رسالة الى علمائنا الأفاضل تعليقا عما حدث لهم فى السعودية

بسم الله الرحمن الرحيمالحمدلله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه أفضل صلاة وأتم تسليم أما بعد






رأينا الضربة الموجعة للتيار الإسلامي، بشقيه الرسمي والمستقل فى السعودية بفعل الحثالة زبالات العقول ومن حقنا أن نعرف ماهو أخطر سبب أوصلنا الى هذه الهزيمة



فان الله تعالى انتقد الصحابة وعلمهم مواضع الضعف فيهم التى أوصلتهم للهزيمة فى غزوة أحد



لأن {علمائنا الأفاضل } اهتموا بدراسة شركيات وبدع القبور والصفات على حساب اهتمامهم بشركيات الأفكار والظنون وأكيد هذا الاهتمام سبب { أن الأمير يمنع من يكتب فى الصحف عن الاولياء والقبور ولايمنع من يعظم الكفار ويمجد القيم الغربية ويسفه القيم الاسلامية ويدعوا الى نبذها }{1} مع أن القوى الدولية تسعى لتمكين القبوريين فى البلاد كسعيها فى التمكين لأذنابهم من الليبراليين . فاهتم العلماء مثلا بتدريس كتب كشرح الطحاوية لابن ابى العز والواسطية والتدمرية لابن تيمية على حساب اهتمامهم بعلم الفكر ومناهج الأخلاق فقاسوا واقعنا كله بواقع بن تيمية فى عصره كله ولم يتنبهوا للفروق التى تلغى القياس والالحاق الكامل . فمثلا فى عصر بن تيمية كان أخطر انحراف فى باب الصفات وشركيات القبور فكان بن تيمية بنقده ومواجهته لتلك الشركيات متفاعلا مع الواقع الجديد ومتطلبات عصره ولذلك نجد أغلب كتب بن تيمية عبارة عن فتاوى لأنه ماكان يكتب الاتلبية للحاجة ولمتطلبات عصره{2} وكان أيضا يفصل فى اجاباته على الفتاوى بل كان فى كثير من فتاواه يؤصل ويقعد للموضوع ويشرحه ثم يجيب وكأنه يكتب كتابا مستقلا لعلمه بوجود اناس يستعملون الفتاوى فى غير موضعها ..وأيضا كان يوجد فى عصره غزو فكرى فنقده أيضا وفند أراء المناطقة الفلاسفة بعد أن درس علومهم وسبر أغوارها فصحح قواعد المناطقة اليونايين { والغرب يأخذ بتصحيحات بن تيمية الان بعد أن حاربوه وحاربه قومه فى وقته بسبب تلك التصحيحات } أما واقعنا المعاصر وان كان فعلا شبيها جدا بواقع بن تيمية الا أنه يختلف فهو عصر جديد ويختلف فى الغزو الفكرى بصورته وشكله الحديث الذى لم يحدث مثله فى التاريخ الاسلامى كله حتى ان هذا الغزو الجديد هو الذى اضطر الاسلاميون بسببه أن يكونوا ويتشكلوا فى جماعات اسلامية متعددة وهذا التعدد لم يحدث أبدا فى تاريخ الاسلام {أقصد تعدد الجماعات لا الآفكار والاراء } وان تعددت المقالات المنحرفة فوجدنا الاشعرى يصنف كتابا سماه مقالات الاسلاميين ولم يصنف أحد كتاب فى الجماعات الاسلامية مثلا {3}.قال الأستاذ ابراهيم النعمة {ولقد كان للغزو الفكرى فى كل جيل وفى كل عصر دوره التخريبى فى حياة الناس الا أن البشرية لم تشهد فى مرحلة من مراحل حياتها وضعا كان فيه للغزو الفكرى خبراء ومتفلسفون وأجهزة ومؤسسات كعصرنا الحاضر هذا الذى اتخذ فيه الغزو الفكرى صبغة الفلسفة والنظرية والمبدأ الذى يعتنقه الأتباع ويدافعون عنه وينقادون له {ويشكلون كل شرائح المجتمع من خلاله }{4} وقال عز الدين الخطيب التميمى { ومما لاينكر أنه لم يواجه دين من الأديان ولاعقيدة من العقائد مثل ماواجه الاسلام من تحديات فقد واجه الاسلام منذ فجر تاريخه تحديات عنيدة من مخالفيه فقد واجه المشركين فى مكة واليهود فى المدينة ثم لما فتحت الأمصار وانتشر الاسلام فيها واجهت الثقافة الاسلامية أفكارا شعوبية الحادية وفلسفات وثنية كالفلسفات الفارسية واليونانية والهندية وغيرها ولكن الاسلام ثبت أمام هذه التحديات وانتصر عليها فقد كان المجتمع الاسلامى آنذاك يعى الاسلام وعيا كاملا ويدرك أخطاء الأفكار والاتجاهات التى كان يطرحها الفلاسفة والزنادقة وماتحمله من شبهات وهى فى جملتها تعمل على نقل الفكر من مجال أصالة الفطرة ومنطق العقل الصحيح وطريق التوحيد وطابع الايمان الى مجال الالحاد والاباحية غير أن المجتمع تصدى لهم وأخذ يكشف زيفهم ويبين ماانطوت عليه قلوبهم من كيد ولم تستطع أن تنال من الاسلام عبر العصور .على أن أخطر هذه التحديات هى تلك التى تواجهها المجتمعات الاسلامية اليوم وهى تحديات تتمثل بالمواجهة السافرة حينا والمستترة أحيانا هذا التحدى الذى يتمثل حاليا بالغزو الفكرى الغربى {5}



