كيف لا يكون أهل المعلومات والموسوعية أهل علم ومعرفة؟

قرأت للإمام الشاطبي كثيرا يتكلم عن قوم صار لهم رأي في الدين لأنهم اعتقدوا في أنفسهم العلم أو اعتقد فيهم بعض الناس العلم
فظنوا رأيهم في الدين مما يُعتبر ويُعتد به! وهؤلاء موجودون في كل زمان ولكن كيف يغتر الناس بهم أو يغتروا هم بأنفسهم؟ أحد الأسباب المهمة في هذا الاغترار، هو الخلط بين حيازة المعلومات أو الموسوعية في الحفظ والقراءة وبين حيازة المعرفة أو العلم، لأن المعلومات وسيلة إلى المعرفة أو العلم كأجزاء الكمبيوتر قبل تجميعها لا تصلح كمبيوتر ولا يستفيد به أحد حتى يتم تجميعها ولا يتبقى عليه إلا أن يوصل الجهاز في الكهرباء ليستفيد منه أما قبل تجميعه وهو أجزاء فلا يصح تسميته كمبيوتر من الكمبيوترات الصالحة للإستعمال، فكذلك من حاز المعلومات - قراءة وحفظا - كالدكاترة والموسوعيين لا يكونوا أهل علم ومعرفة حتى يُجمعوا بين تلك المعلومات ويصلوا بينهما بطرق معينة منهجية وموجهة يعرفها أهل العلم وهم أيضا حين يجمعون المعلومات يجمعونها بمنهجية أيضا مستحضرين حاجتهم المستقبلية بعد الجمع حين يصلون بينها ويربطونها ببعض ، فإذا ربطوا بينها بالمنهجية المعروفة تكون لدينا علمًا ومعرفة صالحة للإلتقاط والإستفادة بها من جهة طلاب العلم والمعرفة، أما قبل ذلك فهم حفاظ أو موسوعيون فقط لا أهل علم ولا يصح أن يُلتمس منهم العلم وهؤلاء إذا لم يعرفوا كلامي ويكيفوا أنفسهم معه فسيكونون بؤر تخلف في مجتمعاتهم لأنهم سيشوهون العلم والعلماء ويضربون الفكر الأصيل والمعرفة في مقتل.
وأنا لهذه العلة ألح باستمرار على ضرورة الإنطلاق من نتاج المجددين المعاصرين لك - كما ألح المددون من قبلي كالشاطبي وغيره - كمحمد عبده و الدكتور محمد عبد الله دراز و Muhammad Rashid Rida محمد رشيد رضا فلا يفهمني البعض لأنه لا يرى فرقا بينهم وبين غيرهم حيث يراهم مشتركين في حيازة المعلومات والموسوعية والدرجات العلمية ولو فهم الفرق الذي أوضحته لما استغرب إلحاحي

تعليقات

المشاركات الشائعة