الشيخ محمد الغزالي ينكر على الشيخ صالح الفوزان ومن انتهج نهجه!

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم وبعد :







رأينا فتوى الشيخ صالح الفوزان عضو هيئة كبار العلماء بالسعودية كيف أفتى بتفسيق من يُحل الأغاني لأنه مجاهر بالمعصية ولايجوز الصلاة خلفه(مما هيج الشباب على أهل العلم الذين يحلون الأغاني وخاصة الشيخ عادل الكلباني وتعاملوا معه ومازالوا بقمة سوء الأدب!، وان كان هذا القول باطل بلاشك، لكن القائل به من أهل العلم متأول وله سلف من الأئمة الكبار كابن حزم، ولايجوز تفسيق المتأول فضلا عن ابطال الصلاة خلفه، ورأينا من أفتى بردة المنادين بالاختلاط في السعودية وقتلهم! رغم أننا في زمن الجهل والفتنة والقائلون بهذا من الجهال لاالعلماء، بل ومن أهل العلم من يقول به(وهو خطأ بلاشك وفيه تفصيل) لكن هل يجوز هذا التعامل مع المخالف! والله ان قلبي ليتفطر من هذا الاقصاء والاحتقار للمخالف! وأخشى أن يكون هؤلاء المخطئون سببا في ارجاعنا الى عصور التقليد والجمود والاقصاء التي كانت في القرنين الثاني والثالث عشر الهجري، وقد بادت مدنًا بأكملها بسبب الحروب التي نتجت عن هذا الجمود والتقليد والفهم المغلوط لحقيقة الدين وكلياته!


واليكم خاطرة للعالم الرباني(محمد الغزالي) ينكر فيها على من انتهج مثل نهج هؤلاء المخطئين(غفر الله لهم)


الخلاف الفقهي ليس معصية


المؤمن يكتفي بنظر الله اليه، ورقابته عليه، ويعي بعمق قول الله: فمن رمق وجها أخر، وأمل الخير عنده فقد عرَّى عمله عن الاخلاص، وفقد الأخلاق الربانية...


وعلماء القلوب شحنوا كتبهم بهذه المعاني، لأنهم موقنون بأن معاصي القلوب أخطر من معاصي الجوارح، فهذه المعاصي القلبية سرطان يأتي على الايمان من القواعد..


ولقد لاحظت – واستغفر ربي وأستعيذ به – أن عددا من قادة الثقافة ورجال السياسة، مبتلون بهذا السرطان، وأن عبادة الذات والتقوقع في مطامعها يسيطران عليهم..


ويشاركهم في هذا البلاء أذناب يطنّون حول مآربهم ومجالسهم طنين الذباب..


أمراض القلوب لاالخلاف الفقهي أخطر شئ على الدنيا والدين معا.


مالخلاف الفقهي؟ انه كالخلاف بين المحافظين والعمال في انجلترا، أو كالخلاف بين الجمهوريين والديمقراطيين في أميركا..هؤلاء الناس متفقون على الأصول الرئيسية والأهداف العامة، وربما تفاوتت أنظارهم في الترتيبات الداخلية لنظام البيت..


أما في أمتنا فقد رأيت الرعاع يبنون العلالي على هذا الخلاف، ويخرجون منه بنتائج مدمرة..


لنفرض أن رجلا يتبع أبا حنيفة ولايتبع ابن حزم، أو بالعكس! ماعلاقة هذا بالقرب من الله أو البعد عنه؟ وما صلة هذا بالفسوق أو التقوى؟ هذا خلاف يحكم فيه بالخطأ أو الصواب!!، انه خلاف عقلي في نطاق محدد، ومن السفه ربطه بحقيقة الدين أووحدة الأمة..


فلو تصورت أن مخالفا لابن حزم – أيام سلطانه – وشى به الى الصليبيين كي يبطشوا به، فأنا أعدّ الواشي مرتدا، أو هو من سلالة أبي لؤلؤة أو ابن ملجم..


ومثله في الزيغ من يفضلون أن تحكم أفغانستان الشيوعيهُ ولايحكمها أيوحنيفة، أو من يسُّوون بين الشيوعيين والأحناف..


ويوجد متدينون في عصرنا ينحدرون الى هذا الدرك من الغباء أو الحقد، وقد آذوا الله ورسوله بهذا الفكر الوضيع، وذاك سر حملتي عليهم وضيقي بهم..


ان الخلاف الفقهي في ديننا – اذا استوفى شرائطه العلمية والخلقية – لايُسمى معصية أبدا، بل كل مجتهد مأجور باجماع الأمة..


والذين يتذرعون بالخلاف في الفروع للغمز وللمز، والتمزيق والتفريق جديرون بالتأديب..


ولاأصدق أن رجلا مؤمنا استجمع الأخلاق الربانية يسف الى هذا المستوى...


انتهت الخاطرة


والحمد لله رب العالمين

تعليقات

المشاركات الشائعة