فعليكم ياعلمائنا اذا الاهتمام بملاحقة هذه الشركيات ونقدها ومواجتها كاهتمامكم بمواجهة شركيات القبور والصفات ووضع مناهج أساسية كمناهج الاسماء والصفات وشركيات القبور يدرسها الطلبة ويتعمقون فيها كتعمقهم فى الاسماء والصفات وقال عمر عبيد حسنة { والغزو الفكرى بحركته الفكرية والعملية من أخطر مانواجه فى حياتنا لأن مايقوم به من أهداف تقوض الدعائم يتعلق بأعمق أعماقنا عذديا وفكريا وحضاريا وليس هناك أمام المسلمين من سبيل الا المواجهة وقبول التحدى واثبات الذات والا فلسنا جديرين بالحياة {6}



يقول الشيخ أحمد القاضى فى مقال ( الخواء العقدى )



إن على الراسخين في العلم والإيمان، والمتخصصين في علوم العقيدة، أن يعيدوا النظر في اهتماماتهم، ويرتبوا أولوياتهم، ويتنبهوا للخطر الداهم الذي يجتاح الجيل الجديد، ولا يضيعوا أوقاتهم في استحياء رفات صراعات تاريخية، أو تحقيقات تراثية تجاوزها الزمن. على حملة العقيدة أن يرتقوا إلى أفق العقيدة، ويبصروا المشهد الواقعي، بمختلف تجاذباته، لكي تكون جهودهم في محلها، وتؤتي أكلها، وتحمي الأمة، وتصون بيضتها.ونحن على ثقة مطلقة، من أن جميع هذه المظاهر السلبية،ما كانت لتطل برأسها، وترفع عقيرتها، إلا في غياب الطرح الواعي، والمعالجة المستنيرة، والاستدلال بالنص المعصوم، والعقل السليم، والفطرة السوية. و( إذا جاء نهر الله، بطل نهر معقل ) .



فيا علمائنا الأفاضل اجلسوا مع محبيكم العلماء الثقات الذين ينتقدوكم ويناصحوكم وتعاهدوهم بالزيارات وادعوهم للزيارة وليكن لكم معهم لقاءات دورية ثابتة تتناقشون فيها وتتحاورون وكما قال الشاعر فى الرأى تضغن العقول ولاتضغن الصدور



ووالله ان تفاعل أهل الحق مع واقعهم التفاعل اللازم فلن يستطيع أحد الوقوف امامهم لاحاكم ظالم ولاشعب جاهل ولاقوى دولية {أو على الاقل سيكون الوضع أفضل من الان بكثير } وان لم يتفاعل أهل الحق التفاعل اللازم مع الواقع ومتطلباته فلن يستطيعوا الوقوف {بعقيدتهم وان كانت على القرءان والسنة بفهم سلف الأمة }أو النهوض فى وجه أى فكر أخر { وان كان فكر الحثالة زبالات العقول



ما أحوج هذه الأمة الى كثير من محمد الغزالى {السلفى لاالعقلانى } والى سلمان العودة{ السلفى }والى يوسف القرضاوى{ السلفى لا العقلانى} والى عبد الكريم بكار والى ابراهيم العسعس وأبو الحسن الندوى وغيرهم وغيرهم والى من يشرح للناس كتب السلف كعرض مشايخ اسكندرية



والحمدلله رب العالمين



1- سماعا من الشيخ عبد المنعم الشحات



2- سماعا من لشيخ محمد اسماعيل



3- سماعا من الدكتور محمد عمارة



4- و5و6 نقله عنهم الدكتور أحمد عبد الرحيم السايح فى كتا الغزو الفكرى فى التصور الاسلامى هدية مجلة الازهر جمادى الاولى 1414 هجرية




تعليقات

المشاركات الشائعة