وأنا معهم يا طنطاوي

كتبه محمد القصاص


اليوم خرج محمد سيد طنطاوي من سعة الدنيا ومحبوبه وأحبابه إلى حَكَمٍ عدل ، فاجأه الموت وهو يركض في الحياة .

تسعة عقود أو يكاد ( مواليد 1347هـ ) ثم رحل طنطاوي إلى ربه ، إلى عليم قدير .وما أن أعلنت الوفاة حتى رفعت الأيدي إلى ربها تخاصم طنطاوي عند من لا يعجزه شيء :



فقائل : اللهم طنطاوي خان وهان ونصر يهود على عبادك المستضعفين في فلسطين ، أقر الصلح ... وأقر جدار العزل.

اللهم كذَّاب ادعى الجهل بزعيم يهود بعد مصافحته ، وادعى الجهل بحصار المستضعفين . وقد علم وشيئاً ما عمل بل نصر عليهم من حاربهم .
اللهم استقبل حاخام يهود الأكبر ( مائير ) ، وتردد على نوادي يهود المشبوهة ، واستقبل سفراء من أعوان يهود .
وها هي يهود اليوم في صحفها تعلن أسفها على فقده . أحبهم وأحبوه . أو هاودهم فأحبوه . وسبحانك : جعلت المرء مع مَن أحب



وقائل : اللهم أحل حرامك وحرم حلالك ، أباح الربا ، وسكت عن الخنا ، وتطاول على أهل العلم ... اللهم أهان العلماء حين انتسب إليهم وذل لمن خان وهان ، وحين تطاول عليهم بالطرد من الوظائف والتحويل إلى المحاكم . اللهم حارب ( هيئة كبار العلماء ) . اللهم أحل حرامك وحرم حلالك وحارب أوليائك ، وها هو بين يديك . فعدلك عدلك .



وقائل : اللهم تطاول على العفة .. اللهم تطاول على المروءة .. نزع النقاب بيديه ، وأباح للذكر أن يتحول إلى أنثى ( بشروط ) ، وأباح للنساء أن يتقافزن لعباً بين الرجال يقول ( بحجاب ) ، وأن يلتحقن بالكلية العسكرية ، وأطلق يد صبيانه على العفيفات في الجامعات ، ووقف ردءاً للفرنسيس فتشجعوا به ونزعوا الحجاب . وأيد المجرمين المؤتمرين في بكين في توصياتهم التي يحاربون بها دينك وإيمائك الصالحات .

وقائل .. وقائل :

علت الأصوات واشتدت ، ووقفت معهم شهيداً على قولهم ، أرفعي يدي مثلهم أناجي حكماً عدلاً :

اللهم إن طنطاوي أذن لعباد الصليب أن يدعو الناس للكفر بربهم في بلاد المسلمين ، فيما عرف بالوثيقة الخاصة بالفاتيكان ، وسكت عن الأراذل ممن تطاولوا على الدين وسيد المرسلين صلى الله عليه وسلم .

اللهم ونحن شهداءك في أرض . فاللهم لا تخلف فينا طنطاوي آخر . واجعله عبرة لمن بعده .

محمد جلال القصاص

--

تعليقات

المشاركات الشائعة