منهج بن تيمية (وصاحبه مصطفى حلمى ) فى تجميع الاسلاميين

بسم الله الرحمن الرحيمالحمدلله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه أفضل صلاة وأتم تسليم أما بعد
يقول علامة العصر ومجدد السلفية مصطفى حلمى فى كتاب منهج علماء الحديث والسنة فى أصول الدين ص 209
وكان(أى بن تيمية ) يحاول أيضا التقريب بين وجهات النظر مادامت الأصول المتفق عليها واحدة . اذ بالرغم من الخصومات العنيفة الحادثة بين الفرق والمذاهب فى عصر شيخ الاسلام . فانه حاول التقريب بين الاتجاهات المتقاربة اذا وجد مواضيع الالتقاء كثيرة . فأظهر الاتفاق فى الأصول وأغضى عن الخلافات فى دقائق المسائل التى تخفى على الكثير فان الكلام فى مسألة الكلام حير عقول أكثر الأنام ودوافعه فى ذلك أن الله تعالى أمرنا بالجماعة والائتلاف ونهانا عن الفرقة والاختلاف فقال لنا فى  القرءان
وقال

وقال
وكان يبرز أمام مخالفية الأصول الكبار المتفق عليها فيذكرهم بأن ربنا واحد وكتابنا واحد ونبينا –صلى الله عليه وسلم 0 واحد وأصول الدين لاتحتمل التفرق والاختلاف (بن تيمية شرح العقيدة الأصفهانية ص63
منهج مصطفى حلمى (صاحب بن تيمية )
يقول ص 240
عنوان
مسائل الاجماع فى العقيدة والعبادات
وفى ضوء هذه التفسيرات التاريخية والعبرة مما حدث .فان الحكمة تقتضى التخفيف من غلواء التفرق . مع تلمس مسائل الاجماع بين المسلمين لأن الأحوال المعاصرة تجعل من الاستمرار فى بث الفرقة لونا من ألوان التدمير العقائدى والحضارى للمسلمين كافة .............. الى أن يقول
ومن ناحية أخرى نود فى ختام هذا البحث اضافة أكثر العوامل أهمية وابرازه والالتفاف حوله . ونعنى به عناصر الوحدة التى تجمع بين المسلمين قاطبة لأن تحليل عناصرها يثبت أنها تفوق أسباب الخلاف والفرقة ( يقصد أن مساحة المختلف فيه بين الاسلاميين لاتساوى شيئا اذا قيست بمساحة المتفق عليه بينهم )
أضف الى ذلك أن المشكلات الكلامية المثارة فى الماضى نشأت عن أسباب وعوامل نبعت من البيئة الثقافية حينذاك وقد قُتلت بحثا وتحليلا ومناقشة وظهر فيها الحق بين المذاهب والفرق . وربما كانت محتملة عندما كانت الحضارة الاسلامية سائدة . أما وقد آل الحال الى مانحن عليه . فلم يعد من المحتمل اثارة هذه المشكلات من جديد(1) وقد سبقنا علماء الحديث والسنة الى توجيهنا الى هذا الأصل الجامع . منهم بن حزم بكتابه ( مراتب الاجماع فى العبادات والمعاملات والاعتقادات ) وعنوانه يشير الى مضمونه . يعنينا ما سجله فى باب الاعتقادات قال
( ثم نقل شيئا من كلامه) وواصل قائلا
وكذلك العبادات هناك اجماع فى أمور رئيسية لخصها بن تيمية كما يلى . وذلك مثل ( ثم نقل شيئا من كلامه )
وقال
لذلك ينبغى أن تخف أصوات الخلافات ويجتمع المسلمون على مادة الاسلام العظمى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم والاسترشاد باجتهادات علماء الحديث والسنة لاسيما وقد جدت تحديات فى هذا العصر تقتضى منهم الوقوف جبهة واحدة انتهى كلامه
ولعل بعض المفتونين قد يفهم شدة بن تيمية فى نقد المذاهب والطوائف المخالفة للسنة فهما على هواه فأنقل لهؤلاء المقتونين كلاما للامام مصطفى حلمى من نفس المصدر الأول ص 203 وهو يتكلم عن مكارم أخلاق بن تيمية ويفسر السبب فى نقده الحاد أحيانا فيقول
عنوان
خلقه (أى بن تيمية )
اتصف الشيخ بمكارم الأخلاق . أما عن حدة الطبع التى تُوصف بها كتاباته وشدته فى نقد المذاهب والطوائف المخالفة للسنة فهى كرد فعل لشدة خصومة مخالفيه . وكان هو على يقين بأنه على الحق بالأدلة الشرعية العقلية .
فالواقع أن الرجوع الى مراحل حياة الشيخ . والاطلاع على التهم التى كيلت اليه ظلما ومانسب اليه زورا وبهتانا (1)* . كل هذا دفع بالشيخ الى الثورة على المظالم التى أحدقت به .
ويزيد الأمر ايضاحا ما يحدثنا به عن نفسه فيقول ( فان الناس يعلمون أنى من أطول الناس روحا وصبرا على مر الكلام . وأعظم الناس عدلا فى المخاطبة لأقل الناس (2) . فبم اذن يُفسر ثورته وغضبه ؟
هنا يجيب قائلا (فمتى ظلم المخاطب لم نكن مأمورين أن نجيبه بالتى هى أحسن . بل عنف أبو بكر الصديق رضى الله عنه عروة ابن مسعود بحضرة النبى صلى الله عليه وسلم لما قال – انى لأرى أوباشا من الناس خليقا أن يفروا ويدعوك وأجابه بحدة بالغة الشدة (أنحن نفر عنه وندعه ) ؟!(3)
وفيما عدا هذا فقد كان الشيخ متسامحا مطبقا لأخلاقيات الاسلام فى العفو ..... وذكر الامام مصطفى حلمى شيئا من مواقف بن تيمية فى عفوه عن خصومه بعد أن عرض عليه السلاطين الانتقام منهم له وأدعوا كل أخ مسلم أن يجتهد فى تجميع شمل الاسلاميين
ونسأل الله أن يصلح ذات بين الاسلاميين العالمين لدين الله وأن يتعاونوا لاعزاز دين الله
والحمدلله رب العالمين
خالد المرسى

