة ، إى أن معظهمها ما زال يعتمد على المبيدات الزراعية ، ويشرف عليها أشخاص ممن تدربوا على صناعتها في الخارج أو تلقوا التعليمات لصنعها بواسطة مواقع الانترنت (70)أما عن أخطار الانترنت الأخلاقية فكما هو معلوم أننا ان استطعنا استثمار وتفيعل الخير في هذه التقنية فسيمحق الله الباطل ويبارك في الحق والمثل الصيني يقول ( لئن توقد شمعة خير لك من لعن ألف ظلمة ) بل الأعجب والأعجب من ذلك أن تلك التقنية في المقام الاول هي التي جعلت الدكتور / عبد الكريم بكار يقول : أن هذه الحقبة التاريخية التي يعيش فيها المسلمون من أزهي العصور الاسلامية لسهولة التعلم لمن أراد ! (71)
5 – الهلع من منهج أهل السنة والجماعة (او المنهج السلفي) خاصة
ان الغرب الان يتبع سياسة الاستبدال أي استبدال منهج الاسلام الصافي بمناهج أخرى منحرفة كمرحلة انتقالية من باب ما لا يدرك كله لا يترك جله 0(72) ومن أجل ذلك تجد التمويل المادي الامريكي للصوفية في مصر وكذلك التمويل المعنوي كذهاب السفير الامريكي للموالد الصوفية والاحتفال بها معهم وكدعوة المدعو الجعفري لإلقاء المحاضرات في جامعات أمريكا الرسمية كما يقول فليب فونداسي : ( ان من الضروري لفرنسا ان تقاوم الاسلام في هذا العالم وأن تنتهج سياسة عدائية للإسلام وأن تحاول على الأقل إيقاف انتشاره .(73)
ويقول المبشر تاكلى : ( يجب أن نستخدم القرآن وهو أمضى سلاح في الاسلام ضد الاسلام نفسه ، حتى نقضي عليه تماما يجب أن نبين للمسلمين أن الصحيح من القرآن ليس جديدا وأن الجديد فيه ليس صحيحاً )(74)
ومن ناحية أخرى أيضا يحاولون الاستبدال بزرع روح التعصب كنشر القوميات والمناهج المنحرفة الاخرى كاللبرالية والحداثة و.... والذي يستطيع كشف زيع كل هذه المحاولات بالمنهج العلمي الموافق للشرع والعقل والفطرة هو المنهج السلفي يقول الدكتور / مصطفى حلمي : ( وكان من أبعد الخطوات أثراً في حربه ضدنا " أي الغرب " أن أخذ علماؤه في تقليب صفحات تاريخنا لاستخراج كل ما يسيء الى الاسلام كما عرفه سلفنا الصالح وطبقوه ونفذوه فأعلوا شأن الفرق المنشقة كالخوارج والشيعة والمعتزلة والصوفية المنحرفين والفلاسفة وغيرهم ، إلى إحياء او تحبيذ أو مدح نحل ومذاهب مختلفة ، إما باسمائها المعروفة بها كالإسماعيلية أو الباطينية أو تحت أسماء جديدة كالبهائية أو القاديانية والعلوية ، وبعث الالحاد من جديد وراء ستار العلمانية والماركسية والداروينية ، مع نشر فكر وحدة الأديان أو التقريب بينها وإزالة الحواجز بين الحق بصورته الوحيدة ، والباطل بصورته المتعددة المتضاربة . وازاء كل هذه الخطط والمحاولات ، فلن يظهر زيف هذه العقائد والنحل الا بطريقة السلف أنفسهم ، مهما تغيرت الأزمنة والأعصار لأنها طريقة موضوعية ذات أسس علمية منهجية تعتمد على