هجوم نيوزلندا يكشف عن المتسبب الرئيسي في ظاهرة الارهاب.

هجوم نيوزلندا يكشف عن المتسبب الرئيسي في ظاهرة الارهاب.
شهدت نيوزلندا اليوم هجوما ارهابيا على مسجدين راح ضحيته عشرات القتلى والمصابين.
هذا الحادث وأمثاله كثير يدل على زيف فكر مفكرينا وشيوخنا حين يتحدثون عن سبب العمليات الارهابية في بلادنا العربية، يزعم هؤلاء المفكرين أن سبب حوادث الارهاب في بلادنا هو (نظام الحكم) كنظام الرئيس السيسي في مصر، يرونه ديكتاتوريا ويرونه مفقرا للاقتصاد القومي، وهذان السببان في نظرهم هما الدافعان وراء كل مرتكبي الحوادث الارهابية، فحادث نيوزلندا يكشف زيف فكرهم، فنيوزلندا من أغنى دول العالم، ويتمتع سكانها بمستوى معيشي من أفضل المستويات في العالم، فمثلا يمتلك 75% من العائلات مساكن خاصة بهم تحوطها الحدائق وسيارة لكل عائلة...، ونظام الحكم فيها ديمقراطي وليس دكتاتوريا، ولا يوجد فيها سوى حزبين سياسيين حزب العمل والحزب الوطني، ولا توجد اختلافات كبيرة بين الحزبين، يعني الحياة السياسية مستقرة وهادئة ولا يوجد استقطاب سياسي حزبي، وبرغم ذلك وقعت أسوأ مجزرة في تاريخ هذه الدولة! فلو كان نظام الحكم الديكتاتوري كما يسمونه مفكرونا في بلادنا أو المستوى المعيشي المتدهور هما اللذان تسببا في الارهاب فكيف لم تنجو نيوزلندا منه؟!
في الحقيقة إن الصراع السياسي وتدهور  مستوى المعيشة عاملان مساعدان يقومان بدور مهم في ظهور الارهاب، لكنهما لا ينشئان الارهاب من بعد أن لم يكن موجودا في نوايا ونفوس الارهابيين، كما يدعي مفكرونا! هما عاملان لا ينشئان شيئا اساسيا اسمه الارهاب، ولكنهما يكشفان فقط عن سيء أساساي (الارهاب) موجودة بذورُه واستعداداته في النفوس مسبقا، فكيف ولماذا تكون إذن هذا الشيء الأساسي؟ يتكون في الأفراد بأنماط مختلفة تحددها ظروفهم الخاصة، ففي بلادنا تجدون البذور الأساسية للارهاب في كل شيخ اسلامي توهم انه عالم شرعي، بينما هو مريض نفسيا وعقليا يسقط امراضه ويُلبسها لَبوس الدين ويصبغ فهمه بها، وعلى أساس وهمه يناضل في أمكنة خطأ، أبرزها إحداث الوقيعة بين الشعب والحكومة لأن الحكومة في نظره مرتعة بالموبقات كموبقة عدم تأيد او محاربة المشروع الاسلامي!وو... ، بذور الارهاب في كل مفكر مدني يتوهم أنه خبير في الاصلاح أو العلوم الانسانية، وما هو في الحقيقة سوى إنسان عقله فارغ تافه لا يعرف إلا محفوظات حفظها وكتب قرأها بلا تفكير شخصي مستقل منتج، ثم يفعل مثلما يفعل اخوانه الشيوخ يناضل لتعكير العلاقة بين الشعب والحكومة؟
الحكومة والسياسة هي شماعة الفاشلين يعلقون عليها فشلهم، وستارتهم التي يسترون بها نفاقهم وعجزهم وخبثهم، مطمئنين أنه لن ينعقد امتحان يكشف ستارهم، لأن الامتحان الأبرز هو أن يصلوا للسلطة وهذا لن يحدث بالطبع لسنوات طويلة جدا، فيظلوا خلالها إلى أن يموتوا مستورين عن أعين الناس وعن فضائح الاختبار، هؤلاء في بلادنا هم الذين ينشئون العنصر الأساسي في الارهاب وسواء حملوا السلاح أو لم يحملوه، فإن بذورهم ينشرونها وسط الناس بحرية، ولن تعدم هذه البذور أن تصادف أشخاصا يعيشون ظروفا حياتية مناسبة لكي تنمو فيها وتصل إلى نهايتها فتدفعهم إلى حمل السلاح والتخطيط لذلك، فمتى ينعم الله علينا بعقول تستطيع اختراق هذه النفسيات وتحدد جذور دائها وأساليب مكافحتها؟
خالد المرسي   

تعليقات

المشاركات الشائعة