قراءات فى مقالات الأستاذ العظيم ابراهيم العسعس

أول مقال اسمه التوحيد أولا ولكن
وهذا نص المقال ويليه تعليقى
إبراهيم العسعس





يرى تيار كبير في الساحة الإسلامية أنَّ مشكلة العالم الإسلامي لن تُحل إلا بإصلاح العقيدة، وأن النهضة لا تتحقق إلا بالبدء بلا إله إلا الله ، وهي بداية الأنبياء جميعا صلوات الله وسلامه عليهم.
وهذا أصل عام لا شك فيه، تؤيده نصوص الكتاب والسنة الكثيرة وليس المقام محلا لسردها فهي معلومة مشهودة. ولقد أكد كثير من أهل العلم على هذا الأصل، يقف على رأسهم شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم رحمهما الله تعالى، ثم تبعهما على ذلك الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله.
وجاء بعدهم الأستاذ سيد قطب رحمه الله. فعرض هذا الأصل بصياغة معاصرة في كتابه "معالم في الطريق" في فصل "طبيعة المنهج القرآني". وفي مواضع كثيرة من تفسيره .
2- وإن كان لا بد من وضع القارئ في جو الموضوع، فلأعرض – باختصار – ما كتبه سيد رحمه الله في الفصل المشار إليه.
ذكر رحمه الله أن القرآن المكي بقي يتنزل مقرِّراً قضية واحدة، هي قضية العقيدة، قال رحمه الله: "لقد شاءت حكمة الله أن تكون قضية العقيدة هي القضية التي تتصدى لها الدعوة منذ اليوم الأول للرسالة، وأن يبدأ رسول الله صلى الله عليه وسلم أولى خطواته في الدعوة بدعوة الناس أن يشهدوا: أن لا إله إلا الله، وأن يمضي في دعوته يُعرِّف الناس بربهم الحق ويُعبِّدهم له دون سواه"( ).
وهذه البداية كانت الأصعب لمعرفة العرب بمقتضياتها؛ ومن تغييرٍ كاملٍ لطبيعة حياتهم، ونقضٍ لأصول عقيدتهم.
ويذهب سيد رحمه الله إلى أن الظروف كانت ملائمة ليبدأ رسول الله صلى الله عليه وسلم دعوته بعرض نفسه كمصلح اقتصادي، أو اجتماعي، أو "كثوري" عربي ينادي بوحدة العرب، وتخليصهم من التبعية لفارس والروم ... ولقد كان المتوقع في كل تلك الحالات أن يكون المؤيدون أكثر من الرافضين، إذن لاختصر رسول الله صلى الله عليه وسلم كثيراً من الجهد والوقت، ولأمكنه - من بعدُ – أن يفرض ما يشاء من أصول الدين دون مقاومة تُذكر.
ثم بيَّن سيد رحمه الله أن طبيعة هذا الدين تقوم على قاعدة الألوهية الواحدة، وهذه الطبيعة هي التي حكمت هذه البداية، واستثنت تلك البدايات المتوهمة.
وينتهي رحمه الله إلى نتيجة مهمة، وهي أن التشريعات التفصيلية لم تنزل إلا بعد أن استقرت "لا اله إلا الله" في القلوب، وذلك أن المنهج الإسلامي "ليس نظرية تتعامل مع الفروض .. إنه منهج يتعامل مع الواقع".
ويمضي رحمه الله في الاستطراد لتقرير هذه القضية.
3- هذا عرض مختصر لهذا الأصل في مستواه النظري العام. وهو إلى هنا أمر متفق عليه على الأغلب.
لكنَّ الاتفاق على الأصل – أي أصل – في مستواه النظري غيرُ التعامل معه في المستوى العملي التفصيلي. والمشكلة الكبرى تكمن في اغترار الكثيرين بالأصل بشكله المطلق النظري، فيطلقونه في التطبيق دون مراعاة للتفاصيل والسياقات.
إن تحقيق القاعدة في الواقع يحتاج لاعتبار التفاصيل التي لا بد من إعمالها في صياغة القاعدة في مستواها العملي. وعندما يُقرر أهل العلم قاعدة لا يقصدون أبداً إلغاء ما تجب ملاحظته عند إعمالها، وإنما يقصدون ـ وحسب ـ صياغةَ قاعدة تجمع الأدلة المطَّردة العامة، ويكتفون بذلك لظنهم أنه لن يتعامل مع القاعدة إلا من يستحضر التفاصيل والاستثناءات والظروف المحيطة بالقاعدة العامة.