النصوص الشرعية الموثقة فهناك مسائل ثابتة لا تتغير كفطرة التوحيد ومخاطبة العقول البشرية للبرهنة على النبوات بعامة ونبوة محمد صلى الله عليه وسلم بخاصة والرد على أهل الكتاب من اليهود والنصارى في كل ما انحرفوا به عن الشرع المنزل ، مع دحض شبهات الملحدين والمشركين هذا فضلا عن ثبات الفضائل الأخلاقية وقواعد التحليل والتحريم في المأكل والمشرب والملبس وتنظيم العلاقات الاجتماعية في الاسرة والمجتمع واقامة العلاقات الدولية مع سائر الأمم وفقا لأصول الشرع ولقد أصبحت الحركة السلفية وهي الحركة الكبرى التي جددت الدعوة الاسلامية ولولاها لهان على الغرب أن يستعبد الشرق روحيا وفكرياً على أمد بعيد (74) ومن ناحية أخرى فإن للحق بركة فإن الله تعالى يبارك في الحق ويمحق الباطل ومن بركات المنهج السلفي أن للتربية السنية ولو في فترات الانحراف وحتى عند عوام أهل السنة تجد لها أثرا مباركا يعنى مثلا ( تجد أن نابليون حين أتي إلى مصر وجعل بعض علماء الأزهر يؤيدوه وبعضهم رفض وعلى رأسهم عمر مكرم رحمه الله تعالى فالذي رفض نُفي والذي وافق كلامه انتشر فجاء الطالب الأزهري ( سليمان الحلبي ) رحمه الله تعالى هو الذي قتل كليبر (75 ) وانظر مثلا الفتاوى الشاذة التي تقال على الفضائيات فلو تتبعت المواقع الشبابية على الانترنت تجدهم يقولون( نحن نفعل الخطأ ونعلم أنه خطأ ومش ناقصين فتاوى مضروبه من ناس يريدون أن يقولوا لنا أن هذه الأفعال صحيحة ، حتى واحدة من هؤلاء الشباب بتندر على فتوى من هؤلاء فيقول ( طيب يعني ياريت يصبحوا معنا هكذا دائما فنسأل كل شوية السرقة ما زالت حرام ؟ الزنا ما زال حرام أم تغير ؟ ! (76 )وهذا هو سر تعظيم عوام أهل البدع لمشايخهم التعظيم الزائد عن حده لأنهم يعظمون الشيخ لذاته لا لما يحمله من دلائل الوحيين أما عوام أهل السنة فيعظمون الشيخ لما يحمله من هدى لا لذاته (77 )
6 – هلع الحكام المسلمين من الاسلام
قال الأستاذ محمد قطب (ان الملأ قد يختصمون فيما بينهم أيهم الذي يتولى " السلطة " ويستعبد الجماهير . وقد يختصمون فيما بينهم وبين الجماهير - كما حدث في الديمقراطية - أي قدر من السلطة يحتفظون به في أيديهم وأي قدر يسقطونه فُتَاتاً تتلهى به الجماهير . أما حين يأتي الرسول الذي يقول : " لا إله إلا الله " " اعبدوا الله ما لكم من إله غيره " فإن جوهر القضية يتغير .. وتصبح القضية هي نزع السلطة أصلا من أيدي الملأ ، بل من أيدي البشر جميعا ، وردها إلى الله صاحب السلطان ، صاحب الحق في المنع والإباحة ، والتحليل والتحريم !)(78)
