من وحي تجربة د. " منى مصطفى" وخطاب البطالة المقنعة.

---

من وحي تجربة د. " منى مصطفى" وخطاب البطالة المقنعة.
د. منى مصطفى" الأستاذ المساعد بكلية العلوم بالقاهرة استطاعت أن تكتشف علاجا مبكرا لسرطان الثدي في هذا العام مما أهلها لأن تضع الخارجية الأمريكية صورتها على جدرانها ضمن عشر سيدات هن الأفضل على مستوى العالم لهذا العام، وقد أجرى جريدة الأهرام معها حوارا صرحت فيه بتصريحات خطيرة جوابا عن تساؤل المحاور عن سبب اشتهار الناجحين حين يخرجون إلى الغرب لا من بلدهم مصر، وفي نظري أنه كان من الطبيعي في مجتمع كمجتمعنا ( بعد الثورة) حيث يُنظر له باعتباره يسلك بدايات الطريق إلى النهضة ، كان طبيعيا أن نرى حركة نشطة في منابرنا الإعلامية تتناول هذه التصريحات ( وغيرها) بقلم التحليل والتوسع في أسبابها ووصفها ونتائجها وطرق إصلاحها لتخلق وعيا شعبيا عاما بمشكلات وتحديات مجتمعه، وهذه الحركة النشطة هي التي تسبق الثورات وتظل مصاحبة للمجتمع الناهض في تطور وتوسع، وبدونها لا ينهض المجتمع - ولكنه يتغير فقط!- - كما تعلمنا تجربة النهضة الأوروبية المعاصرة، وكذلك النهضة العربية الأولى!.
وفي زاوية أخرى يفاجئنا الدكتور سامح فوزي بمعلومة خطيرة عن الناس التعساء في مصر الذين يعيشون في المناطق العشوائية وفي قلب المناطق الحضرية أنهم " يعبرون عن مجتمع لا نعرفه بالقدر الكافى، وربما لا يعرفه الباحثون فى مجال علم الاجتماع "!.
ونحن لا نرى هذه الحركة النشطة على رغم ما نرى من الكتابات والمقالات التي تزخر بها منابرنا الإعلامية ودور النشر! وهذا معناه أننا نعيش حالة من ( البطالة المقنعة) إنها بطالة عن العمل في طريق النهضة مقنعة بكلام كثير - منطوق ومكتوب - دون أن يمس مشاكلنا وتحدياتنا بالتحليل والعلاج والوصف الدقيق الجلي!، وسترى مثل هذا الحكم من أهل التخصص العقلاءكل منهم في تخصصه! .
يخبرنا الدكتور "السيد يس" أن هذه الحركة النشطة ( أي خطاب النهضة) كانت موجودة في عقد الخمسينيات وانقطع لصالح خطاب آخهر أسميه ب ( خطاب البطالة المقنعة) وأن واجبنا كقراء ومثقفين أن نصل ما انقطع.
تنبيه: مصطلح " البطالة المقنعة" استعرته من المستشار طارق البشري كان يصف به الخطاب الفكري المصري أثناء كلامه على فترة زمنية سابقة.

تعليقات

المشاركات الشائعة