حاجة طالب العلم الشرعي إلى العلوم الاجتماعية ( والعكس) من تراث مدرسة المنار (2).

حاجة طالب العلم الشرعي إلى العلوم الاجتماعية ( والعكس) من تراث مدرسة المنار (2).
سوف أنقل كل ما أقف عليه من تراث الشيخ رشيد رضا المنشور في مجلة المنار أو تفسير المنار.
 وفائدة نقل كل ما أقف عليه ليس مجرد التأكيد على المعنى المطلوب، ولكننا سنجد أن الشيخ يذكر في موضع ما من الأدلة والتقريرات ما لا يذكره في موضع آخر وذلك بحسب ما يخطر في باله وقت الكتابة من الأدلة أو بحسب مناسبة المقام للتطويل في هذا الموضوع أو الإيجاز .
يقول الشيخ - رحمه الله - أثناء تفسيره لقول الله تعالى {ذَلِكَ أَنْ لَمْ يَكُنْ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا غَافِلُونَ} تحت عنوان :" علمالاجتماع في القرآن وحظ المسلمين منه ومآلهم بجهله:" إن هذه الآية وما في معناها من الآيات - كآية هود - من قواعد علم الاجتماع البشري الذي لا يزال في طور الوضع والتدوين ; وهو العلم بسنن الله تعالى في قوة الأمم والشعوب وضعفها وعزها وذلها وغناها وفقرها وبداوتها وحضارتها وأعمالها ونحو ذلك. وفائدة هذا العلم في الأمم كفائدة علم النحو والبيان في حفظ اللغة، وفي القرآن الحكيم أهم قواعده وأصوله وقد سبق بعض الحكماء المسلمين إلى بيان بعضها، وبدأ ابن خلدون بجعله علما مدونا يرتقي بالتدريج كغيره من العلوم والفنون، ولكن استفاد غير المسلمين بما كتبه في ذلك وبنوا عليه ووسعوه فكان من العلوم التي سادوا بها على المسلمين الذين لم يستفيدوا منه كما كان يجب ; لأنه كتب في طور تدنيهم وانحطاطهم، بل لم يستفيدوا من هداية القرآن العليا في إقامة أمر ملكهم وحضارتهم على ما أرشدهم إليه من القواعد وسنن الله تعالى فيمن قبلهم. ولا يزالون معرضين عن هذا الرشد والهداية على شدة حاجتهم إليها بسبب ما وصل إليه تنازع البقاء بين الأمم في هذا العصر، وإنا نرى بعضهم يعزي نفسه عن ضعف أمته ويعتذر عن تقصيرها بالقدر الذي يفهمه مقلوبا بمعنى الجبر أو يسليها بأن هذا من علامات الساعة وارتكس بعضهم في حمأة جهله بالإسلام حتى ارتدوا عنه سرا أو جهرا زاعمين أن تعاليمه هي التي أضعفتهم وأضاعت عليهم ملكهم، والتمسوا هداية غير هدايته ليقيموا بها دنياهم فخسروا الدنيا والآخرة وذلك هو الخسران المبين." تفسير المنار ج: 8، ص : 111

تعليقات

المشاركات الشائعة