مختلف أراء المصريين - ساسة وشعبا - في نظام الإخوان.

منقول من صفحة الدكتور محمد عبد اللطيف بواسطة الفيس بوك 
روى الإمام ابن كثير رحمه الله في أحداث فتنة مقتل عثمان سنة 35 هـ :

" ورجع عليّ إلى عثمان ؛ فأخبره برجوعهم (رواد الفتنة) عنه ؛ وسماعهم منه ، وأشار على عثمان أن يخطب الناس خطبةً يعتذر إليهم فيها مما كان وقع من الأثرة لبعض أقاربه ، ويُشهدهم عليه بأنه قد تاب من ذلك ، وأناب إلى الاستمرار على ما كان عليه من سيرة الشيخين قبله ، وأنه لا يحيد عنها كما كان الأمر أولا في مدة ست سنين الأول ، فاستمع عثمان هذه النصيحة ، وقابلها بالسمع والطاعة ، ولما كان يوم الجمعة وخطب الناس ، رفع يديه في أثناء الخطبة ، وقال : اللهم إني أستغفرك وأتوب إليك ، اللهم إني أول تائب مما كان مني ، وأرسل عينيه بالبكاء ؛ فبكى المسلمون أجمعون ، وحصل للناس رقةٌ شديدةٌ على إمامهم ، وأشهد عثمانُ الناسَ على نفسه بذلك ، وأنه قد لزم ما كان عليه الشيخان أبو بكر وعمر - رضي الله عنهما - ، وأنه قد سبّل بابه لمن أراد الدخول عليه ، لا يمنع أحداً من ذلك ، ونزل فصلى بالناس ، ثم دخل منزله وجعل من أراد الدخول على أمير المؤمنين لحاجة أو مسألة أو سؤال ، لا يمنع أحدٌ من ذلك مدةً ...

ثم إن علياً جاء عثمان بعد انصراف المصريين ؛ فقال له : تكلّم كلاماً يسمعه الناس منك ؛ ويشهدون عليك ، ويشهد الله على ما في قلبك من النزوع والإنابة ، فإنّ البلاد قد تمخّضت عليك ، ولا آمن ركبا آخرين يقدمون من قبل الكوفة ؛ فتقول : يا عليّ ؛ اركب إليهم ، ويقدم آخرون من البصرة ؛ فتقول : يا علي ؛ اركب إليهم ، فإن لم أفعل قطعت رحمك ؛ واستخففت بحقك ؟! ، فخرج عثمان فخطب الخطبة التي نزع فيها ، وأعلم الناس من نفسه التوبة ... فرقّ الناسُ له ؛ وبكى من بكى ، وقام إليه سعيد بن زيد فقال : يا أمير المؤمنين ، اللهَ اللهَ في نفسك ! فأتممْ على ما قلت ، فلما انصرف عثمان إلى منزله وجد به جماعة من أكابر الناس ، وجاءه مروان بن الحكم ؛ فقال : أتكلم يا أمير المؤمنين أم أصمت ؟ ... فقال له عثمان : بل تكلم ، فقال مروان : بأبي أنت وأمي ؛ لوددت أنّ مقالتك هذه كانت وأنت ممتنعٌ منيعٌ ، فكنتُ أول من رضي بها وأعان عليها ، ولكنك قلتَ ما قلت حين بلغ الحزام الطبيين ، وخلف السيل الزبى ، وحين أعطى الخطة الذليلة الذليل ، والله لإقامةٌ على خطيئةٍ يُستغفَر منها ؛ خيرٌ من توبةٍ تخوف عليها ، وإنك لو شئت لعزمت التوبة ؛ ولم تقرِرْ لنا بالخطيئة ، وقد اجتمع إليك على الباب مثل الجبال من الناس ، فقال عثمان : فاخرج إليهم فكلّمهم ، فإني أستحي أن أكلمهم ... فخرج مروان إلى الباب - والناس يركب بعضهم بعضا - ؛ فقال : ما شأنكم ؟ كأنكم قد جئتم لنهبٍ ، شاهت الوجوه ! كلّ إنسانٍ آخذٌ بأذن صاحبه ، ألا من أريد ؟ جئتم تريدون أنْ تنزعوا ملكنا من أيدينا ؟ ، اخرجوا عنا ، أما والله لئن رمتمونا ليمرنّ عليكم أمر يسوءكم ولا تحمدوا غبّه ، ارجعوا إلى منازلكم ، فوالله ما نحن مغلوبين على ما بأيدينا ، قال : فرجع الناس ، وخرج بعضهم حتى أتى عليا فأخبره الخبر ، فجاء عليٌّ مغضباً حتى دخل على عثمان ؛ فقال : أما رضيتَ من مروان ولا رضي منك إلا بتحويلك عن دينك وعقلك ... "




تعليقات

المشاركات الشائعة