إن تنزيل أي قاعدة على الواقع يتطلب قدْراً كبيراً من الحكمة والدقة والشمولية لضرورة مراعاة ما يلي:
1- ظروف الواقع
2- التفاصيل والاستثناءات المقترنة بالقاعدة.
3- تنزيل القاعدة بصياغة ومنهج عمل يتناسبان مع فقه الأولويات الذي يراعي – بدوره – ما ستعالجه القاعدة بحسب الأهمية.
إن معرفة المعلومات شيء. وفقهها وتحقيق مناطها شيء آخر.
وفي هذا يقول ابن القيم رحمه الله "ومن أفتى الناس بمجرد المنقول من الكتب على اختلاف أعرافهم وعوائدهم وأزمنتهم وأمكنتهم وأحوالهم وقرائن أحوالهم قد ضلَّ وأضلَّ" ( )
4- ونعود إلى التوحيد أولاً، حيث انتهينا من عرض هذا الأصل من خلال كلام سيد رحمه الله.
لقد تبنى تيار كبير من الدعاة هذا الأصل. وعرضوه على أنه البداية الحتمية، هكذا بشكل عام دون اعتبار لتفصيلات أخرى مهمة عند كلامهم عن النهضة. فلقد غفلوا أو امتنعوا، عن تضمين خطابهم أي اهتمام بقضايا الناس وهمومهم، ظناً منهم أن هذا الاهتمام يتعارض مع ما قرروه من أن: التوحيد أولاً ومما زاد حساسيتهم تجاه هذه المسألة جعل بعض المناهج الفكرية غير الإسلامية ( )هموم الناس الاقتصادية والاجتماعية، الخ ... على رأس اهتماماتهم ! وفاتهم أن وجود التشابه بين قضايا من الإسلام وبين المناهج الأخرى لا ينبغي أن يدفعنا لرفض الحق الذي عندنا. وهل إذا وظف بعض المنحرفين بعض الأدلة وانتهوا إلى نتائج صحيحة نشطب هذه الأدلة وما تدل عليه لئلا يقال بأننا متأثرون بالمنحرفين مقتبسون منهم؟!
5- لقد كان لهذا الأسلوب في الخطاب آثاره السلبية، إذ اتسم بالبرود، وعدم القدرة على تحريك الناس لافتقاره للوقود الذي يدفعهم لتبني المشروع الإسلامي.
إن الناس طبقات، وإذا كانت الصفوة تكتفي بالنهوض على أساس المبادئ، وتقدم نفسها ونفيسها من أجل غاية غير مرئية، فإن أغلب الناس يحتاجون لخطاب يشتمل على همومهم واهتماماتهم الآنـيَّة. وهذا لا يتعارض مع القاعدة الأصلية من ضرورة أن تكون البداية هي إصلاح العقيدة وانبثاق الخطاب عنها، بل إن ذلك من مقتضيات لا إله إلا الله .
6- نعم .. التوحيد أولاً ... أصل ثابت ودائم، ومن إصلاحه تتحقق الإصلاحات الأخرى. لكنَّ المفاسد الحاصلة بسبب فساد التوحيد تتنوع باختلاف العصور، ففي حين تكون مفسدة ما الأولى في عصر ما، تجدها من حيث فُشوُّها وتأثيرها في المجتمع، الأخيرة في عصر آخر. وواجب المصلح – لذلك – التأكيد على منكر العصر الذي يعيش فيه، وذلك بأن يصوغ خطابه في إصلاح التوحيد صياغة منبثقة من : لا إله إلا الله تعالج ذلك المنكر.
إنَّ الذي يجعل الكهانة والسحر وشرك القبور قضيته الرئيسة عندما تكون منتشرة مسيطرة يدرك أن التوحيد أولاً.
والذي يجعل شرك الحاكمية قضيته في زمن فشوه يدرك كذلك أن التوحيد أولاً . وهكذا ..
7- وهذا التفصيل هو عين منهج الأنبياء صلوات الله عليهم في الدعوة . والناظر في قصص الأنبياء مع أقوامهم لا يجد صعوبة في إدراك ذلك.
فهذا شعيب عليه السلام - مثلا – يخاطب قومه بالحقيقة الأساسية، والهدف الرئيس: "وإلى مدين أخاهم شعيبا، قال: يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره ..." وهذه هي الغاية من بعثته، الدعوة إلى التوحيد. فلا إصلاح للحياة إلا بإصلاح التوحيد. لكنه بعد ذلك يخاطبهم: "ولا تنقصوا المكيال والميزان، إني أراكم بخير وإني أخاف عليكم عذاب يوم محيط . ويا قوم أوفوا المكيال والميزان بالقسط، ولا تبخسوا الناس أشياءهم ولا تعثوا في الأرض مفسدين. بقيت الله خير لكم إن كنتم مؤمنين وما أنا عليكم بحفيظ" (هود: 84 – 86 ) .