ثم إن البلاد الاسلامية التي احتلها الغرب لم تحرر منه إلا عسكريا فقط أما معنويا وفكريا فهى لا زالت تحت الاحتلال (79 ) يقول الدكتور / محمد السيد الوكيل : ( إن الاستعمار حريص على مواصلة رسالته ، وإزالة العوائق من طريق تقدمها لهذا فإنه ، كلما تعفن الحكم في أحد البلاد ، وأزكمت رائحته أنوف المحكومين ، خشى أن يكون ذلك سبباً في فضيحته ، وعدم تمكينه من تأدية رسالته ، فهو يربي هؤلاء الثوريين على عينه ، ثم يصنع الثورة لنفسه ، مستورة بالشعارات المضللة التي تخدع البلهاء وتنطلي على البسطاء ، وعندئذ يستطيع أن يستمر في تأدية مهمته في ثوب جديد قشيب 0(80 )
وأيضا فحكام المسلمين متورطين مع قوى الغرب في تنفيذ أجندتهم فإن خرج حاكم ما عن هذه الأجندة يُفعل به كما فعل بالبشير السوداني الأن أو بأسلوب أخر (وهناك أمر مهم جدا لاتكتمل الصورة الابذكره ذلك هو أن اليهود والصليبين من خلال الماسونية العالمية وباستخدام أجهزتهم الاستخباراتية يدبرون لهؤلاء الحكام السقوط فى الانحرافات الاخلاقية والاختلاسات المالية .. وقتل المعارضين والتنكيل بالخصوم والمناوئين كلذلك يسجلونه لهم بالصوت والصورة ويثبتونه عليهم بالدليل والبرهان ثم يحتفظون به فى ملفات معلومة بكل تفاصيلها لفاعليها ومرتكبيها مهددين اياهم بفتحها وفضحها عند أى اى انحراف عن الأدوار المرسومة لأصحابها(81)
وكما قال الشيخ / محمد متولى الشعراوي رحمه الله تعالى عن العالمانيين أصحاب القرار في البلد قال هؤلاء قوم افتروا على أنفسهم بالمعاصي فوجدوا ان موضوع الدين و التدين هذا لوطلع صحيح فسيفتضحون ويروحوا في داهية فأرادوا ان يكون المذهب المعتمد مذهبهم (82)و يفول المستشار على جريشة عن أكابر المجرمين الذين قال الله فيهم {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ أَكَابِرَ مُجَرِمِيهَا لِيَمْكُرُواْ فِيهَا وَمَا يَمْكُرُونَ إِلاَّ بِأَنفُسِهِمْ وَمَا يَشْعُرُونَ }الأنعام123 الاحتمال الأول هو الخوف من القوى الكبرى وتنفيذا لمخططاتها . الاحتمال الثانى أنهم ممن وصفهم الله بأنهم كرهوا ما أنزل الله . الاحتمال الثالث انهم فى قلوبهم مرض كفر أو نفاق يؤدى الى كراهية ما أنزل الله أو فى قلوبهم ارتياب فى صلاحية حكم الله أو يخافون أن يحيف الله عليهم ورسوله يخافون أن تُقطع أيديهم لأنهم سُراق أو تُجلد ظهورهم لأنهم زناة أو تُقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف لأنهم يفسدون فى الأرض ولايُصلحون أو غير ذلك انتهى كلامه ثم تكلم عن أصاغر المجرمين الجلاوزة والشُرط وأعوان الظلمة من كتاب على هامش فقه الدعوة تحت مبحث الحكم

7 – موقف أوباما من العالم الاسلامي
ابتداء أقول أن المواطن الغربي لا يعيش على مبدأ أو قيمة لكن التزامهم مثلاً بالنظافة والنظام فللمنفعة لا للمبدأ و لذلك نجد السياح في مصر قد يتبولون في الطرقات .
ثم إن أوباما كرئيس جديد يريد أن يصلح أخطاء من قبله خاصة أن العالم الاسلامي قوة لايستهان بها من حيث العدد والاستهلاك مثلاً .