--------------------------------------------------
(1)كثيرا ما يكرر الامام هذا الكلام فى كتبه ولايقصد منه المعنى الباطل الذى يقصده البعض ولكن يقصد به المعنى الحق كما أيضا يكرر مقصده هذا فى كتبه كالكتاب المنقول منه هذا الكلام وككلامه فى مقدمة الطبعة الثالثة من كتاب قواعد المنهج السلفى فى الفكر الاسلامى يقول ( واذا لاحظ القارئ أن هذه الفرق قد انقضت بانقضاء المراحل التاريخية التى ظهرت فيها . فان ملاحظته صحيحة ولكن فاته أن بعض عقائدها ظلت متوارثة فى عقول البعض . ومن هنا تأتى الفائدة الثانية أى التحذير من الانزلاق الى بعض أو كل بدع الفرق المنحرفة عن الجادة انتهى كلامه يعنى الامام يقصد التوازن فى تقدير خطورة المسائل والمشكلات العقدية المُثارة فى الساحة واعطاء لكل منها الوقت والجهد اللازم لدحضها وتفنيدها بذكاء وحكمة وعقل كبير بدون (حَوَل فكرى )
(1)* هامش . يقول بن تيمية (وكان قد بلغنى أنه زور على كتاب ) .. ويقول (أنا أعلم أن أقواما ما يكذبون على ) ص207 من كتاب العقود الدرية لابن عبد الهادى انتهى الهامش (تخيلوا يا اخوة مالذى يمكن أن يفعله بن تيمية ازاء هذه التهم الفظيعةوعدم الاعتبار لأقل حقوقه كمسلم والتقول عليه بالبدع التى أوقف حياته على دحضها ؟!!!!!!!!!
(2) محنة الشيخ ص44
(3) نفس المصدر والصفحة 19.20 ابن كثير ص 54 ج14

تعليقات

المشاركات الشائعة