إنه الخطاب الشامل الذي قرر المنطلق، ثم بعد ذلك هاجم الفساد الظاهر في قومه، وهو فساد اقتصادي. وينطلق الخطاب من أصل: تحقيق العبودية لله سبحانه: فإن العبودية الحقة تقتضي عدم سلب أموال الناس بالباطل.
وعلى عادة القرآن العظيم بعدم ذكر جميع التفاصيل، فإنه لم يحدثنا عن نتائج هذا الخطاب. بل ترك لأهل العلم والاجتهاد ملء الفراغات استنباطاً رفعاً لمنزلة أهل العلم، وتفضيلا للعاِلمين على الجاهلين، وقد قيل:
"لولا المشقة ساد الناس كلهم".
ولا شك أن ملأ الفراغات، وتجميع الصورة يكون بالاعتماد على الإشارات الموجودة في النص، وبضم الآيات الأخرى التي تتحدث عن نفس الموضوع.
فإكمالاً للمشهد نقول: لا نشك أن هذا الخطاب لامس وجدان قطاع كبير من المخاطَبين المظلومين، فتفاعلوا مع الدعوة إيماناً أو اهتماماً ، وهو الاهتمام الذي يسبق الإيمان غالباً ... لقد وضعهم الخطاب على أول الطريق.
وتأكيدا لهذا الاستنتاج إقرأ : "قال الملأ الذين استكبروا من قومه ..." (الأعراف: 88)
لقد تمت الصورة، فالذين رفضوا الدعوة هم المستفيدون من الوضع القائم، إنهم الملأ" : الأشراف الذين يملؤون العين مهابة وإجلالاً؛ إنهم أصحاب المال والجاه؛ إنهم "المستكبرون".
وقبل أن يعترض أحد فيقول: إن الدعوة إلى التغيير على أساس الإسلام ليست دعوة طبقية اقتصادية على غرار الماركسية!
أبادر فأقول: ومن قال ذلك ؟! لكن .. أليس من مقتضيات الخطاب الإسلامي التغييري إصلاح الاقتصاد، وتذكير الناس أنهم جميعاً من آدم، وآدم من تراب؟!.
ألا يُعنى الإسلام بإصلاح الدنيا، كما هو معنيٌّ بإصلاح الآخرة ؟! ألا يجب أن يعرف المدعوُّون إلى التوحيد أن تحقيق التوحيد، والوعي على الإسلام يعني رفضَ الظلم والاستغلال، ويعني تحقيق العدل والكرامة ؟!
إن تحقيق العبودية لله سبحانه وتعالى، رفضٌ لعبودية غيره، وتحررٌ من الخضوع لأيِّ سلطة سوى سلطة الله عز وجل.
إن الكلمة في حوار الأنبياء مع أقوامهم – كما هي في كل القرآن – لم تأت خبط عشواء، بل لها مكانها في الجملة القرآنية الذي لا يناسبه كلمة غيرها. وعليه فليس عبثا أن يتكرر في القرآن تقرير أن "الملأ" "الذين استكبروا" هم الرافضون للدعوة.
وليس عبثا أن يكون "المستضعفون" هم المتبِعين( ).
تدبَّر هذا النص : "قال الملأ الذين استكبروا من قومه للذين استضعفوا لمن آمن منهم ...." [الأعراف : 75]
إن الذين يمثلون المعارضة للدعوة الجديدة هم الملأ الذين استكبروا وإن الذين آمنوا هم – على الغالب – المستضعفون.
أما بقية المستضعفين ممن بقي على الكفر فهؤلاء لا قيمة لهم ولا وزن: فهم يتبعون كل ناعق.
وهذا لا يعني أن بعض أهل المال والجاه لا يؤمنون.
كما أنه لا يعني أن الدعوة إلى الإسلام موجهة إلى المستضعفين دون غيرهم. وإنما الكلام على الأغلب. وهذا – على كل حال – ما تعطينا إياه الآيات. وإلا فلماذا يخبرنا الله سبحانه على لسان قوم نوح هذه الكلمة: "قالوا أنؤمن لك واتبعك الأرذلـــون "(الشعراء" 111) ألا يكمن في هذه الكلمة "الأرذلون" درس عظيم، يريد منا رب العزة أن نتدبره؟
8- ثم لننتقل إلى السيرة النبوية، مكتفين بمثلين:
أ- يقول الله تعالى: " ويل للمطففين الذين إذا اكتالوا على الناس يستوفون وإذا كالوهم أو وزنوهم يخسرون. ألا يظن أولئك أنهم مبعوثون. ليوم عظيم. يوم يقوم الناس لرب العالمين" [المطففين :1 –6].