ثم ان الغرب جرب الاحتلال العسكري على بلاد المسلمين فوجد أنه يتأذى كثيراً اقتصادياً وعلى مستوى أرواح الجنود وسمعة المحتل في العالم كما حدث لأمريكا في تدميرها للعراق فهم يريدون أن يحتلوا بلاد الاسلام متحاشين الاحتلال عسكرياً الا عند الإضطرار ومن ناحية أخرى فأوباما يريد أن يحقق مجداً لم يحققه من قبله من الرؤساء تجاه قضايا الشرق الأوسط إذا فأوباما في الأول والأخر يريد خدمة ونصر نفسه وشعبه فإن تعارضت المصلحتان فلن ينظر للإسلام ولا المسلمين وقضاياهم هذا
(وقد أشار أوباما في خطاب التنصيب ( 20 / 1 / 2009 ) بأنه يريد أن يسلك منهجاً جديداً في التعامل مع العالم الاسلامي يقوم على الاحترام المشترك ولكن كيف يمكن لأوباما أن يعيد صياغة العلاقات الأمريكية الاسلامية ، دون إيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية ، خصوصاً وأن ثمة شبه اتفاق أن القضية الفلسطينية هي المدخل الأساسي لأي استقرار في المنطقة أو لتدشين علاقات أمريكية اسلامية جديدة تقوم على الاحترام المشترك (83) ثم إن أوباما صاحب القرار الأهم فقط لا الأوحد (واتضح انحياز أوباما الى اسرائيل أكثر فأكثر في اسناده وزارة الخارجية الى هيلاري كلينتون وهي المعروفة بتأييدها الشديد لإسرائيل كما يجرى الحديث عن تعيين دينس روسي مستشاراً لها في الخارجية فيما يتعلق بملف الشرق الأوسط وروسي هذا يهودي ومعروف بانحيازه التام إلى اسرائيل كما أن المستشارين الذين أحاط بهم أوباما نفسه فيما يتعلق بالشرق الأوسط معروف عنهم الانحياز التام لإسرائيل كذلك ويأتي على رأسهم ...... (84) وانظر أقواله الصريحة في الانحياز لإسرائيل وتسميته ما تفعله " دفاعاً عن النفس " في (85) أما موقف أوباما من العالم الاسلامي ككل فقد جاء في تقرير أمريكي يقول فيه وكأنه يهدئ من روع أمريكا لظهور قوى قوية أخرى على الساحة العالمية فيقول " يشير العديد من المراقبين على أن بروز قوى قوية أخرى يرسم بداية منافسة جيوسياسية مباشرة ونهاية العصر الأمريكي " الى أن قال " لكن الشيء الذي لا يزال غائباً على حد بعيد هو مناقشة واقعية لهذين السؤالين الدقيقين كيف يؤثر صعود الصين والهند وروسيا وقوة الاتحاد الأوربي واليابان والقوى المحورية في تلك المسائل الأكثر أهمية بالنسبة للأمريكين ؟ وكيف يؤثر صعودها في أمن الأمريكيين ومستوى معيشتهم ؟ يتعين علينا استحضار أولويات الولايات المتحدة في أذهاننا في هذا الجدال أو المخاطرة بان نتحول إلى مهووسين بمظاهر العالم الجديد التي لا أهمية لها نسبياً . إن وجود شركاء يساهمون في منع الارهاببين من تسوية ناطحات السحاب لدينا بالأرض أعظم أهمية بكثير من امتلاكنا أعلى ناطحات سحاب في العالم ، وقال ( يتبن أن هناك عاملين قاتلين خارجين لديهما القدرة على القتل بمئات الألاف من الأمريكيين أو أكثر
من ذلك هنا فى أمريكا وفي المستقبل القريب الجماعات الارهابية وخصوصاً إذا كانت تمتلك أسلحة نووية وتفشي وباء معدي " انفلونزا الطيور" والقوى المحورية شريكة بالضرورة في المحافظة على سلامة الأمريكيين من هذين الخطرين
ثم كتب عنوان ( معاً في محاربة الارهاب ) (86) وذهب يعدد استعدادات تلك الدول مادياً ومن واقعها في محاربة الجماعات الاسلامية السنية الراديكالية ، ولا تظن انهم يقصدون بالإرهاب تنظيم القاعدة فقط ( فإن الولايات المتحدة ترفض رفضاً عقد مؤتمر دولي من أجل تحديد مفهوم الإرهاب حتى يعرف العالم : هل ما يقوم به الفلسطينيون ضد اليهود هو من باب مقاومة المحتل أو من باب الإرهاب والعدوان علىالأبرياء (87) وليُدخلوا أيضاً أي جماعة اسلامية يرونها خطراً تحت مسمى الإرهاب
