أسئلتي إلى شيخنا العلامة الشريف حاتم بن عارف العوني (3)

س1: لو قال قائل -وحاشاه أن أكون أنا-: إذا كان فضيلتك بنفسك نقلت عن ابن الجوزي تخطئته لمن يريد تطبيق منهج السلف في نهيهم الناس عن حضور مجالس القصاص الوعاظ، لأن زمن السلف كان الناس فيه مشتغلين بالعلم، بخلاف زمن ابن الجوزي الذي كثر فيه الإعراض عن العلم فترجى أن يستفيد الناس من مجالس الوعاظ حتى لا يبتعدوا كلية عن الدين، فلماذا إذن تشتد في التحذير وتشنع على وعاظ السلفية بل وعلمائهم المعاصرين وتراهم وعاظًا ليس أكثر، رغم أن إعراض الناس في زماننا عن العلم أضعاف إعراضهم أيام ابن الجوزي؟
ج1:  المقصود بالوعاظ الذين يؤمر الناس بالجلوس إليهم : وعاظ العلماء حقا ، كابن الجوزي ، أو الواعظ الذي يعرف قدر نفسه فلا يخوض في غير التذكير بالكليات اليقينية ، ويصحح تصوراته على العلماء بصورة مستمرة . أما الوعاظ المفسدون لتصورات الناس ، المثيرون للطائفية ، المكفِّرون بحجة اتباع السلف ، المفرقون للمجتمع الواحد ، الداعون للتخلف باسم الزهد ، المرغبون في التطرف باسم التمسك بالدين ، المحرضون على الفتن والقتل باسم الجهاد .... فهؤلاء أضر على الأمة من الوعاظ الذين يكذبون على النبي ﷺ ممن اتفق العلماء على التحذير منهم !.
تعقيب خالد:   
وإذا كان هذا الواعظ الفاضل هو المقصود من كلام ابن الجوزي في زمنه فأي مذمة أو نقص أفضلية عن العلم فيه، دعت ابن الجوزي إلى تبرير الجلوس إليه كتبرير المفسدة القليلة تفاديًا عن مفسدة أكبر؟
رد شيخنا: 
أن الوعظ لا يُحدث تدينا عميقا، كالذي يحدثه العلم ، ولكنه تدين سطحي ، وهو خير من لا تدين .

س2: يقول أحد العلماء أن الإمام أحمد كفر منكري رؤية الله، لا لأن القول كفر في نفسه بل هو من الخلاف السائغ، ولكن لاعتقاده أنه صدر عن زيغ وزندقة. فما رأي فضيلتك؟
ج2: 
أتباع مذهب الإمام أحمد (ابن تيمية ومن جاء بعده) يحملون تكفيره على المقالة دون القائل ، أي أنه يعتبرها مقالة تخاف قطعيا شرعيا ، لكن يُعذر فيه بالجهل والتأول . وهذا أمر اختلف فيه أهل السنة وأهل الحديث : فمنهم من اعتبر الخلاف خلاف يخرج من الملة ، منهم من لم يعده كذلك . ونقل هذا الاختلاف عنهم أبو نصر السجزي في رسالة الحرف والصوت وابن قدامه في صفة الكلام أو في غيره من كتبه العقدية

تعليقات

المشاركات الشائعة