السورة مكية على الراجح، وفي خِضم الصراع على القضية الأساسية: قضية التوحيد، وفي ظرف كان المسلمون فيه مستضعفين، يأتي القرآن الحكيم ليتكلم عن الفساد الاقتصادي، وظلم الناس بسرقة أموالهم! ألا يدعو هذا النص – إذن – إلى التوقف والتأمل؟
أما عن آثاره التي تُركت لأهل العلم كي يستنبطوها. فنقطع بأن السورة قد تركت آثاراً عميقة في المجتمع المكي؛ إذ جعلتهم يَسمرون بمناقشة البيان الجديد، ولعل قائلاً منهم قال لمن حوله: إن دعوة محمد "صلى الله عليه وسلم " لا تعد بجنة بعد الموت وحسب، وانما تعد بعدالة على الأرض، تُردُّ فيها الحقوق إلى أهلها، ويوضَع فيها على أيدي المفسدين.
وإن جاز لنا أن نتصور، فستظهر لنا صورة جماعة من الناس الذين يمسهم هذا النص، وقد سمعوا بهذا البلاغ، يتناقشون بشأن هذه الدعوة الجديدة التي ستنصفهم.
وكل ذلك في ظل أصول الدعوة. والأصل في هذا النص هو اليوم الآخر "ألا يظن أولئك أنهم مبعوثون ليوم عظيم".
المثال الثاني: أختصره من السيرة، وهو عن قصة رجل من إراش ابتاع منه أبو جهل إبلاً، ومَطَلَه بأثمانها، فطلب الإراشي النصرةَ من نادي قريش، فأرشدوه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم استهزاءً به عليه السلام، وتوريطاً له مع أبي جهل. فعرض الرجل قصته على رسول اله صلى الله عليه وسلم فوافق صلى الله عليه وسلم على نصرته، وتوجه معه إلى دار أبي جهل ... ( ) الخ وإلى هنا نكتفي إذ يتحقق الشاهد مما ذكر.
لا يفوتنك وأنت تقرأ هذه الحادثة أن تبقى على ذُكر بأن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يعذبون ولا يملك صلى الله عليه وسلم إلا الدعاء والوعد بالجنة! .
وإذن فلك أن تعجب كيف يمضي صلى الله عليه وسلم مع الإراشي للتوسط له!
ولقد كان له أن يعتذر بأنه مستضعف لا يملك لنفسه ولا لصحبه حولاً ولا طولاً ولقد كان حريَّـاً بالإراشي أن يقبل عذره. فلماذا يذهب معه؟ ولنا أن نسأل: ألم يتعارض هذا الموقف في ذهن رسول الله صلى الله عليه وسلم مع الأصل الذي نذر نفسه له، وهو الدعوة إلى التوحيد حتى يستقر، ولا علاقة له أثناء ذلك بالأحداث التي تجري في مكة؟!.
أما نحن فلنا أن نتصور كما سبق، لنرى أن الخبر طار في مكة وتحدث به الناس: إن لمحمد – صلى الله عليه وسلم – هذا لشأناً، وإن الإله الذي يدعونا لتوحيده لا يرضى الفساد في الأرض ... ولن نبعد النَّجعة إذا قلنا بأن هذه الحادثة دعت كثيراً إلى الدخول في الإسلام .. أو على الأقل – وضعتهم على أول الطريق.
9- وبعد ... إن الخطاب الإسلامي إذا أُريد له أن يكون فاعلاً فعالاً ، فلا بد له من أن ينطلق من التوحيد.
ولكن ...
لا بد له مع ذلك أن يكون شاملاً، متفاعلاً مع هموم الناس، متحسِّـسـاً لآلامهم وآمالهم.
وهذا لا يتعارض مع ضرورة البدء بالتوحيد.


إننا في دعوتنا للتغيير لا نرفع لافتات الكادحين والجياع والفلاحين والعمال! وإن الخطاب الإسلامي ليس تحريضاً للجياع على المتخمين ولكنه دعوة إلى تحقيق العبودية المطلقة لله سبحانه التي تحول بين المتمكنين وبين ظلم الجياع الضعاف.