ويقول الأستاذ / نبيل شبيب(لئن بقيت معالم تغيير حقيقي في سياسات الرئيس الأمريكي الجديد باراك أوباما تجاه أهم ميادين الصراع في المنطقة العربية والإسلامية غائبة أو غامضة حتى الآن، فقد اتضحت نسبيا في العلاقات الأمريكية والأطلسية مع الاتحاد الروسي، كما ظهر خلال لقاء وزراء خارجية حلف شمال الأطلسي في بروكسل (5/3/2009م) وكذلك من نقاط البحث بين وزيري خارجية البلدين في جنيف في اليوم التالي، وظهر أن أول ما يستهدفه التقارب الجديد هو التعاون في قضية أفغانستان، والبحث عن أرضية سياسة مشتركة تجاه إيران، إضافة إلى المشكلات الثنائية بين الطرفين. ) وقال أيضا (لا ريب أن مؤتمر بروكسل أظهر أن العلاقات الثنائية "الطبيعية" إذا صح الوصف -وليس الودية بالضرورة- قد عادت إلى مجراها بين موسكو وواشنطون، وكلاهما تحت الضغوط المالية بسبب الأزمة الرأسمالية الحالية، كما أن كلاهما يحتاج إلى الآخر في أفغانستان وحولها، وهو الميدان الرئيسي الذي تصل فيه تلك العلاقات إلى مستوى تعاون "ودي"،)(88) وفى مؤتمر ميونيخ الخامس والأربعون للسياسات الأمنية الدولية (6-8/2/2009م لم يحضر أوباما مؤتمر ميونيخ بنفسه إنما بعث بنائبه، السياسي المخضرم جو بايدن، فكان بارعا في كلمته وفي لقاءاته مع المسؤولين الغربيين والروس، في طرح السياسات الأمريكية في قالب جديد، والتي يمكن تلخيصها في: أنقل لكم رقم 6- قضية أفغانستان احتلت محورا رئيسيا في كلمات المتحدثين الغربيين جميعا، من زاوية تصعيد ما يسمونه الحرب على الإرهاب، دون التعرض بصورة واضحة حتى للأفكار الأوروبية التي كانت تتردد من قبل بشأن الجمع بين الحل العسكري والدعم الاقتصادي والتنميوي، ولم يتطرق الأوروبيون أنفسهم إلى ذلك بصورة واضحة، بل أصبحوا مع الأمريكيين على نهج واحد، بعد تغيير "الأسلوب" في التعامل الأمريكي-الأوروبي.(89)
8 – الاسلام والغرب تعاون أم مواجهة ؟
القائلون بالتعاون مع الغرب انقسموا الى ثلاث فرق لثلاثة اقوال
الأول هو الالحاق الحضاري بالغرب (وهذا لا يجوزه الاسلام ) والثاني التزاوج والتفاعل بين الحضارة الاسلامية والحضارة الغربية ( وهذا لا يجوزه الاسلام ) لأنه في النهاية يعنى التحول إلى ذليل يظل خاضعاً والقول الثالث وهو الصحيح التعاون على أساس الاستقلال الحضاري الكامل والشخصية الحضارية المستقلة لكن لا التركيبية الحضارة تسمح بذلك ولا رأى قادتهم فينا وأهدافهم تجاهنا تسمح بذلك ولا تداعيات التاريخ القديم والحديث تسمح فأولاً التركيبة الحضارية الغربية تقوم على النهب والقهر والعنصرية ورخاء ورفاهية أهل الحضارة الغربية جاء من نهب الشعوب الأخرى واسترقاق أهلها ولكي تستمر هذه الرفاهية لابد أن يستمر النهب والقهر ، فهل أهل الحضارة الغربية مستعدون للتوقف عن القهر والنهب والعنصرية ؟ هل هم مستعدون للتخلي عن رفاهيتهم القائمة على ثروات الأخرين من أجل التعاون معنا أو مع غيرنا) إذا فالمعركة حتمية (حرب شاملة في مواجهة حرب شاملة ولا سبيل هناك إلا المواجهة أو الموت حتى المواجهة مع الهزيمة ربما تعطينا الفرصة في الصمود والحفاظ على البذور الصالحة تحت التربة لتعود من جديد لتثمر في مرحلة أخرى لكن الانصياع والخضوع ..............(90) والله المستعان... وصلَّى الله وسلَّم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً إلى يوم الدين ، والحمد لله رب العالمين.