إن الدعاة يرفعون "لا اله إلا الله" وفي أثناء ذلك يعلنون للناس بأن "لا اله إلا الله" تعني إعطاء الحقوق لأصحابها، وردع الظلمة والمستغلين. ومهمة العاملين في الدعوة اعتماد التوحيد كعامل ثابت وأساسي في الخطاب التغييري، ثم بعد ذلك عليهم أن يلاحظوا المنكرات المتفشية في الظرف الذي يتحركون فيه.
والعبرة في هذه الحالة في التوازن، والتمسك بالمبدأ الأساس وعدم الانجراف وراء المسائل الأخرى.
وإن العمل في الدعوة ليست إطلاقات نظرية ...
وإن القاعدة في ذلك ليست كالقاعدة في الرياضيات حداً صارماً بين الصواب والخطأ।
-----
تعليقى
4- بسم الله الرحمن الرحيمالحمدلله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه أفضل صلاة وأتم تسليم أما بعد
وألم يقل العلماء أن لادين لمن لادنيا له ؟! فانظروا كيف نفوا أن يكون له دين وهذا يبين لنا خطورة التهميش فى الحياة على دين وتوحيد المُهَمشين 5- وقال الله تعالى حاكيا عن القوم {هُمُ الَّذِينَ يَقُولُونَ لَا تُنفِقُوا عَلَى مَنْ عِندَ رَسُولِ اللَّهِ حَتَّى يَنفَضُّوا وَلِلَّهِ خَزَائِنُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَفْقَهُونَ }المنافقون76- يريدون اعنات المؤمنين اقتصاديا ليُشغلوا يتحصيل أسباب الحياة فيُصرفوا عن الاستجابة لداعى التوحيد واتلحق بل ليُصرفوا عن مجرد التفكير فى أمر الدعوة والتدينويقول الدكتور محمد سليم العوا فى شريط تطبيق الشريعة دقيقة رقم 22الصعوبات الاقتصادية التى تواجه بلادنا والسيطرة الأجنبية على اقتصادنا باعتراف بعض الأجانب أنفسهم سبب رئيسى فى اقصاء الشريعة الاسلامية حتى اليوم عن حكم هذه البلاد وأجتزأ بمثلين اثنين فى الاعتراف بهذه الحقيقة يظن أصحابها ( أى الاجانب) حين يكتبونها أو يذيعونها فى الناس أنها لن تكون موضع اعتبار المطالبين بتطبيق الشريعة أو العاملين لها لأنها تُكتب فى وسائل الاعلام الغربية الأجنبية لأنها تبعد عن تصورهم أن يتابعها الاسلامييون الذين لايعرفونهم الا غلاة متشددين لايقرؤون للأجانب ولايسمعون للكفار 1- المجلة العالمية الشهيرة الاقتصادية ( عنوانها بالانجليزى ) تقول فى عددها فى أول مايو 1985 أن الصعوبات التى تواجه تطبيق الشريعة فى وتعدد بلدان كثيرة منمها ( ايران وباكستان ومصر والجزائر والمغرب وسوريا وماليزيا واندونسيا ) تعود كلها الى الوضع الاقتصادى لهذه الدول وحاجتها الدائمة لمدى طويل مقبل الى الاعتماد على المعونة الأجنبية ستكون عائقا عن أن تُطبق الشريعة الاسلامية ॥ والرأى نفسه مع تركيز عميق على مصر تنشره مجلة (نيوزليك ) 5-8-1985 تحليل كامل للأوضاع الاقتصادية زالسياسية فى مصر يختص قضيتين القضية الاقتصادية وقضية الشباب المؤمنين بفكر تنظيم الجهاد وتنتهى المجلة الى أن هذين العنصرين يتعاونان معا الأزمة الاقتصادية التى تحتاج فيها دائما الى اعتماد مكثف على الغرب وبالذات أمريكا والغلو الذى يقود بعض الشباب لأخطاء الى مدى يمكن للأمريكيين ( ولأصدقاء الأمريكيين ) ان يطمئنوا معه । 2- يقول الدكتور وكأن تطبيق الشريعة الاسلامية فى مجتمع يبعد مئات الألف الميال عن المجتمع الأمريكى أمر مخيف وينبغى للأمريكان أن يخافوه حتى يستدعى الأمر أن محرر نيوزليك فى الشرق الأوسط يكتبه مطمئنا بنى قومه وجنسه الى أن هذا الأمر بعيد التخقيق والحمدلله رب العالمين لمن لادنيا له

المشاركات الشائعة