000000-------------------------------------------


– من خواطر مسلم للأستاذ محمد مورو مجله المختار الإسلامي عن ربيع أول 143 هـ ص 12
1 – من مقال ( ايقاظ الغرب للإسلام ) مجلة المنار مجلد 26 .
2 – من مقال ( مرض حديد في الغرب أسمه إسلاموفيينا للأستاذ رجب البنا مجلة منبر الإسلام محرم 143 هـ والمقال عبارة عن تلخيص لتقرير استشاري صادر عن لجنة تضم عدداً من المفكرين والعلماء البريطانيين أسمها المسلمون البريطانيون والإسلامو فيك ) يرأسها البروفيسير مورودون كرنواى نائب المستشار لجامعة ساكسجا وقانشنت هذه اللجنة عام 1966 م .
3 – هذا الدين يبين جهل أبنائه وكيد أعدائه ص 31 .
4 – ص 19 و 24 من كتاب أبيدوا الإسلام أبيدوا أهله صيغة ملف وورد للأستاذ جلال العالم .
5 – كتاب الاسلام وحل المشكلات الاجتماعية المعاصرة تحت فصل بعنوان العلمانية والتطبيق . 6
6 – سماعاً من الشيخ محمد اسماعيل المقدم .

7 – انظر مقال ( العقيدة والتاريخ للشيخ أحمد القاضي من موقع العقيدة والحياة ) .
8 – إقرأ مقال ( اليهودي لا يمكنه أن يشرب الشاي كما يحب) للشيخ عبد المنعم الشحات من موقع صوت السلف .
9 – من الشريط الأول للشيخ عبد المنعم الشحات في شرح رسالة نقد القومية العربية . تأليف الشيخ ابن باز رحمه الله تعالى .
10 – اسمع قراءة الشيخ محمد اسماعيل المقدم لهذا الكلام في شريط ( يهود بني قريظة والخيانة العظمي ) الدقيقة .
11 – قراءة من كتاب غزوة بني قريظة لأحمد باشمل سماعاً من الشيخ محمد اسماعيل .
12 – من مقال أيتها الأمم المستعبدة ( ضمن كتاب كلمة الحق ص 65 ) .
13 – كتاب العلمانيين وفلسطين ستون عاماً من الفشل وماذا بعد ؟ ص 9 . وكانت تلك الخيانة من ضمن وعد بلفور
14 – أبيدوا الإسلام ص 38 .
15 – تعين المصدر في رقم 9 في الهامش للشيخ عبد المنعم الشحات .
16 – سماعاً من الشيخ أبو اسحاق الحويني .
17 – سماعاً من الشيخ ابراهيم العسعس .
18 – أبيدو الإسلام ص 27 .
19 – تعريف بكتاب الاعتصام للشاطبي طبعة الكتبة التوفيقية المطبوع في مقدمة الكتاب
20 – مقال الاسلام والغرب تعاون أم مواجهة للأستاذ محمد مورو مجلة البيان عدد صفر 1423 هـ .
21 – من كتاب القرن الخامس عشر الهجري الجديد في ضوء التاريخ والواقع ص 120 هدية مجلة الأزهر عدد ربيع أول 1430 هـ .
22 – كتاب ( قلت لنفسي ) خواطر وتأملات الشيخ محمد الغزالي ص 132 .
24 - ص 65 من كتاب القرن الخامس عشر للشيخ أبو الحسن الندوي .
25 – المصدر السابق ص 68 .
26 – نفس المصدر ص 71 .
27 – من شريط الواقع الإسلامي المعاصر لأبي الحسن الندوي . من تسجيلات الشبكة الاسلامية .
28 – ما يقال عن الإسلام ص 13 . وكتاب الإسلام كما يراه الأوروبيون هدية مجلة الأزهر عدد محرم 1430 هـ .
29 – انظر مصدره في أبيدوا الإسلام ص 3 .
30 – أنظر أبيدوا الإسلام ص 41 .
31 – انظر فصل أوروبا العنصرية من كتاب الإسلام في الألفية الثالثة لمراد هوفمان عرض ابراهيم عوضين في مجلة الأزهر محرم 1430 .
32 – في ظلال القرآن ص 412 .
33 – في تدبره لقولة تعالي ( وألف بين قلوبهم لو أنفقت ما في الأرض جميعاً ما ألفت بين قلوبهم ولكن الله ألف بينهم إنه عزيزٌ حكيم ) .
34 – كتاب العلم وبناء الأمة .
35 – كتاب القرن الخامس عشر الهجري الجديد ص 99 .
36 – شريط الواقع الإسلامي المعاصر .
37 – من شرح كتاب محاسن التأويل للقاسمي سورة الأنفال شريط رقم 4 بنصه .
38 – سماعاً من الشيخ محمد اسماعيل والشك مني .
39 – شرح محاسن التأويل سورة الأنفال آية 20 المفرغ في الشبكة الإسلامية .
40 – أنظر في مصدره أبيدوا الإسلام ص 28 .
41 – سماعاً من الشيخ محمد إسماعيل .
42 – مقال الهجرة بين حضارتنا وحضارتهم مجلة التبيان عدد محرم 1430 هـ وللاستزادة انظر مقال لم هذا الرعب من الإسلام لياسر برهامي من موقع صوت السلف وفصل الإسلام هداية للإستعمار من كتاب الإسلام بيد كيد أعدائه وجحود أبنائه وانظر ما سجلته كتبهم انفسهم من كتاب أبيدوا الإسلام ص 5 إلي ص 14 ( مهم جداً )
43 - الإسلام بين كيد أعدائه وجحود أبنائه ص 14 .
44 – المصدر السابق ص 29 . (48) مجلة المختار الاسلامي عدد صفر 1430 هـ ص 74 (49) الخليج 8 / 1 / 2009 (50)محمد السروجي ( مدير مركز الفجر للدراسات والتنمية ) مجلة المختار الاسلامي عدد صفر 1430 هـ ص 70 (51) النشرة الفلسطينية ليوم 3 / 2 / 2009 رقم 35 مركز الزيتونة (52) بنصه من كلام الشيخ أحمد النقيب من شريط عن أحداث غزة الأخيرة (53) من أصداء الحرب على غزة في الصحافة الاسرائيلية(موقع المسلم )(54)منقول من خبر بعنوان ( قلق صهيوني من تزايد قوة المسلمين في أوربا تاريخ 10 / 3 / 2009 موقع مهد الدعوة (55 ) من أخبار العالم الاسلامي من موقع العقيدة والحياة (56 ) مقال لما هذا الهلع الغربي من الاسلام؟ مجلة البيان صفر 1429 هـ هـ ( 58 ) الاسلام بين كيد أعدائه وجهل أبنائه ص 137 (59 ) من شريط أسئلة حول علم النفس من تسجلات الشبكة الاسلامية وهو رائد علم النفس في هذا العصر بلا منازع كما قال الشيخ محمد سعيد رسلان (60 ) كتاب قلت لنفسي ص179 (61 ) انظر مصدره في المنهج السلفي لا الحداثة ص 25 مصطفى حلمي (62 ) سماعاً من الشيخ ابراهيم العسعس (63 ) لفظ الانسان في القرآن يأتي في سياق الذم لكن ينبغي فهم كلامي في سياقه كما هي احدى الأقوال في تعريف المروءة انها الانسانية وقول علماء التنمية البشرية أن الانسان لا يكون انسان حتى يربية انسان وأن الانسان يولد ناقص الانسانية والاستبداد من أهم الأسباب التي يفقد بها الانسان انسانيته اللازمة له ليكون مؤهل لحمل رسالة الاسلام وفهمه وبريره وقع عليها أشد أنواع الاستبداد (64) مقدمه الكتاب ص 19 (65)كتاب المخاطر التى تواجه الشباب المسلم لمصطفى حلمي ص 35 (66) عن خباب الحمد (67) خواطر مسلم لمحمد مورو مجلة المختار ص 7 وانظر هناك الادلة الكثيرة على ذلك (68)شريط الثقافة من موقعه (69)ترجمات الزيتونة رقم 34 ص 3 (70) أثرالصواريخ الفلسطينية في الصراع مع الاحتلال ص 13 من تقرير معلومات (3) مركز الزيتونة (71) قاله في حوار الشيخ محمد حسين يعقوب معه في قناة الناس فيديو على النت (72) للشيخ أحمد فهمي مقال عن هذا في مجلة البيان منذ سنتين تقريباً وسمعته من الشيخ عبد المنعم الشحات (73) أبيدوا الاسلام ص 30 نفس المصدر ص 34 (74) المنهج السلفي لا الحداثة ص 32 (75)و(76) من الشيخ عبد المنعم الشحات الشريط الثانى فى شرح رسالة نقد القومية الغربية (77) من كتاب قضايا معاصرة لسلمان العودة (78) مفاهيم ينبغى أن تصحح ص18 بصيغة الشاملة (79) سماعا من الشيخ ياسر برهامي (80) الاسلام بين كيد أعدائه وجهل ابنائه ص 99 (81 ) من محرقة غزة مجلة التبيان صفر 1430 هـ للأستاذ رضا طيب ص 27 وكذلك سمعت من الشيخ عبد المنعم الشحات (82) في حوار مع الشيخ فيديو خاص بالعلمانية كان يباع في أسطوانه (83) تقرير استراتيجي 8 مستقبل التسوية السياسية بين اسرائيل والرئاسة الفلسطينية في ظل الادارة الامريكية لأوباما من مركز الزيتونة ص 2 (84) المصدر السابق ص 4 (85) انظر مقال أوباما وقضية فلسطين لنعوم تشومسكي في نشرة فلسطين 8 / 2 / 2009 من مركز الزيتونة (86) ترجمات الزيتونه 34 (87) مقال مكافحة العماء 2 لعبدالكريم بكار (88) انظر مقال أفغانستان تجمع واشنطن وموسكو مجدداً من موقع مداد القلم (89)أوباما الحاضر الغائب في مؤتمر ميونخ موقع مداد القلم (90) العنصر كله عبارة عن مقتطفات من مقال الإسلام والغرب تعاون أم مواجهة ؟ للأستاذ محمد مورو مجلة البيان صفر 1423 هـ وللزيادة والتفصيل ارجع للمقال .
المقدمـــــــــــــة ............................. ص2

1 – أسباب هلعهم من الاسلام شعوباً وحكاماً ........................ ص3
2 – من أعجب الخطوات العملية التي نفذوها هلعا من الاسلام ............ص6
3 – شئ من خصائص هذا الدين وسمات أهله التي عرفها الغرب فزاد من هلعهم ويتضمن
نقاط عدة منها : أ – طبيعة بيئة العرب وطبيعة بيئة أهل الكفر......... ص10
ب – طبيعة الأمة الاسلامية وهي أنها لا تموت لكن قد تنام ثم تفيق إفاقة مرحلية
سريعة وأحياناً تقفز قفزة واحدة وتفيق كالمارد ..................... ص14


ج‌- يسر تجمع المسلمين علي قلب رجل واحد ( لله ) تحت ظلال العقيدة . ..........ص16
– د – وجدان الغرب وذاكرته الملنا بالرعب في الإسلام وأهله ................ ص20
هـ والإسلام وصناعة الإنسان ...................... ص30
5 – الهلع من منهج أهل السنة ( او المنهج السلفي ) خاصة .................... ص37
6 – هلع الحكام المسلمين من الاسلام واسباب هذا الهلع ........................ ص39
7 – موقف أوباما من العالم الإسلامي ...................................... ص41
8 – والاسلام والغرب تعاون أم مواجهة؟ . ................................ ص43









ح‌-















تعليقات

المشاركات الشائعة